يوثق نتائج التنقيبات في السلطنة.. صدور العدد 24 من مجلة الدراسات العُمانية
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
مسقط- الرؤية
أصدرت وزارة التراث والسياحة مؤخرا العدد 24 من مجلة الدراسات العُمانية، وهي مجلة علمية محكمة ومتخصصة في التراث الثقافي والطبيعي العُماني.
ويضم هذا العدد ستة أبحاث علمية محكمة منشورة باللغة الإنجليزية، وقد وثقت هذه الأبحاث في معظمها نتائج الدراسات والمسوحات والتنقيبات التي قام بها عدد من البعثات الأثرية المحلية والدولية والمشتركة العاملة في مختلف المواقع والمحافظات بسلطنة عُمان.
وتناولت هذه الأبحاث الأثرية الستة في مضمونها فترات تاريخية متنوعة ومواضيع مختلفة مثل اكتشافات الأحفوريات التي جاءت استكمالا للعمليات التنقيبية السابقة التي قامت بها البعثة الفرنسية في تسعينيات القرن الماضي لدراسة الفقاريات الأرضية الممزوجة بأعضاء بحرية في تجمع أحفوري من فترة الأوليجوسيني المبكرة في قرية ثايتينيتي بالقرب من منطقة عيدم في أقصى الجزء الجنوبي من محافظة ظفار حيث سلطت الدراسة الجديدة في هذا الموقع الضوء على وصف وتصوير أعضاء هذه الأحفوريات المكتشفة في التسعينيات، والتي تتضمن العديد من أنواع أسماك القرش والأسماك الأخرى وتملأ جنبا إلى جنب مع التكشفات الأحفورية في بالي نالا بباكستان الفجوة الزمنية في السجل الأحفوري للأسماك صفيحية الخياشيم الغضروفية لغرب المحيط الهندي.
ومن الأبحاث ما تطرق للمعمار الجنائزي وما يتصل به من ممارسات دفنية في عصور ما قبل التاريخ وخاصة الألفين الثاني والأول قبل الميلاد، ومنها ورقة بحثية وثقت نتائج التنقيب في عدد من القبور الجماعية على هيئة ممر، والمعروفة أيضا باسم الغرف الطويلة، والتي تم التعرف عليها في مقبرة من الألف الثاني/الأول قبل الميلاد في دبا البيعة بمحافظة مسندم حيث تناولت هذه الورقة البحثية الأصل والانتشار الجنائزي لهذه القبور ذات الطابع المعماري الضخم والتي ينحصر تواجدها على المنطقة الشمالية من شبه الجزيرة العُمانية.
كما استعرض أحد المقالات العلمية في هذا العدد مجموعة المقتنيات المكتشفة في منطقة ذات خيل الواقعة في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية حيث تعود هذه الأدوات من أوانٍ وخناجر وأساور، والتي تمت صناعتها بشكل رئيسي من النحاس/البرونز، إلى فترة العصر الحديدي المبكر في عُمان.
وقدمت الورقة البحثية الخاصة باللقى الأثرية من منطقة وبل القديمة أحد مواقع العصر الحديدي في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة دراسةً لقطعتين أثريتين تم العثور عليهما في هذا الموقع الذي يشير الفخار المنتشر بكثافة على سطحه إلى فترة العصر الحديدي المبكر، حيث تمثل إحدى هاتين القطعتين جزءا من تمثال طيني لامرأة واقفة بينما جاءت القطعة الأثرية الثانية على شكل ختمٍ مصنوع من الحجر الأملس.
وكشفت التنقيبات الإنقاذية التي أجريت بمنطقة بلاد الشهوم في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة عن مقبرةٍ من العصر البرونزي الوسيط (فترة وادي سوق) حيث تعد هذه المقبرة التي تضم قبورا صندوقية تحت أرضية الأولى من نوعها التي تعود لهذا العصر، خاصة وأنه تم اكتشافها في المنطقة الجبلية الوسطى على ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر مما يؤكد على وجود استيطان في هذا النظام البيئي في بداية الألف الثاني قبل الميلاد.
كما ضم العدد 24 من مجلة الدراسات العُمانية دراسةً توثيقية للمشهد الأثري في العصر الحديدي بمنطقة تنوف في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية استنادا إلى نتائج عمليات المسح والتنقيب الأثري التي تمت في المنطقة خلال الأعوام من 2017 إلى 2023 حيث يتميز العصر الحديدي في عُمان بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية بما في ذلك ظهور المراكز الإقليمية، وكثافة الزراعة المستقرة، ونظام إمدادات المياه بالأفلاج.
وتأسست مجلة الدراسات العُمانية في العام 1975م وتجدون أعدادها متوفرة في جناح وزارة التراث والسياحة (رقم 3J 3K) بمعرض مسقط الدولي للكتاب 2024م.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: العصر الحدیدی فی ولایة فی هذا
إقرأ أيضاً:
مجلة "القافلة" تناقش مستقبل الإنترنت وتستطلع عوالم الربيع
أصدرت مجلة "القافلة" عددها الجديد (709) لشهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2025، الذي ناقش تأثير الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على مستقبل الإنترنت، واحتفى بفصل الربيع برمزيته الجمالية والتجديدية، كما تضمَّن مقالات أدبية وفنية وعلمية تسلط الضوء على التطورات الراهنة ومساحات ثقافية متنوعة.
تناولت افتتاحية العدد دور التقنية الرقمية في مشهد الإعلام، انطلاقاً من المنتدى السعودي للإعلام الذي عُقد في الرياض في فبراير (شباط) الماضي، حيث انصب قسط وافر من التركيز فيه على تأثير التقنية على مستقبل "الإعلام في عالم يتشكَّل".
مخاوف التزييف العميق
في قضية العدد، تناول عدد من المختصين "مستقبل الإنترنت والقرية العالمية في ظل التزييف العميق"، لتسليط الضوء على القدرة المذهلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي على إنتاج مقاطع صوت وفيديو وصور مزيفة تحاكي الواقع بدقة مذهلة، مما يفتح آفاقاً إعلامية جديدة ويثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات في العصر الرقمي.
وتطرّق النقاش أيضاً إلى سبل مواجهة سوء استغلال مثل هذه التقنيات، من خلال تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور وتطوير تقنيات ذكية مضادة تكشف المحتوى المزيَّف.
"هوبال".. والعربية وأقنعة الهوية
في باب "أدب وفنون"، كتب وائل فاروق عن التفاعل بين اللغة العربية و"الآخر" وأثر ذلك في تطويرها، بدءاً من إسهامات العلماء ذوي الأصول غير العربية في تأسيس علوم اللغة، ومروراً بتأثير حركة الترجمة والاستشراق، وانتهاء بدور المراكز الثقافية خارج العالم العربي في إرفاد لغةٍ يصفها بأنها "نهر بين ضفّتين.. شرقية وغربية".
من جانبه سلَّط شعيب الحليفي الضوء على بُعد لغوي آخر يرتبط بالروح الممزَّقة التي يتّسم بها الأدب العربي المكتوب بلغة أجنبية، حيث يطفو هذا النقاش المستمر مجدَّداً على السطح عقب إعلان فوز الكاتب الجزائري الأصل، كمال داود، بجائزة "الجونكور".
واستعاد شوقي بزيع ملامح صورة من الذاكرة للشاعر اللبناني إلياس أبو شبكة، "شاعر العصف الذهني واللغة المتوترة". أما طامي السميري، فاستكشف صور الجار في الرواية العربية، مشيرًا إلى التحولات الاجتماعية التي أثرت على مفهوم الجيرة عبر الزمن.
وفي سينما سعودية، نطالع قراءة نقدية عن فيلم "هوبال" كتبها د. فهد الهندال، بينما يسلِّط زكي الصدير الضوء في فرشاة وإزميل على الأسلوب الفني للنحّات العماني أحمد الشبيبي، الذي يتميَّز بتجريد الخط العربي وتحويله إلى أعمال بصرية معاصرة.
هل تُنقذنا الحيوانات من الوحدة؟
في باب علوم وتكنولوجيا، يكتب د. عبدالرحمن الشقير عن "تاريخ التعدين في عالية نجد"، باحثًا موضوع استخراج المعادن في المنطقة وأهميته الاقتصادية. أما نضال قسوم، فيتناول "الظواهر والأجسام الغريبة" وما يُثار حولها من جدل، حيث يرصد ويقيِّم بعدسة العلم الاعتقادات المتزايدة حول الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر غير المألوفة، التي يربطها البعض بوجود كائنات فضائية.
ويناقش رمان صليبا تأثير الحيوانات الأليفة في تحسين الصحة النفسية، خاصةً في ظل التغيرات الاجتماعية الحديثة. كما تشرع فاطمة البغدادي في رحلة البحث عن جمال الذات، التي أبرزت مفهوم "صورة الجسم" لدى البشر، منذ أن بدأت تتشكَّل مع اختراع المرايا ووصولًا إلى تأثرها اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي.
من كوريا إلى العالم.. ومن العالم إلى تايلاند
في باب آفاق، يؤكد عصام زكريا أن المشاهدة المنفردة ليست كالمشاهدة في حشد، فدور الجمهور لا يقتصر على التأثير في تلقي العمل الفني فحسب، بل يؤثر في الفنان نفسه.
ويتناوب علي المجنوني وعبود عطية على الإدلاء برأيهما حول دور المكتبة المنزلية في العصر الجديد. كما تبحث الكاتبة لي يي جي (لمياء) كيف أصبحت الثقافة الكورية قوة ناعمة تمتد عبر الموسيقى والدراما واللغة، لتؤثر في المجتمعات حول العالم. أما في زاوية عين وعدسة، فتأخذنا كلمة ياسر سبعاوي وعدسة عبدالله البطّاح في جولة مصورة إلى تايلاند، حيث الطبيعة الخلّابة وعناق الحداثة والتقاليد.
وفي ملف العدد، تكتب مهى قمر الدين عن رمزية فصل الربيع، وحضوره في المخيلة الإنسانية. كما ترصده في بُعده البيئي، وتتبع ما له من آثار عميقة في النفس وأصداء ما لبثت تتردَّد في مختلف الثقافات.