هل تُشكل تربية الحيوانات خطرًا على كوكبنا؟.. تدور نقاشات حامية بين الخبراء حول مدى هذا السؤال ومسؤولية قطاع الثروة الحيوانية عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

وللحديث حول هذا الموضوع لجأ موقع “صدى البلد” إلى الدكتور محمود سلامة الهايشة، الكاتب والباحث المتخصص في الثروة  الحيوانية للتعليق على قضية تأثير تربية الحيوانات على البيئة، وقال إن العالم أصبح على صفيح ساخن بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، وأن تربية الحيوانات لها علاقة بإنتاج غاز الميثان بالتحديد، ومصدر من مصادر انبعاث الميثان وهو من الغازات الدفيئة القوية، الذي ينتج عن هضم الحيوانات المجترة (هناك حيوانات مجترة كبيرة مثل الأبقار والجاموس، وحيوانات مجترة صغيرة وهي الأغنام والماعز).

كما تنتج عملية تحلل روث الحيوانات غاز الميثان وأكسيد النيتروز الذي يعد من الغازات الدفيئة أيضا.

إنتاج الأعلاف:

تتطلب تربية الحيوانات كميات كبيرة من الأعلاف التي تزرع على أرضٍ تتطلب إزالة الغابات واستخدام الأسمدة، كما يستخدم الوقود الأحفوري (السولار والبنزين) في نقل الحيوانات.

تأثير الغازات الدفيئة الناتجة من الثروة الحيوانية على تغيير المناخ:

ارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات في أنماط الطقس ( والجفاف الفيضانات أو الأعاصير) وارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الجليد.

حلول لتقليل انبعاث الغازات الدفية من الثروة الحيوانية:

تقليل استهلاك اللحوم من خلال تغيير أنماط الغذاء

تحسين كفاءة انتج الحيوان، من خلال استخدام تقنيات حديثة في تغذية الحيوان، وإدارة روث الحيوانات بشكل أفضل، وزراعة الأعلاف يشكل مستدام، لتقليل الغازات الدفيئة.

جدير بالذكر أن مساهمة قطاع الثروة الحيوانية في تغير المناخ تعادل مساهمة قطاع النقل، وتطالب العديد من المنظمات الدولية بالحد من الانبعاثات الناتجة عن تربية الثروة الحيوانية.


 هل اللحوم النباتية ستحل أزمة الغازات الدفيقة الناتجة عن تربية الحيوانات؟

تلعب اللحوم النباتية دورا في تقليل الانبعاثات ولها العديد من المميزات الأخرى مثل الحفاظ على الموارد التي تستخدم في تربية الحيوانات، لكنه من غير المرجح أن تحل أزمة تغير المناخ بشكل كامل لعدة أسباب كالآتي:

-التأثير على صحة الانسان، لا تزال هناك مخاوف من التأثير طويل المدى للحوم النباتية على صحة الإنسان

- التكلفة العالية فلا تزال اللحوم النباتية أغلى من اللحوم الحيوانية بسبب ارتفاع تكاليف إنتاجها

- الذوق العام فالكثير من الناس تفضل طعم اللحوم الحيوانية على نظيرتها النباتية

- التوافر.. اللحوم النباتية غير متوفرة بشكل كبير

وبالتالي تكون الخلاصة أن "اللحوم النباتية ليست حلا، ونحتاج إلى المزيد من الدراسات للتوصل إلى حلول أفضل لخفض تكلفة اللحوم النباتية وتأثيرها على صحة الإنسان، أو تقليل الانبعاثات الناتجة عن تربية الحيوانات.

خطط مصر للسيطرة على أزمة تغير المناخ:

عملت مصر للسيطرة على أزمة تغير المناخ مبكرا من خلال حماية السواحل الشمالية، من خلال إنشاء سدود بحرية وجدران خرسانية لحماية المناطق الساحلية من الغرق

- تأهيل وزراعة 1.5 مليون فدان لتحقيق الأمن الغذائي وتعويض تآكل الأراضي الزراعية في دلتا مصر

-إعادة وتأهيل الشبكة القومية لقنوات المياه، وتحسين طرق الري، والمشروع القومي لتبطين الترع والمصارف المائية ودعم البنية التحتية لتكون أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ، الوصول الأسرع عبر شبة الطرق والكباري يقلل استهلاك الوقود الأحفوري.

-تطوير أنظمة الحماية من الفيضانات وجمع مياه الأمطار، تحسين أنظمة خدمات المياه والصرف الصحي،

-الاستثمار في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتحسين كفاءة الطاقة، دعم استخدام وسائل الموصلات العامة وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وتشجيع مشروعات النقل الأخضر، مثل شبكة المترو وإنشاء خطوط جديدة للنقل العام ورفع الوعي وأهمية الحفاظ على البيئة، دعم البحث العلمي لتطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والمشاركة الدولية والتوقيع على اتفاقية باريس للمناخ، والمشاركة في المؤتمرات الدولية مثل كوب 27 في شرم الشيخ عام 2022 ، لتبادل الخبرات والتعاون مع دول العالم في مواجهة التحديات، وتخصيص ميزانية ضخمة للتكيف مع المناخ وتقليل انبعثات الغازات الدفيئة وجذب الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، وإصدار سندات خضراء لتمويل المشاريع الصديقة للبيئة، والمزيد من دعم الدول المتقدمة لمواجهة التحديات.

د.محمود الهايشة

وأشار الدكتور محمود سلامة الهايشة إلى أن العالم أجمع يولي اهتماما كبيرا بقضايا المناخ لأن هناك بعض الظواهر الطبيعية التي حدثت مثل الفيضانات الشديدة والجفاف وموجات حارة وموجات باردة وغيرها والبعض يفسر ذلك بسبب التغيرات المناخية وأن السبب فيها هو نشاط الإنسان وزيادة الانبعاثات الحرارية، ويجب على الدول المتقدمة المتسببة فى التغيرات المناخية مساعدة الدول النامية في تقليل الانبعاثات والغازات عن طريق مساعدتها في عمل صناعات صديقة للبيئة وأقل في الملوثات.

98f2a62a-82d7-4cb3-9f44-662424c3a0b2

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحيوانات خطر ا تربية الحيوانات البيئة التغير المناخي الثروة الحیوانیة تربیة الحیوانات اللحوم النباتیة الغازات الدفیئة تغیر المناخ من خلال

إقرأ أيضاً:

حرائق لوس أنجلوس تشعل القلق.. خسائر بيئية واقتصادية كبرى.. تدمير 38 ألف فدان فى حرائق الغابات وسنوات لإعادة إحياء المدينة.. خبير جيولوجي: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العامل الرئيسى للحرائق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشهد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية حرائق غابات مدمرة منذ 7 يناير 2025، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومن المتوقع أن تكون من بين أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

ودمرت حرائق الغابات في لوس أنجلوس نحو 38،000 فدان من الأراضي، أي ما يعادل حوالي 2.5 ضعف حجم جزيرة مانهاتن في نيويورك، وأتت على أكثر من 10،000 مبنى.

من المتوقع أن يستغرق إعادة بناء هذه المباني أكثر من 10 سنوات، وستترك هذه الحرائق تأثيرًا طويل الأمد على الاقتصاد الأمريكي يمتد لعقود.

بدايه انتشار الحرائق

انتشرت النيران بسرعة مذهلة بينما كان سكان حي باسيفيك باليساديس غرب لوس أنجلوس يراقبون الدخان يتصاعد من التلال المجاورة لمنازلهم صباح يوم 7 يناير. في البداية، كانت المساحة المحترقة نحو 10 أفدنة، ولكن في غضون 25 دقيقة فقط، امتد الحريق ليشمل أكثر من 200 فدان.

خلال الساعات التي تلت اندلاع الحريق، امتدت النيران لتشمل المنازل والمسارح والمطاعم والمتاجر والمدارس. وبحلول صباح التاسع من يناير، كانت حرائق باليساديس قد دمرت 17،234 فدانًا، بينما اندلعت حرائق أخرى في مناطق مختلفة من لوس أنجلوس، مما جعلها واحدة من أسوأ الحرائق في تاريخ المدينة، حسبما أفاد خبير الأرصاد الجوية الرئيسي في أكيو ويذر، جوناثان بورتر.

اسباب انتشار الحرائق

أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن أسباب انتشار الحرائق فى لوس أنجلوس هى التقلبات المناخية فى السنوات الأخيرة أدت إلى ارتفاع الحرارة نسبيا، وفقدان الغطاء الثلجي خلال فصل الشتاء مما يتسبب في انخفاض الأمطار، وانخفاض الرطوبة عن معدلاتها، وبالتالى زيادة جاف الأشجار، وزيادة وتيرة الحرائق ومخاطرها، خاصة فى وجود رياح قوية.

و أضاف شراقى  فى تصريح خاص لـ "البوابة" أن معظم الحرائق طبيعية وكانت عن طريق البرق، وأحيانا عن طريق النشاط البشري مثل إلقاء سجائر غير منطفئة، أو احتراق أجهزة كهربائية، أو ارتفاع درجة حرارة السيارات، أو من شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، أو حفلات شوى اللحوم فى المناطق الشجرية، أو الحرق العمد.

و تابع الشراقى أن  منذ أوائل الألفية الجديدة، أصبحت حرائق الغابات في كاليفورنيا أكثر خطورة بسبب تراكم الأخشاب في الغابات، وزيادة عدد السكان. كما ساعد على سرعة انتشار الحرائق انخفاض الأمطار منذ أكتوبر الماضى، وقوة الرياح التى تسمى سانتا آنا Santa Ana، أحيانا تسمى رياح الشيطان أو الرياح الحمراء لما تسببه من انتشار الحرائق بسرعة كبيرة، كما أنها تساعد على زيادة جفاف التربة والأشجار وانخفاض رطوبة الهواء الذى يعتبر مفتاح اندلاع الحريق الأولي حيث يكون الهواء جافًا في البداية بسبب المواقع الجافة التي نشأ منها، ويزداد جفافا فى اتجاهه نحو الجبال، تراوحت سرعة رياح سانتا آنا القوية بين 90 - 160 كم/ساعة خلال الأيام الماضية والتى هبت من الشرق إلى الغرب، أى من مناطق الغابات إلى المناطق السكنية، وانتشرت الحرائق فى أماكن متفرقة باجمالى مساحة تزيد عن 35 ألف فدان، واحتراق 12 ألف منزل، وإخلاء أكثر من 150 ألف مواطن، وخسائر بعشرات المليارات من الدولارات.

وعن التأثير على البيئة  علق الدكتور عباس شراقى  أن التأثير المباشرمن الحرائق  هو الدمار الكبير الذى يؤثر على السكان والبيئة والذى يحتاج الى سنوات طويلة خاصة فى عودة الغابات الى ماكانت عليه، وكذلك زيادة ثانى اكسيد الكربون وهو من غازات الاحتباس الحرارى، الغابات هى الرئة للكرة الارضية التى تخلصنا من ثاني أكسيد الكربون وتعطى أكسجين.

الخسائر الاقتصادية

من المتوقع أن تتراوح إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية، والتي تشمل الأضرار غير المؤمن عليها والأثر الاقتصادي غير المباشر مثل فقدان الأجور وتعطل سلسلة التوريد، بين 52 مليار دولار و57 مليار دولار، وفقًا لتقدير أولي من شركة "أكيوويذر".

ويسير الاتجاه  أن تتحمل شركات التأمين العالمية أكثر من 135 مليار دولار من الخسائر بسبب الكوارث الطبيعية في عام 2024، وفقًا لتقرير أصدره معهد "سويسري" الشهر الماضي.

شهدت وزارة المياه والطاقة في مدينة لوس أنجلوس - أكبر شركة مرافق بلدية أمريكية - انخفاض سنداتها وخفض التصنيف الائتماني مع استمرار الحرائق في الاشتعال.

مخاطر تهدد سكان لوس أنجلوس

نصحت السلطات في لوس أنجلوس النازحين بتأجيل العودة إلى منازلهم أسبوعًا آخر على الأقل بسبب مخاطر النفايات السامة وتقطع خطوط الكهرباء والغاز التي تشكل خطرا وسط الأنقاض.

وتهدد الانهيارات الأرضية والمباني المدمرة بزيادة الخسائر في المناطق التي ضربتها الحرائق بسبب مياه خراطيم إطفاء الحرائق والأنابيب المكسورة.

مقالات مشابهة

  • حرائق لوس أنجلوس تشعل القلق.. خسائر بيئية واقتصادية كبرى.. تدمير 38 ألف فدان فى حرائق الغابات وسنوات لإعادة إحياء المدينة.. خبير جيولوجي: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العامل الرئيسى للحرائق
  • عمرو وهبة يكشف لـ«صدى البلد» عن دوره في فيلم «المستريحة» مع ليلى علوي|فيديو
  • اللانشون والسجق والبسطرمة تسبب الزهايمر والخرف.. دراسة تكشف التفاصيل
  • خبير بيئي: برنامج الصناعات الخضراء المستدامة يحد من آثار تغير المناخ
  • المغرب يطلق برنامجا يسعى إلى إعادة توجيه مشاريع الفلاحة التضامنية نحو تربية المواشي لمحاصرة أزمة اللحوم
  • البيت الأبيض يكشف خطة الانسحاب من اتفاق باريس
  • المناخ والصين| مستشار ترامب يكشف موقف الرئيس الجديد بهذه الملفات
  • وزير الفلاحة يكشف حصيلة استيراد اللحوم المجمدة
  • ترجع إلى المنزل.. استشاري يكشف عن أسباب انتشار ظاهرة العنف المدرسي
  • مراد فكري صادق يكشف لـ صدي البلد عن وصية والده