أكد أ.د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في كلمته بالمؤتمر الثالث لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة بعنوان: "نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن" والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمود الفخراني مساعد وزير الأوقاف لشئون الامتحانات والتدريب، أن تشكيل وعي أمة أو بناء ذاكرتها ليس أمرًا سهلا ولا يسيرًا، ولا يتم بين لحظة وأخرى أو بين عشية وضحاها، إنما هو عملية شاقة ومركبة ، وأصعب منه إعادة بناء هذه الذاكرة أو ردها إلى ما عسى أن تكون قد فقدته من مرتكزاتها ، فما بالكم لو كانت هذه الذاكرة قد تعرضت للتشويه أو محاولات الطمس أو المحو أو الاختطاف ، ولا سيما لو كان ذلك قد استمر لعقود أو لقرون؟! 


لقد تعرضت ذاكرة الأمة عبر تاريخها الطويل لمحاولات عديدة من المحو أو الشطب أو التغيير ، ناهيك عن محاولات الاختطاف وحالات الخمول والجمود ، وأصبحنا في حاجة ماسة إلى استرداد هذه الذاكرة من خلال إعادة تنشيطها وتخليصها مما علق بها من شوائب في مراحل الاختطاف والتشويه جراء محاولات المحو أو الشطب أو التغييب , التي قام بها أعداء الأمة ومن وظفوه لخدمتهم من جماعات التطرف والإرهاب .


وإذا كان من حاولوا السطو على ذاكرة أمتنا قد استخدموا المغالطات الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية للاستيلاء على هذه الذاكرة فإن واجبنا مسابقة الزمن لكشف هذه المغالطات وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وبيان أوجه الحق والصواب بالحجة والبرهان من خلال نشر الفكر الوسطي المستنير ، في المجال الدعوي والثقافي والتعليمي والتربوي والإعلامي ، وإحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد ، مع اعتبار العمل على خلق حالة من الوعي المستنير واسترداد ذاكرة الأمة التي كانت مختطفة أولوية لدى العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأي والفكر .


على أن بناء الوعي يتطلب الإلمام بحجم التحديات التي تواجهنا لأننا دون إدراك هذه التحديات ودون الوعي بها لا يمكن أن نضع حلولاً ناجحة أو ناجعة لها، وإذا كان المناطقة يؤكدون أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، فإن معالجته أو مواجهة ما يرتبط به من تحديات لا يمكن أن تتم دون سبر أغوار وأعماق هذا التصور .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأوقاف وزير الأوقاف هذه الذاکرة

إقرأ أيضاً:

السيسي خلال تخرج أئمة الأوقاف: لا تأثير للكلام دون عمل.. والموعظة وحدها لا تكفي لمواجهة التحديات

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن الكلام لا يصنع التأثير ما لم يصاحبه عمل حقيقي على الأرض، مشددًا على أهمية أن يكون الداعية قدوة عملية في المجتمع، وليس مجرد ناقل للكلام والخطب.

وجاءت تصريحات الرئيس خلال كلمته في حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية، حيث شدد على ضرورة أن تتحول الموعظة الدينية إلى سلوك واقعي ملموس ينعكس على حياة الناس وسلوكياتهم اليومية.

عاجل - السيسي يشيد بالإمام السيوطي نموذجًا يُحتذى به ويؤكد: الإخلاص والعلم يصنعان الخلود عاجل - الرئيس السيسي يشارك في حفل تخرج أئمة الأوقاف ويؤكد أهمية إعداد الإنسان المسؤول المتوازن

وقال الرئيس السيسي:
"والواحد وهو صغير وقبل مني كانوا بيسمعوا في المنابر كتير، لكن يا ترى التأثير دا بيمتد قد إيه؟"، مشيرًا إلى أن الرسائل الدينية لن تحقق النتائج المرجوة ما لم تدعم بسلوكيات عملية تنسجم مع ما يُقال على المنابر.

الموعظة وحدها لا تكفي.. والذاكرة الجماعية لم تعد كما كانت

وأضاف السيد الرئيس في حديثه:
"ما لم يكن هناك عمل يرافق الكلام اللي بيتقال، أنا بقول لكم إن احنا هيبقى تأثيرنا مش كافي"، موضحًا أن الخطبة مهما بلغت من التأثير، فإن مفعولها محدود في الزمان ما لم تُترجم إلى سلوك فعلي.

وتابع الرئيس:
"الموعظة هتنتهي بفترة الخطبة مهما كان تأثيرها، ساعة ساعتين تلاتة، وذاكرتنا مش زي حافظة القدماء، كانوا بيحفظوا ألف بيت شعر، اللي بيسمعوه يوعوه كويس، مش كلنا كده دلوقتي"، في إشارة إلى اختلاف قدرات التلقي والاستيعاب بين الأجيال، وضرورة تطوير آليات إيصال الرسالة الدينية بما يتناسب مع العقلية المعاصرة.

السيسي: علينا تقديم خطاب ديني موضوعي ورحيم يواجه الإلحاد والتطرف

وتناول الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته قضية الإلحاد والتطرف الفكري، مؤكدًا أن مواجهة هذه الظواهر لا تتم بالشعارات أو التكرار، بل تحتاج إلى خطاب عقلاني وموضوعي يضع حلولًا منطقية وقيمًا إنسانية تتماشى مع تعاليم الدين.

وقال سيادته:
"هل إحنا يطلق علينا الأمة الصادقة الآمنة؟ يقولك ازاي بتقولوا انتو أفضل وأحسن ناس، احنا مش كده، إن مكنتش تقدروا تحطوا إجابات رقيقة ورحيمة وموضوعية في تناولكم أي مسألة من المسائل، صدقوني، الإلحاد، معندكش عصاية سحرية".

وشدد الرئيس على أن الاعتدال في الفكر والسلوك لا يُفرض، بل يُبنى بتراكمات من الوعي والمعرفة، قائلًا:
"بتقول الإفراط والتفريط والتطرف والاعتدال، ممعكش عصاية سحرية تخليك معتدل".

دعوة للعلماء والدعاة لتجديد أدواتهم الفكرية والدعوية

وفي ختام كلمته، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة إلى الأئمة والدعاة تحثهم على مراجعة وسائلهم وأدواتهم في الدعوة، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب تطويرًا حقيقيًا للخطاب الديني، يتماشى مع التحديات الفكرية والمجتمعية المعاصرة، ويسهم في بناء إنسان مسؤول، متوازن، ومؤمن برسالته وقيم دينه.

مقالات مشابهة

  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • بحث دور الأوقاف في الحفاظ على الثروة الأسرية بأبوظبي
  • مفوضية الانتخابات تناقش التحديات التي واجهت ترشح المرأة بانتخابات البلديات
  • وزير الأوقاف مُهنئًا الرئيس السيسي: «تحرير سيناء» سيبقى محطة مضيئة في الذاكرة الوطنية
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • لمواجهة التحديات الراهنة.. طلب مناقشة بشأن بناء سياسة زراعية إنتاجية
  • وزير الأوقاف السابق: الرئيس السيسي دائمًا ما يُولي اهتمامًا كبيرًا لقضية الوعي
  • حزب الوعي: الخطاب الديني الواعي خط دفاع لحماية المجتمع
  • السيسي خلال تخرج أئمة الأوقاف: لا تأثير للكلام دون عمل.. والموعظة وحدها لا تكفي لمواجهة التحديات
  • الرئيس السيسي: نريد أئمة يجيدون الإقناع ويقودون الوعي في مواجهة الفكر المتطرف