وسط فراغ أمني وعنف متفشي.. الأمم المتحدة تبدأ سحب قواتها من الكونغو الديمقراطية
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
من المقرر أن تبدأ الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بسحب قوات حفظ السلام التابعة لها من جمهورية الكونغو الديمقراطية وتسليم أول قاعدة للأمم المتحدة إلى الشرطة الوطنية.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، طالبت جمهورية الكونغو الديمقراطية بالانسحاب على الرغم من مخاوف الأمم المتحدة بشأن العنف المتفشي في شرق البلاد.
وفي كامانيولا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100000 نسمة، بدت الآراء منقسمة عشية الخطوة الأولى لعملية الانسحاب.
وقال أومبيني نتابوبا، رئيس مجلس الشباب المحلي، إنه "ليس قلقا للغاية؛ لكن مستوى انعدام الأمن لا يزال كما هو، مع عمليات السطو المسلح والاختطاف".
الفراغ الأمنيقالت ميبوندا شينغيري، الناشطة الحقوقية، التي اعترفت بالخوف من التأثير على الاقتصاد المحلي بسبب العديد من الأشخاص الذين يعملون في بعثة منظمة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية: "نحيي قرار الحكومة الكونغولية".
وقال آخرون،، إنهم قلقون بشأن "الفراغ الأمني" بمجرد ذهاب القوات الباكستانية المنتشرة في كامانيولا؛ وأضافوا أن "وجودهم يحمينا على الأقل من غزاة رواندا".
ويأتي الانسحاب مع مواجهة كيفو الشمالية لمتمردي حركة 23 مارس الذين استولوا على مساحات شاسعة من الأراضي.
وبعد كيفو الجنوبية، ستغطي مرحلتا الانسحاب الثانية والثالثة إيتوري وكيفو الشمالية، مع تقييمات منتظمة للتقدم المحرز.
وأوضح وزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية كريستوف لوتوندولا أنه يريد الانتهاء من الانسحاب بحلول نهاية هذا العام، على الرغم من أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يحدد موعدا.
واستؤنف القتال العنيف الشهر الماضي حول مدينة غوما، عاصمة كيفو الشمالية؛ لكن السكان المحليين يشتكون من قوات الأمم المتحدة أكثر مما يمدحونهم.
وشعرت بعثة منظمة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية مؤخرا بالحاجة إلى الإشارة إلى أنها "تدعم القوات المسلحة الكونغولية بالدفاع عن مواقعها... وتسهيل المرور الآمن للمدنيين".
وقالت بياتريس توباتونزي، التي تقود جمعية إنمائية في كامانيولا: "إن رحيل الخوذات الزرقاء التابعة لبعثة منظمة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية يهمنا، في وقت تكون فيه البلاد في حالة حرب مع المتمردين المدعومين من جيراننا الروانديين".
وأضافت إنها تريد أن تصدق أن القوات الكونغولية "ستتمكن بسرعة من ملء الفراغ".
تقول كينشاسا والأمم المتحدة والدول الغربية إن رواندا تدعم حركة 23 مارس في محاولة للسيطرة على الموارد المعدنية الهائلة في المنطقة، وهو ادعاء تنفيه كيجالي.
وأصرت الأمم المتحدة على وجوب تعزيز قوات الأمن في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورعاية المدنيين في نفس الوقت الذي تنسحب فيه بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ونزح حوالي ستة ملايين شخص بسبب القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاقتصاد المحلى الحكومة الكونغولية القوات الباكستانية القوات المسلحة انعدام الأمن جمهورية الكونغو الديمقراطية جمهورية الكونغو حفظ السلام قوات حفظ السلام فی جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة منظمة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
سفارة أميركا بجنوب أفريقيا تبدأ استقبال طلبات لجوء الأفريكانرز
بدأت السلطات الأميركية إجراء مقابلات مع مواطنين بيض من جنوب أفريقيا يسعون للحصول على صفة لاجئ في الولايات المتحدة، بسبب ما يصفونه بالاضطهاد الناجم عن النزاعات على الأراضي، وارتفاع معدلات الجريمة، والتمييز العرقي المزعوم ضدهم.
يأتي هذا في وقت يُمنع فيه لاجئون من دول أخرى من دخول الولايات المتحدة أو يُرحّلون منها.
وأفاد 3 من المتقدمين بأنه تم إجراء مقابلات معهم من قبل مسؤولين أميركيين في بريتوريا، العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا، حيث أكدوا أن اللقاءات تميزت بالتعاطف والاستماع الإيجابي.
وحسب مصادر مطلعة، تمت الموافقة على أكثر من 30 طلبًا حتى الآن.
وقال مارك، مزارع جنوب أفريقي رفض ذكر اسمه الكامل حفاظًا على سرية العملية "كان طاقم السفارة ودودًا بشكل استثنائي… شعرت بأن لديهم تعاطفًا حقيقيًا معنا".
ورغم ذلك، امتنعت الإدارة الأميركية وسفارتها في بريتوريا عن التعليق أو الكشف عن أعداد المتقدمين أو الطلبات المقبولة.
هذا التحرك جاء بعد إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في 7 فبراير/شباط الماضي، يدعو فيه إلى إعادة توطين لاجئين من "الأفريكانرز" –وهم أحفاد المستوطنين الهولنديين في جنوب أفريقيا– معتبرًا أنهم "ضحايا تمييز عنصري غير عادل".
وقد أثار القرار جدلا واسعًا، خاصة بعد أن علّق ترامب استقبال اللاجئين من دول أخرى لأسباب أمنية واقتصادية، مما أدى إلى حرمان آلاف اللاجئين من أفغانستان والكونغو من فرصة الدخول رغم اجتيازهم جميع مراحل التحقق الأمني.
إعلانوفي حين قالت منظمة الأمم المتحدة للهجرة إنها رفضت طلبًا من الإدارة الأميركية للمساعدة في إعادة توطين هؤلاء اللاجئين، يواصل العديد من المتقدمين تقديم مطالباتهم وسط موجة من الجدل السياسي والأكاديمي في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.
أسباب اللجوءتحدث بعض المتقدمين عن تعرضهم لهجمات عنيفة في مزارعهم، وعبروا عن شعورهم المستمر بالخطر، حيث ذكر مارك، الذي كان يعمل في قطاع الصناعات الغذائية، أنه أصبح عاطلا عن العمل بسبب سياسات "التمكين الاقتصادي للسود". هذه السياسات تهدف إلى معالجة إرث التمييز العنصري في البلاد.
وفي الوقت الذي أشارت فيه شرطة جنوب أفريقيا إلى أن 44 فقط من أصل 26 ألف جريمة قتل العام الماضي كانت مرتبطة بالمجتمعات الزراعية، يصر المتقدمون على أنهم مستهدفون بسبب عرقهم.
تباين الآراء داخل إدارة ترامبفي مواجهة هذه المطالبات، أعرب بعض المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي عن وجود "ضغوط إدارية" للموافقة على هذه الطلبات، في حين عبّر آخرون عن "استياء صامت" حيال تلك المزاعم التي يعتقدون أنها لا تستند إلى تعريف قانوني واضح للاضطهاد.
ولا يقتصر النقاش فقط على الأوساط السياسية، بل يمتد إلى الأوساط الأكاديمية. تقول نِكي فالكو، مديرة مركز دراسات التنوع في جامعة ويتواترسراند "فكرة الضحية البيضاء تقوم على أن ما يحدث للبيض هو دائمًا أسوأ من غيرهم… فعندما تقع جريمة ضدهم، تصبح مذبحة عرقية".
في المقابل، تشير كاتيا بيدن، إحدى الناشطات في مساعدة البيض على الهجرة إلى أميركا، إلى أنها تشعر بأنها ضحية دائمًا بسبب لون بشرتها، وهي تدير موقعًا إلكترونيًا متخصصًا في هذا المجال.
اللاجئون والأرقام الديمغرافيةيشكل الأفريكانرز نحو 60% من الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، التي تمثل 7.2% فقط من إجمالي السكان البالغ عددهم 63 مليون نسمة.
إعلانورغم أن الأغلبية السوداء تعاني من معدلات بطالة أعلى وامتلاك أقل للثروة، فلا تزال ثلاثة أرباع الأراضي الخاصة مملوكة للبيض، دون تنفيذ فعلي لأي عمليات مصادرة.
وفقًا لغرفة التجارة في جنوب أفريقيا بالولايات المتحدة، أبدى أكثر من 67 ألف شخص اهتمامهم بعرض ترامب.
وحتى عام 2024، لم يكن هناك سوى 70 لاجئًا جنوب أفريقيًا و2043 طالب لجوء في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة التي لا تحدد عرقهم.
وعقب صدور أمر ترامب، أنشأ مئات من المتقدمين مجموعات دردشة على تطبيق "واتساب" لتبادل المعلومات، حتى أنهم ناقشوا إمكانية استئجار طائرة خاصة لنقل كلابهم الأليفة معهم.