موقع النيلين:
2024-07-05@12:47:05 GMT

المغرب وفرنسا .. فصل ذوبان الجليد

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


العلاقات المغربية الفرنسية تاريخ ممتد عبر العصور، وهي ليست علاقة ظرفية ولكنها نتيجة علاقات تعززت وتوطدت بغض النظر عن تقلبات التاريخ.

لقد شابتها توترات في كثير من المحطات حركتها نوازع مصلحية وبراغماتية للطرف الفرنسي، وبلد يسعى إلى تثبيت خطوه المستقل حتى يمكنه التحليق عاليا دون قيود.

في هذا الإطار نستحضر الأزمة الدبلوماسية التي عرفتها العلاقة بين البلدين أخيرا بسبب خلافات عميقة بين الرباط وباريس بشأن العديد من القضايا، حيث نسجل غيابا لتبادل الزيارات الدبلوماسية ومخلفات ما يدعى قضية “بيغاسوس” وتشديد باريس شروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة والموقف الفرنسي من مغربية الصحراء، حيث أنه وفي الوقت الذي ظهر فيه تطور واضح في مواقف شريكين أوروبيين لهما ثقلهما في سياسة الاتحاد الأوروبي (ألمانيا وإسبانيا)، نجد أن الجانب الفرنسي لم يخرج من منطقته الرمادية حيث نسجل عدم وضوح في الرؤية من طرفه وعدم اتخاذه موقفا صريحا يدعم مغربية الصحراء، خاصة وأن باريس تفاعلت مع الخطوة الأمريكية التاريخية والتي اعترفت بمغربية الصحراء، بشكل محتشم، معلنة دعمها لمقترح الحكم الذاتي، وهو موقف دأبت الدبلوماسية الفرنسية على اقتراحه وتأييده على المستويين الأممي والأوروبي، وهو شبه اعتراف بمغربية الصحراء لكن يبقى دون مستوى القرار الأمريكي، في وقت فقدت فيه فرنسا مكانتها الجيوستراتيجية بالمنطقة وفي ظل تراجع واضح لنفوذها سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

نعم ثمة درس نتعلمه من هذه الأزمات، أن الرغبة في علاقات أفضل وأقوى وأوضح تظل هي الهدف المنشود، ولحسن حظنا ثمة عبارة حكيمة قالها فرانسوا هولاند أثناء زيارته الأخيرة للرباط في معرض تعليقه على علاقات بلاده مع المملكة المغربية، أن تلك العلاقات “يجب أن تتحسن بالعمل على تجاوز سوء الفهم وتخطي هذه المرحلة الصعبة”.

بداية تجاوز سوء الفهم دشنته زيارة الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي للمغرب وتقديم كتابه الجديد واعترافه بمغربية الصحراء.

إننا نعتبر ذلك نوعا من الدبلوماسية الناعمة، والتي لن تغفل عنها أنظار الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، كما يوضح بيير ريمون الباحث في جامعة ليل الفرنسية لبعض وسائل الإعلام الدولية.

ونسجل تعيين سميرة سيطايل سفيرة للمغرب بباريس بعد أن ظل المنصب شاغرا لبضعة أشهر، واستقبال ملك البلاد للسفير الفرنسي في الرباط كريستوف لوكورتييه حيث قدم أوراق اعتماده بعد تعيينه قبل عام تقريبا.

هذا السفير الفرنسي الذي صرح في محاضرة حول آفاق العلاقات بين المغرب وفرنسا نظمت أخيرا بكلية الحقوق عين الشق بالدار البيضاء، بأنه سيكون من “الوهم وعدم الاحترام الاعتقاد بأنه بإمكاننا بناء مستقبل مشترك مع المغرب دون توضيح موقف فرنسا من مسألة الصحراء المغربية”.

وحول العلاقات الاقتصادية نوه السفير الفرنسي بحجم الاستثمارات الفرنسية بالمغرب في صناعة السيارات والطائرات واستثمارات الوكالة الفرنسية للتنمية التي بلغت 100 مليون أورو خلال 15 سنة، فضلا عن الآفاق الواعدة للتعاون المغربي الفرنسي في قطاع الطاقات المتجددة..

علما أن باريس لها مكانتها في السوق الاقتصادي المغربي بما يقارب 1300 شركة فرنسية من ضمنها الشركات الكبرى(CAC40) كما تعد فرنسا أيضا أكبر مستثمر أجنبي في المغرب بقيمة استثمارات بلغت8,1 مليار يورو العام الماضي.

نعم إن فرنسا تعي جيدا أن المغرب حليف تقليدي ولا يمكن التفريط في علاقات جيدة معه، وهذا ما أعلنه أخيرا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني وهو بالمناسبة كان من المتسببين الأساسيين في الأزمة التي طرأت بين المغرب وفرنسا بالبرلمان الأوروبي.

لقد صرح أمام البرلمان الفرنسي أخيرا أنه فتح باب التواصل مع المملكة المغربية من أجل تجاوز “سوء الفهم” الذي أدى إلى صعوبات في التفاهم، موضحا أن العلاقة مع المغرب “أساسية” وأنه يرغب في تجديد أواصر الثقة بين البلدين.

الوزير سيجورني أكد كذلك في حواره المشترك مع وسائل إعلام غربية أنه يتحرك بناء على تعليمات من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي طلب منه الاستثمار في العلاقات المغربية الفرنسية.

بداية فصل جديد في العلاقات المغربية الفرنسية من شأنه أن يتصالح مع التاريخ والجغرافيا الحقيقيين ليكون انتصارا للمصالح العليا بين البلدين، هاته المصالح وكما تعلمنا على أيدي علماء الجيوبوليتيك والكثير منهم فرنسيون، أنها لا تستقيم إلا على خطين متوازيين…

محمد بنطلحة الدكالي – هسبريس المغربية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مارسيليا يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع عطال

توصلت إدارة نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، إلى اتفاق مبدئي مع الدولي الجزائري، يوسف عطال، تحسبا لضمّه خلال فترة التحويلات الصيفية الحالة.

ويتواجد عطال، حرا من أي التزام بعد نهاية عقده مع أضنة ديمير سبور التركي، الذي التحق به جانفي الفارط بعقد لـ 6 أشهر، قادما من نادي نيس الفرنسي.

وكشفت قناة “bfmtv” الفرنسية اليوم الجمعة، بأن مسؤولي نادي الجنوب. باتوا قاب قوسين أو أدنى، من اتفاق نهائي مع مدافع الخضر.

للإشارة فإن عطال، كان قد غادر فرنسا، بعد 6 سنوات قضاها رفقة نادي نيس. بسبب قضيته المشهورة، والمتعلقة بدعم فلسطين، والتي جعلته يعيش ضغطا رهيبا من السلطات والصحافة الفرنسية على حد سواء.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • مارسيليا يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع عطال
  • سفارة الإمارات في باريس تستضيف الدورة العاشرة من «مجلون»
  • الشرطة الفرنسية تنتشر في الشوارع تحسبا لاضطرابات خلال الانتخابات
  • "صحاري سلم وسعى" لبوحنانة في القاعات السينمائية
  • فرنسا: نشر 30 ألف شرطي تحسبا لأي اضطرابات خلال الجولة الثانية من الانتخابات
  • الإمارات والبرازيل تحتفلان بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية
  • تحليل : المغرب لن يتأثر بصعود اليمين المتطرف إلى السلطة بفرنسا
  • فيروسات عملاقة تحدّ من ذوبان الجليد
  • محمد رمضان يتألق بزي من تصميم فاطمة الزهراء الإدريسي عليه خريطة الصحراء المغربية
  • كيف أدى سقوط معسكر ماكرون وانحسار شعبيته إلى تغيير المشهد السياسي في فرنسا؟