نتائج بايدن وترامب في ميشيغان.. وسائل إعلام أميركية تتحدث عن علامات إنذار
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
فاز جو بايدن ودونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية لحزبيهما في ميشيغان. ومع ذلك، أظهرت نتائج، الثلاثاء، أن لكلا المرشحين "سبب للقلق" في محاولتهما للفوز بالولاية المتأرجحة في الرئاسيات العامة، شهر نوفمبر المقبل، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وكانت نسبة التصويت الواسعة بخيار "غير ملتزم" والتي قاربت نسبة 15 بالمئة من الأصوات التي تم فرزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان، أول إشارة إلى مدى تأثير تعامل الرئيس بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، على حملة إعادة انتخابه.
وفي المقابل، ورغم أن ترامب تفوق في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين بفارق كبير، إلا أن الأصوات التي كسبتها منافسته، نيكي هيلي، أظهرت مرة أخرى أن هناك شكوكا لدى بعض الناخبين الجمهوريين، بشأن منح الرئيس السابق أربع سنوات جديدة على رأس البيت الأبيض، وفقا للوكالة.
وسلطت وسائل إعلام أميركية أخرى الضوء على نتائج الانتخابات في هذه الولاية الحاسمة، من خلال تحليل تداعياتها على مرشحي الحزبين وحظوظهما في التنافس الرئاسي الذي يرتقب أن يجمعهما، خريف هذا العام.
واعتبرت شبكة "سي ان ان"، بدورها، أن نتائج الانتخابات التمهيدية لكلا الحزبين بميشيغان تحمل "علامات إنذار" لبايدن وترامب قبل شهر نوفمبر.
وذكرت، أن فوز بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، جاء مصحوبا بـ"تحذير" من التقدميين والناخبين الشباب والديمقراطيين العرب الأميركيين، والذي جاء في شكل تصويت احتجاجي، مفاده إما "تغيير المسار بشأن الحرب في غزة أو المخاطرة بخسارة جزء كبير من الدعم في الانتخابات العامة الحاسمة".
وتورد الشبكة، أنه على الجانب الجمهوري، "فشل ترامب رغم فوزه أيضا في إخفاء نقطة ضعف قد تكون ضارة"، مشيرة إلى أنه "مرة أخرى، خرج جزء كبير من الجمهوريين للتصويت ضده".
واعتبرت أن حدوث ذلك في ميشيغان، وهي إحدى الولايات القليلة التي تحولت من ترامب في عام 2016 إلى بايدن في عام 2020، يمنح هذه المخاوف أهمية كبيرة في منافسة سيحتاج فيها كلا المرشحين إلى كل القواعد للحصول على فرصة في الانتخابات العامة
بدورها، اعتبرت صحيفة "بوليتيكو"، أن تصويت عشرات الآلاف من سكان ميشيغان الثلاثاء بـ"غير ملتزم"، من المرجح أن يتجاوز المستويات السابقة لهذا النوع من الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في هذه الولاية، غير أنها تلفت إلى أن من المستبعد أن يؤدي هذا التصويت إلى "إحداث زلزال سياسي".
وعلى الجانب الجمهوري، تقول الصحيفة، دارت أيضا مناقشة مماثلة بشأن "وحدة الحزب"، فرغم فوز ترامب الكبير، إلا أنه "لا يزال يواجه فصيلا من الجمهوريين الذين يرفضون دعم ترشيحه".
وأوضحت أن "التهديدات" التي تواجه ترامب "ذات طبيعة سياسية وقانونية"، في إشارة إلى فترة إدارته السابقة، وأيضا القضايا الكثيرة التي تلاحقه أمام القضاء.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الانقسامات في كلا الحزبين، تثير مخاوف لدى الحزبين بشأن أداء كل مرشح بهذه الولاية المتأرجحة والحرجة في نوفمبر.
وفي سياق متصل، تقول صحيفة "واشنطن بوست"، إن اختيار عدد كبير من الناخبين التصويت بـ "غير ملتزم"، قد يعني أن بايدن سيواجه "مشكلة كبيرة" مع أجزاء من القاعدة الديمقراطية في الولاية.
وأكدت الصحيفة، أن طريق الرئيس الأميركي للبقاء بالبيت الأبيض سيكون أكثر صعوبة، إن لم يكن مستحيلا، إذا خسر هذه الولاية في نوفمبر.
من جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن النتائج، أظهرت كيف يواجه كل بايدن وترامب "ضعفا دائما داخل أحزابهما"، مع تصويت أعداد كبيرة من الديمقراطيين والجمهوريين ضدهما، حتى أثناء سباقهما نحو "مباراة العودة" في نوفمبر.
وذكرت الصحيفة، أن التحدي الأكبر الذي واجهه، لم يكن من مرشح آخر، بل من الناخبين الأميركيين العرب والتقدميين والشباب الذين يحتجون على موقفه من الحرب في غزة.
أما بالنسبة لترامب، فتقول نيويورك تايمز، إنه سيكون من الصعب تحليل خسارته ما يقرب من 30 بالمئة من أصوات الجمهوريين بالولاية، والذين ذهبت أصواتهم إما لصالح منافسته، نيكي هيلي، أو أيضا إلى أصوات "غير ملتزمة".
وأوردت الصحيفة، أنه فيما يقترب الرئيس السابق من حسم نيل ترشيح الجمهوريين للتنافس في الرئاسيات، يبقى أن مجموعة كبيرة من الجمهوريين، إما تعارضه بشدة أو لا يزال يتعين عليه كسب تأييدهم، بما في ذلك، في ولاية ميشيغان التي فاز فيها بفارق ضئيل في عام 2016. ثم خسر انتخاباتها أمام بايدن بنحو 150 ألف صوت، بعد أربع سنوات.
في السياق ذاته، يشير موقع "أكسيوس"، إلى أن الحرب في غزة أثرت على بايدن، من خلال تصويت بعض الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين بـ"غير ملتزم"، بعد أن كانوا بشكل كبير وراء فوزه عام 2020، في الولاية المتأرجحة.
واعتبر الموقع، أن نتائج انتخابات الديمقراطيين "كشفت عن ضعف بايدن في ولاية متأرجحة حاسمة يمكن أن تقرر الرئاسة في نوفمبر".
ولفت الموقع إلى "مشكلة ثانية" تواجه بايدن، وتتعلق بالفجوة الصارخة في نسب المشاركة بالانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وصوت أكثر من 40 بالمئة من الأشخاص في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مقارنة بالمسابقة الديمقراطية - على الرغم من حملة الاحتجاج ساعدت في زيادة الإقبال على الجانب الديمقراطي.
وحصل ترامب، الذي هزم سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، على عدد من الأصوات، أكبر من إجمالي عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
لكن ومن جهة ثانية، يذكر الموقع، أن الأخبار التي حملتها انتخابات، الثلاثاء، "لم تكن كلها جيدة لصالح ترامب"، مشيرا إلى أن الارتفاع في عدد ناخبي الحزب الجمهوري، كان مدفوعا جزئيا بتصويت حوالي 27 بالمئة من الجمهوريين لصالح هيلي، والتي رغم أن دعمها لا يزال غير كاف تقريبا لمساعدتها بترشيح الحزب الجمهوري، إلا أنه كان كاف لإظهار أن جزءا كبيرا من الحزب الجمهوري قد لا يؤيد ترامب، مما يشير أيضا إلى أن العديد من مؤيديها قد يقررون البقاء، في منازلهم في نوفمبر، أو حتى يصوتوا لصالح بايدن.
وفي سياق متصل، نقلت شبكة "إي بي سي نيوز"، تصريحات للمتحدثة باسم منافسة ترامب، نيكي هيلي، والتي أصرت على أنه على الرغم من خسارتها، أظهرت نتائج يوم الثلاثاء أن جزءا كبيرا من الحزب الجمهوري لا يريد ترامب مرشحا، له بعد أن حصلت على أكثر من ربع الأصوات.
وقالت المتحدثة باسم هيلي: "يخسر جو بايدن حوالي 20 بالمئة من أصوات الديمقراطيين اليوم، ويقول الكثيرون إنها علامة على ضعفه في نوفمبر. ويخسر دونالد ترامب حوالي 35 بالمئة من الأصوات. إنها علامة تحذير بارزة لترامب في نوفمبر".
وتابعت أوليفيا بيريز كوباس، في بيان، في إشارة إلى حصول ترامب على ما يقرب من 67 بالمئة، من الأصوات. "منذ أن أصبح ترامب رئيسا في عام 2016، خسر الجمهوريون في ميشيغان انتخابات مجلسي النواب والشيوخ بالولاية وحاكم الولاية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الانتخابات التمهیدیة للحزب الدیمقراطی الحزب الجمهوری من الجمهوریین هذه الولایة من الأصوات فی میشیغان فی نوفمبر بالمئة من غیر ملتزم نیکی هیلی ترامب فی فی غزة إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
من بايدن إلى ترامب: ثوابت أميركية «عميقة» تجاه لبنان
كتبت هيام قصيفي في"الاخبار": بين العمل لوقف الحرب في لبنان وإحياء ملف الأزمة في لبنان، بدءاً من رئاسة الجمهورية، ترتفع آمال قوى سياسية في التحوّل الأميركي مع إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، وإن كانت إدارة الرئيس جو بايدن لم تقصّر في ما تعتبره «رعاية» لبنان.لا شك في أن الفريق الذي يعلّق آمالاً على مجيء ترامب لا يبالغ كثيراً في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء حين أُبرم اتفاق داخلي، بموافقة إيران، لانتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016 قبل شهر من الانتخابات التي فاز بها ترامب على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، على اعتبار أن الاستطلاعات كانت ترجّح فوز الأخيرة. اليوم، وإن اختلف الوضع اللبناني لجهة الحرب الدائرة، إلا أن واقع حزب الله في المعادلة العسكرية الداخلية والإقليمية يمكن أن يثير ارتياحاً مع مجيء ترامب وفريقه لجهة تمسك هذا الفريق بكل ما يعني سيادة لبنان ومنع تأثيرات إيران فيه. والتعويل على الفريق الجديد نابع من أن رؤية ترامب تجاه إيران، منذ ولايته الأولى، ستكون عاملاً مؤثراً في تعاطيه مع دورها في المنطقة ولبنان ضمناً، والحدّ من نفوذها فيه، ولا سيما بعدما تحوّل المشهد الإقليمي الحالي إلى صراع إسرائيلي - إيراني بما يتخطّى القضية الفلسطينية، وقد يجرّ المنطقة الى حرب واسعة.
في المقابل، تعرف دوائر أميركية من الإدارة الحالية أن هناك تعويلاً لافتاً على تصوير أن الرئيس الآتي سيكون أكثر دعماً للبنان، كما أن هناك رغبة تتعدّى لبنان الى جهات إقليمية ودولية تتعاطى مع ترامب على أنه سيكون أكثر دعماً لإسرائيل، في حربها ضد إيران وحزب الله.
المسار الذي اعتمدته إدارة بايدن في لبنان ودعماً لإسرائيل في حربها مع حماس وحزب الله وإيران، سيشكّل حجر الزاوية في المرحلة الأميركية الجديدة.
أما لبنانياً، فإنّ ما بُني على مفاوضات لوقف النار، مرشح لأن يستمر في إيقاع قد يكون أكثر تشدداً في ظل الوقائع الإسرائيلية التي تريد ترجمة ما حققته تل أبيب من وجهة نظرها على الأرض في مفاوضات ترفض فيها بشدة العودة الى ما كان عليه الوضع قبل 7 تشرين الأول عام 2023. وأيّ مفاوضات قد تدخل فيها الإدارة الجديدة تتمّ على وقع تعويل لبناني، في بيروت وواشنطن، على إحداث تأثيرات مباشرة وسريعة في وقف الحرب، مع الانتقال في خطٍّ موازٍ إلى البحث في ملف الرئاسة، بعدما انتفى بعض الخوف السابق من عملية مقايضة «ديموقراطية» محتملة مع إيران، علماً أن هذا البحث لم يغب إلى الأيام القليلة التي سبقت انتخاب ترامب عن نقاشات في واشنطن وفي دول أوروبية فاعلة، ليس عن طريق تحضير سلّة متكاملة للحل، بل لوضع بعض القواعد الأولية تمهيداً للكلام الجدّي.