أوجاع الوطن العربي بين الشتات والنزوح حاضرة في مهرجان الإسماعيلية الدولي
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
ما خلفته الحرب في سوريا والسودان وما يعانيه أهالي قطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين مع الاحتلال الصهيوني موضوعات فرضت نفسها على أفلام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والمقرر انطلاقه اليوم 28 فبراير حتى الخامس من مارس بمدينة الإسماعيلية.
أفلام وثائقية توثق اوجاع الوطن العربي الذي اثقل بالحروب والشتات والنزوح .
وتشارك فلسطين بالنصيب الأكبر من الأفلام العربية المشاركة في المهرجان لتحتل المركز الثاني في حجم المشاركة بعد مصر الدولة المضيفة للمهرجان، وتبرز القضية الفلسطينية في اربعة افلام تشارك في المسابقات الرسمية.
ففي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة ينافس فيلم" أيوب" للمخرج أجود عبد جرادات- فلسطين إنتاج 2023 .ويسرد الفيلم قصة ثلاثة أطفال أشقاء، أيوب ويحيى وزكريا من أبناء الضفة الغربية يذهبون الى المدرسة يوميا على حمار يسير في منطقة وعرة محاذية بمستوطنات إسرائيلية، في رحلة شاقة مخيفة بالنسبة لأطفال صغار، ولكنهم يحرصون على التعليم، بالرغم أنَّ مدرستهم هدمت أكثر من مرة.
وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة يشارك فيلم الحياة حلوة وهو إنتاج مشترك فلسطين والنرويج وقطر تدور أحداث الفيلم حول محاولة العيش والتغلب على جمود السياسات والبيروقراطية الدولية وذلك من قبل مخرج الفيلم الذي يطوع كافة إبداعه للتواصل مع العالم والمضي قدما.
وفي مسابقة الفيلم الروائي القصير يشارك فيلم "المفتاح "في المسابقة وهو فيلم انتاج مشترك فلسطين بلجيكا فرنسا قطر ويكشف الفيلم بصورة تدريجية حالة هلع تصيب أحد الأسر المستوطنين الإسرائيليين مع تكرار سماع صوت مفتاح غامض يحاول فتح باب البيت كل مساء.
وفي نفس المسابقة ينافس فيلم "مار ماما" للمخرج مجدي العمري وهو يجسد معاناة فتاة فلسطينية مهووسة بالموت بعد أن طاردها موت والدتها والهجمات المتكررة من قبل القوات الإسرائيلية على مدينتها، ورغم محاولات الأب لإلهاء الطفلة بتصوير فيلم بتقنية إيقاف الحركة. لكن محاولاته تفشل ولا تجد الفتاة سوى الخيال للهروب من الواقع.
سورياوتشارك سوريا بفيلمين في مسابقات المهرجان حيث يشارك الفيلم التسجيلي القصير "هنا.. في دمشق"والفيلم يصور امرأة تبحث عن أثر من تحب في زوايا مدينة دمشق، تعرض حالة المدينة المنهكة بعد مرور عدة سنوات من الحرب عليها.
وفي مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة يشارك فيلم " تحت سماء دمشق" للمخرجين هبة خالد، وطلال ديركي، وعلي وجيه انتاج مشترك سوريا،و الدنمارك، وألمانيا، والولايات المتحدة الامريكية و يركز الفيلم على مجموعة من النساء اللاتي يجتمعن سرا في دمشق التي أنهكتها الحرب وذلك تجهيزا لإعداد مسرحية، هذا المشروع الذي يمثل خطورة في ظل العنف الذي تتعرض له النساء في تلك البلاد.
السودانويشارك الفيلم السوداني "إليك يا بلدي سلام" في مسابقة الافلام التسجيلية القصيرة للمخرج محمد فريتاي انتاج السودان 2024 ويصور الفيلم خروج الموسيقي الصافي مهدي في ظروف شديدة الصعوبة جراء الحرب التي اندلعت في الخرطوم في 2023 حيث تفرقت أسرته، ما بين مصر وبورتسودان، ويحاول في عمل ورشة تدريبية لتعليم الموسيقى في بورتسودان، ما بين الرصاص والنوته الموسيقي يجد الصافي ملاذه الآمن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطاع غزة أحداث الضفة الغربية السودان سوريا فی مسابقة
إقرأ أيضاً:
بهجة غائبة.. ألم الفقد والنزوح يلف عيد الفلسطينيين بالضفة الغربية
بأوضاع مأساوية تستقبل عائلة الفلسطيني مروان أبو كباش عيد الفطر، بعدما نزحت قسرا من مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بالمنطقة.
ومنذ أكثر من شهرين تقيم العائلة في غرفة داخل مبنى "نادي طولكرم الثقافي" وسط ظروف إنسانية صعبة بلا أي مقومات للحياة، حيث باتت تعتمد بشكل كامل على المساعدات.
حال هذه العائلة لا يختلف كثيرا عن مصير أكثر من 40 ألف فلسطيني قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إنهم نزحوا من مخيمات شمالي الضفة جراء تواصل الهجوم الإسرائيلي.
وتواصل إسرائيل عملياتها في محافظتي جنين وطولكرم (شمال) منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين، وتخللت ذلك عمليات "اعتقال وتحقيق ميداني ممنهج طال عشرات العائلات، إضافة إلى احتجاز مواطنين رهائن، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية" وفق مصادر محلية.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن ذلك يأتي "في إطار مخطط لحكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين".
إعلان عيد بلا طقوسرب الأسرة مروان أبو كباش يقول إنه يعيش مع أبنائه وبناته وأحفاده وأصهاره في "النادي الثقافي" منذ ما يزيد على 63 يوما عندما نزحوا من منزلهم.
وتابع عن ظروف الحياة داخل هذا المكان: "الوضع صعب جدا وكارثي، فمهما كان السكن، لا شيء يشبه البيت وخاصة في شهر رمضان والعيد".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر منزله المكون من 3 طوابق ومحاله التجارية داخل المبنى وحوّله إلى مكان غير صالح للسكن.
يقول أبو كباش إنه سيكون مختلفا وبلا مظاهر بعدما تشتت الأهل والأقارب في أماكن متفرقة بالضفة حيث لم يعد يعرف أين توجهوا.
وأكمَل "العيد في المخيم يكون مختلفا عنه في بيتك وبين أهلك وناسك، تزور الأهل والأقارب، اليوم الجميع تشتت لا تعرف أين هم".
ورغم هذه الظروف، يسعى أبو كباش للتخفيف عن أحفاده مع اقتراب العيد، لافتا إلى أنه يحاول "لم الشمل" قدر المستطاع وبث روح التفاؤل في نفوسهم.
واستدرك أن العيد سيكون دون مظاهر الفرحة وطقوسه المعتادة حيث تصنع النساء الكعك ويجهزن الحلوى والقهوة كما هو معتاد كل عام.
ويختم بحالة من الأسى قائلا، سنقضي العيد "وسط الحزن والألم على ما حل بنا، وعلى مصيرنا المجهول".
في هذا الوقت من كل عام، كان مخيم طولكرم بشوارعه وأزقته يشع بالزينة ابتهاجا بقرب حلول العيد، إلا أنه يأتي هذا العام وسط ظروف كارثية جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل عليه.
مصطفى أبو غزالة، زوج ابنة أبو كباش، قال "في المخيم كنا نعيش أجواء روحانية واحتفالية برمضان والعيد، الشوارع تتزين والناس تسهر، لكن اليوم لا شيء من ذلك موجود".
إعلانووصف شهر رمضان والعيد بـ"الأصعب" على مدى سنوات حياتهم.
وأشار إلى أن العيد يحل عليهم وسط ظروف صعبة حيث يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، معربا عن حزنه لما حل بهم ولمصيرهم المجهول، كما قال.
وعبر النازح الفلسطيني عن مرارة فقدانه لمنزله بأنه "أصعب شعور يمكن أن يمر به الإنسان".
فرحة مفقودةوعن طقوس العيد، قال أبو غزالة إن العيد بشكل أساسي هو فرحة للأطفال حيث يقضونه بالنزهات واللعب لكنهم اليوم باتوا مشردين بلا شيء.
زوجته "ميرا" قالت بحسرة "في مثل هذا الوقت (في الأعياد السابقة) كنت مع أقاربي نحضّر كعك العيد".
وأضافت "الكعك فرحة للأطفال وحتى الكبار، له أجواء خاصة من لمة العائلة وإعلان فرح، لكن هذا العام لم نصنع الكعك".
وأشارت إلى أن العدوان الإسرائيلي حوّل حياتهم إلى لحظات حزن، لافتة إلى أنهم "سيفتقدون خلال العيد الكعك والفرحة والبهجة".
ومنذ بدئه الحرب على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 938 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 164 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.