قال الدكتور يحيى بن الوليد، أكاديمي مغربي مختص في قضايا التراث والنقد الثقافي، إن سر نجاح إدوارد سعيد يكمن في جمعه بين السلطة والمعرفة في تناوله للاستشراق الذي كان يُطرح قبل ذلك بطريقة بدائية، قبل أن يُطرح في سياق التصادم مع الغرب، بصفته غزوا أو اختراقاً، حيث كانت الكتابات التي تناولته كلها عبارة عن ردود قومية متشنجة.

وأضاف بن الوليد خلال حلوله في أحدث حلقات برنامج “في الاستشراق”، الذي يقدمه الإعلامي المغربي ياسين عدنان على منصة “المجتمع”، أن الاستشراق بالنسبة لإدوارد سعيد طرح بشكل آخر “أي إن الاستشراق يتوفّر على المعرفة، غير أنها كانت في خدمة السلطة والاستعمار”.

وأشار الأكاديمي ذاته إلى أن الاستشراق بالنسبة لإدوارد سعيد يعني “تنميط الشرق والإنسان الشرقي واعتباره يعيش نوعاً من التخلف والظلام”، موردا أن الاستشراق “كان مغلفاً بالسلطة ونوع من الأنا (الغرب) والآخر (الشرق)”.

وأبرز أن الأكاديمي الأمريكي-الفلسطيني يعرّف الاستشراق بأنه “ذلك الفرق الوجودي المعرفي بين الشرق والغرب، لكنه في الوقت ذاته منطلق فكري لا يخلو من أبعاد سياسية”، معتبراً أن إدوارد سعيد “منسجم مع ذاته في هذه النقطة. كل ما هناك هو أنه يحلل بعدة معرفية، يفكك الأشياء ولا يثرثر”، وهو ما جعله، بالنسبة للباحث ذاته، في واجهة نقد الاستشراق بالرغم من كتابة كثيرين في هذا الموضوع.

وقال صاحب كتاب “المثقفون العرب” إن “إدوارد سعيد كان يمتلك أسلوب النقد الأدبي وبرع فيه، ويعتبر أن الأدب خدم الهوية الفلسطينية مقارنة بالسياسة التي يعتبرها ظرفية”.

من جانب آخر، ذكر يحيى بن الوليد أن تركيز إدوارد سعيد على الاستشراق في فرنسا وبريطانيا يرجع إلى ارتباط هذين البلدين بالقوى الاستعمارية قبل أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية “حلبة الاستشراق” بعد الحرب العالمية الثانية.

ولفت ضيف “في الاستشراق” إلى أن إدوارد سعيد أدرك كيف يوفق بين هويتيه الفلسطينية والأمريكية، قائلا في هذا السياق: “إذا أردنا أن نصنّفه سنقول إدوارد سعيد الأكاديمي الأمريكي ثم المفكّر أو الكاتب الفلسطيني الذي كان ضد الأصولية الدينية والثقافية والقومية”.

وأورد الأكاديمي المغربي أن قوة إدوارد سعيد تكمن في تجنّبه الحديث بطريقة سياسية مباشرة، لا سيما فيما يتعلّق بفلسطين، التي لا يدرجها في كتاباته كجغرافيا بل كفكرة وحكاية، وهو ما يشترك فيه مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

وخلص المختص في قضايا التراث والنقد الثقافي إلى أن إدوارد سعيد كان “يسخر” من “الماركسيين العرب”، ولم يشر بتاتا إلى الاهتمام العربي باستشراقه الذي أثر خارج العالم العربي أو الشرق الأوسط.

هسبريس المغربية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: إدوارد سعید بن الولید

إقرأ أيضاً:

مركز الإعلام الرقمي يرصد إقبالاً عراقياً على تطبيقات في التواصل الاجتماعي وتراجعاً لأخرى

مركز الإعلام الرقمي يرصد إقبالاً عراقياً على تطبيقات في التواصل الاجتماعي وتراجعاً لأخرى

مقالات مشابهة

  • مركز الإعلام الرقمي يرصد إقبالاً عراقياً على تطبيقات في التواصل الاجتماعي وتراجعاً لأخرى
  • ليون :”بن العمري اللاعب العربي الوحيد الذي حمل رقم 3 “
  • وصية الوليد بن محمد بن مصعب في القرن الثالث الهجري
  • رئيس جامعة الأقصر يبحث مع وفد صيني تعزيز التعاون الأكاديمي
  • رمز غامض على قميص زيلينسكي يثير التساؤلات.. ما قصته؟
  • 67 % زيادة السجلات التجارية
  • جامعة حلوان تستقبل وفدًا أنجوليًا لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي
  • الوليد مادبو وطيران الجنجويد
  • جامعة حلوان تستقبل وفدا أنجوليا لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي
  • تزامنا مع القلق الذي أثاره “قاتل المدن”.. ناسا ترصد 5 كويكبات اقتربت من الأرض هذا الأسبوع