سودانايل:
2024-06-29@23:29:41 GMT

اذا لم ننقذ انفسنا وبلدنا، فلن ينقذنا احد !

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* لا شك انه قد تأكد لنا كسودانيين بشكل قاطع لا لبس فيه، اننا كدولة وشعب ليس لنا اى قيمة عند الاخرين، حتى اقرب الاقربين منهم الذين تربطنا بهم اواصر الدين او اللغة او الثقافة او الجيرة، ولا يوجد فيهم من يغضبه او يحزنه او يهمه ان نقتل او نتشرد او نتمزق، او نزول نهائيا من الوجود وتذهب ريحنا الى الابد.



* لقد كان بامكان الكثيرين منهم وعلى رأسهم الجارتان (الشقيقتان) مصر والسعودية ايقاف الحرب وشلالات الدم والتخريب بعبارة واحدة لطرفى النزاع تتكون من ثلاث كلمات .. "اوقفوا الحرب الان" بدون حتى تلوينها بنبرة غاضبة او نظرة يستشف منها رائحة التهديد والوعيد!

* عبارة واحدة فقط بدون الحاجة الى طرح المبادرات وتوجيه الدعوة لطرفى الحرب للتفاوض والحوار، ولم يكن احدهما يجرؤ على الرفض او حتى المماطلة في الاستجابة (للامر)، لانه يعلم جيدا ما يمكن ان يحدث له اذا رفض او ماطل او تقاعس عن الاستجابة، والاسباب معروفة للجميع بدون الحاجة الى ذكرها واضاعة الوقت والمساحة في شرحها، فالكل يعرف، سودانيون او غير سودانيين، قيمة مصر والسعودية لدى الطرفين وامرهما الذي يستوجب السمع والطاعة بدون تردد ولو لبضع لحظات.
* تخيلوا لو رفع الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) او ولى العهد السعودي الامير (محمد بن سلمان) سماعة الهاتف واصدرا الاوامر لحميدتي والبرهان: (اوقفوا الحرب الآن)، هل كان في مقدرة احدهما او في امكانه عدم الاذعان؟! بالتأكيد لا ومليون لا وترليون لا، فمن هما القزمان (البرهان وحميدتي) ومن يدعمهما بجانب العملاقين السيسي وابن سلمان؟!

* لقد استطاغ ابن سلمان ان يأتي بالرئيس الامريكي نفسه (بايدن) الى السعودية خانعا ذليلا بعد كل احاديثه السلبية وهجومه الحاد على (ابن سلمان) خلال حملته الانتخابية للمنافسة على منصب الرئيس الامريكي في الانتخابات الاخيرة، والتصريح بانه لن يصافحه ابدا والتهديد بفرض عقوبات صارمة على السعودية بعد حادثة مقتل الصحفي (خاشوقجي) في السفارة السعودية بتركيا، ثم لحس كلامه بعد ان فاز وصار رئيسا واكتشف ان السعودية التي ظل يهددها طيلة حملته الانتخابية تستطيع ان تقطع عنه الماء والنور والحياة اذا لم يرعو ويخضع لها ويخنع لاوامرها وياتيها صاغرا ذليلا وينسى كل ما مقاله عن عدم مصافحته لولي العهد والعقوبات التي سيفرضها على السعودية.

* كما استطاع السيسي رغم انف امريكا وكل الغرب ان يفرض نفسه رئيسا شرعيا لمصر بعد انقلابه على الرئيس المنتخب (محمد مرسي) ويرغمهم على الاعتراف به والتعامل معه رغم كل ما ملاوا به الدنيا صريخا وعويلا عن الديمقراطية التي اغتيلت في مصر بعد عزل (مرسي) من منصبه، كما استطاع بكل قوة واقتدار ان يقف في وجه تركيا ويجعل من المشير الليبي (حفتر) واليا على نصف ليبيا بعد سقوط الرئيس السابق معمر القذافي وحتى الان، ثم انه فرض شخصيته وقراره على الفريق البرهان ومجلسه العسكري في السودان بعد سقوط المخلوع البشير، ووضع الحركة الاسلاموية السودانية في جيبه وجعلها خادما مطيعا له تاتمر بامره وتفعل كل ما يأمرها به، رغم انه لا يطيق الاسلاميين ويحاربهم في مصر وينكل بهم ويضعهم بالالاف في السجون لا حول لهم ولا قوة منذ سقوط مرسي وحتى هذه اللحظة.

* عبارة واحدة كانت ستوقف الحرب فور اندلاعها في السودان اذا صدرت من الرئيس السيسي والامير السعودي ابن سلمان، لطرفى القتال.

* ولكنها للاسف لم تصدر ولم ينبث المسؤولان الكبيران ببنت شفة عن الحرب والاقتتال وسفك الدماء في السودان، وكأن ما يحدث فيه ولشعبه (الشقيق) الطيب البرئ لا يزعجهما ولا يهمهما ولا يهز فيهما شعرة عطف وشفقة على الابرياء الذين يقتلون ويشرودن ويهانون وتمرغ كرامتهم في التراب في الملاجئ والمنافي ومناطق النزوح.

* صحيح ان بلديهما (الشقيقين) اطلقا بعض المبادرات لمحاولة (ايجاد نوع من المعالجة) لما يحدث في السودان، ولكنها بدت وكأنهما يسعيان من ورائها لمجرد تبرئة ذمتهما من الاتهامات الصامتة وغير الصامتة التي تصدر لهما من البعض في استحياء بعدم ايلاء السودان (الشقيق) وشعبه (الطيب) اى نوع من الاهتمام، وتركهما يعانيان من الحرب وفظائعها وويلاتها! وهنا لا بد لنا ان نتقدم بالشكر للدولتين على فتح ابوابهما للمواطنين السودانيين رغم قسوة المعاملة والاجراءات التعسفية والشروط الصعبة المفروضة عليهم للدخول والاقامة فيهما، وهو ما لم يتوقعه احد خاصة من الجارة الشمالية التي ربطتها بالسودان اتفاقية (الحريات الاربعة) وكانت تسمح لمواطني البلدين بالدخول والاقامة والتملك والعمل في البلد الاخر، ولكن ألغتها مصر بجرة قلم بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في ١٥ ابريل، ٢٠٢٣ تاركة المواطنين السودانيين الذين نجحوا في الاستجارة بها او الذين يحاولون الوصول اليها يعانون من ظروف صعبة ومهينة (في احيان كثيرة) ومعاملة قاسيةلم يتوقع اى سوداني ان تحدث له من مصر، ولا حاجة بي لذكرها لان الجميع يعرفها.

* لم تبد الدولتان الشقيقتان اى نوع من الجدية لايقاف الحرب في السودان، وهما اللتان عول عليهما الشعب السوداني البرئ لانقاذه من وحوش الحرب وسفاكي الدماء وناهبي حياته وامواله ومستقبل اجياله وتشريده والحط من ادميته وكرامته، اما بقية الدول الاخرى فلقد كان يعلم تمام العلم انه لا قيمة له ولبلده في نظرها، وان ما تعلن عنه من محاولات ومبادرات ليست سوى ذر للرماد في العيون، ولا تتجاوز باى حال من الاحوال التظاهر بالشفقة والعطفة والدفاع المزيف عن حقوق الانسان، ليس اكثر من ذلك.

* حتى اجهزة الاعلام العربية (وغيرها) لم تكن قبل اندلاع حرب غزة تهتم بالحرب في السودان الا لملئ الفراغ الكبير الذي تعاني منه والسأم الذي اصيب به المشاهد من الحرب الروسية الاوكرانية التي لا تهمه كثيرا، وكان بعضها يستضيف عامدا متعمدا بعض الجهلاء من السودانيين الذين تطلق عليهم او يطلقون على انفسهم صفة (الخبراء الاستراتيجيين)، لتسخر من اجاباتهم الساذجة والمضحكة وربما السخرية من المواطن السوداني بشكل عام، وعندما اندلعت حرب غزة صارت معاناة الشعب السوداني والدم السوداني الذي يسفك، نسيا منسيا لا قيمة له عند احد.

* بل اثبتت الحرب ان السودان والمواطن السوداني لا قيمة له حتى عند بعض المواطنين السودانيين سواء المقيمين داخل او خارج السودان، ليس فقط بعدم الاهتمام واللامبالاة، بل باستغلال ظروف الحرب الصعبة والمتاجرة في المعاناة، وهو الامر الاكثر اثارة للغيظ والحزن والغبن والألم، من عدم اهتمام او مؤامرات الاخرين.

* وبالطبع فلقد تأكد انه لا قيمة للسودان واهله، لدى الطرفين المتنازعين على السلطة والمال، والداعمين لهما والمحرضين على الحرب الذين لا يهم احدا منهما او داعميهما ان يحترق السودان ويذهب شعبه الى الجحيم، ويتحول ابناؤه وبناته واجياله القادمة الى عبيد ورقيق لدى الاخرين.

* ولكن ... للسودان والمواطن السوداني قيمة وقيمة كبيرة جدا، السودانيون المخلصون وحدهم (من جميع الجهات والاتجاهات والمناطق والاعراق) هم الذين يعرفونها والذين يؤمنون بها، وهؤلاء عليهم ان يثبتوا قيمتهم وقيمة بلدهم لانفسهم قبل الاخرين، بالعمل لانقاذ انفسهم وبلدهم من المحرقة التي تدور فيها.

* وحدنا الذين نستطيع ان ننقذ بلدنا وانفسنا، بالوحدة والتماسك ورفض الحرب والتظاهر والضغط لايقاف الحرب، ولو استدعى الامر التضحية بالنفس وثقوا اننا اذا لم ننقذ بلدنا وانفسنا فلن ينقذنا احد!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان لا قیمة

إقرأ أيضاً:

الامارات تصف اتهامات السودان في مجلس الأمن بالزائفة

قالت إنها تود الرد بصورة وافية على هذه الادعاءات الزائفة، كما تؤكد دعم الإمارات لجهود خفض التوترات، وتنفيذ وقف إطلاق النار، ودفع المفاوضات قُدُماً، مما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني

التغيير:الخرطوم

قالت البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة إن رسالة ممثل السودان في العاشر من يونيو الجاري مليئة بالمغالطات والادعاءات المفبركة بشكل صريح ضد دولة الإمارات.

والثلاثاء الماضي، وجه مندوب السودان الحارث إدريس، خلال جلسة مجلس الأمن، اتهامات لدولة الإمارات بدعم “قوات الدعم السريع”، فيما رد مندوب الإمارات محمد أبو شهاب بوصفه للاتهامات بأنها “سخيفة”، ونوه إلى أن الجيش السوداني طرف أصيل في الحرب.

وأصدرت البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة بياناً في وقت متأخر مساء أمس الخميس ردا على ما أسمته “الادعاءات الزائفة” التي وردت في رسالة الممثل للسودان لدى مجلس الأمن في العاشر من يونيو الجاري.

وقالت إنها تود الرد بصورة وافية على هذه الادعاءات الزائفة، كما تؤكد دعم الإمارات لجهود خفض التوترات، وتنفيذ وقف إطلاق النار، ودفع المفاوضات قُدُماً، مما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني.

ولفت البيان إلى دولة الإمارات تشعر بقلق بالغ إزاء الآثار المدمرة للنزاع في السودان، وبشكل خاص إزاء التقارير حول العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وقتل وتشويه الأطفال وتجنيد الأطفال والقصف الجوي العشوائي، وارتفاع خطر حدوث مجاعة، واستمرار معاناة وتهجير آلاف المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

وذكر البيان أن الإمارات تكرر دعواتها للأطراف المتحاربة بضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

تذكير بالتزامات السودان الدولية

وقالت الإمارات عبر بعثتها، إنها تُذّكر الأطراف المتحاربة بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والالتزامات التي تم التعهد بها في جدة بشأن حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم. كما قالت إنها تحث على الامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأفاد البيان أن الجالية السودانية الكبيرة الموجودة في دولة الإمارات، والتي تشكل جزءاً هاماً من المجتمع الإماراتي، وتعكس عمق العلاقات المتجذرة بين البلدين، تشعر بوطأة هذا النزاع.

ولفت إلى أن الشعب السوداني يستحق العدل والسلام، ويحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري، وتدفق المساعدات الإنسانية بدون عوائق، وعملية سياسية ذات مصداقية.

وأفاد البيان بأن الإمارات يساورها قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي والمتدهور في السودان، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي وصل إلى مستوى الأزمة، ونهب مخازن المساعدات الإنسانية.

وقال البيان: من غير المعقول أن تواصل الأطراف المتحاربة عرقلة ورفض المساعدات الإنسانية الأساسية في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، بينما يواجه ملايين السودانيين خطر حدوث مجاعة وشيكة.

وأكد أن منع وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وخطوط النزاع أمر لا يمكن القبول به.

ولفت إلى دولة الإمارات تضم صوتها إلى مجلس الأمن في حث أطراف النزاع على السماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية العاجلة إلى المدنيين المحتاجين بشكل فوري وآمن ومستدام ودون أي عوائق وفقاً للقرار 2736 المعتمد بتاريخ 13 يونيو 2024.

وبحسب البيان، قالت الإمارات إنها للمساعدة على تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني، وتابع: بعد أن رفضت القوات المسلحة السودانية عرضنا المقدم في 25 مايو 2023 بإنشاء مستشفى ميداني في السودان لتقديم المساعدات والدعم الطبي، أنشأت دولة الإمارات مستشفيين ميدانيين بالقرب من الحدود التشادية السودانية.

وبحسب البيان، لا تزال هذه المستشفيات الميدانية تشكل شريان حياة بالغ الأهمية لمن يحتاجون الرعاية الطبية.

علاوة على ذلك، وفقا للبيان، قامت دولة الإمارات في الأسبوع الماضي بتوقيع اتفاقيات جديدة مع الأمم المتحدة لزيادة المساعدات المقدمة إلى السودان.

وقالت الإمارات إنها خصصت مبلغ 70 مليون دولار إضافية كمساعدات للسودان من خلال الشركاء الرئيسيين ووكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مبلغ الـ 130 مليون دولار الذي قدمته دولة الإمارات إلى السودان في صورة مساعدات إنسانية منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

وأكدت البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة إن خطر تداعيات الأزمة الإنسانية يعرض الأمن الإقليمي للخطر.

ولفتت إلى أن السودان يخاطر مجددا بالتحول إلى أرضٍ خصبةٍ لنمو الأيديولوجيات المتطرفة والمنظمات الإرهابية وهو الأمر الذي اعتبرته الإمارات مهددا أساسيا للمنطقة. وسبب جذري للإرهاب.

وذكر البيان أن استمرار العنف في السودان يؤكد أن لا أحد من الأطراف المتحاربة يمثل الشعب السوداني.

وأضاف: “لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع، ويجب لهذه الحرب أن تنتهي. ولذلك، فإننا نحث الأطراف المتحاربة على وقف القتال فورًا، وإلقاء أسلحتهم، والانضمام إلى عملية محادثات جدة، والتفاوض من أجل تمهيد الطريق نحو حكومة تمثل الشعب السوداني بقيادة مدنية.

ودعت البعثة المجتمع الدولي زيادة الدعم المقدم منه إلى السودان. ورأت أن الاستجابة لهذه الأزمة أمر في غاية الأهمية، ولا يمكن استمرار عرقلتها من جانب الفصائل المتحاربة التي لا تمثل مصالح الشعب السوداني. وفقا للبيان.

وبحسب البيان، تواصل دولة الإمارات تركيزها على العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتخفيف من خطر المجاعة وتشجيع الأطراف المتحاربة على المشاركة على نحو إيجابي في عملية سياسية

وأشاد البيان الصدد بالدعوة التي أطلقها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي مؤخراً بشأن عقد قمة استثنائية تتناول الحرب المستعرة في السودان، ونشيد في هذا السياق بدور كل من أوغندا والمسؤولين الرئيسين في الاتحاد الأفريقي، والقادة الإقليميين لجهودهم لإنهاء هذه الأزمة.

دعوة للاجتماع

وقالت الإمارات إنها صوتها إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في دعوته إلى زعماء الفصائل المتحاربة بالاجتماع تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد) دون مزيد من التأخير، والمشاركة في الحوار السوداني السياسي الشامل المرتقب في أديس أبابا في الفترة من 10 إلى 15 يوليو 2024.

وأكدت الإمارات أنها تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار نشر المعلومات المضللة والروايات الكاذبة، والتي ليست سوى محاولة لصرف الانتباه عن الوضع على الأرض.

وقالت إنها تأسف على قيام ممثل السودان، والذي يمثل أحد الأطراف المتحاربة وهي القوات المسلحة السودانية، من جديد بإساءة استخدام اجتماع لمجلس الأمن في محاولة إلقاء اللوم على الآخرين فيما يتعلق بالوضع في السودان.

وبحسب بيان البعثة، فإن الإمارات ترى أن ممثل السودان قدم سرداً مشوهاً لتصرفات القوات المسلحة السودانية و”الميليشيات المتحالفة معها” بهدف تبرير ومحاولة إضفاء بُعد منطقي على تصرفاتهم والدفاع عنها، بما في ذلك قيامهم بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، وانتهاكات أخرى للقانون الإنساني الدولي، ورفضهم المستمر للمشاركة في محادثات السلام.

إساءة استخدام منصة مجلس الأمن

ورأى بيان البعثة أن ممثل السودان واصل إساءة استخدام منصة مجلس الأمن في تحقيق غايات سياسية وأيديولوجية تتعارض تماماً مع هدف المجتمع الدولي المتمثل في حل الأزمات المتعددة في السودان.

ورأت البعثة في بيانها إن الادعاءات التي أشار إليها ممثلو السودان ليست أكثر من مجرد افتراءات.

وأشار البيان إلى أن الدعم والمساعدة المقدمين من دولة الإمارات يتسقان مع التزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ولم تقدم دولة الإمارات أي أسلحة أو عتاد ذو صلة من أي نوع إلى أي من الأطراف المتحاربة منذ بداية النزاع.

وذكر أن ممثل السودان حاول تضليل المجتمع الدولي من خلال استبعاد معلومات مهمة وسياق الأحداث الأخيرة في السودان.

وبحسب البيان، سبق لدولة الإمارات أن ردت على “الادعاءات التشهيرية” التي قدمها ممثلو السودان، عبر رسائل أرسلتها دولة الإمارات إلى مجلس الأمن بتاريخ 20 مارس 2024، و21 أبريل 2024، و25 أبريل 2024.

وفي 28 مارس الماضي، قدم السودان شكوى ضد دولة الإمارات لمجلس الأمن  متهماً إياها بدعم قوات الدعم السريع.

ويتهم الجيش السوداني دولة الإمارات العربية المتحدة بالتورط  في حرب السودان عبر دعمها المتواصل لقوات الدعم السريع.

وسبق وكشفت مصادر لصحيفة «الغارديان» أن مسؤولين في الحكومة البريطانية حاولوا قمع الانتقادات الموجهة للإمارات العربية المتحدة ودورها المزعوم في تزويد الأسلحة قوات الدعم السريع بالأسلحة.

وبحسب «الغارديان» فإن مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية ضغطوا على دبلوماسيين أفارقة لتجنب انتقاد الإمارات بشأن دعمها العسكري لقوات الدعم السريع.

وفي 27 أبريل الماضي، تقدم السودان بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث ما أسماه “عدوان الإمارات على الشعب السوداني” ومساندتها لقوات الدعم السريع في الحرب التي تخوضها مع الجيش.

وفي 14 يونيو الجاري، سلط مقال رأي في مجلة ” فورين بوليسي” الضوء على الانتهاكات والفظائع التي تطال المدنيين جراء الحرب في السودان، بما في ذلك القتل على أساس عرقي والتهجير وطرد السكان.

وكشف المقال الذي كتبه معتصم علي ويونا دايموند، المستشاران القانونيان في مركز راؤول والنبرغ لحقوق الإنسان، عن تحركات قانونية لإدانة قوات الدعم السريع، منتقدا تحركات المجتمع الدولي، قائلا إنها “أقل مما حدث في الحرب السابقة بدارفور”

وقال الكاتبان: “توصل التحقيق إلى أن قوات الدعم السريع تتلقى دعما عسكريا وماليا ودبلوماسيا مباشرا من الإمارات، الأمر الذي يدعمه أيضا فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان، الذي وجد أدلة موثوقة على قيام الإمارات بتوفير أسلحة ثقيلة لقوات الدعم السريع”.

مقالات مشابهة

  • تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني
  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • من طرف المسيد: حديث عن النخيل(5)
  • الامارات تصف اتهامات السودان في مجلس الأمن بالزائفة
  • السودان.. مرصد دولي للجوع يحذر من خطر المجاعة في 14 منطقة
  • الحرب.. أزمة التعليم ترسم ملامح تقسيم السودان
  • بالآلاف.. كيف يعيش السودانيون في مصر الآن؟
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه