إستراتيجية علاجية جديدة لمرضى سرطان البروستاتا
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تمكن باحثون من العثور على مزيج من الأدوية يمكنها معا تغيير الخطة العلاجية المتبعة لعلاج مرضى سرطان البروستاتا المقاوم، وهو نوع من السرطان يطور مقاومة للعلاج.
وأجرى الدراسة باحثون من مجموعة بادالونا للبحوث التطبيقية في علم الأورام (Badalona Applied Research Group in Oncology /B·ARGO) ووحدة أورام المسالك البولية في معهد كاتلا للأورام (the Urologic Tumours Unit of the Institut Català d’Oncologia)، بالتعاون مع معهد الأبحاث الألماني ترياس بوجول (GERMANS TRIAS I PUJOL RESEARCH INSTITUTE) في إسبانيا، ونشرت في مجلة فرونتيرز إن فارماكولوجي (Frontiers in Pharmacology)، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت "(EurekAlert).
والدوسيتاكسيل (docetaxel) هو الدواء الأكثر استخداما في علاج سرطان البروستاتا. ومن المؤسف أن بعض المرضى تطورت الخلايا السرطانية لديهم مقاومة ضد هذا الدواء.
قدمت الدراسة اقتراحا لمزيج من الأدوية يمكنها معا مساعدة المرضى الذين لم يستجيبوا لدواء دوسيتاكسيل. ويتكون هذا المزيج من مجموعة من مثبطات الكيناز (kinase inhibitors).
الباحثون كشفوا عن المسارات التي تتبعها الخلايا في تطوير المقاومة، فقد لوحظ نشاط زائد في المسارات الخلوية "إم إي كيه/ إي آر كيه وبي آي 3 كيه/ إيه كيه تي" (PI3K/AKT وMEK/ERK) في الخلايا السرطانية التي أظهرت مقاومة للدوسيتاكسيل.
وقد استكشف الباحثون إمكانية تثبيط هذه المسارات من خلال استهداف بروتين منظم لها. هذا البروتين يسمى "بي تي إي إن" PTEN وهو أهم بروتين يقوم بتنظيم المسار الخلوي "بي آي 3 كيه" (PI3K).
وأظهرت الدراسات التي أجريت خلال السنوات الماضية أن هذا البروتين -بالإضافة لقدرته على تنظيم انقسام الخلايا وبقائها حية- يقوم بدور مثير للاهتمام في تنظيم الثبات الجيني للخلايا (الحفاظ على بنيان الجينات) وهجرة الخلايا والتجدد الذاتي للخلايا الجذعية، والبيئة المحيطة بالورم.
وكانت نتائج الدراسات مرضية للدرجة التي دفعت الباحثين لتجريب الخليط المقترح من خلال دراسات سريرية تثبت مأمونية وفعالية هذا المزيج في مرضى السرطان الذين أظهروا مقاومة للدوسيتاكسيل، مما يعني وجود آفاق مستقبلية لاستخدام هذا الخليط كعلاج معتمد.
سرطان البروستاتاوفقا لمعهد السرطان الوطني التابع للمعاهد الصحية الوطنية الأميركية، فإن سرطان البروستاتا من أكثر السرطانات شيوعا بين الرجال الأكبر عمرا، فيما يندر حدوثه عند الرجال دون سن الـ50، وينمو هذا السرطان ببطء شديد.
ومن علامات سرطان البروستاتا ضعف تدفق البول أو التبول بشكل متكرر. وله علامات أخرى مثل صعوبة البدء في التبول ومشاكل في إفراغ المثانة بشكل تام.
وفي المراحل المتقدمة من هذا المرض قد يعاني المريض من آلام في الظهر أو الحوض لا تختفي، وقد يعاني أيضا من ضيق في النفس والشعور بالتعب وتسارع في نبضات القلب.
وتضخم البروستاتا الحميد هي حالة قد تشترك في الأعراض مع سرطان البروستاتا. عندما يتقدم الرجال في العمر تتضخم البروستاتا الأمر الذي يتسبب في ظهور أعراض شبيهة بتلك التي تحدث عند الإصابة بالسرطان وقد تحتاج هذه الحالة لتدخل جراحي لعلاجها.
علاج سرطان البروستاتا
ويعتمد علاج سرطان البروستاتا على ظروف الشخص المصاب، فالكثير من المرضى ليسوا بحاجة لعلاج، وفقا لخدمات الصحة الوطنية البريطانية. وفي حال احتياج المريض للعلاج سيكون الهدف إما تحقيق الشفاء التام للمريض أو السيطرة على المرض ويجب ألا يؤثر هذا العلاج على حياة المريض اليومية أو أن يقلل من العمر المتوقع للمريض.
أما المرضى الذين انتشر المرض في أجسامهم، فلا يكون الهدف من علاجهم شفاءهم شفاء تاما وإنما تأخير الأعراض وزيادة العمر المتوقع لهذا المريض.
وتتنوع العلاجات والرعاية الطبية التي يمكن تقديمها للمريض، فإذا كان المريض كبيرا في العمر ومن غير المحتمل أن يؤثر السرطان على عمره الطبيعي فمن الممكن الاكتفاء بالانتظار والمتابعة.
فيما يمكن مراقبة المريض مراقبة نشطة تسمح بتجنب العلاجات غير الضرورية مع الحفاظ على العلاجات الضرورية للمرضى المحتاجين لها. وفي حال عدم انتشار المرض يمكن أن يلجأ الطبيب للجراحة أو للعلاج بالأشعة حتى يتحقق للمريض الشفاء التام.
إذا انتشر السرطان في جسم المريض فقد تبدأ رحلة العلاج باستخدام الأدوية الكيميائية ويكون الهدف من ذلك ضبط انتشار المرض والسيطرة عليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سرطان البروستاتا
إقرأ أيضاً:
دراسة عمانية تتوصل لتقنية جديدة للكشف المبكر عن سرطان الثدي
نجح فريق بحثي عالمي بقيادة الدكتور محمد بن عبد الله بن سالم الحسيني الباحث العماني من الجامعة العربية المفتوحة في سلطنة عمان في تحسين تقنية التصوير الحراري كأداة غير جراحية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، خاصة في الأورام الصغيرة أو العميقة. وتم ذلك عبر دراسة بحثية بعنوان "تأثير الخصائص الفيزيائية الحرارية للأنسجة والتبريد الموضعي على اكتشاف سرطان الثدي"، باستخدام برنامج (COMSOL)، وهو برنامج محاكاة متعدد الفيزياء لدراسة الظواهر الفيزيائية المعقدة وتحليل الخصائص الحرارية للثدي.
تكمن أهمية هذه الدراسة في استخدام التبريد الموضعي لتحسين جودة الصور الحرارية، وذلك من خلال نموذج محاكاة عددي يستخدم لتحليل الحرارة في الأورام داخل الثدي. تم التوصل إلى أن التبريد الموضعي يُحسن التباين الحراري في الصور الحرارية للثدي، مما يسهم في اكتشاف الأورام بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، أظهرت النتائج أن التبريد الموضعي يمكن أن يعزز الفرق الحراري بمقدار 6 درجات مئوية للأورام العميقة.
وقد أظهرت الدراسة أن التغيرات في حجم الورم وعمقه تؤثر بشكل كبير على توزيع درجات حرارة سطح الجلد، حيث تراوحت الفروق في درجات الحرارة بين الثدي المصاب بالأورام وغير المصاب من 2.58 درجة مئوية إلى 0.274 درجة مئوية. علاوة على ذلك، أكدت الدراسة أن أحجام الثدي الكبيرة قد تقلل من اختلافات درجات الحرارة على الجلد، بينما تواجه الثديهات الصغيرة صعوبة في الكشف عن الأورام الأصغر من 0.5 سم.
تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Applied Sciences في عام 2023، وأصبحت متاحة للباحثين للاستفادة منها. كما حصلت الدراسة على جائزة البحث العلمي لعام 2022 في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات، وكذلك جائزة البحث العلمي لعام 2024 في نفس المجال. وقد ساهمت هذه الدراسة في تعزيز سمعة سلطنة عمان في مجال البحث العلمي على الصعيدين المحلي والدولي، كما أظهرت قدرة الباحثين العمانيين على تقديم تقنيات جديدة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، مما يعزز التعاون البحثي مع المؤسسات الأكاديمية العالمية.
وقد توصلت إلى إنجازات محددة في تحسين التباين الحراري في الصور الحرارية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، واستخدام التبريد الموضعي كأداة مبتكرة في التحسين الدقيق للتصوير الحراري، وجائزة البحث العلمي لعامي 2022 و2024.