أبوظبي (الاتحاد)
أكد الأرشيف والمكتبة الوطنية، وهو يعمل على إثراء مجتمعات المعرفة أنه يواصل دوره في حفظ الإرث الخالد للدولة ويوظفه في تعميق الرؤية للحاضر والمستقبل، وأنه يواصل مسيرته الوطنية، ويؤدي دوره الريادي في جمع ذاكرة الوطن وحفظها وإتاحتها.
 وفيما يتيح المصادر المعرفية المتنوعة والخاصة بتاريخ الإمارات وتراثها للباحثين وعامة جمهور المستفيدين، فهو حريص أيضاً على استقطاب إبداعات المهتمين بتاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج وإنجازاتهم العلمية التي يثري بها أرشيفاته وموسوعته التاريخية وإصداراته من الكتب والدوريات.


 ويحتفظ الأرشيف والمكتبة الوطنية بالمواد التاريخية: صوراً كانت أو وثائق أو أفلاماً وثائقية ووسائط متعددة ليقدم بها للجمهور صفحات مهمة من تاريخ الإمارات المجيد وتراثها العريق عبر الدراسات والبحوث ومعارض الصور التي يقبل عليها الجمهور بمختلف شرائحه، ويتعرف الجيل من خلالها على تاريخهم المشرّف، وهم يواصلون المسيرة المظفرة نحو مئوية الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة.
وفي الوقت الذي أمضى فيه الأرشيف والمكتبة الوطنية أكثر من 56 عاماً في جمع ذاكرة الوطن وحفظها، قال عبدالله ماجد آل علي المدير العام: يحرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على صون التراث الوثائقي الكفيل بتمكين مجتمعات المعرفة وإثرائها، إذ يمثل التراث الوثائقي ركيزة مهمة في الاقتصاد المستقبلي، ونحن نواصل دورنا في استقبال الأرشيفات الدائمة التي نتلقاها من المؤسسات الحكومية المحلية والاتحادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والأرشيفات الشخصية والعائلية من الراغبين في حفظها ضمن سجلات ذاكرة الوطن، ويكون ذلك وفق إجراءات قانونية ومهنية حددتها بنود القانون الاتحادي رقم 7 لعام 2008 ولائحته التنفيذية، والذي صدر بشأن الأرشيف والمكتبة الوطنية، وفي العام الماضي تلقينا طلبات تحويل مواد أرشيفية من أكثر من 15 جهة حكومية. 
وأضاف: لا يعتمد الأرشيف والمكتبة الوطنية في جمع ذاكرة الوطن على الأرشيف المدوّن فقط، وإنما يتجاوزه إلى الأرشيف الشفاهي، إذ يعمل فريق التاريخ الشفاهي على إجراء المقابلات التي توثق ماضي الآباء والأجداد في مرحلة ما قبل قيام الاتحاد، وتتطرق المقابلات لعدد من المواضيع كالحياة الاجتماعية والسياسية، والإدارية والاقتصادية، والثقافة والعمارة، والفنون والحكايات، والقصص الشعبية وغيرها، ويحتفظ الأرشيف الشفاهي في الأرشيف والمكتبة الوطنية بأكثر من 1600 مقابلة بالصوت، وبالصوت والصورة معاً.
وقال آل علي: حديثاً أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة التي تعد أول موسوعة وطنية علمية شاملة توثق تاريخ الإمارات ومنجزها الحضاري، وستكون المرجع الرسمي والمعتمد لكل من يرغب في التعرّف على تاريخ هذه الدولة منذ فترة ما قبل الميلاد وحتى التاريخ المعاصر، وستغطي جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بأسلوب علمي وموضوعي رصين. 
وستعتمد الموسوعة على كم هائل من المراجع والمصادر، والوثائق، سواء المتاحة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، أو الأرشيفات العالمية، فضلاً عن أرشيفات دوائر الدولة المختلفة وأرشيفات الشركات والمؤسسات العامة والخاصة في الدولة وخارجها، وتغطي الموسوعة مسار تاريخ الإمارات منذ حضارات ما قبل الميلاد حتى مطلع القرن الحالي.
وفي سبيل الارتقاء بحفظ ذاكرة الوطن وإتاحتها، فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية وبالتعاون مع جامعة السوربون أبوظبي يعمل على تأهيل الشباب علمياً وعملياً في تخصص الشهادة المهنية، وبرنامجي البكالوريوس والماجستير في إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف، وقد بلغ عدد الخريجين في جامعة السوربون أبوظبي بهذه التخصصات أكثر من 220 خريجاً في السنة الماضية.
وفي الوقت الذي يعمل فيه الأرشيف والمكتبة الوطنية على حفظ ذاكرة الوطن وفق أرقى الممارسات والمعايير الدولية، فإنه لا يدعها في الملفات والأدراج المغلقة وإنما يتيحها للمختصين من الباحثين والأكاديميين والطلبة وعامة الناس، وبهذا الصدد يقوم بإصدار البحوث والدراسات والكتب المتخصصة التي توثق جوانب مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدم تجربتها الوحدوية الرائدة وجهود قادتها العظام الذين أبهروا العالم بإنجازاتهم في هذه الإصدارات، وإلى جانب الإصدارات فهناك أيضاً معارض الصور التي يشارك بها الأرشيف والمكتبة الوطنية في المناسبات الوطنية، ويقدم فيها الصور الفوتوغرافية التاريخية التي تبرز التحول والتطور الذي شهدته الدولة.
كما يزود الباحثين وجمهور المستفيدين بالصور والوثائق والأفلام، وعلى هذا الصعيد فقد بلغ عدد المستفيدين في العام الماضي فقط أكثر من 590 مستفيداً. 
ومن جهة أخرى، يسخّر الأرشيف والمكتبة الوطنية هذه الذاكرة الوطنية في التنشئة الوطنية السليمة للأجيال، ولذلك فالأرشيف والمكتبة الوطنية حريص على مد الجسور مع المؤسسات التعليمية والتربوية في الدولة ليطلع الأطفال والناشئة والشباب على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها، ومن أجل ذلك ينظم زيارات لطلبة المدارس والجامعات إلى مقره، أو يصل إليهم في المدارس والجامعات على مدار العام، وفي العام الماضي وصلت باقة البرامج التعليمية للأرشيف والمكتبة الوطنية إلى أكثر من 30074 مستفيداً.
 كما يشجّع الأرشيف والمكتبة الوطنية النشء على الاهتمام بتاريخ الإمارات وتراثها عبر جائزة المؤرخ الشاب التي أعلن عن دورتها الثانية عشرة، وقد أثمرت هذه الجائزة العديد من الإصدارات الوطنية الموثقة.

أخبار ذات صلة «الصغيرة والمتوسطة» تساهم بـ 42.8% من ناتج أبوظبي غير النفطي "الغرف العربية" تبحث طموحات المنطقة في التكامل الاقتصادي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة الأرشیف والمکتبة الوطنیة تاریخ الإمارات ذاکرة الوطن أکثر من

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات وفرنسا

 

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، عمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية التي تربط بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل العشاء السنوي لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الإمارات “CCI France UAE”، والذي أُقيم مساء اليوم في منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات في أبوظبي بحضور نخبة من كبار الشخصيات والسفراء وقادة الأعمال من كلا البلدين، إلى جانب ممثلين عن شركات محلية وعالمية.
وجمع هذا الحدث بين الحوار الاقتصادي والثقافي في أجواء احتفالية عكست متانة العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويُشكل حفل العشاء السنوي لغرفة CCI France UAE، منصة إستراتيجية لتعزيز التعاون التجاري وتبادل الرؤى وصنع القرار كما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه الغرفة في تعزيز العلاقات الفرنسية – الإماراتية.
وحملت نسخة هذا العام شعار “من التراث إلى الابتكار”، تأكيدًا على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والإرث التاريخي بالتوازي مع تبني مفاهيم الحداثة والابتكار.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك إن هذا الحفل السنوي يشكل فرصة للاحتفاء بالعلاقة العميقة والمتجذرة بين دولة الإمارات وفرنسا، وهي علاقة بنيت عبر عقود من التعاون البنّاء والتفاهم المشترك وعلى مدار مسيرة الاتحاد، لعبت غرفة التجارة الفرنسية في الإمارات دورًا إيجابيًا ومحوريًا في بناء جسور ثقافية واقتصادية بين بلدينا.
وأضاف أن اختياركم لموضوع ’من التراث إلى الابتكار‘ يعكس وعيًا عميقًا بالقيم التي تشكل أساس التنمية المستدامة ونحن في دولة الإمارات، وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، نؤمن بأن بناء المستقبل لا يتم إلا من خلال فهم عميق لماضينا ففخرنا بإرثنا وتقاليدنا هو الأساس الذي نبني عليه رؤيتنا للمستقبل.
وقال معاليه “أسعدني بشكل خاص أن أتعرف على أن هذا الحدث يُسلط الضوء على حلول مبتكرة تحترم الهوية الثقافية والموارد الطبيعية، وفي الوقت ذاته تدفع نحو التقدم المستقبلي. هذا التوازن هو بالضبط ما تحتاجه مجتمعاتنا اليوم، وأُشيد بكل من يعمل في هذا الاتجاه النبيل”.
وشدد على أن الابتكار لا يعرف حدودًا، قائلاً “لتحقيق نتائج ملموسة، علينا تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وبناء شبكات محلية ودولية تدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام”.
وأضاف “هذا هو بالضبط ما يجعل غرفة CCI France UAE نموذجًا ديناميكيًا للتفاهم والتعاون المشترك. أنتم بناة جسور، تربطون بين الثقافات والاقتصادات، وتلعبون دورًا محوريًا في تعزيز السلام والازدهار المشترك”.
واختتم كلمته قائلًا: “يسعدني أن أشارك في تكريم الأفراد والشركات المتميزة هذا المساء، والذين يجسدون روح الابتكار والتميز والالتزام. إنهم يعكسون الدور المشرق والبنّاء للمجتمع الفرنسي في دولة الإمارات وأتطلع إلى مستقبل يعزز علاقاتنا بشكل أقوى، من خلال التعاون في مجالات العلوم والاقتصاد والثقافة والابتكار. فلنواصل المسيرة، مستلهمين تراثنا، ومتفائلين بالمستقبل الذي نصنعه معًا”.
ومع حضور أكثر من 800 مشارك، أبرزت الأمسية ديناميكية وتنوع منظومة الأعمال، وسلطت الضوء على مبادرات رمزية ومشتركة بين الجانبين كما تم تقديم جوائز الأعمال إلى شركة SYP – Shake Your Plants، وهي شركة ناشئة مبتكرة، وإلى Nojoom، وهي مشروع مشترك فرنسي رائد في دولة الإمارات، وذلك تقديرًا لإبداعهم وابتكارهم وتأثيرهم المحلي.
وشهدت الأمسية عرضًا لمشاريع رائدة تمزج ببراعة بين التراث والحداثة، مجسدة روح الابتكار المرتكز على احترام الهوية الثقافية. كما تخلل الحفل تكريم شخصيات ومؤسسات ساهمت بشكل بارز في مجالات الابتكار الثقافي، وتطوير الأعمال، والتنمية الاقتصادية.
تُعد غرفة CCI France UAE أكبر تجمع للمحترفين والمؤسسات الناطقة بالفرنسية أو المرتبطة بالثقافة الفرنكوفونية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تضم أكثر من 500 عضو من الشركات الصغيرة والمتوسطة وصولًا إلى الشركات العالمية الكبرى. وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود، لعبت الغرفة دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الفرنسية-الإماراتية من خلال دعم الشركات الفرنسية العاملة في الدولة، وتنظيم فعاليات رفيعة المستوى لتعزيز التواصل المهني والتعاون الثقافي.
وبصفتها عضوًا رئيسيًا في شبكة CCI France International، التي تضم أكثر من 120 غرفة تجارة فرنسية في 95 دولة، تتمتع غرفة CCI France UAE بمكانة عالمية مرموقة، وتُعد بوابة رئيسية للشركات الساعية لدخول السوق الإماراتي وأسواق الخليج.وام


مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض قضايا الترجمة وأثر الذكاء الاصطناعي
  • صندوق الوطن يختتم «الخلوة الشبابية لرواد الهوية الوطنية»
  • صندوق الوطن يختتم فعاليات “الخلوة الشبابية لرواد الهوية الوطنية”
  • برلماني يؤكد أهمية العمل على ربط منظومة الإنجازات بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • “السبتي” يؤكد أهمية دور “هيئة تقويم التعليم” في التنمية الوطنية والازدهار الاقتصادي
  • نهيان بن مبارك يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات وفرنسا
  • رئيس الاتحاد المصري لكرة السلة يؤكد دعمه لتطوير المنتخبات الوطنية
  • نهيان بن مبارك يكرم المتميزين بالخلوة الشبابية لرواد الهوية الوطنية بمصفوت