بعد 6 أشهر من القبلة الساخنة.. هيرموسو تخرج عن صمتها
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
كشفت نجمة منتخب إسبانيا، جينيفر هيرموسو، اليوم الاربعاء (28 شباط 2024)، أنها عاشت فترة صعبة عقب واقعة "القبلة الشهيرة" من قبل رئيس الاتحاد الإسباني السابق لويس روبياليس، مؤكدة أن "كرة القدم تواصل منحها الحياة".
وتعود الواقعة إلى أغسطس 2023، عندما توج المنتخب الإسباني بكأس العالم للسيدات، لأول مرة في تاريخه، على حساب نظيره الإنجليزي، إثر فوزه عليه بهدف وحيد، أحرزته المهاجمة أولغا كارمونا، عند الدقيقة 29 من زمن الشوط الأول للقاء، الذي جرى على ملعب أستراليا بمدينة سيدني.
واحتضن لويس روبياليس (45 عاما) اثناء توزيع الميداليات الذهبية على لاعبات المنتخب الإسباني على منصة التتويج، لاعبة برشلونة، جينيفر هيرموسو، بشكل مثير للاستغراب، ومن ثم قام بتقبيلها على شفتيها أمام الجميع، ليتعرض لانتقادات لاذعة بسبب سلوكه.
وتقدمت هيرموسو (33 عاما) بشكوى قانونية ضد روبياليس، الذي اضطر إلى الاستقالة في أعقاب الحادث، وتم منعه بعد ذلك من ممارسة جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم من قبل الـ"فيفا" لمدة ثلاث سنوات، وهو الحكم الذي تم تأييده الشهر الماضي عندما حاول صاحب الـ46 عاما الاستئناف.
وأثار الحادث موجة من الغضب العالمي على التمييز الجنسي على أعلى مستويات الرياضة النسائية، وأدى إلى مقاطعة لاعبات إسبانيا للمنتخب الوطني، حيث طالبن بإجراء تغييرات على كرة القدم النسائية في البلاد.
وتحدثت جينيفر هيرموسو، في أول مؤتمر صحفي دولي لها، بعد 6 أشهر من الحادث الذي تقول إنه لم يتم بالتراضي، وذلك قبل مواجهة إسبانيا وفرنسا مساء اليوم الأربعاء، في المباراة النهائية لدوري الأمم للسيدات.
وقالت النجمة الإسبانية: "أنا محظوظة بالعودة إلى النهائي بعد 6 أشهر طويلة للغاية.. اليوم أنا أستمتع بكرة القدم وأتنافس مع إسبانيا للفوز ببطولة أخرى".
وأضافت: "لقد حدث الكثير منذ ذلك الحين.. كانت عملية صعبة لفهم أشياء كثيرة، لكني ما زلت ألعب كرة القدم، والشيء الوحيد الذي أريده هو مواصلة الاستمتاع بنفسي بارتداء هذا القميص".
وعادت هيرموسو، التي تلعب كرة القدم المحلية لفريق تيغريس المكسيكي، إلى منتخب بلادها في أكتوبر الماضي، وقادته للفوز على إيطاليا، في دور المجموعات بدوري الأمم الأوروبية، بهدف سجلته في الوقت القاتل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة.
وأضافت: "بالنسبة لي، من المهم جدا اللعب في نهائي آخر والاستمرار هنا.. أشعر أنني بحالة جيدة، فكرة القدم تستمر في إعطائي الحياة التي أحتاجها، لذا أريد مواصلة الاستمتاع بالمباريات مع منتخبي الوطني ومع فريق تيغريس، وأواصل ذلك".
وعن النهائي المرتقب، قالت جينيفر هيرموسو: "إذا فزنا الليلة، فستكون إسبانيا قد دخلت التاريخ مرة أخرى".
وبوصولها إلى نهائي البطولة، تأهلت إسبانيا أيضا إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: جینیفر هیرموسو کرة القدم
إقرأ أيضاً:
عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
عبد الباري عطوان
من المؤكد أن الصاروخ الباليستي فرط الصوت اليمني الذي أصاب هدفه بدقة في قلب مدينة يافا الفلسطينية المحتلة فجر اليوم السبت سيدخل التاريخ، وسيحتل مكانة بارزة في العناوين الرئيسية للصراع العربي-الصهيوني لعدة أسباب:
الأول: إيقاعه إصابات بشرية ضخمة بوصوله إلى هدفه، حيث اعترف العدو الصهيوني بإصابة ثلاثين شخصاً حتى الآن، يُعتقد أن معظمهم من العسكريين، كما أحدث حرائق كبرى يمكن مشاهدة ألسنة لهبها وأعمدة دخانها من مسافات بعيدة، وهي سابقة تاريخية.
الثاني: هذا الصاروخ فرط الصوت لم يأتِ انتقاماً للعدوان الأمريكي-الصهيوني على صنعاء والحديدة، وإنما جاء في إطار استراتيجية يمنية تهدف إلى تكثيف الضربات للعمق الفلسطيني المحتل دون توقف، جنباً إلى جنب مع استراتيجية قصف حاملات الطائرات والسفن الأمريكية والصهيونية في جميع بحار المنطقة. فلليوم الثالث على التوالي، تقصف قوات الجيش اليمني أهدافاً عسكرية صهيونية بصواريخ فرط الصوت، تضامناً مع شهداء غزة.
الثالث: فشل جميع منظومات الدفاع الجوي الصهيونية المتطورة، وعلى رأسها القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وصواريخ حيتس و”ثاد”، في اعتراض أي من صواريخ فرط الصوت اليمنية، ووصولها جميعاً إلى أهدافها. وهذا ما دفع الاحتلال إلى فتح تحقيقات رسمية لمعرفة أسباب هذا الفشل، في اعتراف ضمني بالهزيمة.
الرابع: تتميز هذه الصواريخ الباليستية الجديدة (قدس 1 وقدس 2) بتجهيزها برؤوس حربية متطورة جداً، وقدرتها الكبيرة على المناورة والانفصال عن “الصاروخ الأم” قبل وصولها إلى أهدافها، مما يؤدي إلى فشل الصواريخ الاعتراضية المعادية في اعتراضها وتدميرها.
الخامس: تحول اليمن إلى دولة مواجهة رئيسية، وربما وحيدة، مع كيان الاحتلال، رغم المسافة الهائلة التي تفصله عن فلسطين المحتلة، والتي تزيد عن 2200 كيلومتر. وهذا يعني أن الجوار الجغرافي المباشر بات يفقد أهميته في ظل وجود صواريخ فرط الصوت والمسيّرات المتطورة جداً.
ما يميز القيادتين السياسية والعسكرية في اليمن هو قدرتهما على اتخاذ القرار بالقصف الصاروخي سواء للعمق الصهيوني أو لحاملات الطائرات الأمريكية والصهيونية والبريطانية. وهذه صفة تفتقدها للأسف جميع الدول العربية والإسلامية، سواء الصغرى منها أو الكبرى، التي تفتقر إلى الشجاعة والمروءة وعزة النفس، وتبحث دائماً عن الأعذار لتبرير جبنها وتجنب الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على أراضيها أو الدفاع عن المقدسات.
الظاهرة اللافتة في عمليات القصف اليمني للعمق الصهيوني والقواعد العسكرية الحساسة فيه، أنها بدأت توقع خسائر بشرية ودماراً كبيراً، وهو أكثر ما يزعج ويرعب المستوطنين وقيادتهم، ويقوض المشروع الصهيوني من جذوره. فهذا القصف يأتي بعد هدوء الجبهة اللبنانية وسقوط سورية، ويفسد على نتنياهو وجيشه احتفالاتهم بما اعتبروه “إنجازات”. فجميع الحروب العربية الرسمية مع كيان الاحتلال كانت على أراضٍ عربية، وقصيرة جداً، ولم تصل مطلقاً إلى المستوطنين، ولم تطلق صافرة إنذار واحدة في حيفا أو يافا أو باقي المدن الفلسطينية المحتلة. ربما الاستثناء الوحيد كان عندما أطلق العراق أكثر من أربعين صاروخاً على تل أبيب أثناء عدوان عام 1991.
هذا الموقف اليمني المشرف ربما هو مصدر الأمل الوحيد للصامدين في فلسطين المحتلة، الذين يواجهون حرب الإبادة والتطهير العرقي والمجازر اليومية، بعد أن خاب ظنهم كلياً بجميع أنظمة الحكم العربية والإسلامية، خاصة تلك التي ترفرف الأعلام الصهيونية في قلب عواصمها، ناهيك عن التعاون العسكري والاستخباري والتجاري العلني والسري مع كيان الاحتلال.
غزة ليست وحدها، ويكفيها أن الشعب اليمني، أصل العرب، يقف في خندقها، ولا ترهبه الغارات الصهيونية والأمريكية، ولا يتردد في تقديم الشهداء.
الأمر المؤكد أن اليمن العظيم لن يتخلى عن غزة ومجاهديها، وستستمر صواريخه الباليستية في زعزعة أمن واستقرار كيان الاحتلال وكل القوى الاستعمارية الداعمة له. فاليمن ظاهرة استثنائية، تفوقت على الجميع في شجاعتها ووطنيتها وثباتها على الحق، وتعاملها مع العدو بأنفة وكبرياء، ومخاطبته بالصواريخ والمسيّرات، وهي لغة القوة التي يجيدها ويخشاها الأعداء… والأيام بيننا.