لوموند: التعبئة المؤيدة للفلسطينيين تتكثف في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن المبادرات المنددة بتواطؤ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في القتل المستمر في غزة تتضاعف، وأصبحت جزءا من المناقشات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى تزايد المظاهرات أمام المباني العامة ومنازل المنتخبين، والتصويت على قرار لصالح وقف إطلاق النار في عشرات المدن.
وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم كورين لينيس مراسلتها في سان فرانسيسكو- من بلدة أوجاي الصغيرة قرب لوس أنجلوس، حيث يقطن 7500 نسمة، لأنها أصبحت المركز الإعلامي للتعبئة المؤيدة للفلسطينيين في ولاية كاليفورنيا، بعد أن اقتحمت مجموعة صغيرة من النشطاء المحليين قاعة المجلس البلدي بقيادة بستاني المناظر الطبيعية سايروس ماير (29 عاما).
واقتحم الشاب، الذي كان يرتدي الكوفية وقماشا مغطى بالحبر الأحمر، يوم 13 فبراير/شباط الجاري قاعة المجلس البلدي، حيث كان المسؤولون المنتخبون مجتمعين، وصرخ "النجدة! أوقفوا إطلاق النار! أوقفوا النار!"، قبل أن ينهار على الأرض وكأنه يتلقى ضربة قاتلة.
ثم أمسك أعضاء المجموعة بالميكروفون وقرؤوا أسماء الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي، وبثت امرأة تسجيلات على هاتفها الخلوي لصراخ الضحايا، وقالت "لماذا لا يفعل أي شخص أي شيء؟".
ويأتي نشطاء أوجاي، في كل اجتماع للمجلس البلدي، للمطالبة بدراسة قرار دعم سكان غزة، ويقول ماير -وهو ابن لأم يهودية أشكنازية وأب إيراني- إن "هذا هو الإجراء الواقعي الذي يمكننا اتخاذه، نحاول الضغط على السلطات المحلية للمطالبة بوقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن الفقر و"وحشية الشرطة" جعلاه "يدرك الظلم" منذ الطفولة.
وبالإضافة إلى مجلس المدينة، استهدفت المجموعة الفندق الفاخر الذي يجذب مشاهير هوليود، والذي تملكه عائلة كراون الثرية في شيكاغو، وهي أحد المساهمين الرئيسيين في شركة جنرال ديناميكس المصنعة للمعدات العسكرية التي تستخدم إسرائيل قنابلها، وبالتالي "تجمع البلدية ضرائب من هذا الفندق الذي يستفيد صاحبه من الإبادة الجماعية للفلسطينيين"، حسب انتقاد ماير.
وفي نهاية المطاف، كانت التعبئة "ناجحة"، حسب الناشط الشاب، إذ تبنى مجلس المدينة دعوة وقف إطلاق النار بأغلبية 3 أصوات مقابل صوت واحد، وبررت العمدة بيتسي ستيكس هذا القرار قائلة إنه "للحد من المعاناة قدر الإمكان".
المظاهرات تتزايد
وليست أوجاي سوى مثال واحد من بين آلاف الأمثلة الأخرى، إذ لم تتوقف التعبئة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة بعد مرور 4 أشهر على بدء الحرب.
بل تتكاثر المظاهرات أمام المباني العامة، كمباني الكابيتول في الولايات والمطارات، بل وحتى أمام منازل المسؤولين والمنتخبين، مثل منازل وزير الدفاع لويد أوستن، ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة التي تقدمت بشكوى، وأمام مقرات شركات النفط مثل شيفرون التي تدير حقل غاز قبالة سواحل إسرائيل.
ومنذ الخريف -كما تقول المراسلة- تبنت أكثر من 70 مدينة، ومن بينها شيكاغو وسياتل وسانت لويس وماديسون ومينيابوليس وأوكلاند وأتلانتا، قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، غالبا بعد مناقشات شاقة وإحجام المسؤولين المنتخبين الذين يفضلون تجنب الاضطرار إلى اتخاذ موقف بشأن الصراع الذي يقسم سكان مدينتهم بشدة.
وفي شيكاغو، أكبر مدينة دعت إلى وقف إطلاق النار، كرر نص قرار البلدية شروط قرار الأمم المتحدة الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقال المستشار الديمقراطي دانييل لا سباتا "هل أعتقد أن تصويتنا اليوم يؤثر بشكل مباشر على السياسة الدولية؟ لا، أنا لا أعيش على الأوهام. لكننا نصوت لمساعدة الناس على الشعور بأنهم مسموعون في عالم الصمت".
وفي مدينة إلينوي، التي تضم أكبر جالية فلسطينية في البلاد وعددا كبيرا من السكان اليهود، أعلن الحاكم جيه بي بريتزكر المقرب من جو بايدن أنه يشعر بخيبة أمل، بعد أن أدلى عمدة المدينة براندون جونسون، بالصوت الحاسم للاختيار بين المعسكرين، 23 صوتا مقابل 23، ليتظاهر المئات من طلاب المدارس الثانوية في الشوارع ضد القصف في غزة في اليوم التالي.
"جُو الإبادة الجماعية"
وأشارت المراسلة إلى أن أغلب القرارات تم تبنيها في ولايات ديمقراطية أو متأرجحة، وقد دعت ممثلة ميشيغان رشيدة طليب، المسؤولة المنتخبة الوحيدة من أصل فلسطيني في الكونغرس الفدرالي، الديمقراطيين إلى إظهار خيبة أملهم من سياسات بايدن من خلال التصويت على خيار "غير ملتزم" بدلا من خيار الرئيس المنتهية ولايته.
وقد حظيت الحملة، التي أطلق عليها اسم "استمع إلى ميشيغان"، بدعم المخرج مايكل مور، وهو من مواطني الولاية في تصويت رمزي إلى حد كبير، لأن بايدن ليس لديه خصم حقيقي في الانتخابات التمهيدية، ولكن هذا التصويت يظهر سخط جزء من المعسكر الديمقراطي على شاغل البيت الأبيض.
ونبهت المراسلة إلى أن بايدن الذي يطلق عليه الناشطون "جُو الإبادة الجماعية"، يرافقه الآن في كل رحلة من رحلاته موكب من المتظاهرين، يرفعون لافتات تدين تواطؤ الولايات المتحدة في عمليات القتل في غزة، كما يواجه على تطبيق تيك توك حيث فتح للتو حسابا -مخالفا تحذيرات إدارته- سيلا من التعليقات المروعة من سياساته.
ويوم الأحد 25 فبراير/شباط الجاري، أضرم آرون بوشنل (25 عاما)، وهو جندي من القوات الجوية لا يريد أن يكون متواطئا في الإبادة الجماعية، النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وسقط وهو يصرخ "فلسطين حرة" قبل أن يموت متأثرا بحروقه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
الصدقة، من أحبّ وأفضل الأعمال لله- عزّ وجلّ- هي الصدقة على المحتاجين والفقراء؛ لأنّ في إخراجها دليلٌ على صحة إيمان العبد بالله- تعالى-، ويقينه بأنّه هو الرزاق سبحانه.
وحثنا رسول -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة، ورَغَّب بها جميع المسلمين حتى النساء.
أفضل الصدقةقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَوْ خَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». متفق عليه، (عن ظهر غنى) معناه أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيا بما بقي معه.
وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في منشور له عبر الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أن من الرحمة، وسلوك الرحمة، وجمال الرحمة، وحلاوة الرحمة أنها تجعل الإنسان يتكلم بالكلم الطيب، والكلمة الطيبة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها كلمة نامية تزيد من صاحبها، ولا تُنقصه في شيء.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} لعلهم يفكرون يعني لعلهم يتدبرون ويتأملون {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}".
وتابع: "الكلمة الطيبة هذه صدقة، الكلمة الطيبة هي كشجرة، إذن ففيها النمو، ثابتة بجذورها في الأرض، وفروعها وصلت إلى عنان السماء، ثم إن ثمرتها تُؤكل وينتفع بها هكذا الكلمة الطيبة.
وعن النبي ﷺ كان يقول: «ورُبَّ الكلمة من رضوان الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا يُبنى له بها بيتٌ في الجنة، ورُبَّ كلمة من سخط الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا ... » أو كلمة يسخر بها « ... تهوي بصاحبها سبعين خريفًا في النار»".
واستشهد بما ورد عن عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح بوجهه هكذا، ثم قال: اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح، وفعل هذا ثلاثًا حتى ظننا أنه ينظر إليها ... » يعني إلى النار ، قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة شق تمرة ... » شق تمرة يعني نصف تمرة تصدق بها فإن «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
وشدد عضو هيئة كبار العلماء على علو منزلة الكلمة الطيبة فقال :"انظر إلى العلو، انظر إلى النقاء، انظر إلى العموم يقول: « ... فمن لم يجد ... » فقير جدا ليس معه نصف التمرة ، هذا الفقير جدًا محروم يعني من الثواب أبدًا « ... فبكلمة طيبة» أخرجه البخاري.
فضل الصدقة للمريضورد عن ما فضل الصدقة للمريض أنه ينبغي على المعافين أن يحمدوا الله على العافية ، ولا يتعرضوا للبلاء ويتقوا أسباب العدوى والمرض وأماكن البلاء، ويهربون من المرض هروبهم من الأسد ، كما ورد في الأثر، كما ينبغي عليهم أن يسألوا الله الصحة والعافية والشفاء، ويتحصنوا بالأذكار والدعاء ، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أن الصدقة دواء لكل الأمراض كما أن الدعاء يدفع البلاء، فقد ورد عن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ ».
وقد ورد فيه كذلك أن الصدقة تمحو المعاصي والذنوب، التي تعد أحد أسباب المرض والبلاء، كما أن فيها دواء للأمراض البدنية وكذلك أمراض القلب، من ضغينة وغل وحسد وحقد كما أن الصدقة من أسباب انشراح الصدر وطمأنينة القلب، أي أنها تؤثر على الحالة النفسية للمريض، مما يساعده على الشفاء، فضلًا عن أن الصدقة تقي المريض ميتة السوء.