سيناتور من داخل مجلس الشيوخ الأمريكي: بوتين لن يخسر "الحرب"
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قال السيناتور رونالد جونسون كبير أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن يخسر هذه الحرب"، متحدثا عن العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.
We need to face reality.
Putin will not lose this war. Russia's war machine is only growing.
Every day the war goes on, more people die and more of Ukraine gets destroyed.
Our goal must be to reduce tensions around the world and stop weakening America with deficit spending,… pic.twitter.com/FEOGNpgEXQ— Senator Ron Johnson (@SenRonJohnson) February 27, 2024
جاء ذلك في فيديو له من قاعة مجلس الشيوخ نشره جونسون بصفحته الرسمية على موقع X للتواصل الاجتماعي، حيث قال إنه، وعلى الرغم من تأييده للشعب الأوكراني، واعتقاده بأن "فلاديمير بوتين شرير"، إلا أن الواقع الذي يتعين مواجهته هو أن "بوتين لن يخسر هذه الحرب".
وتابع: "إن عدد سكان روسيا يبلغ أربعة أضعاف عدد سكان أوكرانيا، وروسيا تنتج نحو 4.5 مليون قذيفة عيار 155 ملم بتكلفة 600 دولار للقذيفة الواحدة سنويا، فيما ينتج الغرب حوالي مليون قذيفة سنويا بتكلفة 5-6 آلاف دولار للقذيفة الواحدة".
إقرأ المزيدوأشار جونسون إلى أن متوسط عمر الجندي الأوكراني الآن يبلغ 43 عاما، وهناك تقارير عن اقتباسات لبعض الدوائر الداخلية لزيلينسكي تقول: "أرسلوا لنا جميع الأسلحة التي لديكم، لكن ليس لدينا الرجال الذين سيستخدمونها".
وأكد جونسون أنه "يكره هذا الواقع"، وأن "تلك حقائق فظيعة"، لكنه تابع: "إذا كنا مهتمين حقا بشعب أوكرانيا فيتعين علينا أن نفهم ما يحدث لبلادهم. هناك 100 ألف قتيل، وربما أكثر على الجانب الروسي، وفي كل يوم تتواصل فيه هذه الحرب يموت المزيد من الأوكرانيين، كما يموت المزيد من المجندين الروس. أعتقد أن سياستنا يجب أن تركز على كيفية البدء في الحد من التوترات في العالم".
وقال جونسون إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تكون الولايات المتحدة "قوية"، وتابع: "يبدأ الأمر بمعالجة ديوننا وعجزنا، فالأمر أصبح خارج عن السيطرة. يبدأ الأمر بتأمين حدودنا، وعدم السماح للرجال في سن الخدمة العسكرية من الصين، ومن 150 دولة مختلفة من جميع أنحاء العالم بالدخول إلى بلادنا دون أي معارضة. يتعلق الأمر باستخدام مواردنا الكربونية والوقود بدلا من رفع تكاليف الطاقة لدينا بشكل مصطنع. يتعلق الأمر بوقف الإنفاق بالاستدانة، حتى لا نستمر في رفع التضخم، وهذه هي الطريقة التي يقوى بها هذا البلد. وهذه هي الطريقة لجعل العالم أكثر أمانا".
المصدر: X
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكونغرس الأمريكي حلف الناتو مجلس الشيوخ الأمريكي وزارة الدفاع الروسية
إقرأ أيضاً:
أي الملوك دام؟!.. المصير الأمريكي (1)
مات جالتونج ولم تمت أمريكا..
لكن هل دام قيصر؟
وهل يبقى سرمديا إقرار سيارتاكوس (اليائس المستنكر) في قصيدة أمل دنقل: لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت، قيصر جديد؟
مسافة هائلة بين تشاؤم سبارتاكوس وهو معلق على مشانق الصباح، وبين نبوءة يوهان جالتونج التحذيرية التي أعلنت سقوط الإمبراطورية الأمريكية هذا العام (2025).
جالتونج عالم رياضيات في الأساس، لكنه اتجه لعلم الاجتماع وأسس مدرسة علمية مختصة بسبل إقرار السلام في العالم، واعتبر أن أمريكا تجسد نموذجا لشيطان الحرب الذي يهدد السلام العالمي، وفي مقال شهير نشر عام 2009 تنبأ جالتونج بسقوط أمريكا عن عرش العالم في عام 2025، ومع تولي ترامب رئاسة أمريكا في الفترة الأولى عجل جالتونج بموعد الموت الأمريكي إلى عام 2020، مرجحا أن سياسات ترامب وأفكاره الشعبوية اليمينة الحمقاء ستشعل فتيل النهايات بوتيرة أسرع، مؤكدا تراجع القوة العالمية للولايات المتحدة وظهور بودار التفكك داخل بنية النظام الأمريكي قبل انتهاء ولاية ترامب، ولما أوشكت الفترة الرئاسية الأولى على الانتهاء وظلت أمريكا تهيمن على العالم سئل العالم الذي توقع قبل سنوات بأحداث بارزة مثل تفكك الاتحاد السوفييتي وانتفاضة ميدان "تيان ان من" في الصين، فقال إن السقوط ليس لحظة فاصلة، لكن الشواهد تؤكد أنه يحدث بالفعل داخل النظام الأمريكي.
وأورد جالتونج حيثيات حكمه تفصيلا في كتاب "سقوط الإمبراطورية الأمريكية.. ثم ماذا؟"، الذي أشار فيه إلى صعود الفاشية داخل أمريكا كمؤشر واضح لتراجعها وانحلالها، واستشهد بتصريحات وسياسات ترامب عن المناهضة للمهاجرين والمنتقدة بجهل استراتيجي لمكونات حلف الناتو والدول الأعضاء لأسباب مالية وليس عسكرية أو استراتيجية.
وأوضح جالتونج أن الانهيار لا يحدث بصورة ثابتة مثل تفكك الولايات كما حدث مع الاتحاد السوفييتي أو الزوال والانقسام المتشظي كما حدث لنموذج الإمبراطورية الرومانية القديمة، لكن للانهيار وجوه متعددة، منها نظرة الدول الأخرى للاستمرار في التعاون لأنها تكتشف أنك لست حليفا جيدا، وتبدأ المشاكل مع الشركاء ويستمر التباعد حتى تضطر لخوض حروبك ونزاعاتك في العالم وحدك أو من خلال مرتزقة ودول سيئة السمعة.
وأوضح جالتونج أن المتابع الجيد يمكن أن يلاحظ بوادر هذا كله، فأمريكا تكتفي في السنوات الخيرة بالقصف من ارتفاعات عالية، واستخدام طائرات بدون طيار تُدار بواسطة أجهزة كمبيوتر من مكاتب خفية مكيفة، وتجنب الحروب النظامية بالاعتماد على شركات مرتزقة وقوات خاصة تقتل في كل مكان بأسوب القتلة المأجورين. وباستثنا دول شمال أوروبا، التي تدعم الحروب الأمريكية، فإن بقية العالم لا تتورط مع أمريكا في جرائمها العسكرية المسيئة للسلام العالمي. ورجح جالتونج ألا يستمر الدعم الأوروبي لمغامرات أمريكا العسكرية بعد عام 2020.
ربما تأخر الموعد الذي حدده جالتونج (رحل عن عالمنا العام الماضي) بعد أن أكد أن اقتحام المتطرفين اليمينيين لمقر الكونغرس الأمريكي هو الإعلان الأوضح لسقوط النظام الأمريكي، حتى لو لم يكتمل السقوط شكليا، لكن الفكرة طرحت نفسها، وكان من الممكن أن ينال السوس من عصا سليمان فيبدو الموت معلنا، لكن النظام مات وإن ظلت جثته واقفة استنادا على عصا مؤقتة.
التشبيه بحالة سليمان يخصني، لكنه يعبر عن المعنى الذي شرحه جالتونج بكلمات واستشهادات كثيرة.
المقال لا يركز على عرض كتاب جالتونج ولا سيرته العلمية، لكنه يركز على سؤال "المصير الأمريكي"، ويستخدم في ذلك محتوى الكتاب ونبوءة العالم النرويجي الذي ظل مرشحا طويل الأمد لجائزة نوبل دون أن يحصل عليها لأسباب مفهومة. ومن المعروف أن الحديث عن موعد السقوط الأمريكي قديم ومتكرر، وهناك أبحاث ودراسات كثيرة ناقشت ذلك، لكنها ظلت لفترة طويلة تعتمد على افتراضات نظرية ومقارنات تاريخية، وأحيانا أمنيات فكرية للمعارضين والمحذرين لنموذج الهيمنة الأمريكي، كما أن عددا من مستودعات الأفكار ومراكز الدراسات الاستخباراتية داخل أمريكا اهتمت بأسئلة المصير لتجنب التعجيل بالسقوط.
فالقوة البراجماتية التي تحكم أمريكا تعرف أن لكل دولة دورة معروفة؛ تبدأ بالميلاد والطفولة ثم الفتوة والشباب وصولا إلى الشيخوخة والوهن، لذلك انشغلت تلك المراكز البحثية في مهمة مد فترة القتوة والشباب وتأجيل الشيخوخة لأقصى مدى، عن طريق آليات التجديد والإحلال وامتصاص الدماء من الشعوب الأخرى، وإضعاف دول العالم لتظل أمريكا الأقوى والأكثر سيطرة
عاد ترامب إلى البيت الأبيض مجددا بعد فترة هزلية مأساوية أظهر فيها المرشح الجمهوري جو بايدن الصورة الحقيقية للنظام، على طريقة الصورة الحقيقية لدرويان جراي في رواية أوسكار ويلد، كشاب ارستقراطي مستهتر يبيع روجه للشيطان مقابل صفقة يظل فيها على جمال مظهره وشبابه بينما تتحمل صورته كل جرائمه وآثامه، ويظل دوريان يخدع الناس ويحرص على إخفاء صورته القبيحة في قبو مظلم أسفل القصر، لكن درجة القبح وصلت إلى درجة لا تحتمل وتهدد بفضح حقيقته في يوم ما، فيقرر التخلص منها، وهو لا يدرك أنه يساعد بنفسه في التخلص من نفسه.
ومن هنا تتكشف لنا القصة المأساوية العميقة خلف شعار ترامب عن ضرورة العمل من أجل "عودة أمريكا عظيمة مرة أخرى". الشعار يتضمن اعترافا بسقوط أمريكي جزئي، والادعاء بأن دوريان جراي وحده هو القادر على حل كل المشكلات واستعادة العظمة المفقودة والمجد الضائع..!
القصة الواقعية للحال الأمريكي الآن وللمصير الأمريكي المنتظر خلال سنوات قليلة أكثر إثارة من حديث الافتراضات النظرية في السنوات السابقة، ومن استشهادات الأدب وأفلام الغزو الفضائي للأرض، خاصة بعد الدعم الأمريكي الوقح للإبادة في فلسطين عموما (غزة والضفة أيضا)، وانكشاف الصورة القبيحة للوجه الأمريكي في التعامل مع مفارقة (غزة/ أوكرانيا)، وترحيل مقيمين ومهاجرين يدرسون في الجامعات الأمريكية لاسباب تتعلق بالتظاهر الاحتجاجي السلمي والإدانة الإنسانية للإبادة، كذلك حديث ترامب عن ضم جرينلاند والتعامل المتغطرس مع العالم كله وليس أمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط فقط.
فالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على العالم أعادت للأذهان أسلوب الجزية الرومانية التي مهدت مع عوامل داخلية وخارجية بسقوط روما، وهو ما تناقشه هذه السلسلة من المقالات للتعرف العلمي والواقعي على المصير الأمريكي.
وفي المقال المقبل نواصل..
[email protected]