جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@15:43:28 GMT

المقاطعة سلاح الشعوب

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

المقاطعة سلاح الشعوب

 

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، تقوم الأسر العمانية -كما هو معتاد- بارتياد الأسواق والمحلات ومراكز التسوق لشراء الاحتياجات الغذائية، خصوصا تلك التي تشتهر بها المائدة العمانية، ويأتي قدوم هذا الشهر الفضيل مع معاناة أهلنا وإخواننا في غزة العزة، نسأل الله لهم النصرة والتمكين والتحرير المبين.

وأثناء قيامي بالتسوق الشهري المعتاد لاحتياجات المنزل، ومعه بالطبع بعض الأغراض التي تُستخدم على المائدة الرمضانية، في أحد مراكز التسوق بمحافظة مسقط، إذا بي أتفاجأ بمتسوِّق ساخط من قِلَّة المعروض من المنتجات العمانية والعربية غير الداعمة للكيان، مقارنة بما هو داعم للكيان، وعندما التفتُ إليه وسألته بطبيعتي التلقائية غير المتحفِّظة عن السبب: أجاب بالعامية: "ما حاله، ما عارفين مو نشتري أغلبه داعم"، وقلت له: من أين له أن يفرِّق بين السلع بهذه السرعة؟ قال بواسطة أحد التطبيقات الذكية التي تتميز بخاصية قراءة الماسح الضوئي للسلع، فتوضح إن كان المنتج مقبولًا أو داعمًا، بل يتميز البرنامج كذلك بوجود قائمة للمنتجات والشركات الداعمة، وهو ما يتيح لك اختيار منتجاتك بعناية قبل التسوق، وعمل خطة شرائية محددة بناء على منتجات محددة بعينها.

بعدها، حمَّلت البرنامج عبر هاتفي الذكي، وشكرته، وأكملت تسوُّقي، وعندها وأنا اقف عند كل سلعة ومنتج بدأت أتأكد إن كان داعمًا أم لا، والغريبة أنِّي وجدت منتجات لنفس مُسمَّى الشركة أحدها داعم والآخر غير ذلك، وأعتقد أن الفرق هنا في التعبئة؛ فكلاهما ربما مُعبَّأ ببلد مختلف، نعم تأخرت قليلا، ولكني خرجت مرتاحَ الضمير.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل نُقاطع منتجات بعينها، أم نقاطع كافة منتجات الشركة التي تدعم الكيان؟ يجب أن تتركز المقاطعة على الشركات الداعمة للكيان وليس منتجًا معينًا فقط، فبعض الشركات فهمت اللعبة، واتخذت خطة احتيالية في إنتاج منتج يحمل اسم آخر، ويُعبَّأ في بلد آخر، لكنه في الأساس لنفس الشركة المقاطعة، فيجب أن نكون مُتيقِّظِين حَذِقِين لما يدور حولنا من ألاعيب.

ولا يجب أن نتهاون أو نتراجع عن المقاطعة، والجميل أنَّ المقاطعة في سبيل التضامن مع أهلنا في غزة نجحت نجاحًا منقطعَ النظير، والسبب هو الوازع الديني والتضامن الشعبي القومي مقابل مناشدات سابقة في مواقف عدة لم يسبق لها النجاح، ومن هنا أتمنَّى أن تكون المقاطعة الحالية استمرارية وليست مؤقتة، وأن تكون نهجا ودرسا يُستفاد منه لمواجهة ما هو غالٍ واستغلالي من قبل التجار.

كما أدعو القراء الكرام لتشجيع وتفضيل المنتج المحلي والعربي رغم قلته في السوق مقارنة بالمنتجات الأخرى، وأن يستعينوا بالتقنية الحديثة في الأجهزة الذكية من خلال تطبيقات المقاطعة المتعددة الموجودة في الساحة، والتي تتيح لهم التفريق بين ما هو داعم أو نقيضه بكل يسر وسهولة، وفي وقت سريع، وأيضا الاستفادة من قاعدة البيانات الموجودة بها.. المقاطعة سلاح الشعوب الوحيد، فلا تبخسوا حقها، وفلسطين قضية الجميع، وتستحق منا المزيد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وضع الأوطان مرآة لحكامها وليس لشعوبها!!!

بينما أقلب في جهازي اليوم وجدت مقال سابق لي لم أتوفق في إرساله للصحف في زحمة الحياة اليومية ،ولذلك أرسله اليوم لأنه يظل يرد على مواقف بعض الكتاب "الرمادية" في الأمس واليوم ولربما الغد!
قرأت مقال للزميلة باتحاد الصحفيين والكتاب العرب فوزية رشيد بتاريخ 24 ديسمبر 2024 بعنوان" الأوطان مرآة شعوبها!"، وقد استفزني المقال لأنني شعرت فيه باتهام مبطن لبعض الشعوب بأنها سيئة ولذلك فهي تدمر بلادها، و وبرغم جودة المقال والجراءة الظاهرة فيه، ولكنه يستدعي الرد والنقاش حول ما جاء فيه، بدأت الزميلة بالقول )الأوطان في فعل عكسها لما يجري فيها، تشير إلى حقيقة شعوبها، ....... ! فهي الأوطان التي تعكس ما وصلت إليه شعوبها من رقي وحضارة وثقافة وقيم أو تخلف وتأخر وجهل !(
ومن هنا نجدها تبدأ بالهجوم على الشعوب متهمة إياها بالتخلف والتأخر والجهل دون إيضاح أسباب ذلك التخلف وهل لحكام تلك الشعوب دور فيه ام لا!!! وخاصة قادة الأنظمة الاستبدادية الحاكمة فيه عسكرية كانت ام مدنية!!!
ثم تستميت في الهجوم على الشعوب مع غض النظر عن استبدادية حكامها فنجدها تكتب ..) ما يهمنا أننا نرى أوطاناً عربية تمتلك كل الإمكانيات وتمتلك ثروات مختلفة، لكنها وبيد أبنائها تمزقت وتخلفت واضطربت، بعد أن استجابت بفئات فيها إلى مسارات الفوضى المرسومة لها، والمخططات التي تعبث بمصائرها، ( !
وهنا نجدها تخاف ان توجه الاتهام للحكام صراحة وتوجه الى "فئات فيها"
!!! ثم تستمر في الهجوم على الشعوب وتمايز بينها بأن )هناك شعوب بالفطرة تغلب عليها وعلى سلوكياتها الرؤية الوطنية، فتفدي أوطانها بالغالي( !!! ثم تعود لاتهام الأوطان بأنها دمرت نفسها بنفسها وفي ذلك تبرئة واضحة للحكام فتقول )بينما أوطان عربية سلمت نفسها وعلى يد بعض أبنائها إلى الخراب والدمار، ولم تفهم في لغة الوطن إلا مصالحها الأنانية، بل دمرت شعوبها، ومارست القتل فيهم بناء على اختلافات مذهبية أو إيديولوجية،(
أجد الخلط الواضح في المقال بين الشعوب والاوطان والحكام، فحين تريد التجريم تتهم الشعوب او تذكر الأوطان ولكأني بأن تلك الشعوب هب الفاعل الحقيقي والمالك للقوة العسكرية والأمنية التي يمكن من خلالها فرض قرارها السياسي وخياراتها، في حين ان الزميلة العزيزة تعلم علم اليقين بأن تلك الشعوب ترضخ تحت حكم القهر والاستبداد وبالحديد والنار!!!
وكأني بها قد أستحت في نهاية المقال فحاولت بقدر الإمكان الإشارة من طرف خفي لجرم الحكام فكتبت ) رأينا .... كيف تبيع أنظمة دول أبناءها للحفاظ على بقائها، وكيف تمارس أبشع الجرائم في حق مواطنيها، … والخلاصة أن كل من يفعل ذلك، لا يفهم معنى الوطن، ولا قيمة الإنسان، ولا يدرك معنى الإخلاص للوطن ولشعبه، ولا يرى نفسه قط في مرآة الوطن ومرآة التاريخ !(
ان الحقيقة الثابتة هي انه ليست هناك شعوب لها سلوك وطني وأخرى لا تملك ذلك السلوك، ولكن هناك شعوب تصر الأنظمة العالمية على ضرورة ان تظل تحت الحكم الاستبدادي مع حاكم "عميل" حتى يتسنى لها سرقة موارد تلك الشعوب بثمن بخس، فتعمل تلك الأنظمة العالمية على دعم وتقوية النظام العميل، ويقوم هذا الأخير وأصحاب المصالح حوله بإحكام قبضتهم الأمنية على الوطن وجعله سجنا كبيرا، غالبا سجنا مليء بالتعذيب والسحل والقتل وأحيانا سجنا ناعما!!!
ان قهر الشعوب يتم أحيانا من خلال تلك الأقلام التي تريد ان تشعره بعقدة الذنب وانه سبب تخلفه وفي نفس الوقت تقوم بتبرئة الحكام بصورة ناعمة. والحقيقة التي تخاف الكاتبة عن البوح بها هي أن الأوطان مرآة لحكامها، او لشعوبها المقهورة .

abdelgadir@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • مريام أديلسون.. من هي المرأة وراء سياسات ترامب الداعمة لإسرائيل؟!
  • داعم بدرجة امتياز.. شاهيناز تروي تفاصيل ارتباطها بالملحن آدم حسين
  • الجهاد الإسلامي: العدوان الأمريكي على اليمن دعم وقح للكيان الصهيوني وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني
  • بريطانيا تعلن عن اجتماع عسكري لقادة جيوش الدول الداعمة لأوكرانيا
  • وضع الأوطان مرآة لحكامها وليس لشعوبها!!!
  • خلال 72 ساعة لم تمر سفينة للكيان في منطقة العمليات اليمنية
  • صور.. فوضى البسطات اليومية تُفسد التسوق الرمضاني في ”سيكو الدمام“
  • اتساع رقعة المقاطعة الأوروبية للمنتجات الامريكية
  • عاصفة مدمّرة في كاليفورنيا.. و مصرع امرأة جراء فيضانات جنوب إفريقيا
  • تحرك قواتي داعم للمرأة بلديا واختياريا