موقع النيلين:
2024-06-27@10:51:32 GMT

أبطال رأس الحكمة

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


حينما بدأت أكتب هذا المقال، احترت هل أبدأ من الإنجاز أم أبدأ من الصعاب التي أحاطت وتحيط بالاقتصاد المصري، ليكون القرار هو أن أبدأ بالتحية لكل الأبطال الذين أنجزوا عملية رأس الحكمة، ففي الوقت الذي تكالبت فيه على الاقتصاد المصري كافة أنواع الصعاب، ظهرت بارقة الأمل الاستثماري لتعيد لنا الحياة، نعم الحياة، فقوة الاقتصاد القومي حياة للجميع، والاستثمار هو الروح التي تعكس تلك الحياة.

فتخيل اقتصاد دولة تهرب منه الاستثمارات المحلية والأجنبية، وبسبب أو بدون سبب تنهار عملته الوطنية، لتصبح المضاربة على خفض قيمة العملة الوطنية غاية الكثيرين من ضعاف النفوس، لينعكس الامر على الأسعار بصورة ملحوظة لترتفع بصورة تدعو للدهشة، ويرتفع معها معدلات التضخم، لتقابل برفع لمعدلات الفائدة، لندخل في دائرة مغلقة تنتهي بهروب لرؤوس الأموال نتيجة للضعف الاقتصادي للدولة.

وبين تلك الصعاب الاقتصادية ومحاولات تخطيها، تطفو صفقة رأس الحكمة لتنقذ الاقتصاد المصري وتزن الأمور.

حيث تقع منطقة “رأس الحكمة” شرق مدينة العلمين، وغرب مرسى مطروح ضمن النطاق الجغرافي لمحافظة مرسى مطروح وهي عبارة عن خليج يتواجد على ساحل البحر الأبيض في الساحل الشمالي ليمتد بطول 50 كيلو مترا على أحد الشواطئ الرملية الناعمة، ويمتد خليج رأس الحكمة من منطقة الضبعة الواقعة في الكيلو 170 على طريق الساحل الغربي وصولا إلى الكيلو 220 في مطروح، ومن شدة جمال تلك البقعة الجغرافية اختارها الملك فاروق لنفسه ليكون مقرا لاستراحته، وأطلق عليها اسم “رأس الحكمة” تيمنا بحكمة الله وجمال صنعه، وهذه الاستراحة انتقلت بين الرؤساء بعد ذلك، كما تقع “رأس الحكمة” على مقربة من عدة أماكن حيوية واستراتيجية عديدة منه: مطار العلمين الدولي، وسيدي عبد الرحمن، وميناء الحمراء، بالإضافة إلى العديد من المشاريع السياحية الكبرى.

لتستكمل تلك السلسلة من المشاريع التنموية والسياحية بصفقة استثمارية كبرى من خلال شراكة استثمارية مع كيانات كبرى، وذلك في ضوء جهود الدولة حالياً لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي. لتدخل الدولة المصرية مشاركاً بالأرض، وتجتذب الجانب الإماراتي كمستثمر أجنبي ممولاً لمشروعات منطقة رأس الحكمة، على أن تنفذ تلك المشروعات التنموية عدد من الشركات المصرية وبأيادي من العمالة المصرية، لتصبح تلك الصفقة أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ البلاد، حيثستدر على مصر 150 مليار دولار استثمارات إجمالية سيضخها الجانب الإماراتي على مدار عمر المشروع. ليبدأ الجانب الإماراتي في ضخ تلك الاستثمارات والتي تصل قيمة أول دفعة منها إلى 35 مليار دولارخلال شهرين، على أن يحق لمصر الحصول على نسبة 35% من أرباح المشروع على مدار عمره.

وإذا ما نظرنا إلى العوائد التي تكتسبها مصر من تلك الصفقة فسنجدها متعددة، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن الحديث عن العوائد الاقتصادية والتي تتمثل في كسر الحلقة المفرغة لهروب الاستثمارات من الدولة، لتعيد الثقة في الاقتصاد المصري بصورة سريعة، وتغير من المنظور العالمي إلى الاقتصاد المصري فهو مازال قادر على اجتذاب رؤوس الأموال، ومازال يحمل العديد من الطاقات الكامنة، كما أن تلك الصفقة جاءت لتصحح الجموح الدولاري لتلجم ارتفاعات أسعاره وتجبره على تصحيح مساره التصاعدي بالتراجع التدريجي في قيمته مقابل الجنيه المصري، ومن ثم انخفاض تدريجي في أسعار الذهب، كما أن تلك الصفقة من شأنها زيادة قيمة الاحتياطي من النقدي الأجنبي، ومن ثم توفير احتياجات الدولة من النقد الأجنبي والتي تستلزمها سداد أقساط الديون والإفراجات الجمركية للسلع الغذائية والأدوية وأعلاف الدواجن.

وإذا ما نظرنا إلى العوائد الاجتماعية فإن تلك الصفقة ستوفر العديد من فرص العمل للعديد من الفئات المجتمعية من خلال العمل على المشروعات التي سيتم تشييدها في تلك المنطقة، بالإضافة إلى خلق مسارات ومناطق عمرانية جديدة من شأنها زيادة المساحة المعمورة على الأراضي المصرية ومن ثم استيعاب الكثافات السكانية.

أما إذا ما نظرنا إلى الاحتياج الفعلي إلى الاقتصاد المصري، فيمكن أن أقول إننا في حاجة إلى على الأقل من خمسة إلى عشرة صفقات استثمارية مماثلة في القيمة في كافة ربوع مصر كي نستطيع أن نقول إن الاقتصاد المصري بدأ التعافي الحقيقي وفي طريقه إلى النمو دون تراجع إلى الخلف، ويفضل أن تكون تلك الصفقات متنوعة ليحتل الجانب الإنتاجي المرتبط بالتصدير الوزن النسبي الأعلى منها، وبتحقق ذلك يمكن أن نقول أننا قد سلكنا الطريق الذي لا خيار بديل فيه عن تحقق التنمية، وفي كل الأحوال كل التقدير لأبطال صفقة رأس الحكمة وننتظر منهم المزيد من الضربات الاستثمارية.

د. شيماء سراج الدين عمارة – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاقتصاد المصری رأس الحکمة تلک الصفقة

إقرأ أيضاً:

خبراء يتحدثون لـRT عن أسباب ارتفاع الدولار المفاجئ في مصر

يشهد الجنيه المصري انخفاضا تدريجيا أمام الدولار بعد فترة من الاستقرار أمام العملات الأجنبية عقب قرار تحرير سعر الصرف الذي اتخذته الحكومة مؤخرا.

إقرأ المزيد مصر.. ارتفاع أسعار الدولار والذهب في قفزات مفاجئة

وقال الخبير الاقتصادي المصري هاني أبو الفتوح إن سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوع الجاري، متجاوزا حاجز الـ 48 جنيها للمرة الأولى منذ أبريل الماضي، وهذا الارتفاع المفاجئ أثار قلق الكثيرين وتساؤلات حول أسبابه وتداعياته على الاقتصاد المصري.

وتابع: "هناك أسباب متعددة وراء الارتفاع أولها زيادة الطلب على الاستيراد، خاصة مع بدء موسم استيراد جديد بعد إجازة عيد الأضحى، ساهمت في الضغط على سعر صرف الدولار، وكذلك أثرت التوترات الجيوسياسية في المنطقة سلباً على عوائد قناة السويس، مما قلل من تدفقات الدولار وأثر على سعر صرفه. بالإضافة إلى ذلك ارتفاع الدولار يعكس التزام البنك المركزي بتطبيق سياسة العرض والطلب في تحديد سعر الصرف، مما يؤدي إلى تقلبات طبيعية في السوق".

ونوه بأن التقلبات في أسعار الصرف أمر طبيعي، ولكن القلق ينشأ عندما تكون الارتفاعات بصورة مضطردة، مشيرا إلى ضرورة انتظار الأيام المقبلة لتحديد أسباب هذه الأزمة بشكل دقيق، والأرجح أن يكون ارتفاع الدولار الحالي مؤقت، وأنه من المتوقع أن يستقر سعر الصرف في الفترة المقبلة مع عودة تدفقات الدولار من مصادر مختلفة، مثل تحويلات المصريين في الخارج وعائدات السياحة.

من جانبها قالت المحللة الاقتصادية المصرية حنان رمسيس إن هناك جملة من الأسباب وراء ارتفاع أسعار الدولار منها عودة السوق الموازي لاستبدال الدولار بسبب أجازة عيد الأضحى والذي كانت فيه البنوك وشركات الصرافة مغلقة فترة تتجاوز الاسبوع، وكذلك بسبب سداد الدولة المتوالي للعديد من البنود كأقساط وفوائد القروض والتي بدأت تحل آجالها.

وأضافت رمسيس أنه على الرغم من دخول متحصلات دولارية على دفعات منها الدفعة الثانية من مبلغ تنميه رأس الحكمة والتي تبلغ 10 مليار دولار وحصول مصر على دفعة من قرض صندوق النقد الدولي بعد المراجعة الثالثة والتي تقدر بـ820 مليون دولار
إلا أنه حتى الآن كل هذه المبالغ لا تعوض احتياجات الدولة المتنامية من النقد الأجنبي
فإيرادات قناة السويس في انخفاض مستمر وبعد أن كان مقدر لها أن تنخفض بنسبة 40% ارتفعت النسبة إلى 60% بسبب استمرار تصاعد الأحداث في غزة وبسبب هجمات الحوثيين المتوالية على السفن العابرة في قناة السويس إلى جانب انخفاض إيرادات السياحة عما هو متوقع، كما أن الدولة تعاني من عجز متوالي في الموازنة العامة للدولة تحاول تغطيه بسحب مبالغ من احتياطي النقد الأجنبي.

وتابعت: "كما ان البنك المركزي بصدد سحب سيولة تريليونية من الأسواق لسد هذا العجز
وتتعاون الدولة المصرية مع العديد من الجهات المانحة للنقد الأجنبي كبنك الاتحاد الأوروبي
وبنك التنمية الإفريقية، إلا أن تلك الأموال تساعد بالكاد على الإفراج عن العديد من السلع المتواجدة في الموانئ".

ونوهت بأنه أما عن مستقبل سعر الصرف وعلى الرغم من أن مصر اتبعت سياسة مرنة لسعر الصرف لكنها ليست بالمرونة الكافية التي تساعدها على امتصاص الصدمات المتوالية الناتجة عن الأحداث الجيوسياسية العالمية المحيطة وبسبب عدم قدرة الدولة على استكمال دفع متاخراتها لدى شركات التنقيب عن الغاز، وكلما حل مواعيد أقساط وفوائد الديون
كلما ارتفع قيمة الدولار وسعره أمام الجنيه ولكن مع دخول المليار يورو المتفق عليها مع بنك الاتحاد الأوروبي من الممكن أن يعود الجنيه لقوته ويفقد الدولار جزء من مكاسبه التي حققها الفترات السابقة ولكن سيظل هو المسيطر على الأجواء الاقتصادية لمحاولة ظبط سعر الصرف إلى أن تقوم الشركات العالمية المنتجة للنفط بفك ارتباط الدولار بالبترول فيما يسمى بالبترودولار والذي تم العمل به لأكثر من 30 عام.

من جانبها، أوضحت الخبيرة الاقتصادية سمر عادل الأسباب وراء ارتفاع الدولار خلال تلك الفترة، محذرة من تكرار الأزمة الأخيرة التي شهدها الاقتصاد المصري.

وأكدت الخبيرة الاقتصادية في تصريحات خاصة لـ RT ، أن الحكومة المصرية تعمل على اتخاذ قرارات من أجل توفير العملة الصعبة ، ولكن في النهاية مصر تعاني من أزمة دولار رغم كل هذا التدفق من الموارد الدولارية.

وأشارت إلى أنه من المتوقع خلال الشهور المقبلة أن تتلقى مصر أزمة جديدة للدولار، وأرجعت السبب في ذلك هو اعتماد مصر على الأموال الساخنة مرة ثانية ، وهو ما يتسبب في تحقيق أزمة كبيرة حال هروب تلك الأموال الساخنة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • خبراء يتحدثون لـRT عن أسباب ارتفاع الدولار المفاجئ في مصر
  • رئيس الدولة يهنئ الرئيس الصيني بعودة المسبار “تشانغ آه-6” إلى الأرض
  • رئيس الدولة يهنئ الرئيس الصيني بعودة المسبار تشانغ آه-6 إلى الأرض
  • نائب: مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي يعكس ثقة العالم في اقتصاد الدولة
  • كلية العلوم السياسية في الحكمة تنظم مناورة حية بالتعاون مع الجيش
  • دور تاريخي وحيوي في مساندة ودعم الاقتصاد.. 126 عاما على تأسيس البنك الأهلي المصري أحد القلاع الاقتصادية والمالية العريقة
  • عاجل.. وزارة التعاون الدولي تُعلن تنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وتمكين القطاع الخاص
  • التعاون الدولي: تنفيذ عدد من الإصلاحات الهيكلية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وتمكين القطاع الخاص
  • التعاون الدولي تُعلن تنفيذ عدد من الإصلاحات الهيكلية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري
  • حنون: نعمل على زرع النزاهة وقلع الفساد من جذوره