لبنان ٢٤:
2024-12-22@20:09:20 GMT
مشروع اصلاح وضع المصارف... خيارات الحكومة محدودة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
يعقد مجلس الوزراء، جلسة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم في السرايا للبحث في مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها.
وكان نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور سعادة الشامي وجه الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء كتاباً بشأن المشروع الذي أعد أصلاً من مصرف لبنان، فطلب ضرورة دعوة حاكم المركزي لحضور الجلسة المخصصة للمشروع لشرحه وللرد على استفسارات الوزراء.
تعتقد أوساط متابعة ل "لبنان24" بأن الحكومة تواجه معضلة جدية في معالجة مشروع القانون المتعلق بإصلاح وضع المصارف وإعادة تنظيمها، وتحديدا في الشق المتعاق بمعالجة موضوع الودائع، لأن ما قامت به الحكومة في الأسابيع الماضية هو دمج مشروع اعادة تنظيم القطاع المصرفي مع مشروع إعادة الانتظام المالي الذي يتصل بمعالجة الودائع ، بعد أن أدخلت بعض التعديلات واعادت معالجة بعض التفاصيل التقنية.
إن المرتكزات الأساسية لمعالجة كلا المسألتين حافظت، بحسب الأوساط نفسها، إلى حدود كبيرة على الصيغة الأساسية في نقاط عدة أبرزها:
أولا في ما يتعلق بإعادة تنظيم القطاع المصرفي، جرى تصنيف المصارف بين قابلة للإصلاح وغير قابلة للإصلاح وأخرى تعطى فرصة محدودة لإعادة تقويم وضعها، لكن مشروع القانون أدخل تعديلا على الهيئة المختصة بإعادة الهيكلة، إذ نص على إنشاء هيئة جديدة لدى مصرف لبنان تتألف من الحاكم رئيسا ونوابه الأربعة وخبير قانوني وخبير مالي مصرفي وخبير اقتصادي، ويعين الخبراء في مرسوم يصدر عن مجلس الوزراء. ومن المتوقع أن يشهد هذا الموضوع نقاشا حادا في البرلمان، لأن الاتجاه الغالب لدى الكتل النيابية تشكيل هيئة مستقلة يتمثل فيها المركزي لكن لا تكون تابعة له.
ثانيا: في موضوع الودائع، حافظ المشروع الجديد على استثناء الأموال الجديدة من موجبات التدابير التي ينص عليها مشروع القانون المطروح، ودعا إلى إخضاع كل وديعة تتجاوز ال 500 ألف دولار إلى تحديث نموذج "أعرف عميلك" بهدف التأكد من مشروعية الودائع، ودعا إلى إعادة فائض الأموال المحولة التي تتجاوز ال 100الف دولار، واعتمد التمييز بين الودائع المؤهلة والودائع غير المؤهلة واعتبر أن المبلغ المحمي من كل وديعة مؤهلة يساوي 100000دولار. أما المبلغ المحمي في الودائع غير المؤهلة فيبلغ 36000 دولار. وفي ما يخص المبلغ المحمي لدى المصارف التي صدر قرار بتصفيتها وشطبها، فهو لا يتخطى قيمة 50 في المئة من المبالغ التي وردت أعلاه بحسب طبيعة الوديعة.
لكن الحقيقة الأكثر قسوة، بحسب الأوساط نفسها، تكمن في كيفية تسديد هذه الموجبات للمودعين، إذ يجب أن تسدد
ال 100000 دولار للودائع المؤهلة في السنتين الاولتين بمقدار 300$شهريا، ثم يجري زيادة المبلغ تباعا مع السنوات اللاحقة على مدى 15عاما. أما بخصوص الودائع غير المؤهلة فتسدد ب200$ شهريا على فترة 15عاما. وفي ما يتعلق بمعالجة رصيد الودائع المصرفية بعد احتساب المبلغ المحمي فيتم ذلك عبر :
1-تحويل جزء من رصيد الوديعة وفقا لارادة العميل إلى الليرة اللبنانية ضمن سقف محدد وعلى أساس سعر صرف محدد (يتولى الأمر المجلس المركزي لمصرف لبنان).
2-تحويل جزء من الودائع التي تفوق قيمتها 500 الف دولار إلى أدوات رأسمالية، (bail.in) بحيث يساوي كل 5 دولار من الوديعة دولارا واحدا من رأسمال المصرف المعني.
3-تحويل ما تبقى من ودائع إلى سندات مالية مصنفة تستحق بعد الثلاثين عاما على أن تحول هذه السندات إلى صندوق استرداد الودائع.
ومن ناحية الودائع غير المؤهلة، فهي تخضع للمنهجية ذاتها، لكن مع اختلاف النسب، فيختلف سعر صرف الدولار والسقف المحدد ويجري احتساب كل 10 دولار، دولارا واحدا في رأسمال المصرف المعني، أما السندات المالية فتستحق بعد 40عاما.
وعلى خط الودائع في المصارف التي صدر قرار بتصفيتها، فينال كل مودع حصته وفقا لقواعد التصفية، وتقوم المؤسسة الوطنية لضمان الودائع بتغطية الفارق الذي لا يتجاوز مبلغ مليار ليرة لبنانية. وينص القانون في الختام، على إنشاء صندوق استرداد الودائع.
ان توزيع الخسائر جرى تحميله تراتبيا أولا للمودعين من خلال الهيركات الذي مورس على مستويات مختلفة، وثانيا للمصارف التي تتحمل جزءا اساسيا من تمويل المعالجة، في حين بدت مسؤولية الدولة، بحسب الاوساط نفسها، محدودة في مواضع استثنائية تتركز بصورة أساسية على إعادة رسملة مصرف لبنان بما يقارب 2 مليار ونصف مليار دولار .
يبدو بوضوح شديد أن خيارات الحكومة محدودة وأن سبل المعالجة لإعادة قرابة 70مليار دولار ضيقة وأن البحث عن أدوات وطرق غير التي حددتها الحكومة في المشروع سيكون شاقا ومعقدا. وأغلب الظن أن الكتل النيابية لن تجرؤ على تحمل مسؤولية مواجهة المودعين بالموافقة على تقسيط المبلغ النقدي المحمي على 15عاما، بما لا يتجاوز ال100000دولار، وعلى استحقاق السندات المالية بعد ثلاثين عاما. والاكيد بحسب مصدر نيابي، أن الاكتفاء بالنقد والرشق السياسي لا يجدي على الإطلاق في معالجة قضايا مالية تحتاج إلى إجراءات ملموسة.
نقطة جوهرية تستدعي الإضافة في البحث، يحسب المصدر النيابي، وهي مسؤولية الدولة وتحويلها إلى شريك فعلي في تحمل الخسائر من خلال استثمار مدروس في أصولها، وهذا ما يجب أن يتعاون عليه مجلس النواب والحكومة بطريقة بناءة خارج تقادف المسؤوليات وبعيدة عن الاصطفافات السياسية التي تهدد المعالجة برمتها لقضية خطيرة بهذا الحجم.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مشروع القانون
إقرأ أيضاً:
التمويل الإسلامي في الإمارات.. نمو متسارع وريادة في الاستدامة
يستفيد قطاع التمويل الإسلامي في الإمارات من بيئة اقتصادية ديناميكية وسياسات تنظيمية متقدمة تدعم هذا النوع من التمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية.
ومنذ إنشاء أول بنك إسلامي في الإمارات في 1975، شهد التمويل الإسلامي على مدار العقود الماضية تطوراً كبيراً، وأصبح أحد الركائز الأساسية في الاقتصاد الوطني، إذ تتنوع أدواته بين المصارف الإسلامية، والنوافذ الإسلامية للبنوك التقليدية، وإصدارات الصكوك التي تشهد نمواً متسارعاً في الأسواق المحلية والدولية.وتلتزم الإمارات بتطوير السياسات الاقتصادية والتشريعات الهادفة إلى تعزيز التمويل الإسلامي والاقتصاد الإسلامي بشكل عام، ضمن الجهود الوطنية المتواصلة لتعزيز نمو واستدامة الاقتصاد الوطني، وجعل الإمارات مركزاً عالمياً للاقتصاد الإسلامي.
وجرى تصنيف الإمارات بين أفضل ثلاثة اقتصادات إسلامية، وفقًا لمؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي الصادر في 2022، وذلك للسنة الثالثة على التوالي، كما احتلت المرتبة الرابعة بين أكبر الأسواق المالية الإسلامية عالمياً من حيث الأصول وفقًا لتقرير مؤشر تطوير التمويل الإسلامي 2023.
ويعمل في الدولة اليوم العديد من البنوك الإسلامية، بالإضافة إلى النوافذ الإسلامية للبنوك التقليدية.
وبحسب بيانات المصرف المركزي الأخيرة لشهر سبتمبر (أيلول) 2024، فإن إجمالي ائتمان البنوك الإسلامية العاملة في الدولة تشكل نحو 22% من إجمالي ائتمان القطاع المصرفي في الدولة.
ووصلت استثمارات البنوك الإسلامية في نهاية الربع الثالث من العام الجاري إلى 152.3 مليار درهم، وتتوقع وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تواصل البنوك الإسلامية النمو بوتيرة أسرع من البنوك التقليدية على المدى المتوسط.
وبحسب دراسة أجراها مصرف الإمارات المركزي حول قطاع المصارف الإسلامية في الدولة، وشملت البنوك الإسلامية المحلية والأجنبية وكذلك المصارف التقليدية التي تقدم خدمات إسلامية، أظهرت أن 79% من المصارف الإسلامية في الدولة تعتمد إستراتيجية استدامة، في حين أفاد 74% منها بأن إستراتيجيتها تم اعتمادها على مستوى مجلس الإدارة، كما أكدت جميع البنوك الإسلامية أنها تمتلك إستراتيجيات للاستدامة، في حين أن بعض إستراتيجيات المصارف التقليدية التي لديها نوافذ مصرفية إسلامية هي قيد التطوير أو بانتظار التصديق عليها.
وشهد سوق الصكوك الإسلامية توسعاً ملحوظاً في الإمارات، إذ أصدرت الحكومة الاتحادية صكوك خزينة إسلامية بالدرهم، مما يشكل حافزاً للكيانات الأخرى في القطاع.
وشهد التمويل المستدام نمواً سريعاً في الدولة منذ إصدار أول صكوك خضراء في 2019، سواء من خلال أسواق رأس المال الإسلامية أو التمويل الإسلامي.
وتحتل الدولة المرتبة الأولى في المنطقة والثانية على مستوى العالم في حجم صكوك الاستدامة القائمة.
وبحسب "فيتش"، شهدت إصدارات الصكوك والسندات في الإمارات نمواً قوياً، إذ ارتفعت 13.1% على أساس سنوي لتصل إلى 294.4 مليار دولار بنهاية الربع الثالث من 2024، فيما تصل حصة الصكوك من إجمالي الإصدارات الإماراتية القائمة إلى نحو 20%.