أسقطت طائرات شحن خلال يومي الأحد والإثنين، أطنانا من المساعدات والمواد الأساسية على قطاع غزة، الذي يعاني سكانه حملة تجويع إسرائيلية ممنهجة، بالتوازي مع عدوان وحشي مستمر وغير مسبوق لليوم الـ145 على التوالي.

واشتركت كل من الأردن ومصر والإمارات وفرنسا، في عمليات إنزال المساعدات الإغاثية التي كان يعتقد أنها ستحط وسط الجوعى في مناطق شمال القطاع، وفقا لما تم إعلانه من قبل الجهات الأربعة، لكن شهادات ميدانية حصلت عليها "عربي21" نفت وصول أي من المساعدات المسقطة جوا في مناطق شمال قطاع غزة، الذي يعزله الاحتلال عن جنوبه، ويضرب عليه حصارا مطبقا أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية.


إنزال جوي أردني للمساعدات في أجواء قطاع غزة.#عربي21 pic.twitter.com/f53AUmD63K — عربي21 (@Arabi21News) February 27, 2024
وكانت "عربي21" انفردت بالكشف عن عملية الإنزال الأردنية والتي كان من المفترض أن تتم في شمال غزة، إلا أن المساعدات جرى إنزالها في قرب سواحل مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

وبحسب مصادر تحدثت لـ"عربي21"، فإن حركة حماس اشترطت لمواصلتها السير في ملف التفاوض حول إنهاء الحرب، ضرورة إيصال المساعدات الفورية إلى شمال غزة الذي يرزخ تحت حصار شديد.


مسار عمليات الإنزال
وانطقلت الطائرات من العاصمة الأردنية عمان، ظهر الإثنين، وقال الجيش الأردني إن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، شارك في عمليات الإنزال الجوي التي نفذتها طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني لتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية في قطاع غزة.

والأحد أيضا نفذت طائرات أردنية عمليات إنزال جوي مماثلة، تركزت في مناطق غرب دير البلح، ومنطقة المواصي بين مدينتي رفح وخانيونس.

واطلعت "عربي21" على مسار إحدى الطائرات التي نفذت عمليات الإنزال الإثنين على وسط قطاع غزة، وأظهرت المعلومات أنها طائرة عسكرية فرنسية من نوع C-130J من تصنيع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، وهي طائرة نقل عسكري ذات أربعة محركات توربينية ومن عائلة "هيركيوليس" الضخمة.
وأظهر مسار الرحلة أن إحدى الطائرات حلقت على الشريط الساحلي في قطاع غزة ولم تدخله تقريبا، وأنها التفت أكثر من دورة أمام محافظة رفح، وهو ما أكده العديد من شهود العيان.

وفي شهادة أدلى بها لـ"عربي21"، قال "رامي زياد"، وهو نازح في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، إنه توجه برفقة شقيقه إلى منطقة "الواحة" في أقصى شمال غرب مدينة غزة، وذلك بعد ورود أخبار عن عمليات إنزال للمساعدات ستنفذها طائرات أردنية، لكنه وبعد انتظار ساعات ومع اقتراب حلول الليل، اضطر إلى العودة من حيث أتى فارغ اليدين، إذ لم تجر أي عمليات إنزال للمساعدات. 

ولفت "رامي زياد" إلى أنه كان يأمل في الحصول على "كيس طحين" إذ إن الجوع ينهش أحشاء الجميع في شمال قطاع غزة، ولا يتوفر أي من المواد الأساسية، وإن توفر القليل منها، فإنها تباع بمبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال يبلغ ثمن كيلو الدقيق الواحد بين 110 إلى 130 شيكلا أي ما يزيد عن 35 دولار أمريكا، وهو مبلغ كبير جدا ولا يمكن توفيره في ظل ظروف الحصار والعدوان. وفقا للشاهد نفسه.

الشاب "عاصم" قال لـ"عربي21"، إن أخبار عمليات إنزال المساعدات ارتفع صداها بين الأهالي في مناطق شمال قطاع غزة، وبدأ الناس يتناقلون المواقع التي يمكن أن تنزل بها "مظلات الغذاء"، ومن بين هذه المناطق محيط "الإدارة المدنية" شرق بلدة جباليا، حيث اضط إلى التوجه هناك رغم خطورة المنطقة وانكشافها أمام تمركزات قوات الاحتلال، أملا في الحصول على كيس طحين أو طرد غذائي، لكنه عاد "بخفي حنين"، مؤكدا أنه عمليات الإنزال لما تحدث في المنطقة على الإطلاق.


تسجيل وفيات بسبب الجوع

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الثلاثاء، وفاة رضيعين نتيجة الجفاف وسوء التغذية في شمال القطاع.

وقال الوزارة، إنها سجلت وفاة لرضيعين، نتيجة الجفاف، وسوء التغذية، شمال القطاع، الذي يشهد عملية تجويع وحشية من قبل الاحتلال، بمنع دخول الأغذية والمساعدات.
ينام الناس في غزة كما يصحون على صراخ أطفالهم من الجوع وسط أمة متخمة حد النذالة وانعدام النخوة والشهامة.

التجويع والإبادة في غزة التي قدمت لكرامة العرب وشعوب المنطقة ما لم يقدمه أحد، وحين نادت لم يلب نداءها أحد. pic.twitter.com/DMLLnX06BL — Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) February 26, 2024
وقالت الوزارة في بيان: "توفي رضيعان نتيجة الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة".

وأوضحت أن الجفاف وسوء التغذية "يهددان حياة آلاف الأطفال والحوامل في قطاع غزة".

ودعت الوزارة المؤسسات الدولية إلى "إجراء مسح طبي شامل في أماكن الإيواء، لرصد وعلاج المصابين بالجفاف وسوء التغذية، ومنع الكارثة الإنسانية".

وشددت على أن "المؤسسات الأممية عليها مسؤوليات أخلاقية ووظيفية لحماية الأطفال والنساء، وتوفير كل أسباب النجاة من المجاعة التي تضرب قطاع غزة".

وفي 19 شباط/ فبراير الجاري، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل "تهديدا خطيرا" على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة.

وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إن غزة على وشك أن تشهد "انفجارا في وفيات الأطفال"، الأمر الذي من شأنه أن "يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق بالفعل".

وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن سكان شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة، ولا ملاذ يأوون إليه" في ظل الحرب المستمرة منذ أشهر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية شمال القطاع الاحتلال الفلسطينية التجويع فلسطين الاحتلال التجويع شمال القطاع انزال مساعدات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجفاف وسوء التغذیة عملیات الإنزال شمال قطاع غزة عملیات إنزال فی قطاع غزة فی مناطق

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. شهادات صادمة لأسرى فلسطينيين من قطاع غزة بينهم كبار سن

أسير محرر: جيش الاحتلال قام بضرب وإهانة جميع الأسرى بتهمة المشاركة في هجوم 7 أكتوبر

وصف عدد من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال، والذين تم اعتقالهم من قطاع غزة منذ أشهر، بشاعة الظروف التي عاشوها من جراء التعذيب المتواصل والإهانة.

وقال أحد الأسرى المفرج عنه، إنه تم اعتقاله في 20 نوفمبر تشرين أول الماضي، وتم الإفراج عنه مؤخرا، مشيرا إلى أنه تعرض للتعذيب بكافة أشكاله.

تجويع وإهانة

وأضاف، أن الأسرى يتعرضون للتجويع وعدم توفير الغطاء، لافتا إلى أن جيش الاحتلال لا يسمح باستخدام "الحمام" إلا يوم واحد في الأسبوع.

اقرأ أيضاً : بعد اعتقال دام 7 شهور.. شهادات مأساوية لمدير مجمع الشفاء - فيديو

من جهته قال أسير مفرج عنه، إنه يبلغ من العمر 73 سنة واعقله جيش الاحتلال قبل 150 يوما من مدرسة العودة، وطلبوا منه قلع جميع ملابسه.

وأكد أن جيش الاحتلال قام بضرب وإهانة جميع الأسرى بتهمة المشاركة في هجوم 7 أكتوبر.

تحقيق يثبت تورط الاحتلال

وكان تحقيق لشبكة "سي إن إن" قد كشف عن انتهاكات يمارسها جيش الاحتلال ضد فلسطينيين بمركز الاعتقال السري الواقع في صحراء النقب.

وتحدثت "سي إن إن" في تحقيقها الذي نشرته مطلع شهر حزيران الماضي،عن انتهاكات وتعذيب لمعتقلين فلسطينيين على يد جنود إسرائيليين في مركز اعتقال سري بالنقب.

وقالت إن شهادات 3 "إسرائيليين" ممن عملوا هناك كشفت عن أن المعتقلين الفلسطينيين يعيشون ظروفا قاسية للغاية في قاعدة عسكرية أصبحت الآن مركز احتجاز بصحراء النقب.

ونقلت "سي إن إن" عن أحدهم أن الروائح الكريهة تملأ مركز الاعتقال، حيث يحشر الرجال معصوبي الأعين، ويمنعون من التحدث والحركة.

اقرأ أيضاً : كر وفر في غزة.. 269 يوما من اسقاط الصواريخ على الأبرياء

وكانت نقلت وكالة "أسوشيتد برس" في وقت سابق -عن بيان لجيش الاحتلال تأكيده أن 36 شخصا من سكان قطاع غزة لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وبشأن الوضع في المعسكر، قالت "أسوشيتد برس" إن الاتهامات بالمعاملة غير الإنسانية تتزايد، وتل أبيب تتعرض لضغوط متزايدة لإغلاقه، في وقت يُمنع فيه الصحفيون واللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخوله.

وكانت صحيفة ليبراسيون الفرنسية سلّطت الضوء هي الأخرى على تقارير منظمات حقوقية تدق ناقوس الخطر بشأن تفشي التعذيب في المعتقل المذكور.

ومؤخرا دعا وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير إلى "قتل الأسرى الفلسطينيين وإعدامهم بالرصاص".

بن غفير يهدد بإعدام الأسرى

وقال بن غفير في فيديو بثته وسائل إعلام عبرية يوم الأحد، "يجب إطلاق الرصاص على رؤوس الأسرى، بدلا من إعطائهم المزيد من الطعام"، مشيرا في هذا السياق العنصري الى "أهمية تمرير قانون عوتسما يهوديت الذي ينص على إعدام الأسرى".

جرائم بحقّ الأسرى والمعتقلين

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبدالله زغاري في بيان اليوم، إن تصريحات بن غفير، لم تعد مفاجئة لوزير يمثل بنية لمنظومة تمارس الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني، ولا تتحدث إلا بلغة القتل ومحاربة أي وجود فلسطيني بأي شكل كان، وهي تصريحات تجاوزت مرحلة وصفها بأنها مجرد تهديدات، فقد نفذ بن غفير بشكل فعلي تهديداته بقتل وإعدام أسرى ومعتقلين فلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة المستمرة.

وتابع زغاري، ان بن غفير بشخصه يمثل منظومة احتلال كاملة، تسعى لمحاربة الوجود الفلسطيني ومنها قتل المزيد من الأسرى والمعتقلين، إلى جانب الجرائم غير المسبوقة التي نفذت بحقهم، وأبرزها جرائم التعذيب، والتجويع، والجرائم الطبية، والإخفاء القسري، عدا عن ظروف الاحتجاز المأساوية والقاسية، والعزل الجماعي، وعمليات التنكيل غير المنتهية.

وأكد ان كل ما نشهده اليوم من جرائم بحقّ الأسرى والمعتقلين، ما هو إلا وجه آخر للإبادة المستمرة والمتواصلة أمام مرأى العالم، وبدعم من قوى دولية واضحة، لافتا إلى أن كل التحولات الراهنة على واقع ظروف الأسرى في سجون الاحتلال، ما هي إلا امتداد لتحولات كانت بدأت منذ سنوات، وبدأت تصل ذروتها اليوم .

وشدد زغاري على أن الشهادات والروايات التي نتابعها يوميا من خلال الطواقم القانونية، ومن خلال الأسرى المفرج عنهم، تعكس مرحلة غير مسبوقة فعليا وهذا ليس من باب المبالغة، فعلى الرغم من أن الاحتلال مارس جرائمه على مدار عقود بحق الأسرى، إلا أن ما يجري اليوم يفوق أي مستوى بكثافته، مطالبا المنظومة الحقوقية الدولية بجميع مستوياتها، باستعادة دورها اللازم والمطلوب، وكسر حالة العجز التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة التي نشهد فيها تحولات خطيرة على الصعيد الإنساني، والتي دفعت الاحتلال لتنفيذ المزيد من الجرائم في إطار حرب الإبادة المستمرة، وعمليات المحو ومحاربة الوجود الفلسطيني.

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول نصف المساعدات إلى شمال غزة
  • بن جامع يدعو إلى الإستعجال بتأمين وصول المساعدات لغزة
  • رئيس مياه أسيوط في جولة ميدانية داخل محطات قطاع شمال
  • الأمم المتحدة : إسرائيل منعت وصول أكثر من نصف المساعدات لشمال غزة
  • برنامج الغذاء: نصف العائلات في شمال اليمن لا تتناول ما يكفيها من طعام
  • وزير الدولة لشؤون الإغاثة الفلسطيني: قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة
  • وزير شؤون الإغاثة الفلسطيني: قطاع غزة يعيش كارثة غير مسبوقة (فيديو)
  • شهادات مروعة.. أسرى مفرج عنهم يكشفون تفاصيل تعرضهم للتعذيب الشديد في سجون الاحتلال
  • بنك فلسطين يدعم جمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الاعاقة الخيرية
  • بالفيديو.. شهادات صادمة لأسرى فلسطينيين من قطاع غزة بينهم كبار سن