الصحبة في الإسلام.. شروط ومواصفات الصاحب الصالح
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
لا يحيا الإنسان وحده في هذه الحياة وهو أحوج ما يكون إلى صحبة صالحة وصديق صدوق. وفي هذا الشأن يقول الشيخ حاتم فوزى محمد البري، كبير أئمة مسجد سيدى إبراهيم الدسوقي، أن الإنسان يستطيع أن يري القريب والبعيد، ولكنه لا يري نفسه إلا في مرآة ، فما هي مرآة المؤمن في هذه الحياة التي يري فيها نفسه على حقيقتها بعيوبها وحسناتها وسيئاتها .
الإجابة في هذا الحديث الشريف الذي قال فيه رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم": " إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى به أذى فليمطه عنه " رواه الترمذي عن أبي هريرة. وأوضح الشيخ حاتم البري أن ديننا أمرنا أن نتخير الصحبة التي تعين على أمر الله، فالأمانة ثقيلة وشهوات النفس طاغية، والنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، وهناك دنيا مزينة وشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم، وهناك الهوى الجامح، ونعم العون علي هذا كله بعد الله عز وجل، هو الصاحب الصالح.
وأضاف الشيخ حاتم البري: الصاحب ساحب إما إلى خير ونجاة، وإما إلى شر وهلاك، قال ابن مسعود: من كان منكم متأسيا فليتأس بمن قد مات أولئك أصحاب رسول الله قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، ولقد كانوا على الهدى المستقيم . فلابد للأنسان المسلم أن يتخير صاحبه ورفيقه ويأسى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، وقوله صلى الله عليه وسام، الأرواح جنود مجنده فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصاحب الصالح الصحبة في الإسلام
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات وسام شعيب .. دار الإفتاء: «منْ كشف عورة أخيه كشف الله عورته»
أثارت تصريحات طبيبة كفر الدوار وسام شعيب ، جدلاً كبيراً، بعدما نشرت مقطع فيديو تضمن وصفًا لحالات حمل سفاح لفتيات، بينهن طفلة 17 عامًا، في شهرها الثامن، وأن أسرتها حاولت إجهاضها، وفيديو آخر تحدث عن سيدة لجأت إلى الزواج العرفي من شاب أصغر منها لتسجيل الطفل باسمه، مؤكدة أن الطفل نتاج علاقة غير شرعية من رجل آخر.
وقالت دار الإفتاء، إن احترام خصوصياتِ الآخرين واجبٌ شرعيٌ وأخلاقيٌ، ومِن مظاهر احترامِ خصوصية الآخرين، -عدم نَشْر المقاطع المُصوَّرة أو المسموعة عن تفاصيل حياتهم وما يصنعونه -سواء كان هذا الصَّنيع مُبَاحًا أو لا-، فالشرع الشريف نَهَى عن نَشْر وإشاعة ما يُعيَّب به المرء؛ لأنَّ فيه تتبُّعًا للعورات.
لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتِهمواستشهدت الإفتاء في فتوى لها، في إجابتها عن سؤال: «كيف حث الإسلام على احترام خصوصية الآخرين؟» بقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَدخُل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه مَن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يَفْضَحه في بيته» (رواه أبو داود).
الشرع الشريف أمر بالستر
وتابعت: إن الشرع الشريف أمر بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعيوبهم، وعدم تتبع عوراتهم، وعدم التشهير بهم؛ لئلا يكون سببًا في نشر السوء من وجه، وسترًا وعونًا على التوبة وإصلاح النفس من وجه آخر؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وواصلت: وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجه في "سننه": «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ»؛ قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 638، ط. دار الحديث): [من ستر مسلمًا اطلعَ منه على ما لا ينبغي إظهارهُ من الزلاتِ والعثراتِ، فإنه مأجور بما ذكره من سترهِ في الدنيا والآخرة؛ فيسترهُ في الدنيا بألَّا يأتي زلةً يَكْرَهُ اطلاعَ غيرهِ عليها، وإن أتاها لم يُطلعْ الله عليها أحدًا، وستره في الآخرة بالمغفرة لذنوبه وعدم إظهار قبائحه وغير ذلك].
وأكملت: قد حرص الإسلام على احترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.
رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تصريحات الطبيبة وسام شعيب، التي أفشت فيها أسرار المرضى، قائلاً: «إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان يحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن».
ونبه الدكتور أحمد كريمة في تصريح له، على أنَّ هناك أسرارًا شخصية وأخرى عامة، وأن كل ما هو متفق عليه أو اقتضى العرف عدم البوح أو الكلام عنه فلا يجوز أن يتم إفشاؤه.
إفشاء الأسرار الشخصية حرام شرعاوشدد على أنَّ الأسرار الأمنية أو العلمية أو العسكرية يحرم تمامًا على الإنسان أن ينشرها، لكونها تضر بالوطن والأمن المجتمعي، كذلك بالأمر بالنسبة للأسرار الشخصية.
منهج الإسلام هو الستروأشار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن منهج الإسلام هو الستر والاستتار، كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَتَر مسلمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (رواه مسلم)، موضحاً أن هذا الأمر يشمل المجتمع الإنساني بأسره وليس فقط المسلمين.
وختم: إن كل فعل فيه إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان فيحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا، لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن.