دبي- محمد سمير فريد وأحمد جمعة:

18 عامًا من الأحلام التي لا تتوقف، والأفكار التي لا تنضب، والآمال التي تتواصل عاما تلو الآخر في رحلة ملاحقة التطور الواسع في مجال شديد التعقيد والاحترافية في آن واحد، وصولاً إلى هنا، حيث مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، خلية العمل المستمرة دون تأخير، حاملين راية حلم عربي كبير لا يقتصر على الإمارات وحدها.

بمجرد دخولك إلى المركز تجد نصب عينيك عمل في كل اتجاه، هنا حيث يستمر تطوير القمر الصناعي "MBZ sat"، وهناك حيث تجهيزات المستكشف الجديد "راشد 2"، وبين هذا وذاك طموح كبير يمتد حتى العام 2117 لإنشاء مستوطنة على سطح المريخ.

"مصراوي" قضى يوماً داخل مركز محمد بن راشد للفضاء الذي يطور قدرات الإماراتيين منذ فبراير 2006، حيث عايشنا أحلامهم واستمعنا لخططهم، ورأينا رؤيا العين تخطيطهم للمستقبل.

راود حلم الفضاء خيال الإماراتيين منذ عشرات السنين، اتخذوا خطوات جادة وسريعة، جاءت لبنتها الأولى بتأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء في 2006، إذ كانت رؤيتهم أنه "لا ينبغي للعرب أن يتخلفوا عن ركب التطور المذهل في علوم الفضاء".

يقول عدنان الريس، مساعد المدير العام لعمليات واستكشاف الفضاء بمركز محمد بن راشد، إن "الهدف المباشر في سنوات التأسيس الأولى كان تطوير قدراتنا الوطنية في مجال علمي وتقني واسع، والعمل مع شركائنا على مستوى العالم لنكون عضوا فاعلا في هذا المجال".

بدأ مركز محمد بن راشد في تطوير الكوادر الوطنية بالإمارات من خلال برامج مكثفة لنقل المعرفة، ليصبح لديهم الآن أكثر من 250 مختصًا إماراتياً في مجال علوم الفضاء، 40 بالمئة منهم سيدات، بحسب تصريحات "الريس".

ومع تطوير تلك القدرات، حددت الإمارات 4 برامج متنوعة في علوم الفضاء، يأتي على رأسها تطوير الأقمار الصناعية، واستكشاف القمر، وفي القلب من ذلك استراتيجية المريخ 2117، إضافة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، وكان ذلك مثارا لمتابعة إقليمية مؤخراً عبر رحلات رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي.

لا يزال عامر الصايغ، مساعد المدير العام للهندسة الفضائية بمركز محمد بن راشد، يتذكر الخطوات الأولى، وسنوات التجهيز والإعداد، وصولا للأحلام الكبرى.

كانت الخطوة الأولى الجادة بإرسال فريق من المهندسين والعلماء الإماراتيين إلى كوريا الجنوبية لنقل المعرفة والخبرات في العديد من البرامج، حيث أمضى 10 سنوات كاملة في معرفة ودراسة تفاصيل التصنيع والتصميم للأقمار الصناعية.

ويوضح أن الإمارات تمكنت من تطوير قمرين صناعيين مع الجانب الكوري الجنوبي هما دبي سات -1، ودبي سات -2، مضيفاً: "الأهم بالنسبة لنا كان تأهيل الكوادر، وبات لدينا متخصصين وتقنيين في هذا المجال وصل عددهم لما يزيد عن 30 مهندسا في كل تفاصيل التصميم والتصنيع للأقمار الصناعية".

ثم جاءت الخطوة الثانية في رحلة تطوير الأقمار الصناعية، بالاتجاه لتوطين الصناعة ذاتها داخل البلاد، مع تأسيس المختبرات داخل مركز محمد بن راشد.

وبالتوازي مع إطلاق الأقمار للفضاء، مضى المركز قدمًا في تأهيل الكوادر الوطنية للاستفادة من الصور والبيانات التي تصل إليهم من الفضاء، إذ يقول الصايغ إن المركز بات لديه فريقاً متخصصاً بدراسة جميع العمليات والبيانات والصور القادمة من الأقمار الصناعية.

يضيف مساعد المدير العام للهندسة الفضائية بمركز محمد بن راشد: "نستفيد من بيانات الأقمار الصناعية كحكومة، ونوفرها للجهات المختلفة محليا ودوليا حسب الحاجة، حيث نتعاون مع دول أخرى مثل مصر والبحرين والكويت ونمدها بتلك البيانات للاستفادة منها في قطاعات مختلفة مثل البنية التحتية ومتابعة المشروعات، إضافة لإمدادها لمؤسسات عالمية متخصصة في الأزمات والكوارث لدراسة بعض القضايا مثل تأثير الفيضانات والزلازل والتسونامي".

لم يتوقف حلم تطوير الأقمار الصناعية عند هذا الحد، فمع عودة الفريق الإماراتي من كوريا الجنوبية جرى العمل على القمر "خليفة سات" وإطلاقه للفضاء بنجاح.

أما الآن، فيتابع الصايغ ورفاقه يوما تلو الآخر حلما جديدا بالعمل على تطوير القمر الصناعي "MBZ- sat"، والمخطط إطلاقه هذا العام، حيث من المتوقع أن يرفع الطلب المتزايد على صور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي ستظهر التفاصيل في مساحة أقل من متر مربع واحد، والتي ستكون واحدة من أكثر الميزات تقدمًا على الإطلاق.

يوضح الصايغ أن الأقمار الصناعية تعتمد بالأساس على تأهيل المهندسين وإعطائهم الفرصة، وما يميز القمر الحالي أنه تم التركيز على القطاع الخاص في الإمارات، وبالتالي جرى تصنيع أغلب الأنظمة الميكانيكية في هذا القمر مع شركات محلية موجودة بالفعل، لكن مع تغيير بعض معاييرهم لتأهيلهم لإنتاج مواد تستخدم في الأقمار الاصطناعية.

ويعد "MBZ- sat" هو القمر الصناعي الأضخم الذي تعكف الإمارات على تصنيعه، ويبلغ ارتفاعه 3 أمتار، في حين يبلغ عرضه مع فتح الألواح الشمسية قرابة 5 أمتار.

وشاهد مصراوي مراحل تطوير القمر الصناعي "MBZ- sat"، حيث يلتف العاملون لمواصلة مهامهم بدقة داخل "الغرف النظيفة" حسبما يُطلق عليها، وهيّ غرف شديدة التعقيم والتأمين، إذ أن "شعرة رأس واحدة قد تُهدر مجهود فريق كامل وسنوات عديدة"، بحسب الصايغ.

وتعد "الغرف النظيفة" أساس تطوير الأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية، ففيها يتم التحكم بالمتغيرات البيئية كالحرارة والرطوبة والضغط، وتهدف بالأساس إلى منع حدوث تلوث خلال تصنيع الأقمار الاصطناعية مما قد يؤثر على أدائها خلال المهمة.

وسمح فريق مركز محمد بن راشد لنا بالدخول إلى إحدى هذه الغرف، لكننا فوجئنا بتلاصق القدم قليلًا وقت المرور إلى الغرفة، في حين أرجع الفريق ذلك إلى أن الدخول إلى هذه الغرف يتطلب إزالة أي غبار عالق بقدم الشخص، وإجراءات صارمة تشمل ارتداء ملابس خاصة وتغطية اليدين والرأس والأقدام.

مستوطنة على المريخ

لم تتوقف تطلعات مركز محمد بن راشد عن الطموح والحلم، حيث فوجئنا بحديث الصايغ عن "استراتيجية المريخ 2117".

وتساءل مصراوي عن الهدف من هذه الاستراتيجية بعيدة الأمد والهدف منها، حيث جاء الرد معبراً عن الطموح الكبير: "نسعى لزيادة فهم البشرية لمجموعتنا الشمسية، وبالتالي نخطط لإرسال رواد فضاء إلى المريخ، مع وضع استراتيجية طويلة الأمد لبناء مستوطنة على المريخ بدأت منذ العام 2017، وتستمر ل 100 عام، ولذلك أطلق عليها إستراتيجية المريخ 2117".

ويضيف: "بنهاية الـ 100 سنة نطمح أن يتم بناء مستوطنة على المريخ، واستدامة العيش على سطح المريخ حتى لا تكون مجرد رحلة فقط، وحتى نحقق ذلك هناك تطوير للكثير من العلوم وتعاون دولي في هذا الإطار".

ويعتبر الصايغ أن هناك احتمالية لوجود مياه على كوكب المريخ، وبالتالي قد يكون ذلك بداية لتطوير تقنيات الزراعية والموارد الطبيعية، ومن ثم فهي رحلة بحثية واستكشافية مهمة للغاية.

محطة الفضاء القمرية

ويتوازى مع تلك المهمة، برنامج الإمارات لاستكشاف القمر، إذ يشير عدنان الريس إلى أن "الهدف منه تطوير قدراتنا الوطنية في مجال الروبوتات وتطوير أنظمة تهبط على جرم سماوي وكواكب أخرى في المستقبل".

وجرى تطوير "المستكشف راشد" الذي وصل إلى سطح القمر في أبريل 2023، والذي رغم تحطمه يُنظر إليه داخل المركز بأنه "تجربة ناجحة".

ويُرجع الريس ذلك إلى "تطوير العديد من التقنيات واختبارها في الرحلة التي امتدت لأكثر من 4 شهور"، مضيفاً أنه "بعد وصولنا إلى سطح القمر كانت لدينا زيارة في اليوم الثاني للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووجه بالعمل فوراً على المستكشف الثاني راشد 2".

ويعكف العاملون بمركز محمد بن راشد في الوقت الراهن على تطوير المستكشف الثاني، الذي سيكون التجربة الثانية للإمارات للوصول إلى سطح القمر.

يقول الريس: "سنطبق ما تعلمناه في التجربة الأولى، وسيكون مهمة تشاركية بأن نأخذ تقنيات وحمولات من دول أخرى لنقلها إلى سطح القمر، وإجراء تجارب عليها".

وبيّن أنه سيتم اختيار الشريك الذي ينقل المستكشف إلى القمر خلال الأشهر المقبلة، على أن يلي ذلك الإعلان عن موعد وموقع الوصول.

وتابع: "ضمن تلك الاستراتيجية هناك القدرات الخاصة بتطوير المُعينات التي تساهم في العيش وحياة طويلة في المريخ، حيث تم إطلاق برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء ويتم التركيز على العلوم التي تمكن رواد الفضاء من الوصول إلى رحلات بعيدة".

وكشف الصايغ أن هناك هدفاً كبيراً للمركز يتمثل في المشاركة في بناء محطة الفضاء القمرية، التي تشارك فيها الإمارات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكندا، والتي تتولى فيها بناء وحدة معادلة الضغط وهي الوحدة التي ستؤهل رواد الفضاء من الخروج للفضاء الخارجي والعودة مرة أخرى للمحطة.

"سنبني الوحدة لتكون جاهزة عام 2030، كما سيكون هناك رائد فضاء إماراتي كجزء من المهمة التي تُرسل الوحدة لمحطة الفضاء القمرية ليصبح أول عربي يصل القمر لإجراء المزيد من الأبحاث العلمية"، وفق حديث الصايغ.

رحلات فريدة

لعل العالم العربي عاش أجواء حماسية بالتزامن مع تقارير الإعلان عن وصول رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض أواخر العام الماضي.

ففي سبتمبر الماضي، عاد النيادي إلى الأرض بعد إنجاز أطول مهمة لرائد فضاء عربي عقب مهمة فضائية مدتها ستة أشهر عندما انطلق إلى محطة الفضاء الدولية في أوائل مارس من العام ذاته على متن صاروخ SpaceX Falcon.

يشير الريس إلى أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء جاء بعد ابتعاد العرب لأكثر من ثلاثة عقود عن مثل تلك الرحلات الفريدة، وصولاً إلى عام 2019 حين انطلق هزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية كأول رائد فضاء عربي.

ثم كانت المهمة الثانية من نصيب "النيادي" الذي أجرى خلال رحلته الممتدة بأكثر من 200 تجربة علمية والسير في الفضاء، لتصبح الإمارات من حينها الدولة رقم 11 التي لديها رائد فضاء شارك في مهمة طويلة الأمد.

ودخل مصراوي إلى غرفة عمليات مركز محمد بن راشد، والذي سبق وحظي باهتمام العالم خلال متابعة رحلات "المنصوري والنيادي" إلى الفضاء، حيث تتواجد شاشات العرض المتعددة، فضلًا عن العديد من الأجهزة المتخصصة.

وعن الحلم الجديد، يقول الريس: "المرحلة المقبلة لدينا رواد فضاء يتم تدريبهم في ناسا وهما نورا المقدوشي ومحمد الملا حيث قطعا شوطا كبيرا وسيتخرجان الشهر المقبل على أن يتم إعدادهما لرحلات مقبلة".

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: رأس الحكمة مسلسلات رمضان 2024 ليالي سعودية مصرية سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان مركز محمد بن راشد للفضاء الإمارات طوفان الأقصى المزيد محمد بن راشد للفضاء مرکز محمد بن راشد الأقمار الصناعیة تطویر الأقمار القمر الصناعی إلى سطح القمر رواد الفضاء محطة الفضاء رائد فضاء فی مجال فی هذا

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد.. ملهم دبي وفارس مستقبلها المشرق

إعداد: أمير السني

ذكرى تولي سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، ولاية العهد، مناسبة تتجدد فيها مشاعر الفخر والاعتزاز بقيادة شابة، استثنائية، حملت راية الإبداع والطموح في مسيرة دبي.
في هذا اليوم المميز الأول من فبراير من كل عام، نستحضر لحظة تاريخية شكلت علامة فارقة في مستقبل دبي، حين تولى سموّه قبل 17 عاماً مسؤولية حمل رؤية والده، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وترجمتها إلى واقع يلامس طموحات أبناء الوطن.
سمو الشيخ حمدان بن محمد، جسّد منذ اللحظة الأولى صفات القائد الملهم بروحه المتقدة وشخصيته القريبة من الجميع، وعُرف بحكمته ونظرته المستقبلية التي جعلت من دبي مدينة التحديات والفرص، مدينة تأبى إلا أن تكون في مقدمة الركب العالمي.
على مدى سنوات توليه، كان سموّه قائداً محنكاً لم يكتفِ بالمحافظة على الإنجازات، بل تجاوزها برؤى طموحة ومشاريع مبتكرة وضعت دبي في صدارة المدن العالمية في مجالات عدة، كالتنمية المستدامة، الابتكار، التكنولوجيا، والثقافة.
أولى سموّه الشباب اهتماماً خاصاً، مؤمناً بأنهم القوة الحقيقية لاستمرار نهضة دبي، وداعماً لهم ليصبحوا قادة المستقبل.


النشأة
نشأ سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في كنف أسرة عريقة يقودها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وتربى سموّه في بيئة جمعت بين القيم الإماراتية الأصيلة والطموح اللامحدود، ما شكّل شخصيته القيادية، وأرسى لديه أسس التميز والابتكار.
ومنذ صغره، أظهر سموّ الشيخ حمدان بن محمد اهتماماً كبيراً بالرياضة والفروسية، وهي شغفٌ ورثه عن والده، وشارك في العديد من البطولات العالمية، خاصة في رياضة سباقات القدرة، وحقق إنجازات مرموقة رفعت اسم الإمارات عالياً، وإلى جانب الرياضة أبدى سموّه حباً كبيراً للشعر، حيث يكتب الشعر النبطي تحت اسم «فزاع»، معبراً عن قضايا مجتمعه وثقافته بأسلوبه الراقي.
مع توليه ولاية العهد في دبي، في عام 2008 أصبح سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يقود ملفات حيوية في مختلف القطاعات فمن الاقتصاد إلى التكنولوجيا، ومن الرياضة إلى الثقافة، كان له دور بارز في وضع استراتيجيات مبتكرة تدفع دبي إلى الأمام.
تميزت مهام سموّه بتوجيه دفة إمارة دبي نحو تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها مدينة عالمية لا تعرف حدوداً للتميز.


محطة مهمة
رئاسة المجلس التنفيذي لحكومة دبي، شكلت محطة مهمة للإمارة، حيث صار سموّه يقود ويلهم فريق عمله في حكومة دبي، لتحقيق رؤية وتطلعات القيادة الرشيدة وجعلها واقعاً ملموساً، وتحقيق السعادة لمواطني دبي وقاطنيها، من خلال الإشراف على وضع خطط التنمية الاستراتيجية الشاملة ومتابعة تنفيذها، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للإمارة، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي على صعيد المال والأعمال والتجارة والسياحة والخدمات، والوصول بدبي إلى مراكز متقدمة في سباق الريادة العالمية.
وتعددت مهام سموّه منذ توليه منصب ولاية العهد في دبي، حيث بات يحمل مسؤولية كبيرة في تحقيق رؤية طموحة للإمارة التي تُعد نموذجاً عالمياً للابتكار والتقدم، بفضل شخصيته القيادية وفكره الاستراتيجي، استطاع سموّه أن يجمع بين الحفاظ على إرث دبي الثقافي التاريخي وبين مواكبة التطورات السريعة التي يشهدها العالم.
حضور كبير
ويتابع سموّه الشأن العام بدقة، ويتميز بحضور كبير في مختلف مواقع العمل الوطني، كقائد شاب صقلت خبراته التجربة، ويشرف سموّه على قيادة ملفات عديدة تسهم في تعزيز تنافسية دبي عالمياً وقوة اقتصاد الإمارة وتوجهاتها المستقبلية، ويقود منظومة تطوير العمل الحكومي ومشروع تحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، وإلى مركز للاقتصاد العالمي الجديد.
كما يشرف ويتابع سموّه العديد من الملفات الاستراتيجية في إمارة دبي، بتكليف من والده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بينها الإشراف على تنفيذ بنود وثيقة الخمسين، التي تتضمن جوانب من رؤية صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، لمدينة دبي المستقبل والحياة التي يتمناها لكل من يعيش على أرضها، إذ يحرص سموّه على المتابعة الحثيثة لضمان التطبيق الأمثل لبنود الوثيقة على نحو يتماشى مع غاياتها الطموحة، ويطلع على نتائج الإنجاز المتحقق في البرامج المنطوية تحت بنود والوثيقة.

الابتكار والرقمنة
يعد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، رمزاً للقيادة الشابة التي تجمع بين الطموح والرؤية المستقبلية، ومن خلال نهجه القيادي، ركّز سموّه على الابتكار والرقمنة كركائز أساسية لدفع دبي نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وتحت قيادته، أصبحت دبي نموذجاً عالمياً يحتذى في التحول الرقمي واستثمار التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.
وانطلاقاً من إيمانه بأن الابتكار هو السبيل لمواجهة تحديات العصر، أطلق سموّه العديد من المبادرات التي تهدف إلى ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للإبداع، من أبرزها مبادرة «دبي 10X» التي تسعى لجعل دبي تسبق مدن العالم بعشر سنوات من خلال تبني أفكار ومشاريع نوعية، تخدم مختلف القطاعات.
متحف المستقبل
كما أشرف سموّه على إطلاق «متحف المستقبل»، الذي أصبح منصة تجمع المبتكرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم لابتكار حلول جديدة لتحديات الغد، ومبادرة «دبي الذكية»، التي تهدف إلى تحويل دبي إلى أول مدينة ذكية بالكامل، حيث تعتمد على التكنولوجيا لتقديم خدمات حكومية متكاملة وسهلة الوصول.
ويترأس سموّه، اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، التي تعمل على ترجمة الرؤية الاستباقية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ترسيخ مكانة دبي عاصمةً للاقتصاد الرقمي، ومركزاً رائداً لابتكار نماذج العمل التحولية والمفاهيم التكنولوجية المتقدمة وتوظيفها واعتمادها في مختلف القطاعات الحيوية التي تمس حياة الأفراد.
ويعمل سموّه على تحقيق أهداف استراتيجية دبي للميتافيرس وصياغة مستقبل رقمي متقدم للدولة، وجعل اقتصاد دبي من أفضل الاقتصادات الرائدة في العالم من خلال مشاريع الاقتصاد الرقمي، والاستثمار في عالم الميتافيرس الافتراضي والمجالات الرقمية، واستشراف مستقبل العالم الرقمي، ويحرص سموّه على تسريع وتيرة توظيف تقنيات المستقبل في إمارة دبي.


المواطن أولاً
منذ توليه مهامه القيادية، جعل سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، رفاهية المواطن الإماراتي وتحقيق تطلعاته محوراً رئيسياً في سياساته ومبادراته، مؤكداً أن الاستثمار في الإنسان هو أساس التنمية المستدامة، ويهتم سموّه بتوفير بيئة معيشية كريمة للمواطنين، وأُطلق برئاسته العديد من المبادرات لتوفير مساكن عصرية للمواطنين، مع التركيز على التصميم المستدام وتلبية احتياجاتهم.
ووضع سموّه الصحة على قائمة أولوياته، لضمان حياة كريمة للمواطنين، من خلال إطلاق مشاريع لتعزيز الخدمات الصحية، مثل بناء مستشفيات حديثة مزودة بأحدث التقنيات الطبية، وتبني استراتيجيات الصحة الوقائية، مثل مبادرات اللياقة البدنية والصحة العامة التي تستهدف تحسين جودة حياة المواطنين.
ويعكس اهتمام سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بالمواطن حرصه على بناء مجتمع إماراتي متكامل ومستدام، وتحت قيادته، تُواصل دبي تحقيق تطلعات مواطنيها من خلال مبادرات شاملة تركز على تحسين جودة الحياة وتوفير الفرص للجميع، ويشكل هذا النهج نموذجاً يحتذى في القيادة الحكيمة التي تضع المواطن في صلب الأولويات.
دعم الشباب والمواهب
يولي سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، اهتماماً كبيراً بالشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن، والمحرك الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة، ورؤية سموّه تجاه الشباب تقوم على تمكينهم، وتوفير بيئة تحفّز الإبداع، وتنمي المواهب، بما يضمن لهم المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للإمارات.
وإيماناً بأهمية التعليم في بناء القدرات، أطلق سموّه مبادرات وبرامج تعليمية تهدف إلى إعداد الشباب الإماراتي ليكونوا قادة في مختلف المجالات، من بينها «برنامج حمدان بن محمد لإعداد القادة» وصُمم هذا البرنامج لتأهيل القيادات الشابة من خلال تدريبهم على مهارات القيادة الحديثة، وتعزيز روح الابتكار لديهم.
ويحرص سموّه على دعم التعليم العالي من خلال توفير منح دراسية وبرامج شراكة مع أرقى الجامعات العالمية، كما يركز سموّه على توفير بيئة محفزة لرواد الأعمال والشباب المبدعين لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.

وزير الدفاع.. رؤية ثاقبة وأفكار رصينة

تعيين سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وزيراً للدفاع يشكل نقلة نوعية تنعكس إيجابياً على مستوى الجاهزية والاستعداد العسكري لدولة الإمارات، وذلك بفضل رؤيته الثاقبة وأفكاره الرصينة، والتي سيواصل من خلالها تعزيز مكانة القوات المسلحة، كأحد أفضل الجيوش إقليمياً ودولياً.

ويتحلى سموّه، بسمات أسهمت في صياغة شخصيته وبلورت رؤيته، فالحياة العسكرية التي عاشها خلال دراسته في كلية «ساند هيرست» جعلت الانضباط والالتزام سلوكاً معتاداً لديه، حيث قال سموّه عقب توليه الوزارة «المؤسسة العسكرية التي بناها ويتابعها رئيس الدولة، حفظه الله، ويسانده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي فخر للوطن.. وحصن لاتحادنا ووحدتنا.. وردع للعدو.. وسر للاستقرار والازدهار وحماية مكتسبات دولة الإمارات.. وانضمامي لها شرف.. ووسام.. ومسؤولية اعتز بها واعتز بانضمامي لفريق العمل القائم على هذه المؤسسة العريقة التي أصبحت نموذجاً عسكرياً عالمياً ناجحاً».

ويوم تعيينه قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، «حمدان عضيد.. وسند.. وقائد يحب الناس.. ويحبه الناس.. وثقتنا كبيرة بأنه سيشكل إضافة كبيرة لحكومة الإمارات.. ومساهم رئيسي في صياغة مستقبل دولة الإمارات بإذن الله».

قطاع الفضاء بوابة المستقبل

يسير سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بخطى واثقة على نهج ورؤية والده، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، نحو ريادة الإمارات في قطاع الفضاء، واستكشاف المجال الذي ما زال العالم لا يعلم كثيراً عن خباياه، وهي الرؤية التي جعلت من الإمارات نموذجاً عالمياً في الطموح والابتكار.

ويعتبر سموّه قطاع الفضاء بوابة المستقبل، وأن الاستثمار فيه يعزز من ريادة الإمارات في المجالات العلمية والتكنولوجية.

ويؤكد سموّه دوماً ضرورة بناء شراكات عالمية قوية، تدعم أهداف الإمارات في استكشاف الفضاء، وتطوير تقنيات جديدة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزز من اقتصاد المعرفة. فطموح الإمارات لا حدود له.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد.. وثقافة الحلم
  • صورتان مذهلتان لبرج خليفة ودبي من محطة الفضاء الدولية (تحديييث)
  • صورتان مذهلتان لبرج خليفة ودبي من محطة الفضاء الدولية
  • إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة ربع نقل بأسيوط
  • رئيس وكالة الفضاء المصرية يستقبل نظيره الكيني.. شراكة تكنولوجية تدعم أجندة القارة
  • رئيس وكالة الفضاء المصرية يشارك في فعاليات «أيام استدامة الفضاء» بفيينا
  • سماء الحدود الشمالية تشهد اقترانًا ثلاثيًا بين القمر وكوكبي الزهرة وزحل
  • السيطرة على حريق داخل محطة بنزين بمرسى علم
  • السيطرة على حريق داخل محطة وقود بمرسى علم دون إصابات
  • حمدان بن محمد.. ملهم دبي وفارس مستقبلها المشرق