المسلة:
2025-03-16@17:37:50 GMT

التقوى السياسية

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

التقوى السياسية

28 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

عبد المهدي الخفاجي

إنّ مفهوم التقوى, وإن كان حاضراً في ثقافة المسلمين بصورة عامة, إلاّ أنَ استخدامه بــدا شائعــاً فـــي الجانب العبادي بصورة غالبة, حتى وصف المتعبد بـ (التقي)..

في حين غاب هذا الوصف عن التاجر المتشرع، أو العالم المبدع المتقرب إلى الله تعالى في منجزه، والعامل المخلص في عمله, وغيرهم كثير.

وأبتعد أكثر عن المتصدين للعمل السياسي، تحت ضغط الإعلام الأصفر، الذي صور كل متصدي للعمل السياسي، فاسد دنيوي، يبحث عن مصالحه.

وهذا وإن كان صحيحاً في بعض منهم إلاّ أنه غيرُ ممتنع عند باقي طبقات المجتمع، كما هو معلوم، فالطبقة السياسية كحال باقي الطبقات تحوي الصالح والطالح.

وحقيقة التقوى تكون تارةً في العبادات كما هو الشائع, وتارةً في المعاملات, وأخرى في العلاقات, ومن ذلك التقوى في العمل السياسي ( التقوى السياسية ) وهي أهم مصاديق التقوى؛ كونها تلامس وجدان السياسي المهيمن، على رقاب الرعية، من خلال هيمنته السياسية, وهذا إذا مافقد التقوى, فُقدت الناس كرامتها, وعزتها, بل وحياتها. وإذا ما اتصف به (التقوى السياسية ) عاشت الأمة عيشة رغيدة, وعزاً مستداماً, وكرامة تشرئب لها الأعناق.

فالتحديات التي تواجه المتصدين للعمل السياسي، تفوق غيرهم, فهم يعيشون في الغالب في جو التكالب، على الدنيا, والشعار عند أغلبهم (الغاية تبرر الوسيلة), والمختلفين معه يكيدون المكائد, ويبحثون عن كل زلة للنيل منه وازاحته, والمؤتلفين معه يبحثون عن مكاسب, وإذا مامنحوا استشعروا الغلبة, دون التفات إلى أنَ التقوى السياسية حاكمة عليهم, وهي ذات التقوى، التي جعلت أمير المؤمنين -عليه السلام- يسكت عن حقه, وذاتها جعلت الحسن – عليه السلام- يتنازل عن الحكم لمعاوية, وهكذا هي سيرة المصلحين.

والوقوف بوجه التقي السياسي هدم للمشروع السياسي, وتعريض الدولة للخطر, وفقدان للحكمة, خاصة إذا مانادى المقربون بالغنائم, وجعلوا تركها خسارة وهزائم, لذا تكون حياة السياسي المتقي لربه, المتصدي للعمل السياسي في صراع دائم, صراع خارجي مع أعدائه, وآخر داخلي من مناوئيه، بل وحتى مع مريديه غير المدركين لتوجهاته الإصلاحية، وآخر نفسي في صراعها بين مكتسبات الدنيا ووعود الآخرة, وآخر في تحديد نوع التكليف, وآخر في إقناع مريديه ومحبيه بمشروعه، وآخر في تهدئة المنتظرين للغنائم, وغيره كثير .
لذا يرى السيد الإمام الخميني ( قدس سره الشريف) بإن أصحاب التقوى السياسية ذوو كرامة، وفاقديها ساقطين في نظر الله تعالى، وعندما تحكم التقوى الشعب فسيكون عزيزاً، وكريماً.

ولاشك إذا ما تفحصنا المشهد السياسي العراقي بالبصيرة ( قوة القلب المدركة ) دون أحكام مسبقة، وابتعدنا عن القيل والقال سيتضح لنا أنها ( التقوى السياسية ) لم تغب عن واقعنا الحالي. ففيه من إذا قال صدق, واذا وعد أوفى. (فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: للعمل السیاسی

إقرأ أيضاً:

مصطلح الإسلام السياسي

بحث وكتابه : د. سرى العبيدي .. سفيرة الثقافة والجمال الدولي


بدأ هذا المصطلح يأخذ حيزاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية وكأنه إحد المصطلحات السياسية التي ترتكز عليها أبواب السياسة،
فبعضهم وجدها سلعة رائجة ينتقد من خلالها فشل الأحزاب ذات الطابع الإسلامي دون تعميمها على باقي الأحزاب المشابهة لها والتي تنتمى لديانات وشرائع  أخرى وهنا لابد من تسليط الضوء على هذا المفهوم وما يختزنه من حقد كبير على الإسلام،
في بداية الأمر يجب أن نتعرف على الأشخاص الذين يستخدمون هذا المصطلح ومعرفة إمكانياتهم وسيرتهم الذاتية وتوجهاتهم الفكرية فهذا أمر لابد منه قبل أن ننتقل الى شكل المواضيع التي يتطرقون إليها وكيف يذهبون بسياق الحديث الى هذه الزاوية ليوصلوا للعالم فكرة فشل الإسلام في إدارة الأمور،
إن فشل الأحزاب ذات الطابع الديني لم يكن الإسلام سبباً في ذلك فالأحزاب الإسلامية والدينية  لايمكن أن تتخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية منهجاً عملياً في حياتها الإدارية مع أنها تتشدق به بطريقة أو أخرى وإن تمكنت من تمرير ذلك على البسطاء والسذج من عامة المجتمع لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك مع أولي الألباب وجهابذة السياسة والعارفين بدهاليزها.
غير أن المثير للجدل هو تركيز أغلب المحررين والمحللين السياسيين على إستعمالها في خطاباتهم وكتاباتهم حتى باتت وكأنها مادة أساسية صح تداولها  فوصلت لأبعد نقطة في هذا العالم???? ليُتهم الإسلام بالضعف وسوء الفهم في إدارة المجتمعات والدول
وصار هذا الرأي سائداً حتى في البلدان الإسلامية ولتظهر الحاجة الملحة في الإبتعاد عن كل ما يمت للإسلام بصلة بينما نرى على الجانب الآخر عند دول العالم الغربي بأن كل ماوجدناه هناك يتقارب والى حد كبير مع المثل والقيم العليا التي إنفرد بها ديننا الإسلامي الحنيف.وكما قال أحدهم.
في دول الكفر وجدت الإسلام بلا مسلمين وفي بلاد المسلمين وجدت المسلمين بلا إسلام.
من هذا نفهم حجم التحديات التي واجهها الإسلام ومايزال يواجه الكثيرمنها،
ولكي نفسخ هذا الربط بين الأحزاب التي تبنت الخطاب الديني وبين الأديان فلابد من مغادرة هذا المصطلح بلا رجعة وأن الدين الإسلامي لايحتاج لحزب أو تكتل ليستمر في البقاء فهو باق في عقول كل البشرية التي تنادي بالعدل والمساواة وحقوق الناس وحدود الحريات حتى وإن كانت غير مسلمة..
علينا أن ندرك أن الإسلام بدأ بسيرة الرسول الأعظم محمد صلى الله وعليه وسلم وال يومنا هذا فهل كل المسلمين سياسيون؟ وهل الخطباء في المنابر سياسيون وهل أن المقاومين في جبهات القتال سياسيون ام عقيده علينا أن نميز بين الفكر السياسي والدين فلا يصح أن ندمج الدين مع السياسه
لعل الأيدلوجيات تختلف من عقل ال اخر ومن منهج ال منهج فلكل كيان له توجه أما الإسلام فنظريته ثابته بقواعد وأسس لاتقبل الشك
من هنا. جائت التشكك بالعقيده الاسلاميه ودمجها بمصطلحات استفادة منها بعض النفوس المريضه لدمج السياسه بالدين فلكل يعرف أن السياسه يلعبها صانعي المصالح تصب احيانا. في مصلحتهم وأحيانا. ال اتباع مصالح إقليميه. فليس كل سياسي هو. وطني وليس كل وطني هو سياسي
الأسلام. وطن عقيده ال الإنسان وهو الهويه الثابته نتمنى أن نترك مصطلح. (الأسلام السياسي) وندع ونسمي الأشياء بأسمها افضل وعلينا أن نفرق بين المقاومه الأسلاميه من جهة والاسلام السياسي من جهة أخرى
وطن وليس مزرعة للساسة..!

سرى العبيدي

مقالات مشابهة

  • كيف تأتي النعم من قلب المحن؟.. دروس من قصة يوسف عليه السلام
  • عضو التحالف الوطني: المجتمع الأهلي في مصر قوي وله أسس
  • الراعي: الشعب ينتظر من السلطة السياسية أن توفر السلام والعدالة والاستقرار
  • مقتل شاب طعنًا وآخر دهساً وإحباط انتحار امرأة داخل مقبرة بثلاث محافظات
  • مصر تؤكد أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية
  • جولة يوم العلم من دوري المحترفين تشهد فوزًا يستعيد به النصر ثالث المراكز.. وآخر للوحدة يمنحه التقدم لمركزين
  • مصطلح الإسلام السياسي
  • شاهد| لماذا اختار نبي الله إبراهيم عليه السلام بالتحديد عبارة {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي}[الشعراء:77]؟
  • من مقامات نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهو يسعى لهداية قومه.. الموقف الحاسم
  • من مقامات نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهو يسعى لهداية قومه.. التنوع في أساليب الإقناع