"عمان السلام".. إضاءات فكرية لرئيس تحرير "الرؤية" تؤصل لثوابت دبلوماسية الحكمة العُمانية
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
الرؤية - خاص
صدر مؤخرًا كتاب "عُمان السلام" لحاتم بن حمد الطائي رئيس التحرير، ضمن إصدارات مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر، المشاركة بالنسخة الحالية من معرض مسقط الدولي للكتاب.
والكتاب من تقديم معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، الذي ذكر في مقدمته أنَّ الكتاب إضاءات على ثوابت ومنطلقات حكمة الدبلوماسية العمانية، واستحضار لألق المواقف الوطنية المشرِّفة في كثير من الأحداث على مرِّ العصور والأزمان، وتركيز على أصالة هذا النهج المحب للسلام في الفطرة العُمانية منذ بزوغ فجر حضاراتها وحتى إشراقة شمس عهد نهضتنا المتجددة.
والكتاب -كما كتب الطائي في إهدائه- بمثابة "تحية إجلال إلى عُمان وطن العُلا؛ لدورها المحوريّ الفاعل في القضايا الإقليمية والدولية، بفضل نهج السلام والوئام الذي ترتكز عليه دبلوماسيتنا، وما تستند إليه من ثوابت وطنية، عمادها الحياد الإيجابي، ودعم القضايا العادلة".
فعبر 325 صفحة موزعة على ثمانية أبواب، يُبحر الطائي بانتقالات سلسة، افتتحها بالتاريخ والحضارة العمانية ودورها الفاعل بين الأمم وارتكازها على مبدأ الرسالية والمسؤولية، وصولا إلى المؤتلف الإنسانيّ. ثم يعرّج في الباب الثاني على "فلسفة السلام ونهج الحياد الإيجابي"، بينما حمل الباب الثالث عنوان: "عمان وسيناريوهات الحرب والسلام"، مفندا لمصطلح "صفقة القرن" ودور الفيتو الأمريكي في تقويض عملية السلام.
وفي الباب الرابع، يحدد الطائي المعطيات والدوافع والمغامرات التي أسقطت ألوية السلام من أجندة المجتمع الدولي منوها لـ"عسكرة العالم" و"مخاض ولادة نظام عالمي جديد"، والسلام في مواجهة "صناعة الموت". ليأتي بعد ذلك الباب الخامس والذي يتساءل فيه الطائي عن "الطريق إلى السلام.. من أين يبدأ؟". ليدعو في الباب السادس إلى ضرورة "إعادة هيكلة العالم"، مبشرا بانهيار الهيمنة الأمريكية، والتركيز على مبدأ "السلام بالتنمية لإخماد الحروب".
وفي الباب السابع، كان لفلسطين النصيب الأكبر في دعم قضيتها، وإنشاء دولتها على حدود 1967، وعاصمتها القدس، وأفاض في دور المقاومة في تركيع إسرائيل وإنهاء أسطورة "الجيش الذي لايُقهر"، مختتمًا كتابه بنكئ الجُرح بدعوته للشعوب والحكومات العربية لبناء إسترتيجيات جديدة في مواجهة الأزمات، وصياغة جديد للأمن القومي العربي.
ومن جميل ما ورد في مادة الكتاب: أنَّ الوعيَ الحقيقيَّ بالتاريخ يعزِّز رسالتنا الحضارية، ويضبط اتجاهات بوصلتنا في كلِّ وقتٍ وزمان، ويستنهض بدواخلنا الهِمم لريادة التاريخ بمُعطيات اليوم، نظرًا لما يُمثله هذا الثِّقل من عاملٍ قويٍّ لشدِّ أواصرَ اللُّحمة الوطنية، وضمانة لتماسُك المجتمع.. ليبقى بريقُ تاريخنا العُماني متلألئًا، وراية مَجْدِنا الحضاري عالية خفاقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية الصمت
لفت نظري في اللقاء الذي جمع بين رئيس المجلس السيادي الانتقالي .القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والرئيس التركي رجب طيب أوردغان على هامش أعمال ملتقى أنطاليا ـ النسخة الرابعة ـ ما لفت نظري وبعيدا عن ملخص التصريحات الواضحة والقطعية للرئيس التركي بشأن تطورات الأحداث بالسودان والثوابت التي أقرها .لفت نظري التشكيل الكامل بما يمكن إعتباره (الكابنيت) القيادي للحكومة التركية إذ حضر مع الرئيس التركي هاكان فيدان وزير الخارجية ( المنتقل للوزارة من رئاسة جهاز المخابرات ورجل الشفرة عند اوردغان خاصة في الملفات الخارجية ) وشارك يشار غولار وزير الدفاع ( رئيس الأركان السابق) . وبينهما بروف خلوق جورقون رئيس الصناعات الدفاعية وحضر البارسلان بايركتار وزير الطاقة والموارد . ثم ابراهيم كالن مدير المخابرات (مستشار الرئيس ) وجاء فخرالدين ألتن مدير دائرة الاتصالات ثم عاكف شاتاي وزير الشباب و سفر توران كبير مستشاري الرئيس التركي (خلفيته صحفية وهو عراب التمدد التركي بالإعلام الناطق بالعربية)
2
وحسب ما تابعت وتقصيت بشأن برامج اللقاءات الأخرى للزعيم التركي فقد تميز اللقاء مع البرهان بالتمثيل التركي النوعي وبتشكيلة مسؤولين يتوزعون بين القبعات العسكرية و الاقتصادية ـ وهي مترابطة في النظام التركي ـ مع وجود رمزية التمثيل السياسي لحزب العدالة .وهذا جملة يعني أن اللقاء مع السودان شمل دائرة القرار الأول والفوري فضلا عن كافة المراجع في جلسة واحدة وهي إشارة مهمة للتوقف عندها لأن حتى بقية اللقاءات الأخرى مع الوفود اقتصرت على تمثيل وجهه دبلوماسية وحتى هذه تمت في لقاءات أخرى مع وفود أخرى بمستوى حضور الرئيس التركي في غياب وزير خارجيته . أو التقاء وزير الخارجية منفصلا مع بعض الرؤوساء .
3
تركيبة النظام التركي الصارمة والضابطة للمؤسسات لا يمكن أن تنتج مثل هذا اللقاء مع السودان بهذا التمثيل ثقيل الوزن
لتقديرات المجاملة في بلد يدير مصالحه وفق نهج الواقعية والحسابات الدقيقة الخالية من الكسور والبواقي وهو ما يعزز عندي أن تركيا حزمت أمرها تجاه السودان ضمن مشروع بالضرورة يتعلق بملف أفريقيا ككل والسودان كنقطة مهمة وهو ما يتكامل بالضرورة وتقديرات مماثلة من القيادة السودانية بشأن مصالح السودان على المديين القصير والطويل وأفضلية الخيارات المتاحة من فرص بناء التحالفات على قاعدة Win-win . خاصة أن السودان جملة كروت بحكم موارده ووضعه الجغرافي ووقوعه في نطاق إقليم ومنفتح مياه حيث تمتد تطلعات الأتراك لمشروع خاص لأفريقيا اتجهت له منذ العام 2005
4
قطعا ومؤكد أن جلوس اوردغان إلى البرهان بكامل كروته و(جواكره) وبحملة الأختام وأوراق الإستراتجيات وبجمع يضم أصحاب القرار السياسي والعسكري تم بناء على نقاشات عميقة ومرتبة و(بصبر) وعلى نسق إدارة البرهان لملفاته بالصمت وطولة البال وأهداف الدقيقة 90 . دبلوماسية الصمت ووضع السكون . فما حدث فيما أظن لم يكن لقاء صنعه برتكول لقاء على هامش محفل
محمد حامد جمعة نوار