سودانايل:
2024-07-01@17:06:21 GMT

حزب الأمة والنقد في غياب الرؤية

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
استمعت للقاء الذي أجرته الدكتور عفراء فتح الرحمن مع الدكتور محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة في قناة " الزرقاء" حول مواقف حزب الأمة من مجريات الأحداث بعد الحرب. حيث لزمت مواقف حزب الأمة العديد من التناقضات دون أن توضح قيادة الحزب سببها.. أن التناقضات في المواقف دائما تنتج من غياب الرؤية، و هذا الغياب يجعل الأحداث وحدها هي التي تحدد الموقف القادم للحزب.

و في نفس الوقت يتأكد أن هناك أراء مختلفة داخل الحزب تجعله عاجزا في حسمها.. اركز في المقال على ثلاث قضايا طرحتها الدكتورة عفراء عجز الدكتور حسن الإجابة الواضحة و ذهب مباشرة للتبرير..
قال الدكتور محمد المهدي حسن عن استقلال السودان أن الحزب الوطني الاتحادي بعد فوزه في الانتخابات طاف السودان و التقى بالجماهير التي اجمعت على الاستقلال. هذه جزء من الحقيقة و ليست كاملة.. أن الذي فوز الحزب الوطني الاتحادي برنامجه الذي كان خاليا من الاستقلال، المسألة الثانية أن قيادات الوطني الاتحادي كانت لها سياسية تقوم على التلاحم مع الجماهير و سماعها.. و لكن الأزهري نفسه كان مؤمن بالاستقلال و دلالة على ذلك عندما ذهب إلي مؤتمر دول عدم الانحياز في مدينة باندونج في اندونيسا، و اعترض الرئيس جمال عبد الناصر على مشاركة وفد السودان باعتبارها دولة لم تكمل الاستقلالها، و ليس لها علم، رفع الأزهري منديله على قلم و قال هذا هو علمنا، مما يؤكد أن الأزهرى كان ذاهبا للاستقلال. و بعد إعلان الاستقلال من داخل البرلمان غضبت مجموعة من قيادات الحزب الوطني الاتحادي بفكرة الاستقلال و انشقت مجموعة "جلي و رفاقه" و بالتالي هي كانت قناعة عند الأزهري لذلك ذهب لمخاطبة الشعب في مناطقه داخل الدولة، و قبلت قيادات الحزب الاستقلال.
قبل الحرب كانت مواقف حزب الأمة متناقضة تماما عن الذي يطرحه اليوم من خلق جبهة مدنية عريضة.. كان حزب الأمة لا يرغب في توسيع قاعدة المشاركة في "الاتفاق الإطاري" لأنه كان يرغب في المحاصصة التي اتفق فيها مع تحالف "قحت المركزي" أن يأخذ 60% من مقاعد مجلس الوزراء و المجلس التشريعي. و توسيع قاعدة المشاركة سوف تكون نقصا من حصته. لذلك كانت تصريحات كل من الواثق البرير و صديق الصادق التي يرددونها لا نريد " إغراق العملية السياسية" و عدم فتح " الاتفاق الإطاري" كان سببا في الحرب.
القضية الأخرى: أن حزب الأمة من خلال "تقدم " قبل أن يلتزم ب " إعلان أديس ابابا" الذي وقعدته " تقدم" مع ميليشيا الدعم السريع، و هذا التوقيع أخرجها من دور الوساطة إلي قبول الشراكة السياسية مع الميليشيا... قال الدكتور محمد المهدي حسن التوقيع كان خطأ.. السؤال لماذا لم يصدر الحزب بيانا سياسيا يوضح فيه موقفه من التوقيع.. و لماذا الآن بدأ تصريحات فردية بأنه خطأ دون موقف حازم للحزب منه. أن الموقف الواضح والمعارضة لهذا العمل كان موقف الدكتور عبد الرحمن الغالي، و الغريب حتى الحزب رفض مناقشة الورقة التي قدمها.. مما يؤكد أن موقف حزب الأمة مع " تقدم" التي أصبحت الحاضنة السياسية للميليشيا هو موقف الحزب الرسمي و الباقي تكتيك لمواجهة احتمالات أخرى، و هذه لا تغيب عن فطنة أي سياسي حصيف.
أن دخول قيادات حزب الأمة في حوارات مع أحزاب أخرى يقود مباشرة إلي سؤال على أية رؤية أتتم؟ هل الهدف منها دعوة القوى السياسية أن تشارك في دعوة "تقدم" تكوين جبهة مدنية عريضة متماهية مع الميليشيا أم تحالف مغاير؟ حزب الأمة يريد أن يكون له موقفين الأول مع تحالف " تقدم" و إذا انتصر هذا الحلف الذي يأمل أن يكون المجتمع الدولي بمثابة رافعة له للسلطة، و من خلال تفاوض يحدث بين الجيش و الميليشيا و هي دعوة للعودة "للإتفاق الإطاري" أم هو تحالف أخر بعيد عن " تقدم" و على حزب الأمة أن يقدم مشروعا سياسيا واضحا يحاسب عليه. لكن حزب الأمة غائبة عنده الرؤية. و السؤال الأخر هل يعتقد الدكتور محمد المهدي حسن و من يؤيدون رؤيته أن تحالف سياسي عريض يقوده أفراد غير منتمين سياسيا سوف يكون في مصلحة مستقبل العمل السياسي في البلاد؟ و هؤلاء إذا أحطأوا من الذي يحاسبهم؟ لآول مرة في التاريخ يظهر تحالف بين الأفراد و الأحزاب تقبل قيادة الأحزاب أن يقود التحالف الأفراد غير المنتمين.. هذا تأكيد أن الأحزاب فقدت دورها السياسي و أعترفت أنها ما عادت ذات فاعلية مقبولة في المجتمع.
سئل الدكتور حسن عن تصريحات زينب الصادق و خاصة التي قالت فيها أن الميليشيا دخلت بيوت الناس لأنها خافت من غارات الطيران.. و هل في دارفور كانت هناك غارات للطيران عندما دخلت بيوت الناس، أم في قرى الجزيرة.. قال الدكتور محمد المهدي اسألوا زينب.. رغم أن زينب قدمت بإنها قيادية في حزب الأمة و تحدثت عن ذلك بهذه الصفة.. لماذا لم يخرج حزب الأمة بيانا يقول حديث زين لا يمثل الحزب و يمثلها شخصيا.. أن من معيقات العمل السياسي في السودان اتباع منهج التبرير الذي درجت عليه الأحزاب.. القضية الأخرى لا اريد الخوض فيها هي المالية التي تتحرك بها قيادات الحزب في الخارج اعترف دعم خاص و أيضا دعم منظمات. و لكنه قال أن الحزب لا يملك أموالا...! نسأل الله حس البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوطنی الاتحادی حزب الأمة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاته .. اليمن يقطف ثمار تحركات عالمه الرباني السيد بدرالدين الحوثي

يمانيون – متابعات
قليل هم أولئك العلماء الربانيون الذين كانت لهم بصمات واضحة في حياة الشعب اليمني، ومن أبرزهم العالم الرباني الجليل السيد المجاهد بدرالدين أمير الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي مثل نبراساً للهدى وعلماً للجهاد في سبيل الله ونصرة للمستضعفين.

والحديث عن هذا العالم الرباني هو حديث عن المسلم والعالم الأصيل في مبادئه وقيمه وأخلاقه الذي برز بشخصيته فكراً وسلوكاً وجهاداً وتضحية.

يصف السيد محمد بدرالدين والده “بأنه العالم العارف بالله سبحانه وتعالى معرفة جعلته يذوب في خشيته لله ويسعى في حبه ورضاه وهو الفقيه المحقق المطلع المدّقق عاش مع القرآن وسبر أغواره وارتوى من معينه حتى لقب بفقيه القرآن”.

ويشير إلى “أنه العابد الآواه والمتخشع المنقطع لمولاه، فهو الورع التقي الزاهد الصابر والصادق في المقال ذو كرم وشهامة وعزة ونجدة وغيره وشجاعة وتواضع وإحسان وإنصاف وقد شهد له بذلك الصديق والعدو والقريب والبعيد”.

ويضيف “وهو أيضا المجاهد بنفسه وماله وقلمه ولسانه ولم يخشى في لله لومة لائم ولم يداهن أي طاغ ولا ظالم وكان أعظم من سعى لوحدة الأمة وأفضل داعم ومؤيد ومناصر لكل عمل يعود على الأمة بالعزة والكرامة، كما كان المربي البارع والمعلم القدير الذي تخرجت من مدرسته طلائع النهضة الفكرية الحديثة ورواد المسيرة القرآنية المباركة”.

لم تقتصر إسهامات العالم السيد بدرالدين الحوثي على مجال محدود ولم ينحصر دوره في العلوم التشريعية الدينية فقط بل امتدت إسهاماته وتنوعت أنشطته وتوسع دوره ليشمل كل مناحي الحياة ومجالاتها المتعددة وأسهم بشكل ملموس في الجوانب الدينية والتعليمية والتربوية والفكرية والجهادية والقومية وحتى الشعرية، وبذلك فقد فاق غيره من علماء عصره وحتى علماء اليوم.

وفي هذا الصدد أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن العالم الرباني بدرالدين كان يحمل دائماً الهّم لنصرة الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يتراجع يوماً عن مبادئه ونصرته للإسلام رغم ما واجهه من تهديدات ومحاولات اغتيال لإسكات صوته ومنعه عن قول كلمة الحق رافضاً الصمت.

ولفت إلى “أن من نتائج تحركات العلامة بدر الدين الحوثي الانتصارات التي حققها الشعب اليمني على مدى السنوات الماضية”.

مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أفاد بأن اليمن يجني اليوم ثمار المسيرة القرآنية التي بدأها العالم المجاهد بدرالدين الحوثي وواصل رعايتها الشهيد القائد حسين بدر الدين عليه رضوان الله عليه، وتحمل شرف مواصلتها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

وقال” لقد أثمرت إسهامات هذا العالم الرباني وتوسعت اهتماماته خاصة الجهادية الفكرية منها والحركية في تأصيل الوعي الايماني ومواجهة الأفكار الضالة، ومواجهة قوى الظلم والطغيان والاستكبار ورفض التبعية الخارجية”.

بدوره أكد رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أن العالم الرباني السيد بدرالدين أمير الدين الحوثي وبالنظر لطلابه وأبنائه وحياته ومواجهته للظالمين وغطرستهم استطاع أن يغير مجرى الحياة بين أوساط المجتمع، فكان مدرسة في كل المجالات.

وقال “يعيش اليمن اليوم حالة غير مسبوقة من العزة والكرامة والحرية والاستقلال والقوة والمهابة لم يسبق لها مثيل وذلك كله يعود الفضل فيه لهذا العالم الرباني الذي جمع بين العلم والعمل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بقول الحق أمام الطغاة والمستكبرين وباهتمامه بقضايا الأمة قاطبة”.

ما أسهم به العالم الجليل بدرالدين الحوثي في واقع اليمنيين لم يأت من فراغ بل كان نتيجة لقناعته وإيمانه بضرورة ووجوب متابعة قضايا الأمة والاهتمام بها.

وفي هذا السياق يقول نجله السيد يحيى بدر الدين “لقد كان العالم الرباني السيد بدرالدين الحوثي على درجةٍ كبيرةٍ من الاهتمام بشؤون الأمة وقضاياها الكبرى، وكان يتابع الأحداث يومياً ويناقشها ويحللها باهتمامٍ بالغ، مع طلابه كما كان يدعو دائماً بالنصر للمستضعفين في الأرض خصوصاً في فلسطين وما يعانونه من ظلم الصهاينة الغاصبين”.

وأضاف “تميز بالحماس والغيرة على الدين خشية أن تمتد إليه الأفكار المسمومة وعندما كان يَطلع على مقال أو يقرأُ كتاباً أو يسمع بفكرة تنال من دين الإسلام ومن عقيدة أهل البيت لا يستقر له قرار ولا يهدأ له بال حتى يهبَّ لصدها وتفنيدها وإبطالها، بأسلوب مهذب وطريقة علمية، ومنصفة، فتراه في جميع كتبه في الرد على المخالفين يذكر حجة الخصم ثم يرد عليه من كتب أهل مذهبه كي يُلزمه الحجة”.

ويؤكد الكثير من العلماء والمحللين أن ما يشهده اليمن حالياً من عزة وكرامة وما يحققه الشعب اليمني من انتصارات ومناصرة للشعب الفلسطيني وما يقوم به جيشه الباسل من ضربات قاسية للأعداء وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الصهيوني هي ثمرة التحرك الصادق للعالم السيد بدرالدين بن أمير الدين الحوثي.

عبدالودود الغيلي

مقالات مشابهة

  • عبدالرحيم علي يكتب: روح يونيو.. ما أشبه الليلة بالبارحة
  • في ذكرى وفاته .. اليمن يقطف ثمار تحركات عالمه الرباني السيد بدرالدين الحوثي
  • عَـقدُ الصمود وعامُ الفتح الموعود
  • عند التشكيلي أحمد عبد العال.. الفن فكر وصورة يشهدان بألا لا إله إلا الله
  • مهندسو الأحرار يردون على المشككين في قدرة الحزب على إنتاج نخب عالية
  • حزب تقدم:محمود المشهداني مرشحنا الوحيد لرئاسة البرلمان
  • غلاف التايم ينتقد حالة بايدن في سباق الانتخابات.. ذعر في صفوف الديمقراطيين
  • إخفاق الحزب الديمقراطي في المناظرة الرئاسيّة
  • «الرواية والتاريخ والمجتمع».. مرة أخرى!
  • الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل ستحدد غزة رئيس وزراء باريس القادم؟