ممثلو فتح وحماس يلتقون غدا بموسكو لبحث تشكيل حكومة وحدة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قالت وكالة أنباء روسية اليوم الأربعاء إن ممثلين عن حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) سيلتقون غدا الخميس في موسكو، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة.
وكانت روسيا أعلنت في 16 فبراير/شباط الجاري أنها دعت قادة الفصائل الفلسطينية -بما فيها الجهاد الإسلامي– إلى محادثات في موسكو تمتد لمدة 3 أيام.
وأعلن حينها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه تمت دعوة جميع ممثلي الفلسطينيين وجميع القوى السياسية التي لديها ممثلون في مختلف البلدان -بما في ذلك سوريا ولبنان- وحركة فتح ممثلة في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وفي 18 فبراير/شباط الجاري رحب عباس خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية بالدعوة الروسية، وأكد على ضرورة الالتزام بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير "وإنهاء إفرازات الانقلاب في العام 2007، والالتزام بمبدأ السلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد والمقاومة الشعبية السلمية"، حسب قوله.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي أجرى وفد من حماس برئاسة رئيس مكتب العلاقات الدولية في الحركة موسى أبو مرزوق مباحثات في موسكو خلال الزيارة الثانية من نوعها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وكانت موسكو قد استقبلت وفدا من حماس في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد أسابيع من إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحسب مراقبين، فقد سعت موسكو في السنوات الأخيرة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف الفاعلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن العلاقات توترت مع إسرائيل بسبب العدوان على غزة ورفضها المعلن إقامة دولة فلسطينية.
تشكيل حكومة جديدةويأتي اجتماع ممثلي حماس وفتح غدا الخميس في موسكو بعد استقالة الحكومة الفلسطينية قبل يومين، باعتبار أن المرحلة المقبلة تتطلب تشكيل حكومة جديدة تركز على مسألة الوحدة الوطنية وتعزيز السلطة الوطنية على كامل أراضي فلسطين، بحسب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية.
لكن استقالة الحكومة الفلسطينية أتت في إطار مطالبات دولية بـ"حكومة تكنوقراط" غير مرتبطة بالفصائل الفلسطينية تكون مسؤولة لاحقا عن إعادة إعمار غزة.
وفي هذا الصدد، قال السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط -لصحيفة غارديان البريطانية- إن قطر ومصر تساعدان في تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة، وسط مشاورات بين جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس.
وأشار زملط إلى أن حماس لن يكون لها أعضاء في حكومة التكنوقراط الجديدة، لكن التشاور معها يظهر أن الجهود جارية لمعرفة ما إذا كانت الوحدة الفلسطينية بين حماس وفتح قابلة للتحقيق، وفق تعبيره.
واعتبر أن الحكومة المرتقبة ستكون "حكومة تكنوقراط بحتة بدون فصائل، وهي مصممة لتوحيد الفلسطينيين وجغرافيتهم ونظامهم السياسي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تشکیل حکومة فی موسکو
إقرأ أيضاً:
كواليس الاحتفال بسقوط نظام الأسد في السفارة السورية بموسكو
موسكو- أحيا أبناء الجالية السورية في موسكو -أمس الاثنين- أول فعالية احتفالية من داخل مقر سفارتهم لدى روسيا، بمناسبة سقوط النظام السابق وتسلّم المعارضة لمقاليد الحكم في البلاد.
وجاء ذلك رغم ما سبق الفعالية من أخبار أوردتها بعض المواقع الإعلامية ومعارضون للنظام السابق، بقيام السفير بشار الجعفري -يوم الثلاثاء الماضي- بمنع أبناء الجالية من الاحتفال داخل مبنى السفارة، وبأنه أبلغ الشرطة ووزارة الخارجية الروسية بأن مجموعة من "المخربين" يخططون لاقتحام السفارة بالقوة وتخريب محتوياتها.
كما ذكرت المصادر نفسها أن الجعفري طلب من الشرطة الروسية فرض طوق أمني في محيط السفارة، وبإبلاغ الجامعات والمعاهد الروسية بتهديد الطلاب السوريين إذا شاركوا بأية فعالية احتفالية بمناسبة تغيير النظام.
لحظة رفع العلم السوري الجديد على مبنى السفارة في موسكو بعد سقوط نظام الأسد (رويترز) موقف الجاليةوضّح الأكاديمي والسياسي السوري ورئيس "الجالية السورية الحرة" في روسيا محمود الحمزة -للجزيرة نت- أن أبناء الجالية تشاوروا مع موظفين في السفارة بخصوص إقامة حفل بمناسبة انتصار الثورة السورية، والذين رحبوا بدورهم بالفكرة وقالوا "السفارة مفتوحة لكم، وهي سفارتكم".
ويضيف أنه "عندما تم تجهيز ما يلزم للاحتفال، قام السفير الجعفري بإبلاغ الأمن الروسي بوجود محاولة لاقتحام السفارة"، مؤكدا أنه تم اكتشاف ذلك من خلال تواجد عناصر الأمن الروسي، كما تواصل معه مسؤول روسي وحذره من محاولة السفير "للإيقاع بمن كان ينوي الحضور من أبناء الجالية إلى مقر السفارة"، وهو ما دفع الجالية لإلغاء الاحتفال الذي كان مقررًا قبل ذلك.
ونفى الحمزة بشدة وجود أي نية سابقة لاقتحام السفارة أو إيذاء أي من العاملين فيها، "بل كان مجرد احتفال بانتصار الشعب السوري" حسب قوله، وأضاف "قام السفير الجعفري بالإعلان عن حفل آخر في السفارة -أمس الاثنين- وبدأ يكتب مقالات عن تأييده للثورة، ويتهجم فيها على الرئيس السابق بشار الأسد، لركوب الموجة الجديدة" حسب تعبيره.
إعلانوأوضح المتحدث أن عددا قليلا جدًا حضر الاحتفال الذي دعا إليه الجعفري، وقال "هم بالأساس من المقربين من السفارة نفسها، فضلًا عن مجموعة من الطلبة الذين تم إحضارهم بباصات إلى السفارة".
وأضاف رئيس الجالية أنه أبلغ السلطات الروسية أن الجالية السورية تريد أن تلعب دورًا إيجابيا في تحسين العلاقات الروسية السورية، "لأن المشكلة كانت في وجود نظام الأسد الذي انهار، وبالتالي لم تعد هناك مشكلة بين السوريين والروس" حسب وصفه، لافتًا إلى وجود مفاوضات بهذا الخصوص تجري حاليًا بين موسكو ودمشق.
توضيح السفارةوردا على ذلك، أصدرت السفارة السورية في موسكو بيانًا، أهابت فيه بأبناء الجالية السورية "ضرورة توخي الدقة والحذر من محاولات التحريض والتهييج التي تقوم بها قلة قليلة من أفراد الجالية، بعيدا عن الشعور بأي مسؤولية وطنية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ وطننا الحبيب".
من جهته، افتتح السفير بشار الجعفري اللقاء مع أبناء الجالية السورية بالتشديد على أن "الاحتفال بالتغيير وانتصار إرادة الشعب السوري في إسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد، يدعو للتفاؤل بغد مشرق".
وفيما يبدو ردًا على الاتهامات التي وجهت إليه بإلغاء احتفال الجالية السورية داخل مبنى السفارة، طالب الجعفري أبناء الجالية بضرورة احترام القوانين الروسية والالتزام بها، والتي تشترط الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة لإجراء أي نشاط أو فعالية جماهيرية.
ورغم سقوط نظام الأسد، لا يزال الجعفري، الذي عين في فبراير/شباط 2021 نائبًا لوزير الخارجية، ومن ثم سفيرًا في موسكو في أكتوبر/تشرين الأول 2022، يواصل القيام بمهامه بهذه الصفة حتى اليوم.
وكانت السفارة السورية في موسكو من أوائل السفارات التي سارعت بالتعليق على سقوط النظام في دمشق، وأصدرت بيانًا في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، قالت فيه إن "صفحة جديدة تكتب في تاريخ سوريا، لتدشن عهدًا وميثاقًا وطنيًا يجمع كلمة السوريين، يوحدهم ولا يفرّقهم".
إعلانوبعد بيان السفارة بساعات قليلة، صرح الجعفري نفسه أن "فرار رأس هذه المنظومة (بشار الأسد) بهذا الشكل البائس والمهين تحت جنح الظلام، وبعيدًا عن الإحساس بالمسؤولية الوطنية، يؤكد صوابية التغيير والأمل بفجر جديد، وإعادة إعمار الإنسان والحجر، وإصلاح الخراب والدمار الذي لحق بسوريا".
السفير الجعفري (يمين) اعتبر أن انتصار إرادة الشعب السوري وإسقاط عهد الظلم يدعو للتفاؤل بغد مشرق (مواقع التواصل) أولوية المصالحةمن جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو نزار بوش، أن "الشعب السوري يعيش لحظات مصيرية الآن، ويحتاج إلى التهدئة"، مضيفًا أنه "لا توجد عائلة في سوريا -من كافة الأطراف- لم تفقد إنسانًا منها خلال الأحداث العصيبة التي مرت بها البلاد".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن الاجتماع الذي جرى في مقر السفارة حمل رسائل إيجابية للشعب السوري عمومًا وإلى الجالية الروسية في روسيا بشكل عام، لجهة التركيز في المرحلة الحالية على إعادة تسوية الأوضاع في البلاد، والعمل سويا لإعادة بناء سوريا الحديثة.
وأضاف أن كلام السفير الجعفري لأبناء الجالية الروسية "كان وفق معايير إيجابية لجهة إطلاق عملية مصالحة حقيقية بين أبناء الشعب السوري، ولتقريب وجهات النظر فيما بينهم، لتجاوز رواسب المرحلة الماضية والانتقال إلى مرحلة جديدة، تكون قادرة على توفير ظروف الاستقرار والازدهار والأمن في البلاد، إضافة لضرورة مشاركة الجميع في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب، التي امتدت لسنوات طويلة وأنهكت الشعب السوري".
وشدد بوش على أن سوريا "تمر بمخاض معقد الآن يتطلب أعلى درجات اليقظة، على ضوء وجود مؤشرات لمحاولة إبقائها ضعيفة، بما يتناسب مع مصالح بعض الدول التي قد لا تتوافق مع مصالح سوريا كدولة وشعب".