صديق: وسطيَّة الأزهر الشريف على مر التاريخ خرجت عقولًا سويَّة مواكبة لمستجدات العصر
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، أن وسطية الأزهر الشريف على مر التاريخ كان لها الفضل الأكبر في تخريج عقول سوية تواكب مستجدات العصر، جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر الثالث لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة الذي عقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان: «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن.
ورحب نائب رئيس الجامعة بالحضور جميعًا مقدمًا لهم التهنئة بقرب حلول شهر رمضان المبارك، داعيًا المولى -عز وجل- أن يهل علينا هذا الشهر الكريم ونحن في أفضل حال.
وأشاد الدكتور محمود صديق بجهود الأزهر الشريف في خدمة المجتمع، مشددًا على أن المنهج الأزهري الذي يتسم بالوسطية والاعتدال كان هو الصخرة المستعصية التي تتحطم عليها كل أفكار التشدد والتطرف.
وأشار نائب رئيس الجامعة أن القرآن الكريم تحدث في صدر سورة الأحزاب مخاطبًا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قائلًا:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾، موضحًا أن المولى -عز وجل- حذر من النفاق والمنافقين، وأثر ذلك على الوعي الفكري.
وأوضح نائب رئيس الجامعة أن المولي -عز وجل- خلق الإنسان لعمارة الكون ونشر السلام بين البشر جميعًا دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
كما أوضح صديق أن مدرسة الأزهر الشريف تربِّي الإنسان على قبول الرأي الآخر ومناقشة الفكر بالفكر، وهذا هو سر بقاء عطائها على مدى 1083 عامًا من العطاء في خدمة الدنيا والدين، جنبًا إلى جنب دون إفراط أو تفريط.
وفي ختام كلمته ثمن نائب رئيس الجامعة جهود خريجي كلية الدعوة الإسلامية في حمل لواء الإسلام الوسطي المعتدل في شتى المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
جدير بالذكر أن كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة كانت في طليعة الكليات التي حصلت على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لمجلس الوزراء، وأيضًا كانت سباقة في الحصول على شهادة تجديد الاعتماد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نائب رئیس الجامعة الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم من الجامع الأزهر: شهر رمضان شهد أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في كلمة له اليوم السبت بدرس التراويح بالجامع الأزهر، أن لشهر رمضان مكانة عظيمة عند الله تعالى، حيث اختصه بخصوصية فريدة، ورفع شأنه، وجعله عبادة خالصة له، كما جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به". فالصيام عبادة سرية بين العبد وربه، لا يطلع عليها أحد، مما يزيد من أجرها ومكانتها عند الله.
وأوضح فضيلته أن من أعظم النعم الإلهية التي اختص بها هذا الشهر المبارك نزول القرآن الكريم، الذي جاء بالهداية والنور، فأخرج الناس من الظلمات إلى النور، وكان شفاءً لما في الصدور. ولذا، كان شكر هذه النعمة العظيمة بالصيام، فجعل الله سبحانه وتعالى فرضية صيام رمضان مقترنة بنزول القرآن، فقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾.
وأشار إلى أن شهر رمضان لم يكن شهر صيام وعبادة فقط، بل كان شهر نصر وعزة للإسلام والمسلمين قديما وحديثا، حيث وقعت فيه أعظم الانتصارات في التاريخ الإسلامي، فقد انتصر المسلمون في غزوة بدر الكبرى، وهي أول لقاء مسلح بين جند الحق وجند الباطل، رغم قلة عددهم وضعف عتادهم، إلا أن الله نصرهم بإيمانهم وتوكلهم عليه، واستجابتهم لأوامره. وقد صور الله هذا الموقف في قوله: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ [الأنفال: 9]، فأمدهم بالملائكة، وكان النصر حليفهم.
وتابع فضيلته أن شهر رمضان شهد كذلك فتح مكة، الذي كان فتحًا مبينًا للإسلام، ونصرًا عظيمًا أزال به الله الشرك عن بيته الحرام، ورفع به راية التوحيد عالية خفاقة، فهذا الشهر شهر الانتصارات بحق، وشهر السلام والإيمان، وفيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، والتي وصفها الله بقوله: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
في ختام درسه، دعا فضيلته المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن يتضرعوا إلى الله الواحد الأحد، سائلين إياه أن يكشف الغمة عن الأمة، وينصر المسلمين، ويرفع راية الإسلام، وأن يرد كيد الكائدين، ويحفظ البلاد من كل معتدٍ آثم، وأن يجعله شهر نصر وعزة وتمكين لأمتنا الإسلامية.
1000319389 1000319377 1000319381