سودانايل:
2025-03-10@11:04:14 GMT

اذا لم ننقذ انفسنا وبلدنا، فلن ينقذنا احد !

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* لا شك انه قد تأكد لنا كسودانيين بشكل قاطع لا لبس فيه، اننا كدولة وشعب ليس لنا اى قيمة عند الاخرين، حتى اقرب الاقربين منهم الذين تربطنا بهم اواصر الدين او اللغة او الثقافة او الجيرة، ولا يوجد فيهم من يغضبه او يحزنه او يهمه ان نقتل او نتشرد او نتمزق، او نزول نهائيا من الوجود وتذهب ريحنا الى الابد.



* لقد كان بامكان الكثيرين منهم وعلى رأسهم الجارتان (الشقيقتان) مصر والسعودية ايقاف الحرب وشلالات الدم والتخريب بعبارة واحدة لطرفى النزاع تتكون من ثلاث كلمات .. "اوقفوا الحرب الان" بدون حتى تلوينها بنبرة غاضبة او نظرة يستشف منها رائحة التهديد والوعيد!

* عبارة واحدة فقط بدون الحاجة الى طرح المبادرات وتوجيه الدعوة لطرفى الحرب للتفاوض والحوار، ولم يكن احدهما يجرؤ على الرفض او حتى المماطلة في الاستجابة (للامر)، لانه يعلم جيدا ما يمكن ان يحدث له اذا رفض او ماطل او تقاعس عن الاستجابة، والاسباب معروفة للجميع بدون الحاجة الى ذكرها واضاعة الوقت والمساحة في شرحها، فالكل يعرف، سودانيون او غير سودانيين، قيمة مصر والسعودية لدى الطرفين وامرهما الذي يستوجب السمع والطاعة بدون تردد ولو لبضع لحظات.
* تخيلوا لو رفع الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) او ولى العهد السعودي الامير (محمد بن سلمان) سماعة الهاتف واصدرا الاوامر لحميدتي والبرهان: (اوقفوا الحرب الآن)، هل كان في مقدرة احدهما او في امكانه عدم الاذعان؟! بالتأكيد لا ومليون لا وترليون لا، فمن هما القزمان (البرهان وحميدتي) ومن يدعمهما بجانب العملاقين السيسي وابن سلمان؟!

* لقد استطاغ ابن سلمان ان يأتي بالرئيس الامريكي نفسه (بايدن) الى السعودية خانعا ذليلا بعد كل احاديثه السلبية وهجومه الحاد على (ابن سلمان) خلال حملته الانتخابية للمنافسة على منصب الرئيس الامريكي في الانتخابات الاخيرة، والتصريح بانه لن يصافحه ابدا والتهديد بفرض عقوبات صارمة على السعودية بعد حادثة مقتل الصحفي (خاشوقجي) في السفارة السعودية بتركيا، ثم لحس كلامه بعد ان فاز وصار رئيسا واكتشف ان السعودية التي ظل يهددها طيلة حملته الانتخابية تستطيع ان تقطع عنه الماء والنور والحياة اذا لم يرعو ويخضع لها ويخنع لاوامرها وياتيها صاغرا ذليلا وينسى كل ما مقاله عن عدم مصافحته لولي العهد والعقوبات التي سيفرضها على السعودية.

* كما استطاع السيسي رغم انف امريكا وكل الغرب ان يفرض نفسه رئيسا شرعيا لمصر بعد انقلابه على الرئيس المنتخب (محمد مرسي) ويرغمهم على الاعتراف به والتعامل معه رغم كل ما ملاوا به الدنيا صريخا وعويلا عن الديمقراطية التي اغتيلت في مصر بعد عزل (مرسي) من منصبه، كما استطاع بكل قوة واقتدار ان يقف في وجه تركيا ويجعل من المشير الليبي (حفتر) واليا على نصف ليبيا بعد سقوط الرئيس السابق معمر القذافي وحتى الان، ثم انه فرض شخصيته وقراره على الفريق البرهان ومجلسه العسكري في السودان بعد سقوط المخلوع البشير، ووضع الحركة الاسلاموية السودانية في جيبه وجعلها خادما مطيعا له تاتمر بامره وتفعل كل ما يأمرها به، رغم انه لا يطيق الاسلاميين ويحاربهم في مصر وينكل بهم ويضعهم بالالاف في السجون لا حول لهم ولا قوة منذ سقوط مرسي وحتى هذه اللحظة.

* عبارة واحدة كانت ستوقف الحرب فور اندلاعها في السودان اذا صدرت من الرئيس السيسي والامير السعودي ابن سلمان، لطرفى القتال.

* ولكنها للاسف لم تصدر ولم ينبث المسؤولان الكبيران ببنت شفة عن الحرب والاقتتال وسفك الدماء في السودان، وكأن ما يحدث فيه ولشعبه (الشقيق) الطيب البرئ لا يزعجهما ولا يهمهما ولا يهز فيهما شعرة عطف وشفقة على الابرياء الذين يقتلون ويشرودن ويهانون وتمرغ كرامتهم في التراب في الملاجئ والمنافي ومناطق النزوح.

* صحيح ان بلديهما (الشقيقين) اطلقا بعض المبادرات لمحاولة (ايجاد نوع من المعالجة) لما يحدث في السودان، ولكنها بدت وكأنهما يسعيان من ورائها لمجرد تبرئة ذمتهما من الاتهامات الصامتة وغير الصامتة التي تصدر لهما من البعض في استحياء بعدم ايلاء السودان (الشقيق) وشعبه (الطيب) اى نوع من الاهتمام، وتركهما يعانيان من الحرب وفظائعها وويلاتها! وهنا لا بد لنا ان نتقدم بالشكر للدولتين على فتح ابوابهما للمواطنين السودانيين رغم قسوة المعاملة والاجراءات التعسفية والشروط الصعبة المفروضة عليهم للدخول والاقامة فيهما، وهو ما لم يتوقعه احد خاصة من الجارة الشمالية التي ربطتها بالسودان اتفاقية (الحريات الاربعة) وكانت تسمح لمواطني البلدين بالدخول والاقامة والتملك والعمل في البلد الاخر، ولكن ألغتها مصر بجرة قلم بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في ١٥ ابريل، ٢٠٢٣ تاركة المواطنين السودانيين الذين نجحوا في الاستجارة بها او الذين يحاولون الوصول اليها يعانون من ظروف صعبة ومهينة (في احيان كثيرة) ومعاملة قاسيةلم يتوقع اى سوداني ان تحدث له من مصر، ولا حاجة بي لذكرها لان الجميع يعرفها.

* لم تبد الدولتان الشقيقتان اى نوع من الجدية لايقاف الحرب في السودان، وهما اللتان عول عليهما الشعب السوداني البرئ لانقاذه من وحوش الحرب وسفاكي الدماء وناهبي حياته وامواله ومستقبل اجياله وتشريده والحط من ادميته وكرامته، اما بقية الدول الاخرى فلقد كان يعلم تمام العلم انه لا قيمة له ولبلده في نظرها، وان ما تعلن عنه من محاولات ومبادرات ليست سوى ذر للرماد في العيون، ولا تتجاوز باى حال من الاحوال التظاهر بالشفقة والعطفة والدفاع المزيف عن حقوق الانسان، ليس اكثر من ذلك.

* حتى اجهزة الاعلام العربية (وغيرها) لم تكن قبل اندلاع حرب غزة تهتم بالحرب في السودان الا لملئ الفراغ الكبير الذي تعاني منه والسأم الذي اصيب به المشاهد من الحرب الروسية الاوكرانية التي لا تهمه كثيرا، وكان بعضها يستضيف عامدا متعمدا بعض الجهلاء من السودانيين الذين تطلق عليهم او يطلقون على انفسهم صفة (الخبراء الاستراتيجيين)، لتسخر من اجاباتهم الساذجة والمضحكة وربما السخرية من المواطن السوداني بشكل عام، وعندما اندلعت حرب غزة صارت معاناة الشعب السوداني والدم السوداني الذي يسفك، نسيا منسيا لا قيمة له عند احد.

* بل اثبتت الحرب ان السودان والمواطن السوداني لا قيمة له حتى عند بعض المواطنين السودانيين سواء المقيمين داخل او خارج السودان، ليس فقط بعدم الاهتمام واللامبالاة، بل باستغلال ظروف الحرب الصعبة والمتاجرة في المعاناة، وهو الامر الاكثر اثارة للغيظ والحزن والغبن والألم، من عدم اهتمام او مؤامرات الاخرين.

* وبالطبع فلقد تأكد انه لا قيمة للسودان واهله، لدى الطرفين المتنازعين على السلطة والمال، والداعمين لهما والمحرضين على الحرب الذين لا يهم احدا منهما او داعميهما ان يحترق السودان ويذهب شعبه الى الجحيم، ويتحول ابناؤه وبناته واجياله القادمة الى عبيد ورقيق لدى الاخرين.

* ولكن ... للسودان والمواطن السوداني قيمة وقيمة كبيرة جدا، السودانيون المخلصون وحدهم (من جميع الجهات والاتجاهات والمناطق والاعراق) هم الذين يعرفونها والذين يؤمنون بها، وهؤلاء عليهم ان يثبتوا قيمتهم وقيمة بلدهم لانفسهم قبل الاخرين، بالعمل لانقاذ انفسهم وبلدهم من المحرقة التي تدور فيها.

* وحدنا الذين نستطيع ان ننقذ بلدنا وانفسنا، بالوحدة والتماسك ورفض الحرب والتظاهر والضغط لايقاف الحرب، ولو استدعى الامر التضحية بالنفس وثقوا اننا اذا لم ننقذ بلدنا وانفسنا فلن ينقذنا احد!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان لا قیمة

إقرأ أيضاً:

لغز الـ 2.3 مليار دولار المفقودة: كيف يمول الذهب حرب السودان

تقرير: sudan peace tracker

التغيير: ترجمة غير رسمية

بعد عامين من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أصبحت ثروة البلاد بمثابة بؤرة صراع عنيف بين الفصائل المتحاربة والجهات الفاعلة الخارجية، مما يعكس السباق الدولي على مواردها الثمينة، مع ظهور الذهب كمصدر أساسي لتمويل الحرب.

وفي ظل الديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة، أصبح السودان هدفًا استراتيجيًا للدول والشركات المتعددة الجنسيات التي تسعى إلى الاستيلاء على ثرواته، مما أدى إلى تأجيج الحرب المدمرة التي أسفرت عن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث

خريطة الذهب

السودان هو أحد أكبر الدول المنتجة للذهب في أفريقيا، حيث توجد رواسب الذهب في 14 ولاية من أصل 18 ولاية. يتركز تعدين الذهب في ولايات نهر النيل والشمال، الممتدة من وادي حلفا إلى عطبرة، وكذلك في الولايات الشرقية الثلاث، وأبرزها ولاية البحر الأحمر، حيث توجد رواسب الذهب على طول ساحل البحر الأحمر وعبر تلال البحر الأحمر. كما يتم تعدين الذهب في ولاية النيل الأزرق. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر مناجم الذهب على نطاق واسع في كردفان وولايات دارفور الثماني، وهي مناطق صراع وتظل خارج سيطرة الحكومة المتحالفة مع الجيش في بورتسودان. لا يزال مدى التعدين في هذه المناطق غير معروف، ومن غير الواضح ما إذا كان الإنتاج مستمرًا كما كان من قبل وسط الصراع الدائر.

وفقًا لبيانات الحكومة، تقدر احتياطيات الذهب المكتشفة في السودان بنحو 1550 طنًا. ومع ذلك، يشكك العديد من الجيولوجيين في هذا الرقم، بحجة أنه يفتقر إلى الدقة العلمية بسبب غياب منهجية منظمة وحديثة في قطاع التعدين. إن الفوضى والفساد المنتشران يجعلان من الصعب تحديد احتياطيات الذهب المكتشفة ومستويات الإنتاج الفعلية حتى الآن بشكل دقيق.

التعدين التقليدي

وفقًا لشركة الموارد المعدنية السودانية، وهي الهيئة التنظيمية الحكومية لإنتاج المعادن، فإن 80% من إنتاج الذهب في البلاد يتم استخراجه من قبل عمال المناجم التقليديين، في حين تمثل الشركات النسبة المتبقية البالغة 20%.

يعمل عمال المناجم التقليديون في ظروف بيئية شديدة الخطورة، باستخدام مواد كيميائية سامة مثل الزئبق والسيانيد. وهم يعتمدون على العمالة المأجورة لاستخراج الصخور الحاملة للذهب، والتي يتم طحنها بعد ذلك في المطاحن للحصول على المعدن الثمين. يتم الحصول على هذه الصخور من حفر يتم تحديدها باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن التي تكشف عن رواسب الذهب في المنطقة.

وسط الشكوك المحيطة بدقة البيانات الصادرة عن الهيئة التنظيمية الحكومية، تشير تقديرات مختلفة إلى أن حوالي مليوني سوداني يشاركون في التعدين الحرفي (التقليدي). وقد يكون إنتاج الذهب الفعلي أعلى من ذلك، خاصة في غياب الشركات الدولية المتخصصة. ويرجع هذا في المقام الأول إلى سيطرة الجيش على القطاع وجهوده لاحتكار الذهب، إلى جانب الفساد المستشري. وقد أدت هذه العوامل إلى جعل الإطار القانوني غير جذاب للشركات الدولية التي تتطلع إلى دخول هذه السوق الواسعة، الأمر الذي تفاقم بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني ​​والاقتصادي.

ومع ذلك، لا تزال بعض الشركات غير السودانية تعمل في هذا القطاع، وغالباً ما ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بشخصيات عسكرية مؤثرة. وتظل شركات التعدين من ثلاث دول نشطة: التحالف للتعدين وكوش للاستكشاف والإنتاج، وهما شركتان روسيتان؛ ومجموعة مناجم للتعدين المغربية؛ وشركة أورشاب لتعدين الذهب الأردنية. وتعمل كل هذه الشركات في مناطق خاضعة للسيطرة العسكرية، وخاصة بين ولايتي شمال السودان والبحر الأحمر.

سر عائدات الذهب

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط من هذا العام، كشفت شركة الموارد المعدنية السودانية أن إنتاج السودان من الذهب ارتفع إلى 65 طناً في عام 2024، مقارنة بـ 34.5 طناً في عام 2022، العام الذي سبق الحرب، بزيادة هائلة بلغت 88.4%. وذكرت الشركة أن الإيرادات بلغت 1.6 مليار دولار، مقارنة بـ 2.02 مليار دولار في عام 2022، مسجلة انخفاضاً بنسبة 26.3%.

جاء الإعلان بمثابة صدمة لمن راجع بيانات الشركة وإيراداتها.

وقالت مصادر تعمل في قطاع التعدين ببورتسودان، طلبت عدم ذكر اسمها، إن ما كشفته الشركة يكشف عن حجم الفساد والتدهور الذي طال كل مناحي الحياة منذ الحرب.

أبدى خبراء ومراقبون استغرابهم من أن 65 طناً من الذهب في 2024 حققت إيرادات بقيمة 1.6 مليار دولار، بينما حققت 34.5 طناً في 2022 إيرادات بقيمة 2.02 مليار دولار، خاصة وأن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 30% مقارنة بعام 2022.

وأوضح مالك إحدى شركات التعدين أنه بناءً على متوسط ​​أسعار الذهب في 2024، فإن قيمة 65 طناً من الذهب يجب أن تبلغ نحو 3.9 مليار دولار.

وبين الـ1.6 مليار دولار التي أعلنتها شركة الثروة المعدنية والـ3.9 مليار دولار التي تمثل القيمة الحقيقية لكمية الذهب المعلنة حسب أسعار السوق العالمية، يبقى السؤال: أين ذهبت كل هذه الأموال؟

2.3 مليار دولار مفقودة

ولم تقدم الشركة تفسيراً لهذا اللغز أو توضح التناقض الصارخ في بياناتها، بل اكتفت بتكرار تصريحات تهنئ نفسها على سياساتها التي أدت على ما يبدو إلى زيادة الإنتاج. وقال مدير عام الشركة محمد طاهر عمر في تصريحات صحفية إن زيادة الإنتاج جاءت نتيجة لقرار الحكومة بخفض الرسوم المفروضة على التعدين التقليدي من 28% إلى 20% وعلى الشركات إلى 18%.

وثيقة

أفادت مصادر حكومية موثوقة من بورتسودان أن الفارق بين الإيرادات التي أعلنتها شركة التعدين والإيرادات الفعلية للذهب ذهب إلى الجيش. ويشمل ذلك الرسوم التي يدفعها عمال المناجم والشركات التقليدية كإتاوات للحكومة التي تمتلك الأرض وتستحق 28٪ من الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، يشارك الجيش في تجارة الذهب من خلال التعدين المباشر، وامتلاك عدد من المناجم، فضلاً عن شراء الذهب من عمال المناجم. وهذا يفسر المبلغ المفقود بين الإيرادات المعلنة والقيمة الحقيقية للذهب.

كشف مصدر عسكري مقرب أن الجيش وقع عقودًا لشراء أسلحة وطائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة، بما في ذلك طائرات J-10C من الصين وطائرات Su-57 من روسيا. وأوضح المصدر أن قيمة هذه الصفقات تساوي تقريبًا المبلغ المفقود وأنه تم الاتفاق على الدفع بالذهب.

‏ ويتوافق تصريح المصدر العسكري مع تعليق منسوب إلى مدير عام شركة الموارد المعدنية السودانية، نُشر على موقع الجزيرة، حيث قال: “لقد ساهمت الشركة في دعم المجهود الحربي، كما عززت دورها في التنمية الاقتصادية”.

الفساد والتهريب

تحدثنا إلى عمال مناجم وتجار ذهب ومراقبين، واتفق الجميع على أن أرقام الإنتاج التي أعلنتها شركة التعدين تمثل أقل من 25 إلى 30% من إجمالي الإنتاج. ويتم تهريب جزء كبير من الإنتاج إلى خارج البلاد.

لكن عادل إبراهيم، الجيولوجي المحترم والموثوق الذي عمل في عدة شركات دولية خارج السودان قبل أن يعود بعد الثورة ويعين وزيراً للطاقة في الحكومة المدنية الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، شاركنا وجهة نظره. وهو أيضاً خبير في قطاع التعدين، أخبرنا أنه يعتقد أن الذهب المهرب يشكل 60٪ من إجمالي الإنتاج.

أفاد مالك إحدى شركات الذهب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن القيمة الفعلية لإنتاج الذهب تقدر بما بين 4.5 و5 مليارات دولار سنويًا، مع تحويل 3 إلى 3.5 مليار دولار إلى التهريب والفساد وجيوب الجيش.

خلال جولة أخيرة في ولاية الشمال لدعم المجهود الحربي:

https://sudanpeacetracker.com/wp-content/uploads/2025/03/Gold-report-SPT-2.mp4

كشف وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم أنه زار دولة مجاورة (في إشارة إلى مصر) وعلم أنها حصلت على 48 طنًا من الذهب السوداني عن طريق التهريب.

وهذا يثير سؤالا حاسما: إذا كان التهريب إلى مصر وحدها يشكل 48 طنا من الذهب سنويا، فكم من الذهب يتم تهريبه إلى دول أخرى عبر مطار بورتسودان والمطارات العسكرية الأخرى؟ وكم من الذهب تستخرجه الشركات الروسية من السودان، خاصة وأن السودان لم يعد لديه مصفاة للذهب للقياس بعد تدمير مصفاة الخرطوم بسبب الحرب؟ ويظل الذهب أحد أهم مصادر تمويل الحرب في السودان، حيث يتم بيعه لشراء الأسلحة وتمويل العمليات العسكرية، مما يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتعميق معاناة المدنيين. وطالما يتم استخدام هذا المورد القيم لتأجيج العنف بدلاً من تعزيز الاستقرار والتنمية، فإن احتمالات إنهاء الحرب ستظل بعيدة، وستظل البلاد أسيرة دائرة الفساد والدمار.

الوسومالتعدين التقليدي التهريب الحرب الذهب السودان الشركة السودانية للموارد المعدنية الفساد

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية
  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • نازحات في يومهِنّ!!
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • لغز الـ 2.3 مليار دولار المفقودة: كيف يمول الذهب حرب السودان
  • الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • دولة القانون
  • شركة أسلحة تركية ساعدت في تأجيج الحرب الأهلية الوحشية في السودان، قامت بتهريب الأسلحة سرًا إلى الجيش السوداني وفقًا للسجلات
  • الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان