الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: وجّه حزب الله اللبنانيّ وباعترافٍ إسرائيليٍّ صفعةً مدويّةً لكيان الاحتلال عندما نشر فيديو وثّق فيه زيارة قائد جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هليفي وقائد المنطقة الشماليّة إلى الحدود مع لبنان، وقالت المصادر الأمنيّة في تل أبيب إنّ هذه الخطوة تدخل في إطار الاستفزازات والتحرشات التي يقوم بها الحزب مؤخرًا وتؤكِّد استعداده وجاهزيته لخوض حربٍ ضدّ الدولة العبريّة، وأنّ الفيديو هو بمثابة انتصارٍ إضافيٍّ لحزب الله في المعركة على كيّ الوعيْ.

 معظم مشاكل الجيش الإسرائيليّ تظهر في ‎فيديو من 27 ثانية  والفيديو الذي تبلغ مدته 27 ثانية ظهر فيه إلى جانب هليفي، قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين وقائد فرقة الجليل وقائد اللواء الشرقي، خلال جولة حدودية على موقع العباد مقابل بلدة حولا اللبنانية.  وقد علق شاي ليفي، مراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ على تويتر على المقطع: “معظم مشاكل الجيش الإسرائيلي تظهر في ‎فيديو واحد”، وبدوره، كتب نوعم أمير مراسل القناة 14: “كان من الممكن أنْ تكون هذه ضربة افتتاحية قاتلة للغاية”.  إلى ذلك، قال رئيس مجلس الأمن القومي السابق مئير بن شبات إنّ اسرائيل “من المحتمل أنْ تكون قد ردَّت على خيم حزب الله ومظاهرات أنصاره على الحدود بتدابير عسكريّةٍ هجوميّةٍ سريّةٍ ضدّ المنظمة”، حسب تعبيره. الحزب يشُنّ حرب استنزافٍ ضدّ إسرائيل وفي حديث لقناة “i24NEWS AR” الاسرائيلية، صرّح بن شبات “سياسة الاحتواء، عادة ما تحتوي على نشاطات عسكرية هجومية، لكنها تبقى طيّ الكتمان وتُنفّذ تحت الرادار”، مشيرًا إلى أنَّ “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعرف كيف تتصرف حيال حزب الله، وبعض الإجراءات تُتخذ بشكل غير علني”.  واستبعد بن شبات أنْ يكون الطرفان قد “يسيران حاليًا باتجاه مواجهة عسكرية، بفضل الردع الذي تحقق في حرب لبنان الثانية 2006، وأثبت نفسه ولا يزال”.  وشبّه ما يدور بين كيان العدو وحزب الله بـ “حرب استنزاف”، لافتًا إلى أنَّ “إسرائيل يجب أنْ تبقى على أهبّة الاستعداد لاحتمال انزلاق هذا الاستنزاف إلى مواجهة مُسلّحة تخرج عن السيطرة”.  وأضاف: “إسرائيل لا تتسرع في شن حرب، لكنها تستعد لهذا السيناريو باستمرار، وهي تأخذ بعين الاعتبار، أنّ خيار الحرب يحمل في طيّاته، معركة متعددة الجبهات”. خلافٌ حادٌّ داخل الجيش حول الحرب مع حزب الله

في السياق عينه، كشفت مصادر أمنيّة، وُصِفت بأنّها رفيعة المستوى النقاب، عن وجود نقاشٍ مستمرٍ في قيادة جيش الاحتلال حول ما إذا كانت الحرب ضدّ (حزب الله) ستتحول في الأيام المقبلة إلى أمرٍ حتميٍّ، وما إذا كان من الذكاء شنّ ضربة استباقية أوْ تأخير الصراع لأطول فترةٍ ممكنةٍ، والاكتفاء بالردّ على أيّ هجومٍ تُقدم عليه المنظمة اللبنانيّة.

ومضت المصادر قائلةً، وفق صحيفة (جيروزاليم بوست) أنّ كبار قادة جيش الاحتلال يناقشون في الوقت الحالي ما إذا كانوا سيستخدمون القوة لإزالة الخيمة التي لا تشكل نسبيًا أي مشاكل من حيث الحجم والخطر من مزارع شبعا، وفي حال اتخاذ القرار باستخدام القوة، يبقى السؤال متمركزًا حول مقدارها والوقت المحدد لها.

 وشدّدّت المصادر عينها على أنّ الأغلبية الساحقة من كبار ضباط الجيش الإسرائيليّ تقريبًا اتفقوا في البداية، حسب “جيروزاليم بوست”، على محاولة إقناع حزب الله بإزالة خيمتين نصبهما قبل أكثر من شهر باستخدام الدبلوماسية من خلال اليونيفيل. لكن بعد مرور كل هذا الوقت، واكتفاء الحزب بإزالة إحدى خيمتيه، يريد عدد متزايد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي إنهاء هذه القضية بسرعة وبالقوة، ومن دون مزيدٍ من التأخير. حتى أنّ بعضهم نقل للصحيفة دعمه الواضح الأسبوع الماضي لفكرة شن عمليةٍ عسكريّةٍ واسعة خلال النقاشات الجارية.

وعلى المقلب الآخر، لا يزال آخرون من ضباط الجيش الإسرائيلي، يفضلون إجراء مفاوضات مطولة، حتى بضعة أشهر أخرى، لاقتناعهم بأنّ سحب القضية من التغطية الإعلامية، سيؤدي إلى ترسيخ قناعة عند حزب الله بالانسحاب، خصوصًا إذا عُرضت عليه بعض الإغراءات.

 

دوافع الحرب

 

وفي معرض شرحها للنقاش الدائر بين ضباط الجيش الإسرائيلي، أوضحت الصحيفة أنّ أولئك الذين يرون أنّ الحرب مع حزب الله حتمية، ويفضلون الضربة الاستباقية، لا ينفكون عن ترديد لازمة أنّ مواجهة الحزب على ما أطلقوا عليه تسمية البؤرة الاستيطانية في شبعا، هو أمرٌ منطقي للغاية. وهؤلاء لا يخشون اندلاع حربٍ غير ضرورية عن طريق الخطأ، لأنهم يميلون إلى افتراض أنّ وقوع حرب أكبر هي مسألة وقتٍ وحسب. وفي هذه الحالة، فإنّهم يفضلون أنْ تأخذ إسرائيل زمام المبادرة وتهيئ ساحة المعركة وتكون قادرة على الاستفادة من عامل المفاجأة.  أمّا عن السبب الذي يدفع عدد كبير من الضباط إلى تشجيع القيام بعملٍ عسكريٍّ لإزالة الخيمة، فتعزوه الصحيفة إلى إقرار قائد منطقة الشمال اللواء أوري جوردن، بقدرة الحزب على إطلاق حوالي 4 آلاف صاروخ يوميًا في الأيام الأولى من الحرب المحتملة على شمال إسرائيل، بما في ذلك حيفا وطبريا ومواقع رئيسية أخرى. علماً أنه خلال حرب غزة عام 2014، قال الجيش الإسرائيلي إنّ حركة حماس أطلقت حوالي 4500 صاروخ على إسرائيل خلال فترة الخمسين يوماً بأكملها، أي ما يُعادل 90 صاروخاً في اليوم.  وانطلاقًا من ذلك، يعتقد قادة الجيش الإسرائيلي الذين يشجعون فكرة العملية العسكرية، بأنّه يمكن تقليص قدرات حزب الله الصاروخية بشكلٍ كبيرٍ من خلال عمليةٍ استباقيّةٍ تدمر شبكات اتصالاته وبعض أدق أسلحته بعيدة المدى، لافتين بأنّ قادة آخرين بالجيش يتعقدون أنّ السيِّد نصر الله هو الزعيم الأكثر ردعًا الذي تُواجِهه إسرائيل اليوم.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

آلاف المغاربة يتظاهرون مجددا للتنديد بحرب الإبادة في غزة ومطالبة بإنهاء التطبيع

جدد آلاف المغاربة، اليوم الجمعة احتجاجاتهم التضامنية مع قطاع غزة والرافضة لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين منذ أكثر من قرابة 15 شهرا، مطالبين بوقف الحرب وإنهاء التطبيع مع الاحتلال.

وجاءت المظاهرات استجابة لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التي دعت إلى تنظيم جمعة طوفان الأقصى  الـ63 تحت شعار "التطبيع جريمة".

ونظمت وقفات "جمعة الغضب" بمدن من بينها، الرباط، وجدة، أزمور، زايو،  الدار البيضاء، أحفير، قصبة تادلة، فاس، خريبكة، جرسيف، تنغير، بني تجيت، بركان، الحسيمة، مكناس، الفقيه بنصالح، سيدي سليمان، تازة، جرسيف، اليوسفية، جرادة، القنيطرة، بني ملال.

وندد المحتجون، بحرب الإبادة التي لازال يمارسها الكيان الصهيوني في حق غزة وخاصة بالشمال واستنكارا لسياسة التجويع ومحاولات التهجير القسري.

كما طالب المحتجون بوقف التقتيل ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه منددين بالتواطؤ والدعم الأمريكي والغربي، مع تجديد الدعوة لإسقاط كل أشكال التطبيع مع الكيان.

وحافظ المغاربة على نسق متصاعد في فعاليات التضامن مع قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة، منذ الأيام الأولى لاندلاع هذه الحرب في السابع من تشرين أول / أكتوبر من العام الماضي.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، استأنف المغرب وإسرائيل علاقتهما الدبلوماسية بوساطة أمريكية، في خطوة أعربت قطاعات شعبية وقوى سياسية في المملكة عن رفضها، وأعقب ذلك زيارة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى إلى الرباط، توقفت مع بدء الحرب على غزة، لكن دون قطع العلاقات الدبلوماسية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 152 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

إقرأ أيضا: المغاربة يتظاهرون رفضا للحرب ضد فلسطين ولبنان ومطالبة بإسقاط التطبيع (شاهد)

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء اللبناني يزور بلدة الخيام في الجنوب بعد انسحاب إسرائيل منها
  • تسييس الجيش الإسرائيلي لتعميق هيمنة الفاشية
  • اليمن وجباليا يقضيان على وهم انتصار الكيان
  • بالفيديو.. ضابطة أمريكية سابقة تفجّر فضيحة.. “الكيان الصهيوني يحرق أطفال غزة أحياء”
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال شخصين جنوبي سوريا
  • الجيش الإسرائيلي يعلن فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن | فيديو
  • الجيش الإسرائيلي: إنذارات في عدة مناطق وسط إسرائيل إثر إطلاق صاروخ من اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يُهاجم إبنة نصرالله.. ماذا قال عنها؟
  • آلاف المغاربة يتظاهرون مجددا للتنديد بحرب الإبادة في غزة والمطالبة بإنهاء التطبيع
  • آلاف المغاربة يتظاهرون مجددا للتنديد بحرب الإبادة في غزة ومطالبة بإنهاء التطبيع