رغم الحرب.. غزة تستعد لاستقبال شهر رمضان
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، بدأت مظاهر الاستعداد لشهر رمضان المبارك 2024 تتجلى في نواحي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأظهرت الصور التي التقطها أهالي رفح وهم يستعدون لاستقبال الشهر الفضيل من خلال إعداد بسطات لبيع الفوانيس والزينة الخاصة ذات الألوان المضيئة.
وفي ظل العدوان الغاشم، وما يرافقه من تحديات انسانية واجتماعي وظروف صحية مُعدمة، إلا أن هذه الظروف المؤلمة لم تمنع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الاستشعار بروحانيات شهر رمضان المبارك.
رغم توتر الأوضاع والعدوان الإسرائيلي الغاشم، قررت بعض العائلات في غزة تجميع جهودها لإعداد أجواء رمضانية تحمل الأمل والتفاؤل، وبدأ البعض في تزيين خيمهم بالأضواء والزينة، محاولين إضفاء لمسات من الجمال على محيطهم اليومي المظلم.
ولم يتمكن أهالي القطاع، من شماله وجنوبه ووسطه، من استذكار الأجواء الرمضانية حينما كانت المساجد تستقبل الناس بأبوابها المفتوحة، وكانت الفعاليات الدينية والاجتماعية تُنظم بروح الإخاء والتضامن.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: غزة رمضان شهر رمضان 2024
إقرأ أيضاً:
كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟
بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع عبارة عن جبال من الركام، تحكي قصة دمار غير مسبوق، ويضيف تحديا صعبا على الغزيين فكم من السنين يحتاجون لإزالة الركام ليعيدوا بناء مدنهم التي دمرتها الحرب الإسرائيلية.
50 مليون طن من الحطام والأنقاض تغطي مساحات شاسعة من القطاع، وفق تقديرات أولية للأمم المتحدة، في مشهد يصعب على العقل استيعابه.
ويسلط مراسل الجزيرة عمار طيبي، في تقرير له، الضوء على هذا الوضع من خلال مشاهد إنفوغراف تقدم صورة مقربة عن حجم الكارثة التي تجاوزت كل التصورات.
ففي قطاع صغير المساحة، كثيف السكان، ألقت إسرائيل نحو 100 ألف طن من المتفجرات، محولة 85% من المباني إلى ركام، بواقع 450 ألف وحدة سكنية مدمرة كليا أو جزئيا.
لكن المأساة لا تقف عند حدود الدمار الحالي، بل تمتد لعقود مقبلة، فوفقا لتقديرات الأمم المتحدة، ستستغرق عملية إزالة هذا الركام 21 عاما كاملة، حتى مع توفر الآليات الكافية والوسائل المناسبة.
وحسب تلك التقديرات، فإن التكلفة الأولية لذلك تقدر بمليار و200 مليون دولار، وذلك لإزالة الركام ونقله فقط، دون احتساب تكاليف إعادة الإعمار أو تهيئة الطرقات والبنى التحتية.
إعلان مقاربات مفزعةولتقريب صورة هذا الدمار الهائل للأذهان، يقدم التقرير مقارنات مذهلة تكشف عن حجم المأساة، فلو وضع هذا الركام في شاحنات تحمل كل منها 20 طنا، سيمتد موكب الشاحنات لمسافة 30 ألف كيلومتر، أي ما يعادل 3 مرات المسافة بين قطاع غزة وواشنطن.
وفي مقارنة أخرى صادمة، يوضح التقرير أن برج إيفل في باريس يزن 10 آلاف طن، مما يعني أن ركام غزة يعادل وزن 5 آلاف برج مماثل، كما يمكن بناء سور بطول وعرض سور الصين العظيم، الذي يمتد على مسافة 21 ألف كيلومتر، من هذا الركام.
وللمقارنة أيضا، يبلغ وزن الهرم الأكبر في الجيزة نحو 6.5 ملايين طن، ما يعني أن ركام غزة كفيل ببناء 8 أهرامات مماثلة للهرم الأكبر، وهي مشاهد تقرب الصورة نسبيا، لكن الواقع على الأرض يبقى أكثر قسوة وتعقيدا.
وتتجاوز أزمة الركام في غزة مجرد تحدٍّ لوجستي ضخم، إلى كونها رمزا لحجم المعاناة الإنسانية والتحدي المستقبلي الذي ينتظر سكان القطاع، فالشوارع المدمرة، وقنوات المياه والصرف الصحي المتضررة، والبنية التحتية المنهارة، كلها تشكل تحديات تضاف إلى معضلة الركام الضخمة.
وبينما تتواصل الحرب، يتراكم المزيد من الأنقاض يوما بعد يوم، مما يجعل التقديرات الأولية للأمم المتحدة عرضة للارتفاع بشكل مستمر، ومعها ترتفع سنوات المعاناة ومليارات الدولارات المطلوبة لإعادة الحياة إلى ما كانت عليه في يوم من الأيام.
وهكذا، تصبح جبال الركام في غزة شاهدا على مأساة غير مسبوقة، لا تنتهي بتوقف الحرب، بل تمتد لعقود مقبلة، محولة مهمة إعادة الإعمار إلى واحدة من أكبر التحديات في العصر الحديث.