فضيحة تُربِك الكيان: فيديو الجنرال هليفي بالحدود اللبنانيّة انتصارٌ إضافيٌّ لحزب الله.. نصر الله الأكثر ردعًا بالمنطقة ويقوم بحرب استنزافٍ… خلافٌ حادٌّ بالجيش حول الحرب من عدمها
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: وجّه حزب الله اللبنانيّ وباعترافٍ إسرائيليٍّ صفعةً مدويّةً لكيان الاحتلال عندما نشر فيديو وثّق فيه زيارة قائد جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هليفي وقائد المنطقة الشماليّة إلى الحدود مع لبنان، وقالت المصادر الأمنيّة في تل أبيب إنّ هذه الخطوة تدخل في إطار الاستفزازات والتحرشات التي يقوم بها الحزب مؤخرًا وتؤكِّد استعداده وجاهزيته لخوض حربٍ ضدّ الدولة العبريّة، وأنّ الفيديو هو بمثابة انتصارٍ إضافيٍّ لحزب الله في المعركة على كيّ الوعيْ.
معظم مشاكل الجيش الإسرائيليّ تظهر في فيديو من 27 ثانية والفيديو الذي تبلغ مدته 27 ثانية ظهر فيه إلى جانب هليفي، قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين وقائد فرقة الجليل وقائد اللواء الشرقي، خلال جولة حدودية على موقع العباد مقابل بلدة حولا اللبنانية. وقد علق شاي ليفي، مراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ على تويتر على المقطع: “معظم مشاكل الجيش الإسرائيلي تظهر في فيديو واحد”، وبدوره، كتب نوعم أمير مراسل القناة 14: “كان من الممكن أنْ تكون هذه ضربة افتتاحية قاتلة للغاية”. إلى ذلك، قال رئيس مجلس الأمن القومي السابق مئير بن شبات إنّ اسرائيل “من المحتمل أنْ تكون قد ردَّت على خيم حزب الله ومظاهرات أنصاره على الحدود بتدابير عسكريّةٍ هجوميّةٍ سريّةٍ ضدّ المنظمة”، حسب تعبيره. الحزب يشُنّ حرب استنزافٍ ضدّ إسرائيل وفي حديث لقناة “i24NEWS AR” الاسرائيلية، صرّح بن شبات “سياسة الاحتواء، عادة ما تحتوي على نشاطات عسكرية هجومية، لكنها تبقى طيّ الكتمان وتُنفّذ تحت الرادار”، مشيرًا إلى أنَّ “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعرف كيف تتصرف حيال حزب الله، وبعض الإجراءات تُتخذ بشكل غير علني”. واستبعد بن شبات أنْ يكون الطرفان قد “يسيران حاليًا باتجاه مواجهة عسكرية، بفضل الردع الذي تحقق في حرب لبنان الثانية 2006، وأثبت نفسه ولا يزال”. وشبّه ما يدور بين كيان العدو وحزب الله بـ “حرب استنزاف”، لافتًا إلى أنَّ “إسرائيل يجب أنْ تبقى على أهبّة الاستعداد لاحتمال انزلاق هذا الاستنزاف إلى مواجهة مُسلّحة تخرج عن السيطرة”. وأضاف: “إسرائيل لا تتسرع في شن حرب، لكنها تستعد لهذا السيناريو باستمرار، وهي تأخذ بعين الاعتبار، أنّ خيار الحرب يحمل في طيّاته، معركة متعددة الجبهات”. خلافٌ حادٌّ داخل الجيش حول الحرب مع حزب الله
في السياق عينه، كشفت مصادر أمنيّة، وُصِفت بأنّها رفيعة المستوى النقاب، عن وجود نقاشٍ مستمرٍ في قيادة جيش الاحتلال حول ما إذا كانت الحرب ضدّ (حزب الله) ستتحول في الأيام المقبلة إلى أمرٍ حتميٍّ، وما إذا كان من الذكاء شنّ ضربة استباقية أوْ تأخير الصراع لأطول فترةٍ ممكنةٍ، والاكتفاء بالردّ على أيّ هجومٍ تُقدم عليه المنظمة اللبنانيّة.
ومضت المصادر قائلةً، وفق صحيفة (جيروزاليم بوست) أنّ كبار قادة جيش الاحتلال يناقشون في الوقت الحالي ما إذا كانوا سيستخدمون القوة لإزالة الخيمة التي لا تشكل نسبيًا أي مشاكل من حيث الحجم والخطر من مزارع شبعا، وفي حال اتخاذ القرار باستخدام القوة، يبقى السؤال متمركزًا حول مقدارها والوقت المحدد لها.
وشدّدّت المصادر عينها على أنّ الأغلبية الساحقة من كبار ضباط الجيش الإسرائيليّ تقريبًا اتفقوا في البداية، حسب “جيروزاليم بوست”، على محاولة إقناع حزب الله بإزالة خيمتين نصبهما قبل أكثر من شهر باستخدام الدبلوماسية من خلال اليونيفيل. لكن بعد مرور كل هذا الوقت، واكتفاء الحزب بإزالة إحدى خيمتيه، يريد عدد متزايد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي إنهاء هذه القضية بسرعة وبالقوة، ومن دون مزيدٍ من التأخير. حتى أنّ بعضهم نقل للصحيفة دعمه الواضح الأسبوع الماضي لفكرة شن عمليةٍ عسكريّةٍ واسعة خلال النقاشات الجارية.وعلى المقلب الآخر، لا يزال آخرون من ضباط الجيش الإسرائيلي، يفضلون إجراء مفاوضات مطولة، حتى بضعة أشهر أخرى، لاقتناعهم بأنّ سحب القضية من التغطية الإعلامية، سيؤدي إلى ترسيخ قناعة عند حزب الله بالانسحاب، خصوصًا إذا عُرضت عليه بعض الإغراءات.
دوافع الحرب
وفي معرض شرحها للنقاش الدائر بين ضباط الجيش الإسرائيلي، أوضحت الصحيفة أنّ أولئك الذين يرون أنّ الحرب مع حزب الله حتمية، ويفضلون الضربة الاستباقية، لا ينفكون عن ترديد لازمة أنّ مواجهة الحزب على ما أطلقوا عليه تسمية البؤرة الاستيطانية في شبعا، هو أمرٌ منطقي للغاية. وهؤلاء لا يخشون اندلاع حربٍ غير ضرورية عن طريق الخطأ، لأنهم يميلون إلى افتراض أنّ وقوع حرب أكبر هي مسألة وقتٍ وحسب. وفي هذه الحالة، فإنّهم يفضلون أنْ تأخذ إسرائيل زمام المبادرة وتهيئ ساحة المعركة وتكون قادرة على الاستفادة من عامل المفاجأة. أمّا عن السبب الذي يدفع عدد كبير من الضباط إلى تشجيع القيام بعملٍ عسكريٍّ لإزالة الخيمة، فتعزوه الصحيفة إلى إقرار قائد منطقة الشمال اللواء أوري جوردن، بقدرة الحزب على إطلاق حوالي 4 آلاف صاروخ يوميًا في الأيام الأولى من الحرب المحتملة على شمال إسرائيل، بما في ذلك حيفا وطبريا ومواقع رئيسية أخرى. علماً أنه خلال حرب غزة عام 2014، قال الجيش الإسرائيلي إنّ حركة حماس أطلقت حوالي 4500 صاروخ على إسرائيل خلال فترة الخمسين يوماً بأكملها، أي ما يُعادل 90 صاروخاً في اليوم. وانطلاقًا من ذلك، يعتقد قادة الجيش الإسرائيلي الذين يشجعون فكرة العملية العسكرية، بأنّه يمكن تقليص قدرات حزب الله الصاروخية بشكلٍ كبيرٍ من خلال عمليةٍ استباقيّةٍ تدمر شبكات اتصالاته وبعض أدق أسلحته بعيدة المدى، لافتين بأنّ قادة آخرين بالجيش يتعقدون أنّ السيِّد نصر الله هو الزعيم الأكثر ردعًا الذي تُواجِهه إسرائيل اليوم.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
فضيحة نفق رفح تذكّر بحروب اندلعت من خلال أكاذيب.. تعرف عليها
سلطت الفضيحة التي كشفها وزير حرب الاحتلال يؤآف غالانت، بشأن المجرى المائي الذي زعم جيش الاحتلال أنه نفق ضخم عثر عليه في رفح، لاستمرار العدوان وتخريب صفقة الأسرى، الضوء على الأكاذيب التي تجري في الحروب.
ولم تكن كل الحروب التي اندلعت عبر التاريخ، بسبب تهديدات مباشرة أو هجمات مباشرة نتج عنها رد فعل، لكن بعضها نشبت بخطط لإشعال الحروب، عبر أكاذيب وتضليل لتبرير شنها، ليذهب ضحيتها ملايين البشر.
ونستعرض في التقارير التالي أبرز الحروب التي شنت بناء على الأكاذيب:
حادثة خليج تونكين:
في الثاني من آب\أغسطس، 1964 ادعت الولايات المتحدة أن المدمرة الأمريكية "يو أس أس ماين"، تعرضت لهجوم من زوارق طوربيدية، تابعة للفيتناميين الشماليين، في مياه خليج تونكين، وبعدها بيومين، زعمت تعرضها لهجوم ثان، ولم تقدم أية أدلة على وقوع الهجوم أو حدوث خسائر.
وقالت تقارير استخبارية أمريكية، إنها تابعت "أشباحا رادارية" خلال الهجوم، وهو ما أطلق التحذيرات لإطلاق النار من المدمرة.
الكذبة التي تبنتها البحرية الأمريكية، وفرت للرئيس ليندون جونسون، فرصة الحصول على صلاحيات واسعة، للتدخل العسكري في فيتنام، وبالفعل حصل على تفويض من الكونغرس، وخلال فترة قليلة كانت قنابل النابالم، تحرق مساحات واسعة من فيتنام.
لكن الكذبة التي أودت بحياة ملايين البشر، كشفت في وثائق لوكالة الأمن القومي الأمريكي، عام 2005، والتي قالت إن الهجوم الأول لم يؤد لخسائر، والهجوم الثاني لم يقع أصلا، وبنيت الحرب على فيتنام بناء على وهم وأكاذيب.
وخلفت الحرب على فيتنام مليوني قتيل فيتنامي، أغلبهم من المدنيين، وأكثر من 3 ملايين جريح، في حين خسر الأمريكان أكثر من 57 ألف جندي فضلا عن مئات الآلاف من المصابين.
"أنثراكس" كولن باول:
غزو العراق عام 2003، كان إحدى الفضائح التاريخية، لشن غزو على بلد وقتل وتشريد الملايين من سكانه، بناء على كذبة على الهواء مباشرة وأمام أنظار العالم.
وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي، عام 2003، رفع وزير الخارجية الأمريكية كولن باول، أنبوبة فيها مسحوق أبيض، زعم أن بداخله مادة "أنثراكس" الجمرة الخبيثة، كدليل على امتلاك العراق سلاح دمار شامل، بخلاف تعهداته بالتخلص من أسلحته الكيماوية والجرثومية.
وبناء على هذه الكذبة، شنت الولايات المتحدة حربا على العراق، انتهت باحتلاله، وإسقاط النظام، وتمزيق البلاد وإدخالها في نفق مظلم وكارثة اقتصادية واجتماعية، علاوة على الضحايا الذين لا زالوا يعانون من تبعات الغزو.
وبعد عامين من كارثة غزو العراق، أقر باول، أن ما فعله في الأمم المتحدة، كان وصمة عار في حياته السياسية، ووصفت حرب العراق بكذبة القرن.
ونجم عن غزو العراق أكثر من 600 ألف مدني عراقي، فضلا عن أكثر من 4 ملايين جريح ونازح.
Embed from Getty Images
هجوم "غلايفيتز":
الزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر، كان يسعى لغزو بولندا، لكنه كان يبحث عن سبب مبرر لشن الهجوم، وفي أغسطس 1939 زعمت ألمانيا، أن جنودا بولنديين نفذوا هجوما على محطة إذاعية ألمانية في مدينة "غلايفيتز".
وكانت العملية من تنفيذ عناصر جهاز "أس أس" الخاص الألماني، وكانوا يرتدون ملابس جنود بولنديين، وفقا لخطة أطلق عليها "عملية هيسلموت"، لتبرير الغزو أمام العالم.
وبالفعل اجتاحت القوات النازية الأراضي البولندية في اليوم التالي، لتكون شرارة الحرب العالمية الثانية، والتي تحولت إلى أكبر الحروب دموية في التاريخ البشري.
ودفع أكثر من 70 مليون إنسان ثمن الحرب التي أشعلت شرارتها، كذبة لتبرير غزو دولة.
Embed from Getty Images