هل أنت من أبناء جيل الشطيرة؟ كيف تواجه تحدياته النفسية والاقتصادية؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
هل أنت ممن يجمعون بين تربية أبنائهم والعناية بوالديهم في آن معا؟ إذا كنت كذلك، فأنت واحد من أبناء "جيل الشطيرة"، كما يطلق عليهم علماء الاجتماع.
ويشير مصطلح "جيل الشطيرة" إلى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35-54 عاما، وهو تصنيف يعتمد على المسؤوليات لا على سنوات الميلاد.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لماذا تتراجع ذاكرة الإنسان بشكل مفاجئ؟ وكيف يمكن استعادتها؟list 2 of 4رعاية الأكبر سنا.. كيف يمكنك أن تجعلها أسهل بكثير؟list 3 of 4نساء غزة.. احتياجات يومية تضاعف معاناتهنlist 4 of 4لماذا يمضي الوقت سريعا كلما تقدمنا في العمر؟end of list
ويطلق على أبناء هذا الجيل هذا الاسم، لأنهم عالقون بين الاعتناء بأطفالهم في مرحلة النمو وبين رعاية آبائهم ممن هم بحاجة إلى الدعم، سواء كان دعما ماليا أو جسديا أو عاطفيا.
أجيال متغيرة وتحديات ثابتةكانت عالمة الاجتماع الرائدة في علم الشيخوخة دروثي ميلر، أول من استخدم مصطلح "جيل الشطيرة"، وأدرجته في ورقة بحثية لها بالاجتماع السنوي لجمعية الشيخوخة الأميركية عام 1980، في إشارة إلى المسؤوليات المالية والإجهاد النفسي والعاطفي إثر حصر الفرد بين رعاية عدة أجيال، ونُشرت هذه الورقة في مجلة "العمل الاجتماعي" في عام 1981.
في هذا التوقيت، كان جيل الطفرة السكانية -مواليد بين عامي 1946 و1964- يشكل معظم أبناء "جيل الشطيرة" الذي يضم اليوم مواليد جيل الألفية، إذ تتغير التركيبة السكانية لـ"جيل الشطيرة" من وقت إلى آخر، لكن الفكرة بتحدياتها تبقى كما هي.
ينقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن اختصاصية علم الشيخوخة بجامعة ساوثهامبتون أثينا فلاشانتوني، قولها إن عدد المسؤولين عن رعاية أكثر من جيل آخذ في التصاعد، بسبب تأخير قرار الإنجاب لتحقيق الاستقرار المالي أولا، وارتفاع متوسط الأعمار ثانيا، فتكون المحصلة النهائية، أطفال وآباء يحتاجون للرعاية في ذات الوقت.
ووفق فلاشانتوني، فإن غالبية "جيل الشطيرة" هم من النساء، لأنهن أكثر ميلا لتقديم الرعاية لأقاربهن الأكبر سنا، ولا يبخلن في تقديم كل أشكال الدعم، في حين يقتصر دور معظم الرجال عادة على الدعم المالي.
ومع ما يعانيه "جيل الشطيرة" من ضغوط في جميع الاتجاهات، وأعباء ومسؤوليات متعددة، توضح فلاشانتوني، أن هناك بعض الجوانب الإيجابية "فالأجداد الأصحاء يساعدون النساء اللاتي يقمن برعايتهن على البقاء في سوق العمل، والارتقاء في المناصب الوظيفية بشكل ملحوظ"، ويعزز ذلك الأبحاث التي رصدت دور الأجداد خلال العقدين الماضيين.
ضغوط نفسية وأعباء ماليةفي المقابل، فإن النساء هن الأكثر تضررا في "جيل الشطيرة"، إذ يشعرن بالتوتر والإحباط أكثر من أي فئة عمرية أخرى وفقا لتقرير الإجهاد الصادر عن جمعية علم النفس الأميركية في 2007. كما كشف التقرير عن زيادة في عدد النساء اللاتي أبلغن عن تعرضهن للضغط الشديد والتوتر في هذه الفئة العمرية مقارنة بالرجال من الفئة نفسها.
وترى عالمة النفس والمديرة التنفيذية للممارسات المهنية في جمعية علم النفس الأميركية، كاثرين نوردال، أن معاناة أبناء "جيل الشطيرة" وشعورهم بالقلق والتوتر يعدان أمرا طبيعيا وليس غريبا، بيد أن الأمهات غالبا ما يضعن احتياجات أسرهن في المقام الأول، ويهملن أو يتجاهلن احتياجاتهن الخاصة.
وتوضح نوردال أن رعاية صحة الوالدين ورفاهية الأطفال والاهتمام بتوفير المال لإلحاق الأبناء بالجامعات أو الادخار من أجل التقاعد، كلها أمور تعزز مشاعر القلق والتوتر.
وتلاحق أبناء "جيل الشطيرة" مجموعة من التحديات، أبرزها:
الشعور بالذنب والخوف من التقصير، وكأنهم لا يقدمون ما يكفي للمساعدة. الإرهاق والشعور بالعزلة لعدم وجود وقت كاف لمعظم الالتزامات الاجتماعية. صعوبات في العمل، وعدم القدرة على التوفيق بين الظروف الطارئة والالتزامات المهنية، كدخول أحد الوالدين المستشفى، ولاسيما مع غياب المرونة في العمل. ضغوط اقتصادية، بسبب الاضطرار إلى إعالة أطفالهم، ودعم حاجيات والديهم من تكاليف طبية ومعيشية ورعاية منزلية، مما يحول دون الوصول إلى مستوى كاف من الرفاهية. ووفق مركز "بيو" الأميركي للأبحاث، فإن نحو 21% من البالغين في منتصف العمر مكلفون بتقديم الدعم المالي لأحد الوالدين. خطر التعرض لمشاكل الصحة العقلية، فقد يكون أحد أفراد الأسرة مراهقا يعاني أو شابا يواجه الركود وصعوبة الاستقلال المالي أو مسنا يشعر باليأس، أو يعاني مرض ألزهايمر، ويقع العبء بأكمله على أكتاف جيل الشطيرة، وإن لم ينجح في معالجة الأمور، يصبح معرضا للاكتئاب والاحتراق النفسي.تقدم جمعية علم النفس الأميركية مجموعة من الإستراتيجيات التي من شأنها مساعدة "جيل الشطيرة"، ولاسيما الأمهات، في إدارة التوتر والتعافي من الإجهاد، ومنها:
تحديد مصادر وأسباب الضغط النفسي: ينبغي تحديد المواقف التي تثير مشاعر التوتر، ومعرفة ما إذا كانت مرتبطة بالأطفال، أم بصحة الأسرة، أم بالقرارات المالية، أم بالعمل والعلاقات الاجتماعية؟ إيجاد طرق للتعامل مع التوتر وتخفيفه: من خلال تقييم السلوكيات المتبعة في التغلب على الضغط النفسي الناتج عن الجمع بين رعاية الأطفال وأحد الوالدين أو كليهما. التوقف عن محاولة القيام بكل شيء: يُفضل تحديد الأولويات، وتفويض المسؤوليات، قد يكون باستطاعة الآخرين من أفراد عائلتك أو الأصدقاء القيام ببعض المهام لتخفيف العبء عليك ونيل قسط من الراحة. تحديد الأهداف والمهام اليومية: يمكن كتابة قوائم بالمهام اليومية، وشطب المهمة عند اكتمالها، لتعزيز الشعور بالإنجاز، قد تفيد بعض تطبيقات الهاتف المحمول في تدوين المهام. البحث عن طرق صحية لإدارة التوتر وتقليل الضغوطات: مثل المشي لمسافة قصيرة أو ممارسة بعض التمارين الرياضية، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة في محاولة للشعور بالأمان والفهم والتعبير عما بداخلك. الاعتناء بالنفس وتعزيز نمط حياة صحي: ينبغي اتباع نظام غذائي صحي، وشرب كميات كافية من الماء، والحصول على قسط كاف من النوم، والانخراط في نشاط ممتع كل يوم كممارسة الاسترخاء، حتى تتوفر لديك الطاقة العقلية والجسدية لرعاية أطفالك ووالديك. استشارة اختصاصي نفسي: وذلك للمساعدة في معالجة المشاعر الكامنة وراء مخاوفك، وإدارة التوتر بشكل أفضل، وتغيير سلوكياتك غير الصحية في التعامل مع ضغوطك النفسية.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هيئة الدواء تعلن زيادة عدد منافذ صرف الجواهر المخدرة والأدوية النفسية
قامت هيئة الدواء المصرية، في خطوة رائدة تهدف إلى تلبية احتياجات المرضى من الأدوية الاستراتيجية والجواهر المخدرة والأدوية المؤثرة على الحالة النفسية ودعم القطاع الصحي في جميع أنحاء الجمهورية، وانطلاقا من توجيهات القيادة السياسية بدعم وتطوير الخدمات الصحية في مختلف أنحاء الجمهورية؛ وفقا لاختصاصاتها التي نظمها القانون، بالتنسيق مع الشركة المصرية لتجارة الأدوية من أجل متابعة صرف وتداول الجواهر المخدرة والأدوية المؤثرة على الحالة النفسية بسوق الدواء، وتأمين الإمدادات لها والتأكد من الخدمات الدوائية المقدمة للمواطنين، وذلك تسهيلا على المواطن المصري وتيسير حصوله على تلك الخدمات.
وأكدت هيئة الدواء المصرية أن خطة التطوير بدأت في أكتوبر ٢٠٢٤ مقسمة على ٣ مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى بالانتهاء من تطوير وإضافة صيدلية إسعاف الأميرية بالقاهرة، وصيدلية إسعاف الجيزة،
وجاء الانتهاء من المرحلة الثانية في فبراير ٢٠٢٥ بزيادة عدد ٩ صيدليات إضافية، وهي صيدلية إسعاف المنصورة بالدقهلية، صيدلية اسعاف أسيوط، صيدلية اسعاف طنطا بالغربية، صيدلية اسعاف سوهاج، صيدلية اسعاف أسوان، صيدلية إسعاف الميري بالإسكندرية، صيدلية إسعاف بورسعيد، صيدلية اسعاف كفر الشيخ، صيدلية إسعاف المنوفية.
تنفيذ المرحلة الثالثة بإضافة عدد ١٤ صيدلية أخرىوأوضحت هيئة الدواء المصرية أنه جاري حاليا العمل على تنفيذ المرحلة الثالثة بإضافة عدد ١٤ صيدلية أخرى بمختلف المحافظات، والتي سوف تنتهي خلال شهر من انتهاء المرحلة الثانية؛ ليصبح بعدها العدد الإجمالي بعد الانتهاء من جميع مراحل التطوير نحو ٢٧ صيدلية بمختلف المحافظات.
وأضافت الهيئة أن خطة التطوير اشتملت على إعداد الربط الإلكتروني بين الصيدليات لمنع تكرار صرف الجواهر المخدرة، وتوفير أماكن مجهزة بتلك الصيدليات لحفظ الجواهر المخدرة والأدوية النفسية،
وإعداد أنظمة الدورات المستندية لتسجيل تلك الأدوية طبقا للقوانين والقرارات المنظمة.
وأوضحت هيئة الدواء المصرية أن صرف أدوية الجواهر المخدرة والأدوية المؤثرة على الحالة النفسية كان يتم في السابق من خلال صيدليتين فقط للإسعاف، هما صيدلية إسعاف وسط البلد بالقاهرة، وصيدلية إسعاف إسكندرية.
يذكر أن هيئة الدواء المصرية سبق أن أعلنت عن انطلاق مشروع دوانا الخاص بتتبع الأدوية المخدرة والمؤثرة على الحالة النفسية في ديسمبر الماضي، وذلك ضمن جهود هيئة الدواء المصرية لتعزيز بنيتها التحتية الرقمية، وتطبيق أحدث الحلول التكنولوجية انطلاقا من الرؤية الوطنية للهيئة للمساهمة في تحقيق التكامل بين مختلف القطاعات والمؤسسات بالدولة المصرية؛ ما يعود بالنفع على صحة المواطن المصرى.
جاء ذلك في إطار حرص هيئة الدواء المصرية على تنظيم تداول وتوافر الأدوية المهمة، وخاصة أدوية الجواهر المخدرة وأدوية المؤثرات العصبية والنفسية، وفي إطار حرصها على عدالة التوزيع على مستوى الجمهورية، والتيسير على السادة المواطنين.