جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@10:52:28 GMT

الفرعون

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

الفرعون

 

 

فاطمة الحارثية

 

"حيث لا شمس لا شغف".. اعتدتُ دائما أن أطلب من الآخر أن يعالج مشاعره بنفسه؛ لأنها كامنة فيه وهو أعلم بها ممن يُكنها له، ومبادلة المشاعر ليست فريضة بل هي حرية مطلقة، رفضت دائمًا أن أقبل بأي مفوضات حيال ذلك؛ ومثلما حكمت بذلك لكل من عبر عن عاطفة ما تؤرقه تجاهي، ماثلت ذات الحكم على نفسي من الصغر؛ صِدقا ليس هينا أبدا هذا الحكم، فليس من اليسير تحمُّل مشاعرنا الشخصية، دون محاولة الهروب منها أو ألقاء اللوم على خذلان عشته في مخيلتك فقط.

قد يرى البعض أنَّها قسوة للنفس، وأن للذات حقَّ التجربة، وإعطاء الفرصة للغير لتخفيف ما يمرون به من عواطف، أو البَوْح بمكنونات النفس فرُبَّما ثمة تبادل خجول، حتى بلغ لدى البعض نعتي بالقاسية. في الحقيقة، أرى أن إعطاء الأمل في الحياة واجب على كل ساع للخير، لكن العواطف أمر آخر تماما، فنحن لا نختار في أمرها، وعندما ينتابنا شعور ما، فثمة سبب وراء ذلك، وإلا لما انتهت وتدمرت وانكسرت الكثير من العلاقات حتى القريبة وصلات الرحم، في غمرة المشاعر.

ولا أخص فيما سبق العواطف الإيجابية فقط، بل أيضا السلبية كالغضب والألم والحزن وغيرها، فما يُحيطني من صخب المشاعر مؤخرا له أسباب كثيرة، فمنذ أن وَطِأت قدمي أرض الجنوب كمقيمة، علمت أنني هنا لأقضي أمرا كان مفعولا، وليس ثمة مشيئة خاصة أو قرار بل واجبات، سُخر كل شيء حولي لذلك. وها أنا على مشارف إكمال عام منذ أن وضعت رِحَالي هنا، لأجد أنني في صدام مع فرعون من الجنوب. وكعادتي، قليلا ما أخلط مشاعري بما يحدث من أمور، تدَّبرت أن الخطأ ليس منه، وليس هو من فَرْعَن نفسه، بل من أعطاه صولجانا يضرب به رقاب الناس وينشر الخوف والترهيب، حتى بات البعض يطلب مني الرحيل، خوفا منه ومن وطء سوء فعله عليهم، وهو ضاغط عليهم حتى يتسببوا ويدفعوني للرحيل؛ والبعض الآخر يخشي عليَّ منه ومن شره. في الحقيقة، لا أراني بتلك الأهمية، ولا أرى مُبررا لكل ذاك الإثم الذي يقوم بتجميعه بسببي، فأنا لست من بنات قابيل ولا هابيل، لأنَّ في زمانهما لم يُفرض على الناس الجهاد، ولم يعلم هابيل أن عليه الدفاع عن نفسه، رغم أنه مارس كلمة الحق والتي هي من أعظم الجهاد عند الله.

اليوم، وأنا أكتب هذا المقال، أجدني وقد فقدت الكثير من الشغف، وبحكم الغربة والوحدة أجد صعوبة في ممارسة علاج المشاعر الذي دائما ما كان بطريقتي، وهي الحديث والتعبير بصوت عال لشخص ما، لا أُنكِر أنَّ الله اأرسل لي إحدى الجميلات، وهي وقود يُغذِّي ثم يُعيدني إلى أرض الواقع، لكنها تبقى أرضا بعيدة عن الميناء، ومع ذلك تلك المحاولات تبقيني يقظة لخنجر فرعون ابن قابيل، وحاشيته.

وإن طال...،

فأرض الجنوب جميلة جدًّا، لا يوصف نقاؤها، وما فيها من صلف هو من الناس لا أرضها، أشعر أنها مستقرا لي إلى حين، هي بستانٌ في جنة عُمان، شاسعة رحبة، ولا مكان إلا للنقاء عليها، أجدني في وجل وأنا أقع في غرامها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: من يحمون حقوق المستهلكين مرابطين في سبيل الله

قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الفتوى المصرية، إن الخدمات الإلكترونية المُقدمة سواء المالية أو غيرها التي يتم تقديمها على مدار الساعة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، هي تجسيد عملي لمبادئ الشريعة الإسلامية.

اهتمام الإسلام بتيسير حياة الناس وتحقيق مصلحتهم

وأوضح أمين الفتوى بدار الفتوى المصرية، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الثلاثاء، أن هذا التوجه يعكس اهتمام الإسلام بتيسير حياة الناس وتحقيق مصلحتهم، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: «وَقُلِ اعْمَلُوا»، مما يعكس أهمية العمل الدؤوب.

وأضاف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حث على العمل بجد، مستشهداً بحديثه الشريف: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها».

من يسهم في خدمة الناس بعمله محسبا في سبيل الله

وأشاد الشيخ أحمد وسام بدور القائمين على شؤون الناس، الذين يعملون على مدار الساعة لضمان معاملات الناس المالية وحمايتهم من النصب، معتبرا أن هؤلاء الأشخاص يعتبرون مرابطين في سبيل الله، سواء كانوا يعملون من خلال بيوتهم أو عبر التكنولوجيا الحديثة.

ودعا جميع الموظفين والعاملين إلى الاستمرار في عملهم بجد واجتهاد، مذكراً إياهم بأنهم يقومون بعمل نبيل يعكس التفاني في خدمة المجتمع، ويجسد قيم الشريعة الإسلامية، حيث يُعد كل من يسهم في خدمة الناس بعمله ليلاً ونهاراً مُحسَباً في سبيل الله وعيناً تحرس في سبيل الله لا تمسها النار.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع ضحايا الجنوب اللبناني جراء عملية إسرائيلية (شاهد)
  • «القاهرة الإخبارية»: مقتل 12 عنصرا من حزب الله في جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي
  • أمين الفتوى: من يحمون حقوق المستهلكين مرابطين في سبيل الله
  • «القاهرة الإخبارية»: حزب الله نفذ 3 عمليات ضد مواقع إسرائيلية
  • إذاعة فرنسا: حزب الله يغير مواقع جنوده في ظل التصعيد مع إسرائيل
  • انزال وسقوط إسرائيلي.. هذا سيناريو غزو لبنان
  • محمد صلاح يستهل مشواره بدوري الابطال أمام ميلان غدا.. أرقام الفرعون تجيب
  • «الإفتاء«: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به مٌحرم شرعًا
  • قصيدة في رثاءِ الأخ الأديب الأستاذ / عبدِ الله القِطي
  • ???? هل ما يحدث في السودان ابتلاء أو امتحان أو عقوبة من الله؟