جمعية الصعيد تدفع بـ 3 فرق فنية إلى فرنسا لنشر التراث المصري
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تسافر 3 فرق فنية تابعة لجمعية الصعيد للتربية والتنمية، إلى فرنسا، فى الفترة من 15 مارس إلى 6 أبريل القادم لنشر التراث الثقافي والفني المصري بـ8 مدن فرنسية.
قال بيان لجمعية الصعيد، اليوم الأربعاء، إن الهدف من الجولة نشر التراث الثقافي والفني المصري، ورفع مستوى الوعي بحقوق الطفل وتحديدا حول المساواة بين الفتيات والبنين.
بدعوة من مؤسسة «برتاج» الفرنسية بمناسبة احتفالها بمرور خمسين عاما على تأسيسها.
مشاركة جمعية الصعيد فى فرنساوترتبط جمعية الصعيد، بشراكة مع برتاج الفرنسية تعود إلى عام 2004، عملا معا بشكل فعال ومثمر في قطاعات التعليم والصحة لصالح أطفال الصعيد.
من المقرر أن تقدم جولة «كنوز مصر» عروضا فنية، فى فرنسا، تبرز التراكم الفني لحضارات مصر المتعددة (فرعوني قبطي إسلامي).
وتشمل هذه العروض الغناء الشعبي والتحطيب من الصعيد والتراث الثقافي للنوبة، وستقوم بالجولة ثلاث فرق فنية من جمعية الصعيد وهم:
كورال الصعيد بالمنيا:الذي تأسس عام 1987 بهدف إحياء تراث الصعيد الموسيقي والغنائي ورقصاته الاحتفالية بالعصا والحفاظ عليه من الاندثار، جمعت أغلب أغاني الكورال من الجدات، ومن الأغاني الشعبية التي كانت تغنى في حفلات الزفاف وأغاني الغربة ويوميات الفلاحين، وتوثق لمظاهر الحياة الاجتماعية القديمة في صعيد مصر.
ويذكر أنه في العام 2003 تلقى الكورال دعوة من وزارة الثقافة المصرية لتقديم عروض بالأكاديمية المصرية للفنون بروما- إيطاليا، وكان ذلك أول مشاركة دولية لكورال الصعيد.
وفي العام 2005 فاز الكورال بجائزة الإبداع الفني على مجمل أعامله من مكتبة الإسكندرية. وفي عام 2013 سافر الكورال إلى ألمانيا بدعوة من هيئة مسيو وقدم 20 عرضا بأماكن مختلفة في ألمانيا.
الذي تأسس في 2014 من أطفال مدارس الجمعية بمحافظة الأقصر بهدف حفظ الموروث الثقافي النوبي من الاندثار، وإحياء ونشر التراث النوبي اللغوي والموسيقي والاستعراضي وعزف الدفوف.
وفي عام 2019 زار الكورال جزيرة هيسة بالنوبة للتعايش مع أهلها ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم اليومية، وملابسهم وزينتهم، وأثمرت هذه الرحلة على وضع أزياء نوبية للفريق وشراء الدفوف ودق الرتم النوبي عليها، وتعلم الرقص الكنزي (النوبي القديم).
ونقل أهم الأغاني النوبية الموروثة عندهم وترجمتها للعربية مثل (أغنية أووه أليري – أوه نوبا)، وفي مارس 2022 شارك الفريق في فعاليات الدورة التاسعة عشرة من أيام الشارقة التراثية، بالإمارات العربية المتحدة.
وفي سبتمبر 2022 أحي الفريق حفل مرور 200 عاما على فك رموز حجر رشيد وذلك على المسرح الروماني، طريق الكباش بمكتبة مصر العامة بالأقصر.
فريق التحطيب الرياضي:
الذي يسمح للفتيات في الصعيد بممارسة لعبة التحطيب التراثية وفق منهجية، إذ إن استخدام التحطيب (المبارزة بالعصا) كان كشكل من أشكال فنون الدفاع عن النفس في مصر القديمة.
ثم أصبح مظهرا من مظاهر الاحتفال عند المصريين المعاصرين في صعيد مصر، وخاصة في الأفراح والاحتفالات ويتم عرضه أمام جمهور في حلقات بشرية، ويتضمن تبادل سريع وغير عنيف بين متنافسين، كل منهما يستخدم عصا طويلة بينما الموسيقى الشعبية بالآلات الشعبية تعزف في الخلفية.
وكانت ممارسة التحطيب في صعيد مصر حكرا على الرجال فقط، حتى جاءت جمعية الصعيد وجعلت المرأة الصعيدية تشارك أيضا في ممارسة التحطيب وصار اسمه التحطيب الرياضي، وتقدم الجمعية عروضا للتحطيب مستوحاة من جدران المعابد القديمة، ونابضة بالحكايات الشعبية.
وفي عام 2016 قامت هيئة اليونيسكو بإدراج لعبة العصا – التحطيب في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية برقم (Tahteeb، stick game (No. 01189) وذلك بطلب تقدم به من مصر؛ باسم جمعية الصعيد، واللجنة الوطنية المصرية لليونسكو في عام 2013 وبعض النشطاء الثقافيين.
وفي عام 2019 قام فريق (تحطيب جمعية الصعيد)، بتمثيل مصر في مهرجان (تشنجو) بكوريا الجنوبية، والذي ينظمه ال (WOMAU) الاتحاد العالمي لفنون الدفاع عن النفس التراثية، وتحت رعاية اليونيسكو، وقدم الفريق العديد من العروض المختلفة للتحطيب، مما ألقى ضوء عالميا على التحطيب المصري.
جمعية الصعيد:أما عن «جمعية الصعيد للتربية والتنمية» فهي تعد من أوائل الجمعيات المصرية التي وجهت جهودها لتحسين أوضاع الفقراء في الصعيد.
أسسها الأب هنري عيروط عام 1940 بهدف حفظ كرامة الإنسان وتحسين أوضاعه المعيشية من خلال التعليم والصحة، وعلى مدار السنوات تطورت أنشطة الجمعية لتشمل باقة من البرامج التنموية المتكاملة .
وهي: التعليم النظامي وغير النظامي والصحة وتنمية الفنون والثقافة وتنمية المهارات فضلا عن برنامج التمويل متناهي الصغر. وتعمل الجمعية سنويًا مع قرابة 600 ألف مستفيد/ة، في محافظات صعيد مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعية الصعيد 3 فرق فنية فرنسا مدن فرنسية التراث الثقافي غير المادي صعید مصر وفی عام فی عام
إقرأ أيضاً:
ديمقراطية المشاركة الشعبية
نوفمبر 6, 2024آخر تحديث: نوفمبر 6, 2024
د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
بعد ان كانت وسيلة الإنسان للتعبير عن نفسه ووسيلة للتفاهم والتخاطب مع الآخرين، توفرت مجموعة من الوسائل التي تساعد على اجتياز هذه الهوة، وكذلك تقدم الحضارة الإنسانية وما توصلت إليه من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأصبحت العملية الاتصالية ليست عملية انسياب المعلومات والأفكار في اتجاه واحد وإنما عملية تنمية اجتماعية، وغالباً ما يقرن تقدم المجتمع بهذه العملية وان نجاحها يقدر بمدى التطور الذي أحرزه.
واصبحت وسائل الاتصال المقروءة والمسموعة والمرئية صناعات واستثمارات إعلامية قائمة بذاتها، وتمثل جزءاً مهماً من هياكل مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية، ولذلك ينبغي ان تأخذ تلك الوسائل بعداً جديداً يختلف عن البعد التقليدي الذي درجت عليه فتصبح أداتاً للتواصل الاجتماعي، فضلا عن دورها في نقل المعلومات التي تنساب في اتجاهين (عملية الاتصال المزدوج)، من المصدر الى المتلقي ثم تبادل الأدوار بينهما فيصبح المتلقي مصدراً، وبالتالي تتحول الى تفاعل في تقديم وعرض الأفكار والآراء والمشكلات والخبرات والتجارب، لكي تكون أكثر إقناعاً وقدرة على تحقيق مزيداً من التطور في المجتمع.
إذ إنَّ الديمقراطية أحد المبادئ التي تحقق موضوعية الإعلام، التي تتيح الفرصة لكي يؤدي وظيفته الاجتماعية، وتقوم على ثلاث ركائز هي (الحق في الاتصال، الحق في الانتفاع، الحق في المشاركة).
فالحق في الاتصال من الحقوق الطبيعية للفرد في ان يتصل بغيره من الأفراد ويتبادل معهم المعلومات والأفكار، وثم حاجة الجماعة لتتصل بعضها بالبعض الآخر لتحقيق الأغراض ذاتها. ويضم (حق الرد) إلى عناصر (الحق في الاتصال)، بمعنى الحق في تصميم أو تعديل المعلومات التي أسندت إلى فرد أو مؤسسة أو مجتمع بعينه، وكما هو معروف ان مجموع العناصر وارتباطها معاً في مفهوم جديد من شأنه ان يعطي لها بعداً آخر، ولعل من أهمها الحق في الانتفاع والمشاركة.
أما الانتفاع فيشير إلى ان تكون وسائل الاتصال والمعلومات متاحة لكل فرد من أفراد المجتمع، ولا تقتصر على سكان مدينة دون سواها، ولايختص بها المتعلمون دون غيرهم، ولكن المقصود هو إتاحة الوسائل وتوفير فرص الانتفاع بها للأفراد لكي يتواصلوا فيما بينهم، بمعنى توفير الوسائل وفرص التعبير لكل المجتمعات التي تربطها عوامل تحدد ذاتها سواء أكانت جغرافية أم مهنية.
وتأتي المشاركة لتحقيق اكبر قدر في العملية الاتصالية، إذ لايقتصر دور الأفراد على مجرد التلقي للرسائل الاتصالية الموجهة اليهم، بل يمتد ليصل إلى مستوى المشاركة الايجابية فيها، والتي من شأنها زيادة فعاليتها وقوة تأثيرها، فهي التي تضمن استجابة الرسائل والوسائل للاحتياجات الثقافية للجمهور ولا تنعزل عنه، فضلاً عن دعم الجسور القائمة بين القائمين بالاتصال والمتلقين، الأمر الذي يزيد من قدرتها الاقناعية، بمعرفة الجمهور وتحري رغباتهم واحتياجاتهم ومتابعة ما تتركه فيهم من آثار، وكذلك النتائج التي تتمخض عنها عند وضع السياسة التي تسير وفقها وسائل الاتصال، وصياغة ما تحمله من رسائل تمثل شكل غير مباشر من أشكال المشاركة الشعبية.