أجرام جديدة تنضم إلى عائلة المجموعة الشمسية الكبيرة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أعلن الاتحاد الفلكي الدولي عن انضمام أعضاء جدد إلى المجموعة الشمسية، وتُمثّل المجموعة المنضمّة الحديثة 3 أقمار؛ يدور أحدها حول كوكب أورانوس، ويدور الآخران حول كوكب نبتون.
ولم يكن رصد الأقمار الثلاثة حديثا، بل التقطتها عدسات التلسكوبات منذ عدّة سنوات، إلا أنّ التأكيد عليها والإعلان عن انضمامها إلى عائلة المجموعة الشمسية، جاء مؤخرا من قبل "مركز الكواكب الصغيرة" التابع للاتحاد الفلكي الدولي، وهي المنظمة المسؤولة عن تسمية الأجسام والأجرام السماوية الجديدة في النظام الشمسي مثل الأقمار والكويكبات والمذنبات.
وكما هي العادة، فبعد اكتشاف أيّ جرم سماوي جديد يُمنح رمزا مؤقتا إلى حين تسميته، وسوف تكون التسميات للثلاثي الجديد مستوحاة من الأدب والقصص الأسطورية القديمة.
ويبلغ قطر القمر التابع لأورانوس والمُشار إليه برمز "إس/2023 يو1" نحو 8 كيلومترات فقط، وهو ما يجعله واحدا من أصغر الأقمار المعروفة التابعة لأيّ من الكواكب الثمانية في المجموعة الشمسية، ويستغرق 680 يوما ليكمل دورة حول الكوكب، وبذلك يرتفع مجموع أقمار أورانوس إلى 28 قمرا حتى اللحظة.
ويتطلّع المسؤولون إلى تسمية هذا القمر الجديد على اسم أحد شخصيات مسرحيات الأديب الإنجليزي وليام شكسبير، وهي العادة التي جرت في تسمية أقمار أورانوس المكتشفة مثل قمر تيتانيا وأوبيرون وبك.
وأما القمران الآخران فيُرمز للأوّل بـ"إس/2002 إن5″ ويبلغ قطره نحو 23 كيلومترا، ويرمز للثاني بـ"إس/2021 إن1″ ويبلغ قطره 14 كيلومترا. ويستغرق القمرالأول نحو 9 سنوات لإكمال دورته حول نبتون أبعد كوكب من الشمس، في حين يستغرق الثاني 27 عاما.
وستجري تسميتهما وفقا لعادة تسمية أقمار نبتون نسبةً إلى أسماء "النريدات"، أو عروسات البحر كما في الأساطير الإغريقية، وهنّ بنات إله البحر نيريوس وفقا للأسطورة.
ولم يكن رصد الأقمار عملية سهلة بالنظر إلى حجمها الصغير والمسافة الهائلة التي تفصلها عن التلسكوبات الأرضية التي استُخدمت لإنجاز هذه المهمة. ويقول عالم الفلك في معهد كارنيغي للعلوم وشارك في الاكتشافات الثلاثة سكوت شيبارد، في بيان: إنّ الأقمار الثلاثة المكتشفة هي الأقل سطوعا على الإطلاق، لقد تطلّب الأمر معالجة خاصة للصور للكشف عن مثل هذه الأجرام الباهته.
وتكمن صعوبة الأمر من ناحية فنية في أنّ صغر حجمها وبعدها عن الأرض يجعل أثر تحركاتها ضئيلا ولا يمكن ملاحظته في معظم الصور للكوكبين الضخمين أورانوس ونبتون، وخاصة إذا قورنت بالنجوم والمجرات الموجودة في خلفية السماء. ولمعالجة هذه المشكلة، التقط علماء الفلك صورا ذات تعريض طويل وجمعوها معا لبناء صور، وعلى هذا النحو تتبدد جميع الأجسام الساطعة في الخلفية من نجوم ومجرات، وأدى تراص الصور على هذا النحو إلى إبراز الأقمار المكتشفة.
ولا يعد اكتشاف الأقمار والكويكبات حدثا استثنائيا أو مستغربا ضمن المجموعة الشمسية، إذ يحدث هذا بشكل متكرر. ففي فبراير/شباط 2023، أعلن الاتحاد الفلكي الدولي عن وجود 12 قمرا جديدا تدور حول كوكب المشتري، ليصل إجمالي عدد الأقمار حول الكوكب الضخم إلى 92 قمرا، وهو ما جعله أعلى حصيلة أرقام لأيّ كوكب في ذلك الوقت.
لكن في شهر مايو/أيار من العام نفسه، أعلن الاتحاد الفلكي الدولي عن مفاجأة وجود 62 قمرا حول كوكب زحل، ليصل إجمالي عدد أقماره 145 قمرا، مما أدى إلى انتزاعه لقب "الكوكب صاحب أكبر عدد من الأقمار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المجموعة الشمسیة الفلکی الدولی حول کوکب
إقرأ أيضاً:
الزراعة تكشف التحديات الكبيرة التي تواجه استدامة الغابات الشجرية بمصر
أكد الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أهمية الغابات الشجرية في دعم التنمية المستدامة في مصر. جاء ذلك خلال مشاركته في ورشة العمل الإقليمية بعنوان "الإدارة المتكاملة للغابات: أفضل الممارسات وتبادل المعرفة في بلدان الشرق الأدنى ودول البحر الأبيض المتوسط"، حيث نقل تحيات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتقديره البالغ للمشاركين في هذه الفعالية.
كما أعرب عن شكره لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لدورها البارز في دعم الجهود البيئية والزراعية، ومساهمتها في تعزيز استدامة الغابات الشجرية.
"عزوز" أوضح أن الغابات الشجرية تُعد إحدى الركائز الأساسية لحماية البيئة، حيث تسهم في تحسين جودة الهواء من خلال امتصاص الغازات الدفيئة والحد من آثار التغير المناخي. كما تمثل الغابات الشجرية عنصرًا اقتصاديًا مهمًا بفضل توفير موارد طبيعية مستدامة مثل الأخشاب، ودعم الزراعة العضوية، وتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية.
وعلى الجانب الاجتماعي، أشار إلى أن الغابات الشجرية تُسهم في توفير فرص عمل جديدة، خاصة في مجالات التشجير والزراعة، وتحسين جودة الحياة من خلال زيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية.
كما أشار رئيس قطاع الإرشاد الزراعي إلى التحديات الكبيرة التي تواجه استدامة الغابات الشجرية في مصر، مثل ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة. وأكد أن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لري الغابات الشجرية يمثل حلاً مبتكرًا يُسهم في توفير موارد مائية غير تقليدية لمشروعات التشجير، دون التأثير على المصادر المائية التقليدية.
وأكد "عزوز" على أهمية التعاون بين الحكومة، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق استدامة الغابات. حيث تضطلع الحكومة بدورها في وضع السياسات والإجراءات التنظيمية، بينما يساهم القطاع الخاص بالدعم المالي والفني. من جهتها، تعمل منظمات المجتمع المدني على تعزيز الوعي البيئي وتشجيع المشاركة المجتمعية في حماية الغابات الشجرية من التهديدات المتزايدة.
كما سلط "عزوز" الضوء على مبادرة "100 مليون شجرة" التي أطلقتها الدوله المصرية، والتي تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي على مستوى الجمهورية. وأوضح أن هذه المبادرة تسهم في تحسين جودة الهواء، مكافحة التصحر، وحماية التربة، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة في مجالات الزراعة والتشجير، مما يعزز من الاقتصاد الوطني ويدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دعوة لتعزيز التعاون الإقليمي
مؤكدا أن الغابات الشجرية تمثل دعامة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر، مشددًا على ضرورة مواصلة الجهود وتضافر جميع الأطراف للتغلب على التحديات البيئية، وبناء مستقبل مستدام يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة الإنمائية.
واختتم رئيس قطاع الإرشاد الزراعي كلمته بالتأكيد على أهمية التعاون بين دول الإقليم في تبادل الخبرات ودعم السياسات المتعلقة بإدارة الغابات والمراعي، بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما دعا إلى تعزيز الشراكات بين الحكومات، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لضمان استدامة الغابات وحمايتها من التحديات المتزايدة. وأعرب عن تطلعه إلى المزيد من التعاون الإقليمي في هذا المجال لتحقيق أهداف مشتركة تضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال القادمة.
وجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ولجنة منظمة الأغذية والزراعة المعنية بمسائل غابات البحر الأبيض المتوسط، وشبكة حرائق الغابات لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، تنظم بشراكة مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالمملكة المغربية ورشة عمل دولية تحت عنوان "التدبير المتكامل لحرائق الغابات" خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 15 فبراير. تشارك بهذه الورشة أكثر من 18 دولة من شمال إفريقيا والشرق الأدنى ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وتمثل أول اجتماع رسمي لأعضاء شبكة حرائق الغابات لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وتهدف هذه الورشة إلى إرساء منصة للتبادل والتعاون حول التحديات المرتبطة بتدبير حرائق الغابات، واستكشاف الحلول المبتكرة وتعزيز أفضل الممارسات الدولية. كما سيتم التركيز بشكل خاص على المبادرات المغربية وتلك التي أطلقتها الدول الأعضاء، لاسيما في مجال إعادة تأهيل الغابات وترميمها بعد الحرائق.