البوابة:
2024-07-07@23:16:47 GMT

مصفاة الخرطوم: نهب كميات ضخمة من الذهب

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

مصفاة الخرطوم: نهب كميات ضخمة من الذهب

أعلنت السلطات السودانية، عن نهب كميات كبيرة من الذهب، من مصفاة الخرطوم الحكومية نتيجة للحرب الدائرة في البلاد.

وقال وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، إنه تم نهب ما يقارب 2700 كيلوغرام من الذهب، من المصفاة، منوها إلى أنه لم يتم حتى اللحظة تحديد الجهة المسؤولة التي تقف وراء ذلك.

وأكد الوزير إبراهيم، أن احتياطي السودان من الذهب، يتواجد في أماكن آمنة، مبينا حرص الحكومة على إجراء مسح جيولوجي لتقدير مخزون المعادن، بما في ذلك اليورانيوم، بهدف تمكين السودانيين من الاستفادة من قروض مقابل هذه الموارد.

وأشار، إلى أن إيرادات السودان تراجعت بنسبة 80 في المئة، وأن الحكومة تعمل على إعادة جلب خبراء التعدين الذين غادروا البلاد لمواصلة نشاطهم هناك.

وأدت الحرب المستمرة في السودان منذ 10 أشهر، إلى توجيه ضربة قاضية للاقتصاد السوداني، الذي كان بالفعل يعاني من الاستنزاف بعد سنوات من الحروب والعزلة.

وتسبب إغلاق المصارف وتعليق حركة الاستيراد والتصدير، بالإضافة إلى انهيار قيمة العملة المحلية، في تفاقم الوضع الاقتصادي.

واندلعت المعارك في البلاد في أبريل/نيسان الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (المعروف بـ "حميدتي")، مما أسفر عن آلاف القتلى، بينهم من 10 إلى 15 ألف قتيل في إقليم دارفور (غرب السودان)، وفقا لتقديرات من الأمم المتحدة. وأدى القتال أيضا إلى نزوح أكثر من 10 ملايين سوداني داخل البلاد وإلى الدول المجاورة.

كما تراجعت قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار منذ بداية الحرب، حيث وصل سعر الصرف للدولار إلى 1200 جنيه مقابل 600 جنيه في أبريل/نيسان الماضي. كما أدى الصراع إلى توقف 70% من فروع المصارف في مناطق القتال، وذلك وفقًا لتقرير لبنك السودان المركزي.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: من الذهب

إقرأ أيضاً:

أزمة اللاجئين السودانيين

وأنا أتابع المآسي الناتجة عن المعارك الدائرة في السودان بين فصيلين سودانيين، والثمنَ الباهظ الذي دفعه السودانيون من جراء ذلك، تذكرتُ تصريحًا للرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين، بطل الملاكمة السابق، عندما عرض على ألدِّ أعدائه الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، تسويةَ خلافاتهما في حلبة الملاكمة، بدلًا من إدخال الشعبين التنزاني والأوغندي في متاهات الحروب، التي هما في غنى عنها، وأتصور أنّ هذا الاقتراح هو الأنسب لعبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، ومحمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع في السودان؛ فعندما يتقابلان على حلبة الملاكمة أو المصارعة، فإنهما بذلك سيحقنان دماء السودانيين الأبرياء، وسيوِّفران الكثير للشعب السوداني الذي يدفع الثمن غاليًا في المنافي الداخلية والخارجية.

بعد مرور أكثر من عام على حرب السودان، تزداد معاناة ملايين السودانيين الفارين من جحيم الأوضاع الكارثية، وهي المعاناة الأسوأ على مدار تاريخ كلّ الحروب التي شهدتها القارة السمراء، ولعل الصديق الصحفي السوداني أحمد قاسم البدوي، كان دقيقًا في وصف حالة هؤلاء، في تقرير عنونه لموقع «تسامح نيوز» بـ«النازحون السودانيون: رحلة الفرار من الموت إلى الموت».

غطت أخبار غزة على ما يجري في السودان، الذي تُرك يواجه مصيره بمفرده، مع بعض التدخلات العربية لطرف على حساب طرف آخر، ولكن هل انتبه العرب إلى أنّ ما يعادل ربع سكان السودان قد فرّوا من مساكنهم، حسب إحصائية جديدة بشأن النازحين واللاجئين في السودان؟! التفاصيل التي نقلتها وكالة «أسوشيتد برس» عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تشير إلى أنّ حوالي ثمانية ملايين شخص فرّوا من منازلهم جراء الحرب في السودان، وأنّ عدد النازحين داخليًّا وصل إلى أكثر من عشرة ملايين شخص، ولجأ أكثر من مليوني شخص إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان ومصر وكينيا، والحالة كهذه فإنّ الهجرة والنزوح لا يخلوان من المخاطر، إذ حذرت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة الأطراف المتحاربة من وجود خطر جدي من انتشار المجاعة والموت على نطاق واسع في منطقة دارفور الغربية وأماكن أخرى في السودان، إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية، حيث الاحتياجات الإنسانية «ضخمة وحادة وفورية».

في تقريره يرسم أحمد قاسم البدوي صورة قاتمة السواد للاجئين إلى مصر - وهو واحدٌ منهم، بعد أن خاض التجربة مع والدته وبعض أهله - ففي الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة النزاع المسلح بين قوات الجيش السوداني وقوات مليشيا الدعم السريع، تحوّلت المدن المأهولة بالسكان إلى مدن أشباح، تفوح منها رائحة الموت والدمار، ويلوذ منها الناجون بأرواحهم فرارًا من مصير مجهول إلى مصير آخر لا يقل سوءا، وعن اختيار السودانيين للجوء شمالًا يذكر البدوي أنه في الوقت الذي يعيش فيه آلاف النازحين السودانيين أوضاعًا مأساوية على تخوم غابات إقليم الأمهرة الأثيوبي، بعد أن احتجزتهم السلطات الأثيوبية هناك، يفضِّل غالبية السودانيين من ضحايا الحرب رحلة الفرار شمالًا إلى مصر، ولكن مع ذلك فإنّ تلك الرحلة لا تخلو من المخاطر بأيِّ شكل كان، ويدلل على ذلك بما أظهرته أرقام الموت المختلفة، خلال أسبوع واحد فقط؛ ومنها وفاة أسرة سودانية كاملة في حادث سير في الطريق إلى أسوان، وغيرها من حوادث الموت عطشًا تحت ضربات الشمس الحارقة في قلب الصحراء.

في ظروف كهذه، تنشط بعض الجماعات التي تستغل الظروف والتي تعمل دون ضمير، للاستفادة من الوضع بإدخال السودانيين إلى مصر بطرق غير مشروعة؛ لذا - كما يقول البدوي - يتعرض العديد من المهاجرين بهذه الطرق إلى حوادث مختلفة، وشهدت مستشفيات مدينة أسوان استقبال العديد من حالات الحوادث، إلى جانب امتلاء مشرحة مستشفيات أسوان بالموتى السودانيين، وكشفت تقارير صحفية أنّ جملة الوفيات في أسبوع واحد بلغت ٢٤ حالة، (لحظة كتابة المقال) هذا فضلا عن حالات أخرى في الطريق إلى مستشفيات أسوان، ممَّا جعل القنصلية السودانية هناك تطلق تحذيرًا لمواطنيها ورعاياها من خطورة الدخول إلى مصر بطرق غير شرعية، لما يعرِّضهم للخطورة والمساءلة القانونية، عدا الحوادث المرورية للمركبات المستعملة في التهريب، والتعرض للنهب والابتزاز من قبل عصابات تهريب البشر، وهو ما يعرّضهم أيضًا لمخالفة القانون المصري. وما لم يذكره القنصل هو أنّ هؤلاء كانوا أمام خيارين أحلاهما مُر، فلا أمان في السودان وقد شهدت عمليات القتل والنهب والانتقام، وليس أمامهم إلا الهروب.

وإذا كان البدوي قد تناول تجربته ومشاهداته عن اللاجئين السودانيين إلى مصر، فماذا إذا قرأنا عن مأساة المهاجرين إلى الداخل وإلى ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وأثيوبيا؟ بالتأكيد هي ليست أقل مأساوية؛ فالإنسان يعيش دائمًا على أمل، لذا نجده يهرب من الموت إلى موت قد يكون أشدَّ إيلامًا، رغم أنّ طعم الموت واحد.

وبعيدًا عن المآسي الإنسانية، فإنّ الكاتب والصحفي السوداني عزمي عبد الرازق، يرسم - في مقال نشره في موقع «الجزيرة نت» - صورة قلمية محزنة عن حال العاصمة السودانية الخرطوم، التي لم تعد كما كانت؛ فلا شيء مما تبقّى فيها يدلّ على أنها هي الخرطوم، عروس النيلَين، بعبقها وأصالتها، فيتعذّر التعرُّف عليها، بعد تدمير الكثير مِن معالمها الأثرية النادرة أو محوها بالكامل، حيث أصاب الدمار متحف الخرطوم الطبيعي، الذي نفقت فيه كلُّ الحيوانات والطيور نفوقًا بطيئًا، بسبب العطش والجوع، ولا توجد منه عيّنات أخرى في السودان.

عندما يفقد الوطن - أيّ وطن - الأمن والسلام، لا بد أن يحنّ للأيام الخوالي، التي كان الناس يعيشون فيها في أمان، والمثير للانتباه أنّ هذا ما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن، ممّا يؤكد أنّ البديل كان أسوأ ولهذا السبب ثار الناس.

إنّ الأوضاع اللا إنسانية التي يحياها ملايين السودانيين جراء الحرب بين فصيلين أو شخصين، تنذر بمزيد من المآسي والدمار وتشتيت الشعب السوداني في المنافي الداخلية والخارجية. ويتساءل الكثيرون عن نهايات الحرب، و«الكثيرون» المقصودون هنا هم «السودانيون»، لأنّ العرب - على ما يبدو - لا يأبهون بما يحصل في السودان ولا في غزة، ولا في غيرهما من البلدان العربية؛ ولكن - رغم تفاؤلي الدائم - فإني لا أرى ضوءا في النفق، لأنّ هناك من يغلب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن، والنتيجة هي أنّ البلد الواحد يصبح أكثر من بلد، ويصبح لكلِّ إقليم أو ولاية أو محافظة قطعة قماش ترفرف في الهواء تُسمى «عَلَمًا»، وهذا ما حدث في أكثر من بلد عربي، وأستذكر هنا ما قاله السلطان قابوس -طيب الله ثراه-: «إنّ وجود نظام قوي في أيِّ بلد، أفضل من وجود نظام ضعيف»، وهذه حقيقة، ولكن كيف إذا كان النظام أصلًا ضعيفًا ولكنه مرتهنٌ بالخارج، ينفذ أجنداته فقط؟ أليس في ذلك دمار للوطن؟!

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب « الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • أزمة اللاجئين السودانيين
  • فلسطيني بين حربين.. ألم غزة ونزيف السودان
  • سعر الجنيه السوداني مقابل المصري اليوم السبت
  • سفير الخرطوم السابق بأمريكا: نحي الشقيقة مصر لجهودها في توحيد كلمة القوى السياسية وحل الأزمة في السودان
  • الاتحاد الأفريقي: المزيد من الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان سيؤدي إلى نتائج إيجابية لوقف القتال
  • شركة ضغط أمريكية تحث حكومتها على إبقاء بن قدارة على رأس مؤسسة النفط
  • ارتفاع سعر الذهب اليوم السبت،، وهذه قيمة المصنعية في مصر
  • حصريا.. أخبارنا تنفرد بكشف حقيقة تعاقد ناد تركي مع المهاجم يوسف النصيري مقابل صفقة ضخمة
  • وكيل الخارجية السوداني: بعد تمرد الدعم السريع البلاد أصبحت أكبر الدول المُصدرة للهجرة
  • الخيار الديمقراطي الذي نقلته عصابات الجنجويد من الخرطوم إلي سنجة والدندر