مَروان مُحمَّد الخطيب

 

يغمرُنِي حَنينٌ طَافحٌ إلى عَينَيكِ،

وتُلقي بي أشواقي إلى مَراقي الشَّواهِقِ والأعلام،

وكأنِّي في جبل التُّوبادِ، مُحَلِّقٌ معَ جميل بُثينةَ، والسَّابقينَ في عهدِهِ المُسَوَّرِ بالأصالةِ،

والمُنَجَّدِ بالعِشقِ العَميقِ المُنير!.

تغمرُنِي أنفاسٌ حَرَّى للُقياكِ،

وللطَّيرانِ سَويَّاً ومعاً،

فوقَ فيافي الحُزنِ والبُرتُقال،

وللتَّكاتُفِ الأبيِّ،

كي نعبرَ يداً بيد،

أرخبيلَ المَشَقَّةِ والرَّهبةِ،

ومُثَلَّثَ برمودا الرَّعُوب،

ونكتبَ مَلحمةَ انتصارِ الحُبِّ على الخَوف،

ثُمَّ نُحلِّقُ مُنْدَغِمَِينِ في سُحُبِ الوِلادةِ ومُزونِ الأخضرِ والأُرجوان…!.

ومعاً نمضي، كما لو كنَّا بَطَلَي رِوايةِ إيزابيل الليندي(سفينة نيرودا)، فأنا دالماو وأنتِ كارمي، وأمامنا صِراعٌ مريرٌ لإسقاطِ فكرِ فرانثيسكو فرانكو وكلِّ مُكَوِّناتِ الفاشيَّةِ ورديفاتِها…!.

ومعاً نمضي، ونجولُ في كلِّ الأمكنةِ المُوحيةِ، من الغابةِ السَّوداءِ في بلادِ الجِرمان، إلى ماضينا الحميمِ في قرطبةَ وغِرناطةَ، ونُعَرِّجُ على باريسَ، ونُرَدِّدُ معَ فيلسوفِها المُعاصر(جان باتيست برونيه): ” العربيَّةُ، كانتْ قديماً لغةَ الفكرِ بامتياز، ولا بُدَّ من أن تكونَ كذلكَ حديثاً”*، وإذَّاكَ يحدونا أملٌ عميقٌ، بأنَّ آتينا سيكونُ زاهياً، وَلَمِيعَاً تحتَ الشَّمس، وبأنَّ القمرَ سيُغَنِّي معنا إشراقةَ حُبِّنا فوقَ الأرضِ والزُّهرةِ والمَرِّيخ، وسيغترفُ د. جون غراي صاحبُ كتابِ (الرِّجالُ من المَرِّيخ…النِّساءُ من الزُّهرة)، مرَّةً خامسةً وسابعةً من ثقافتنا، وسنعودُ بحرفنا وفكرِنا وحُبِّنا خيرَ أمَّةٍ أُخرجتْ للنَّاس…، وسنكونُ معاً يداً بيد، وهاءً بهاء، ونصَّاعدُ كالنُّورِ حاملينَ الصُّبحَ على أكتافنا، كي تنعمَ الأرضُ ومَنْ عليها بالطّمأنيةِ والأمان…!.

…، ونمضي يا عائشتي وروعةَ حُلمي ونبضِي،

ويمضي معنا الأبيضُ المِشفافُ،

تَحَالِيقُ البنفسجِ والسُّنونواتِ والعِقبان،

ونقرأُ للقمرِ ما كان،

وللنَّجمِ الهادي سورةَ الرَّحمن،

ونكتبُ في رِياضِ الرُّوحِ أبجديَّةَ الوَردِ والنَّخيلِ والسِّندِيان،

…، ثُمَّ أقولُ في عِينيكِ السَّاحِرَتين،

فَوقَ ما قالَ أراغونُ في عينيِّ إلسا،

ونمضي معاً حَرفَاً وتُفَّاحةً وسيفاً،

ونقرأُ للَّيلِ فَلسفةَ النَّهار،

وللسَّفَرجلِ فِتنةَ الجُلَّنار،

ونُخاطبُ الحُزنَ معاً:

لنْ تقهرَنا،

لنْ تُسقطَ رايتَنا،

لنْ تُبَدِّدَ أحلامَنا،

ولنْ تقتلَ آمالَنا،

وسنمضي معاً حتَّى آخر الفرح،

وسنكتبُ مُعَلَّقَتَنا بحِبرِ بالا وعُثمان،

ونرفعُ كتابَنَا السَّخيَّ، الشَّهيَّ والبَهِيَّ إلى جلجامشَ وأنكيدو:

إذا كانتِ الأرضُ غيرَ مُتَاحَةٍ للخُلود،

فالفكرةُ المُستنِيرةُ عمَّا قبلها وبعدها،

مَعقُودَةٌ بالعَقلِ العميق،

ومعلوليةٌ إلى كُنهِ السَّرمديَّةِ والخُلود،

والحياةُ،

والفناءُ اللَّصيقُ بها،

جناحان مصطفقان إلى تلك الباقيةِ بلا انتهاء…!.

ونمضي وعائشتي،

إلى عَنَاقيدِ الأكاسيا،

وإلى عِنَبِ سَلجوقَ وبُوطانَ والخليل،

وإلى كُرومِ الزَّيتونِ الكُورانيّ،

ونرقصُ معاً لفجرِ الحُبِّ والقدس،

ونجلو العُتُومَ عن الرُّؤيا،

ونجوبُ الأرضَ بِهِمَّةِ مُحَمَّدٍ بنِ القاسم،

ولا ننسى أوديسيوسَ وبينلوبي،

لكنَّا نعبرُ الأرضَ والسَّماءَ بِنَفَسِ الصَّاعدينَ إلى سِدرةِ المَلكُوتِ…، ثُمَّ نُقَصِّلُ عُنُقَ الأحزانِ…وننتصر…!.

 

مَروان مُحمَّد الخطيب

17/7/2023

———————————-

*أنظر مجلة(العربي) الكويتية، ص68، العدد 775 حزيران 2023م.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

حسن الخطيب: نعمل على تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للاستثمار والتجارة

أكد حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، أنه يتم السعي لتبني آليات فعالة لتشجيع الصادرات وزيادة التصنيع.

وأضاف وزير الاستثمار والتجارة الخارجية خلال كلمته اليوم، الثلاثاء، أمام مجلس النواب، أنه يتم العمل على تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للاستثمار والتجارة، لافتًا إلى أنه سيتم إعطاء القطاع الخاص الدور الرئيسي في تحقيق التنمية وتبني سياسات تجارية تشجع على التبادل التجاري.

 وأوضح وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أنه سيتم زيادة العائد وذلك من خلال إدارة أصول الدولة باستراتيجيات مبتكرة.

مقالات مشابهة

  • الخطيب: تأكيد على دعم الدولة القوية في ظل تصاعد أزمة النازحين
  • عائلة الناشطة عائشة نور محبطة بعد لقاء بلينكن
  • حسن الخطيب: نعمل على تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للاستثمار والتجارة
  • هل تفوّقت القروض والسُلف الإلكترونية على قروض البنوك التقليدية
  • عائشة بن أحمد تُعلق على تكريمها في أيام قرطاج السينمائية
  • نجم "مستر بين" يعود إلى نتفليكس بفيلم كوميدي جديد
  • عائشة بن أحمد تتألق بالأسود في مهرجان أيام قرطاج السينمائي.. صور
  • في ذكراها.. محطات من حياة ماجدة الخطيب
  • عائشة بن أحمد تهدى تكريمها في مهرجان قرطاج لروح فتحي الهداوي
  • تقنية جديدة في الذكاء الاصطناعي.. «عائشة» تدعم طلاب جامعة زايد