مقال في ليبراسيون: حان رحيل الجيش الفرنسي من أفريقيا
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تواجه سياسة فرنسا الأفريقية موجة متزايدة من الرفض من جانب مواطني أفريقيا الناطقة بالفرنسية، وفي الوقت الذي تحاول فيه باريس تكييف وجودها العسكري في مواجهة الاحتجاجات المتزايدة هناك، فإن مجموعة من المنظمات والشخصيات تدعو إلى "أجندة انسحاب عسكري كامل".
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة ليبراسيون الفرنسية مقالا لمجموعة من قيادات النقابات والجمعيات الفرنسية تحاول فيه أن تظهر حقيقة الإصلاحات التي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يريد القيام بها، مع الأخذ في الاعتبار "الاضطرابات" و"التحولات العميقة" التي تواجهها فرنسا في القارة الأفريقية بعد فشل "الحرب على الإرهاب" و"عملية برخان" التي أسهمت بشكل أكبر في تعقيد الوضع.
وفي خطابه الرئيسي عن السياسة الأفريقية، سعى ماكرون لترويج "نموذج جديد للشراكة العسكرية" يمكن أن يحول "وجودنا الأمني إلى شراكة"، إذ قال "غدا سيكون وجودنا ضمن قواعد ومدارس وأكاديميات ستدار بشكل مشترك، وعلى مستويات أقل، مع موظفين أفارقة قادرين أيضا على إشراك شركاء آخرين إذا رغبوا في ذلك وبموجب شروطهم"، حسب مقال ليبراسيون.
وذهب المقال إلى أن هذه الفكرة تبدو جديدة، ولكنها في الحقيقة تدخل في تطور بطيء للشبكة العسكرية الفرنسية في أفريقيا منذ الاستقلال، حيث يتم تعويض التخفيض التدريجي في عدد الأفراد من خلال تطور وسائل التدخل وسرعة الانتشار من نقاط ارتكاز قليلة، مما يسمح بعشرات العمليات الخارجية.
وفي الوقت الذي رفضت فيه فرنسا الاستمرار في لعب دور "شرطي أفريقيا"، فإنها لم تتردد في استغلال القانون الدولي وإساءة استخدامه، فقد نصبت نظاما هشا في ساحل العاج، وقادت الفوضى في ليبيا التي أسهم انهيارها في زعزعة استقرار منطقة الساحل، وسعت إلى فرض حلولها في جمهورية أفريقيا الوسطى، وقدمت التدخلات الفرنسية بشكل منهجي على أنها فاضلة وناجحة على المستوى العسكري، رغم أنها كانت دائما تؤدي إلى تفاقم الأزمات، حسبما يقول كاتبو المقال.
إصلاح واجهة الفرنك الأفريقيواليوم، يعد التنازل عن بعض التطورات الصغيرة جزءًا من إستراتيجية اختُبرت عدة مرات في تاريخ فرنسا وأفريقيا الطويل، وهذا يجعل من الممكن الحفاظ على ما يعتبر ضروريا "لعظمة" فرنسا والحفاظ على مصالحها. وهذا، كما يقول المقال، هو ما فعله ماكرون قبل 4 سنوات عندما قام بإصلاح واجهة فرنك غرب أفريقيا، حيث كان الهدف من الإزالة المزعومة لعدد قليل من "الأمور المثيرة" تحصين هذا النظام النقدي برمته الذي يرمز للتدخل الفرنسي في أفريقيا من النقد.
آخر مجموعة من الجنود الفرنسيين يستقلون طائرة عسكرية لمغادرة النيجر إلى الأبد (الفرنسية)وفي غضون بضعة أشهر، بعد مالي وبوركينا فاسو، أصبحت النيجر الدولة الثالثة التي تطالب برحيل الجيش الفرنسي، وحتى في بلدان أخرى تحتفظ فيها فرنسا بجيب من السيادة العسكرية على شكل قواعد دائمة، فإن عديدا من القوى السياسية والنقابية تحمل هذه المطالب، ونحن مثلهم نؤكد أن الوقت قد حان لوضع حد نهائي للتدخل العسكري الفرنسي في أفريقيا.
وإذا كانت الفكرة التي تراود رئيس الدولة هي دائما الحضور عسكريا في هذه القارة، "فإننا نقول للجيش الفرنسي في أفريقيا إن الوقت قد حان للمغادرة، وحان الوقت لتفكيك القواعد العسكرية الفرنسية بكل بساطة، وإنهاء العمليات الخارجية، ووقف التعاون العسكري مع الأنظمة الاستبدادية"، على حد تعبير كاتبي المقال.
وأوضح كُتاب المقال "نحن لسنا ساذجين للاعتقاد أن هذا سيكون كافيا لتحرير أفريقيا نفسها من أشكال الهيمنة المتعددة المفروضة عليها من قبل بلدنا، والغرب بشكل عام، ومنافسيه الإمبرياليين كالصين وروسيا وتركيا وغيرها. منظماتنا منخرطة بشكل كامل في أشكال متعددة من التضامن مع الحركات الاجتماعية المحلية وفي التعبئة ضد الفرنك الأفريقي والديون واتفاقيات التجارة الحرة، والنهب من قبل الشركات المتعددة الجنسيات والتهرب الضريبي، وسياسات الهجرة الإجرامية، وما إلى ذلك".
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن من بين الموقعين بوريس بلازي المسؤول عن القضايا الدولية في المكتب الفدرالي للاتحاد العام للشغل، وجيروم بونار السكرتير الوطني لنقابة "متحدون"، وبينوا تيست الأمين العام للاتحاد الفدرالي الاشتراكي، وسيلفي كولاس السكرتير الوطني لاتحاد الفلاحين، وأريان أنيموياني المتحدث باسم "لو بوين ليفي"، وعددا آخر من الشخصيات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من تهديدات إيران المتصاعدة.. استراتيجية للمواجهة
يجد الاحتلال الإسرائيلي نفسه أمام تهديد متصاعد من النظام الإيراني بقيادة المرشد الإيراني خامنئي القائد الأعلى الإيراني، الذي أعلن عن هدفه بتدمير الاحتلال الإسرائيلي بحلول عام 2040.
وفي مقال مشترك للجنرال الإسرائيلي يعقوب ناجل، المستشار الأمني السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع مارك دوبوفيتش، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، نشر في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، تمت مناقشة استراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة تهديدات إيران، خصوصًا التوجهات التصعيدية للنظام الإيراني بقيادة خامنئي.
يتحدث المقال عن التحدي الذي يواجه إسرائيل مع الخطط التي أعلنها علي خامنئي، القائد الأعلى الإيراني، بإبادة دولة إسرائيل بحلول عام 2040، وهو ما يراه الكاتبان تهديدًا حقيقيًا يتطلب تغييرات جذرية في استراتيجية إسرائيل الأمنية.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الاحتلال الإسرائيلي الردع هو الأساس في تعاملها مع التهديد الإيراني، يرى ناجل ودوبوفيتش أن الوضع يتطلب تحولًا إلى الهجوم الاستباقي.
من خلال المقال، يبرز الكاتبان كيف أن إيران تسعى إلى محاصرة إسرائيل عبر حروب بالوكالة. ومع مرور الوقت، زادت التهديدات الإيرانية التي تشمل سعيها لامتلاك السلاح النووي، ما يشكل خطرًا مباشرًا على الأمن الإقليمي والدولي.
كما أن الخطر الإيراني لا يتوقف عند الحدود العسكرية، بل يمتد إلى تأثيرات سياسية ودبلوماسية، ما يستدعي تعاونًا استراتيجيًا بين إسرائيل والولايات المتحدة.
ويزعم المقال أن الاحتلال الإسرائيلي حقق نجاحات عسكرية إقليمية، قد أظهرت قوة الجيش الإسرائيلي وقدرته على هزيمة أعدائه، وهو ما يمكن أن يُترجم إلى استراتيجيات هجومية ضد إيران، ودعم هذا الهجوم يمكن أن يأتي من التعاون مع الولايات المتحدة التي أبدت استعدادها لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وطالبا الجنرال ناجل ودوبوفيتش بالتحرك الفوري، مؤكدين أن بقاء إسرائيل على هذا الموقف سيؤدي إلى الاستنزاف في المستقبل، كما يشددان على أن إسرائيل يجب أن تعزز من تحالفاتها في العالم العربي، وتوسع العقوبات الاقتصادية ضد إيران، بما في ذلك استهداف الحرس الثوري الإيراني الذي يواصل تصدير الإرهاب على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية، أكد الكاتبان أن الحملات السابقة ضد إيران قد أثبتت فاعليتها في تقليص إيرادات النفط الإيراني، وهو ما أثر بشكل كبير على قدرة إيران في تمويل الجماعات الموالية لها. لذا، لابد من توسيع هذه العقوبات بشكل يستهدف الاقتصاد الإيراني بشكل شامل، بالإضافة إلى دعم الحركات المعارضة للنظام الإيراني داخل البلاد.
كما دعا المقال إلى ضرورة تعزيز الدعم الدولي والمشاركة في العمليات السرية التي تستهدف مكونات البرنامج النووي الإيراني، مثل تعطيل أجهزة الطرد المركزي وزيادة استهداف العلماء العاملين في هذا المجال.