العُمانية: استضاف مجلس الشورى معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد اليوم في جلسته الاعتيادية الخامسة من دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة العاشرة.

واستعرض معاليه خلال الجلسة بيان الوزارة وتضمن ثلاثة محاور هي تقييم مسيرة التنويع الاقتصادي حتى منتصف خطة التنمية الخمسية الحالية، وتقييم الأداء الاقتصادي الكلي حتى منتصف خطة التنمية الخمسية الحالية، ودور وزارة الاقتصاد في مواجهة المتغيرات الاقتصاديّة الإقليمية والدولية.

ووضح معاليه أن فترة الإعداد لخطة التنمية الخمسية العاشرة - والتي تمثل الخطة التنفيذية الأولى لرؤية عُمان 2040 - شهدت العديد من التحديات والمتغيرات المحلية والدولية، تمثلت بشكل أساس في تفشي جائحة كوفيد 19 في العام 2020م ، وهو ما كانت له انعكاسات سلبية، على مختلف برامج التنمية، وعلى أداء الاقتصاد الوطني، فانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.4 بالمائة في العام 2020م، أو ما يعادل مليارًا 176مليون ريال عماني.

وقال معاليه إن الحكومة لمواجهة هذه التحديات اتخذت عددًا من السياسات، والإجراءات، للوصول بالاقتصاد العُماني، إلى التعافي من آثار الجائحة، وتحسين الأداء الاقتصادي، ورفع مؤشراته، ومن بين هذه الإجراءات: إطلاق حزم تحفيزية اقتصادية، مثل الإعفاءات الضريبية، وتمويل بفائدة منخفضة، ودعم مالي مباشر، لبعض المؤسسات المتأثرة، وغيرها من الإجراءات، وتقديم قروض ميسرة للمشروعات، للمساعدة في تخطي الأثر الاقتصادي للجائحة، ودعم مباشر للقطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والخدمات الأساسية لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.

وأضاف معاليه أن من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أيضا تعزيز البنية الأساسية الصحية، والتعليمية، بالاستثمار في البنية الأساسية الصحية والتعليمية، بما في ذلك تحديث المستشفيات، والمرافق الطبية، وتوفير التقانة، لتحسين جودة التعليم عن بُعد، وتسهيل الإجراءات، لجذب الاستثمار الأجنبي، بما في ذلك إيجاد بعض التسهيلات الضريبي، وتعزيز التجارة الإلكترونية، والتسوق عبر الإنترنت، عن طريق تطوير البنية الأساسية، للتجارة الإلكترونية، وتشجيع الشركات، والمؤسسات، لتقديم خدمات التسوق عبر الإنترنت، وتحفيز الابتكار، والريادة، من خلال تشجيع الابتكار، ودعم رواد الأعمال، وتوفير برامج تمويل، وتدريب، ومساحات عمل مشتركة، لتشجيع الابتكار وتطوير الأعمال الجديدة.

وأكد معاليه على أن المؤشرات الاقتصادية، والمالية، للأداء الاقتصادي، تبين وتوضح تجاوز الاقتصاد العماني، مرحلة التعافي من الجائحة، إلى مرحلة النمو؛ حيث حقق الاقتصاد، معدلات نمو ملحوظة، تعززت بفعل تلك السياسات والإجراءات ونتيجة لتحسن أسعار النفط، منوها إلى أن الاقتصاد شهد خلال الفترة المنقضية، من خطة التنمية الخمسية العاشرة 2021-2023م، تطورات إيجابية متسارعة، ومن بين تلك المؤشرات، تحقيق الاقتصاد العماني نموا بالأسعار الحقيقية خلال أول عامين من الخطة، بلغ نحو 2.6 بالمائة و 9.6 بالمائة، فيما يتوقع، أن يستمر تحقيق معدلات نمو إيجابية، في الفترة المتبقية من الخطة الخمسية العاشرة.

وقال معاليه إن الإجراءات الحكومية الاستباقية أسهمت في حماية الاقتصاد العُماني من التضخم، والمحافظة عليه في حدود آمنة، بالرغم من الارتفاع الكبير الذي شهدته معدلات التضخم العالمية التي بلغت في المتوسط حوالي 6 بالمائة في العام 2023، بينما لم يتجاوز معدل التضخم في سلطنة عمان 1 بالمائة خلال الفترة نفسها، وقد جاء ذلك نتيجة للسياسات المتخذة للحد من ارتفاع الأسعار، كتثبيت سعر الوقود، ليكون وفقا لأسعار أكتوبر من العام 2021م كحد أعلى، وتوسيع عدد السلع، المعفاة من ضريبة القيمة المضافة.

وبين معاليه أن سوق العمل والتشغيل يمثل إحدى أهم القضايا، التي تتمحور حولها، برامج، ومستهدفات، الخطة الخمسية العاشرة، وركزت على توظيف المواطنين، واستيعابهم، ويتم بذل العديد من الجهود من أجل زيادة عدد العمانيين العاملين في القطاع الخاص سواء من خلال التدريب والتعليم بهدف زيادة مهاراتهم المطلوبة في القطاع الخاص، أو من خلال شروط توظيف مرنة.

وأشار معالي الدكتور وزير الاقتصاد إلى أن إجمالي عدد المشتغلين من العُمانيين ارتفع خلال العام 2021 بنحو 21 ألفًا و62 عاملًا وفي العام الثاني من الخطة ارتفع إجمالي عدد المشتغلين من العُمانيين بنحو 28 ألفًا و29 عاملًا متجاوزا المستدف السنوي المقدر في الخطة.

ومن أجل تحديد أولويات المشروعات الإنمائية في الخطة الخمسية العاشرة، قال معاليه إن الوزارة استحدثت مصفوفة لتقييم واختيار المشروعات ذات الأولوية التي تتقدم بها كل الوزارات، والمحافظات، والجهات الحكومية، للمشروعات التي تطلب تنفيذها في موازنة العام المالي، وتهدف المصفوفة إلى وضع محددات لتقييم واختيار المشروعات الإنمائية وفق منهجية واضحة وشفافة يتم من خلالها اختيار المشروعات ذات الأولوية، وفقا لمعايير موحدة لضمان الأثر الاجتماعي والاقتصادي، مضيفا أن الوزارة تسعى لاستحداث وإعداد مؤشر لقياس تنافسية المحافظات يتضمن أبرز المشروعات والأعمال المنجزة.

ووضح معاليه أن العام الأول والعام الثاني من الخطة شهد ارتفاعا في الصرف على الموازنة الإنمائية حيث بلغ الصرف الفعلي في موازنة العام 2021م نحو مليار و 192 مليون ريال عماني، وفي موازنة العام 2022م بلغ الصرف الفعلي نحو مليار و 306 ملايين ريال عماني.

ومن المتوقع، أن يبلغ حجم الصرف الفعلي، على الموازنة الإنمائية في العام 2023م، نحو مليار و 200 مليون ريال عُماني. وهو ما يعكس الاهتمام لتسخير الموارد المالية، لخدمة مشروعات، وأولويات التنمية الاقتصادية، والاجتماعية.

وبين معاليه أن الوزارة تعمل جنبا إلى جنب مع الجهات الحكومية المختلفة على تحسين أداء سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية من خلال العمل على مسارين: أحدهما، رفع أداء سلطنة عُمان، في المؤشرات الدولية المدرجة في وثيقة رؤية عُمان 2040، والآخر، عن طريق رصد التحسن في أهداف التنمية المستدامة 2030.

وفي إطار التخطيط المسبق، لرسم، ملامح الخطة الخمسية القادمة، الخطة الخمسية الحادية عشرة (2026-2030)، بين معاليه أن الوزارة ترصد جملة من المتغيرات التي سوف تتعامل معها الخطة، حيث تأخذ الوزارة في عين الاعتبار المتغيرات الاقتصادية العالمية في ظل التحول الجيوسياسي العالمي، والتوجهات في مجال الطاقة، والاهتمام المتزايد، بالاستدامة البيئية، والحياد الصفري، والهيدروجين الأخضر، وأهمية الاندماج، مع التحولات التكنولوجية، والذكاء الاصطناعي، والتحديات البيئية، والتغير المناخي.

وأكد معاليه على أن وزارة الاقتصاد، ترصد بشكل مستمر، المتغيرات الاقتصادية العالمية المختلفة، وانعكاساتها، على الاقتصاد العُماني، كما تراقب عن كثب، كافة المتغيرات الاقتصادية، لضمان اتخاذ خِيارات اقتصادية، رصينة، قادرة على التعاطي، مع كافة المتغيرات العالمية، مشيرا على أن وزارة الاقتصاد تسعى على تحقيق نمو اقتصادي، تنافسي، ومتنوع، ومستدام، وشامل، من خلال استقراء الواقع، واستشراف المستقبل.

حضر الجلسة سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وأصحاب السعادة الأعضاء والأمين العام لمجلس الشورى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصاد الع مانی التنمیة الخمسیة أداء الاقتصاد الخطة الخمسیة معالیه أن من الخطة فی العام من خلال ریال ع ع مانی

إقرأ أيضاً:

وزير قطاع الأعمال: صناعة الأسمدة ركيزة أساسية في التنمية الزراعية المستدامة

قال المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام إن صناعة الأسمدة تعد من الركائز الأساسية التي تدعم النمو الاقتصادي والزراعي، حيث يلعب هذا القطاع دورًا محوريًا في تلبية احتياجات الغذاء.

جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات الدورة الحادية والثلاثين للمؤتمر السنوي الدولي للاتحاد العربي للأسمدة والمعرض المصاحب، تحت شعار المغذيات الزراعية.. عامل رئيسي لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، والذي يقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال الفترة من 18 إلى 20 فبراير 2025، وذلك بحضور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبمشاركة عدد من السفراء والوزراء السابقين، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة و الأمين العام وأعضاء الاتحاد، والعديد من الشركات والهيئات والمنظمات الدولية والخبراء في صناعة الأسمدة.

وأضاف شيمي، في كلمته الافتتاحية أن المؤتمر يمثل فرصة مهمة لتبادل الرؤى والأفكار، وفتح المجال لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه صناعة الأسمدة في ظل التغيرات العالمية المتسارعة.

وأوضح أن قطاع الأسمدة العربي يشهد تحولات كبيرة تتطلب التعاون المستمر والابتكار من أجل تعزيز القدرة الإنتاجية لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية.

وأشار إلى أن الاستدامة البيئية أصبحت من أولويات هذا القطاع، لاسيما في ظل التحديات مثل تغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية، مؤكدا ضرورة تطوير حلول مبتكرة لمواكبة التحولات العالمية.

ولفت الوزير إلى أن حجم الطلب على الأسمدة يشهد زيادة ملحوظة على المستوى العربي والعالمي نتيجة للتوسع في المساحات الزراعية وارتفاع معدلات الاستهلاك.

واستعرض التقدم الكبير الذي شهدته صناعة الأسمدة في مصر في السنوات الأخيرة، حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات الهامة التي تسهم في تحسين الجودة وزيادة الإنتاج.

وأشار إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير شركات الأسمدة التابعة لها وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لتحقيق أقصى استفادة من الخبرات المتاحة.

وفي إطار الجهود المبذولة لتطوير شركات الأسمدة الثلاث التابعة للوزارة، أشار الوزير إلى افتتاح مشروع الأمونيا يوريا في شركة كيما بأسوان في ديسمبر 2021 بطاقة إنتاجية 396 ألف طن من الأمونيا و520 ألف طن من اليوريا سنويًا، كما تم في أغسطس الماضي البدء في تنفيذ مشروع كيما الجديد لإنشاء مصنع حامض النيتريك بطاقة 200 ألف طن، ومصنع لنترات الأمونيوم بطاقة 265 ألف طن سنويا، بتكلفة استثمارية 400 مليون دولار.

وتحدث أيضًا عن مشروع الأمونيا الخضراء في شركة النصر للأسمدة بالسويس، الذي يتم بالتعاون بالشراكة مع القطاع الخاص لإنتاج 330 ألف طن سنويًا، وإنشاء محطتي معالجة للصرف الصناعي والصحي بطاقة 750 م3/ساعة بشركة النصر للأسمدة، لافتا إلى جهود إحياء شركة الدلتا للأسمدة بطلخا المتوقفة منذ نحو 5 سنوات من خلال خطة إصلاح عاجلة وإجراء الصيانات اللازمة لإعادة تشغيلها قبل نهاية العام الجاري كمرحلة أولى تمهيدا للتطوير الشامل.

وأكد المهندس محمد شيمي أن التعاون بين الدول العربية في هذا المجال يمثل خطوة همة نحو تحقيق التكامل الاقتصادي العربي. وأشار إلى أهمية تبادل الخبرات والابتكارات في مواجهة التحديات البيئية مثل تغير المناخ والتقلبات في أسعار المواد الخام، بالإضافة إلى تبني تقنيات جديدة تقلل الانبعاثات الكربونية وتحسن كفاءة الإنتاج.

وفي ختام كلمته، توجه المهندس محمد شيمي بالشكر للاتحاد العربي للأسمدة على تنظيم هذا الحدث المهم، معبرًا عن تقديره لجميع المشاركين في الدورة على جهودهم المستمرة في تطوير هذه الصناعة الحيوية.

وأكد أن وزارة قطاع الأعمال العام ستظل داعمة لهذا القطاع وستسعى لتوفير البيئة المناسبة لتطويره وتوسيع نطاقه، معربًا عن أمله في أن تسهم الدورة الحالية في تعزيز التعاون بين الشركات والمنظمات العربية العاملة في هذا المجال والتوصل إلى حلول مبتكرة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة لهذه الصناعة الحيوية.

اقرأ أيضاًوزير قطاع الأعمال في زيارته لنجع حمادي" مصر للألومنيوم": صرح صناعي عملاق نحرص على تنميته

وزير قطاع الأعمال: «مصر للألومنيوم» صرح صناعي عملاق نحرص على تنميته

«صناعة النواب» تشدد على أهمية النهوض بقطاع الأعمال العام

مقالات مشابهة

  • اختتام اللقاء الكشفي الدولي الـ10 في الشارقة
  • "بلدي الداخلية" يستعرض رد وزير العمل حول جهود تنظيم سوق العمل
  • حلقة نقاشية تحدد منهجية الخطة الخمسية لأولوية الصحة
  • مؤشر بورصة مسقط ينخفض 15.9 نقطة مع تباين أداء الشركات خلال الجلسة
  • وزير قطاع الأعمال: صناعة الأسمدة ركيزة أساسية في التنمية الزراعية المستدامة
  • سيناتور أميركي: الملك عبدالله الثاني أقنعني بأن الخطة التي ستقدم لترمب واقعية
  • عبد الرازق يرفع الجلسة العامة لمجلس الشيوخ
  • وكيل رياضة الفيوم يناقش تفعيل الدور والإشراف على الخطة الاستثمارية.. صور
  • نائب بـ"الشيوخ" يستعرض سياسة الحكومة لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة
  • "إشرافية الخمسية الحادية عشرة" تواصل متابعة وتقييم مسار إعداد الخطة التنموية