مدير الشؤون الاقتصادية بوزارة الخارجية: الإمارات وضعت استراتيجية واضحة لاستدامة منظومة مكافحة غسل الأموال
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أكد راشد الطنيجي، مدير إدارة الشؤون الاقتصادية والتجارية في وزارة الخارجية بدولة الإمارات، أن دولة الإمارات وضعت استراتيجية وخطة واضحة لاستدامة منظومة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومواكبة التطورات، والاطلاع على الممارسات الجديدة حول العالم في هذا المجال، للحفاظ على استدامة الجهود اللازمة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال الطنيجي في لقاء خلال برنامج «السطر الأخير» بتلفزيون أبوظبي، إن مجموعة العمل المالي «فاتف»، المنظمة الدولية المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، التي تتخذ من باريس مقر لها، وتضم 40 دولة عضواً، تقوم بمراجعة التشريعات والقوانين التي تضعها الدول لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، في هذه الدول، وتقوم أيضاً بقياس فاعلية هذه القوانين والتشريعات التي تضعها الدولة في هذا الإطار، بشكل دوري.
وأضاف: موضوع تمويل الإرهاب وغسل الأموال دائماً في تطور، والمحتالون دائماً ما يبتكرون طرقاً جديدة لممارسة الاحتيال، وتسهيل غسل الأموال، ولذلك فإن هذه المنظمة تواكب التطورات والتسارعات، وتعمل على وضع الأساس والمعايير اللازمة لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وتابع: المعايير تركز أساساً على مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ولكن هناك دائماً تطورات جديدة تظهر، مثل العملات الرقمية التي يتم استغلالها في غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وهذا يتطلب من الدول أن تسن تشريعات تكافح هذه الظاهرة.
وحول نظام القوائم، وفقاً لتقسيم «فاتف»، أوضح الطنيجي أن «فاتف» موجودة منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن الجهود تكثفت في العقدين الأخيرين، فضلاً عن تكثيف المراجعات التي تتم للدول، وهذه المراجعات تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات لكل دولة، حيث يتم إرسال وفد يلتقي مع الجهات المعنية في الدولة، ومن ثم يقوم بإعداد تقارير، وبناء عليه يتم اتخاذ القرار المناسب من قبل المنظمة، فيما إذا كانت هذه الدولة مستوفية لمعايير «فاتف» أم لا.
وأضاف: إذا كانت الدولة مستوفية للمعايير تنتقل الدولة للمرحلة الأخرى، حيث يمكن أن يتم تقييمها خلال السنوات الخمس إلى السبع القادمة، وإذا لم تكن الدولة مستوفية للمعايير يتم وضعها تحت المراقبة، وهي نوعان، المراقبة المعززة، وما يسمى القائمة الرمادية، وهناك القائمة السوداء، والتي تضم الدول غير المستوفية غالباً لأي من معايير لـ «فاتف»، وهي دول غالباً ليس لها تعاملات دولية كبيرة، وهذه القائمة تشمل عدداً محدوداً جداً من الدول.
أما القائمة الرمادية، فهي تشمل مجموعة الدول التي تحتاج أن تعزز المنظومة الوطنية لديها لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وهذه القائمة التي كانت موجودة فيها دولة الإمارات.
وقال الطنيجي: ملف دولة الإمارات منذ بداية التقييم منذ 2019 يظهر أن الدولة متقدمة جداً في مكافحة تمويل الإرهاب، ولكن هناك بعض النقاط الأخرى التي وجب على دولة الإمارات تعزيزها وتقويتها، والفرق التي عملت في هذا المجال كانت متنوعة وكثيرة على المستويين الاتحادي والمحلي، منها وزارة الاقتصاد، وزارة العدل، وزارة الداخلية، ووحدة المعلومات المالية، والمصرف المركزي، والهيئة الاتحادية للجمارك، والدوائر الاقتصادية المحلية، وأجهزة إنفاذ القانون بالدولة، وغيرها الكثير.
وأضاف أن الإنجازات كبيرة جداً، وكان هناك خطة عمل واضحة اتبعتها الدولة بالاتفاق مع مجموعة «فاتف»، مبنية على نهج قائم على المخاطر، حيث يتم تحديد المخاطر الأعلى، ومن ثم تم تحديد الأولويات، مبيناً أنه تم سن مجموعة كبيرة من القوانين والنظم والتشريعات التي تنظم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بالتعاون مع العديد من الجهات المحلية والاتحادية، حيث تم استكمال جميع التوصيات الـ 15 التي تم الاتفاق عليها بين دولة الإمارات، ومجموعة العمل المالي، وبالتالي تم الخروج من القائمة.
وأوضح الطنيجي أن الارتفاع الكبير الذي يصل إلى ثلاثة أضعاف، في قيمة الغرامات التي فرضتها الدولة على المخالفين، هي دلالة على فاعلية النظم والتشريعات التي سنتها الدولة، والأنظمة التي تم وضعها على المستويين الاتحادي والمحلي، هي منظومة فعالة، وهي قوانين ستبقى موجودة، ويتم التحسين عليها.
أخبار ذات صلة خبراء ومصرفيون لـ«الاتحاد»: إعلان «فاتف» يعزز ثقة المستثمرين والشركات العالمية بالاقتصاد الوطني موديز: رفع الإمارات من القائمة الرمادية لـ"فاتف" يرسّخ الثقة في القطاع الماليوقال: إن الاقتصاد الإماراتي سجل نمواً كبيراً وتاريخياً، خلال العام الماضي، مبيناً أن خروج دولة الإمارات من قائمة الرقابة المعززة، يزيد جاذبية دولة الإمارات للمستثمرين وجهة لريادة الأعمال والاستثمار.
وبين أن التعاون الدولي ركيزة أساسية في ملف الفاتف، مشيراً إلى الجهود التي بذلت عن طريق وزارة الخارجية وجميع الجهات، حيث تم تشكل فريق خبراء في مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وبدأ الفريق في عام 2021 بعقد اجتماعات مع المختصين في الدول الأعضاء في مجموعة «فاتف»، لاستعراض تجربة الإمارات والعمل على اكتساب خبرة أيضاً من تلك الدول.
وأضاف: ومع أن الهدف الأول كان التعلم واكتساب الخبرة، ولكن وصلنا إلى مرحلة كانت الدول التي نجتمع معها تريد التعلم واكتساب الخبرة من فريقنا.
وقال الطنيجي إن «فاتف» هي المنظمة الدولية التي تسن المعايير والنظم، وتجيز الدول الأعضاء إذا كانت ملتزمة بمعايير الفاتف، فإذا كانت الدولة غير ملتزمة، لا تكون جذابة للمستثمرين وللشراكات الاقتصادية.
وأضاف: لا يوجد مستثمر أو دولة تريد أن تبني علاقات أو تستثمر في دولة لا تلتزم بمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال إن الإنجاز الذي تحقق بخروج دولة الإمارات من القائمة الرمادية، يعزز سمعة دولة الإمارات، ويدعم مكانتها في المجال الاقتصادي، وفي جميع المجالات والقطاعات الأخرى.
وأوضح أن هناك الكثير من الفرق التي تم تشكيلها في هذا المجال، حيث خضعت هذه الفرق لدورات مكثفة وتدريب وتعليم خلال السنتين الماضيتين، والآن أصبحت معتمدة دولياً في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مبيناً أن العمل في ملف «الفاتف» كان يتطلب جهداً متواصلاً خلال الفترة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فاتف وزارة الخارجية
إقرأ أيضاً:
خبير: ترامب يعتقد أن مجموعة البريكس تشكل خطر علي الهيمنة الاقتصادية ال
خبير: ترامب يعتقد أن مجموعة البريكس تشكل خطر علي الهيمنة الاقتصادية الأمريكية
قال الدكتور علي عبد الحكيم الطحاوي الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية، إن مجموعة البريكس هي تحالف اقتصادي وسياسي يجمع بين خمس دول ناشئة في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، حيث تأسست المجموعة في عام 2006، وتحولت منذ ذلك الحين إلى قوة اقتصادية وسياسية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء، وبلغ عدد دول مجموعة بريكس حاليا هو 10 دولة، بعد انضمام 5 دول جديدة بداية من يناير 2024، وتشمل هذه الدول الجديدة إيران والإمارات العربية المتحدة ومصر والأرجنتين وإثيوبيا.
ترامب يهدد مجموعة دول البريكسوأوضح الطحاوي في تصريحات لـ «الوطن»، أن ترامب يعتقد أن مجموعة البريكس هي مجموعة لردعة الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي والتدخلات السياسية بالنسبة لدول العالم، لذلك أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديداته لدول مجموعة البريكس، حيث أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا قامت هذه الدول بإنشاء عملة بديلة للدولار الأمريكي، وقد أكد ترامب علي هذه التهديدات في أعقاب قمة مجموعة البريكس التي عقدت في قازان الروسية، حيث ناقشت الدول الأعضاء تعزيز المعاملات بعملات غير الدولار وتعزيز العملات المحلية.
وأشار الطحاوي أن تهديدات ترامب لدول مجموعة البريكس تعتبر خطوة غير متوقعة، حيث تعتبر مجموعة البريكس تحالفًا اقتصاديًا هامًا يمثل أقلية كبيرة من الناتج الاقتصادي العالمي، وقد ردت روسيا على هذه التهديدات من خلال تأكيد أن أي محاولة أمريكية لإجبار الدول على استخدام الدولار ستؤدي إلى نتائج عكسية.
عملة موحدة لدول مجموعة البريكسوأكد الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية أن فكرة العملة الموحدة ليست جديدة، حيث تمت مناقشتها في دول الخليج منذ الثمانينيات، وتم تجديد الفكرة بعد توسع أعضاء مجموعة البريكس العام الماضي، وأرى ذلك من الناحية النظرية، يمكن أن تساهم العملة الموحدة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول مجموعة البريكس، وتقليل مخاطر التحويلات المالية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، ومع ذلك لا ننسي هناك تحديات عديدة يجب التغلب عليها قبل أن يصبح طرح العملة الموحدة حقيقة واقعة.
وأوضح الطحاوي أن من بين تلك التحديات، الحاجة إلى توحيد السياسات النقدية والمالية بين دول المجموعة، وكذلك الحاجة إلى إنشاء بنك مركزي موحد يتحكم في السياسة النقدية، إضافة إلى ذلك هناك الحاجة إلى تحقيق توازن بين مصالح الدول الأعضاء المختلفة، بجانب الحاجة إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وبالنسبة لموقف ومستقبل دول مجموعة البريكس والتحالف كليًّا يبدو واعدًا ومليئًا بالفرص حيث تعتبر هذه المجموعة من بين أكثر المجموعات الاقتصادية والسياسية تأثيرًا في العالم، وتضم خمس دول ناشئة في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.