الجزيرة:
2024-12-17@03:43:31 GMT

القسطينة قرية فلسطينية على اسم إمبراطور روماني

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

القسطينة قرية فلسطينية على اسم إمبراطور روماني

قرية فلسطينية مهجَّرة منذ عام 1948، تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وهي من قرى السهل الساحلي الجنوبي لفلسطين، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلية على أراضيها وطردت سكانها العرب الفلسطينيين منها، وأقامت على أراضيها مستوطنات إسرائيلية عدة، منها أفيغدور وكفار أحيم وكريات ملاخي.

وقد تردد اسم القرية والمستوطنة المبنية على أنقاضها "كريات ملاخي" عندما أطلق المواطن الفلسطيني فادي جمجوم -وهو من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في منطقة القدس- النار على مجموعة من الإسرائيليين بمحطة للحافلات في كريات ملاخي يوم الجمعة 16 فبراير/شباط 2024، وأوقع عددا من القتلى والجرحى.

الموقع

تقع قرية القَسطينة (تسمى أيضا قُسطينة) على بعد 38 كيلومترا شمال شرقي مدينة غزة و3 كيلومترات من قرية المسمية الكبيرة، والتي تعد أكبر جاراتها من القرى الفلسطينية المهجرة.

تقع القرية على رقعة أرض مرتفعة من السهل الساحلي ومستوية في معظمها، وترتفع نحو 50 مترا عن سطح البحر، وهي واقعة على الطريق العام بين مدينة المجدل والطريق العام بين القدس ويافا، وتعتبر أبرز الطرق المؤدية إلى القدس.

تحيط بها قرى فلسطينية عدة، منها: تل الترمس وبيار تعبيّة وياصور والبطاني الشرقي والمسمية الصغيرة والمسمية الكبيرة والسوافير الشرقية والسوافير الشمالية.

السكان

قُدِّر عدد سكان القرية عام 1922 بـ406 أشخاص، وازدادوا ليصبح عددهم 593 عام 1931، منهم نحو 350 من الإناث و250 من الذكور، ويسكنون في 147 بيتا.

عام 1945 قُدّر عدد سكانها بنحو 890 نسمة، جميعهم من العرب المسلمين، ليرتفع هذا العدد في آخر الإحصائيات قبل نكبة 1948 إلى 1030 نسمة، وهؤلاء الذين هُجّروا يوم 9 يوليو/تموز 1948.

كان في القرية مسجد ومدرسة ابتدائية أُسست عام 1936، وكان تلاميذها جميعا من أبناء قسطينية حتى جاء العام 1946 عندما شاركتها قرية تل الترمس -التي تجاورها من الجهة الجنوبية الشرقية- في المدرسة الابتدائية، والتي أصبحت منذ ذلك العام تخص القريتين.

كان عدد التلاميذ في المدرسة حتى أواسط الأربعينيات 161 تلميذا مسجلا، ويتوزع طلابها على 6 صفوف، ويعلّمهم 4 معلمين تدفع القرية أجور 3 منهم، وبحلول 1948 كان قد أتقن القراءة والكتابة ما مجموعه 50 رجلا في القرية.

وفي عام 1998 قدّرت مؤسسات فلسطينية تهتم بأعداد اللاجئين الفلسطينيين وأماكن وجودهم أن عدد اللاجئين من أبناء قرية قسطينة بلغ نحو 6340 نسمة.

التاريخ

يُعتقد أن اسم القسطينة روماني الأصل، وهو مشتق من اسم مدينة القسطنطينية عاصمة الروم البيزنطيين التي أصبح اسمها إسطنبول.

ويشير كتاب "إتحاف الأعزة في تاريخ غزة" لمؤلفه الشيخ عثمان مصطفى الطبّاع إلى دور الملك قسطنطين الروماني في تحرير غزة وبناء مينائها، حيث أطلق عليها وعلى محيطها اسم "قسطنطينة"، ثم عَيَّن أسقفا لها، فسميت هذه القرية القريبة من غزة باسمه مع تحريف في الاسم، إذ إن الملك قسطنطين قد شرّفها بزيارة، فسميت قسطنديا.

الاقتصاد

كان الاعتماد الأساسي لاقتصاد القرية على الزراعة، فقد كانت تدفع الضرائب لعمال الدولة العثمانية على عدد من الغلال، منها القمح والشعير والسمسم والفاكهة، وهذا يدل على قوة القرية وتعدد رزقها.

هذا بالإضافة إلى عناصر أخرى من المنتجات -منها تربية البقر والأغنام والماعز- وخلايا النحل وكروم العنب، واشتهرت القرية كذلك بزراعة الحمضيات -خصوصا البرتقال- وكذلك الحبوب.

وإضافة إلى الزراعة عمل سكانها في تربية الحيوانات والدواجن، وشاركوا في إنشاء المعسكر البريطاني الذي بني على أطراف القرية، والذي تحول في ما بعد إلى مستوطنات إسرائيلية.

بلغت مساحة أراضي قسطينة نحو 12 كيلومترا مربعا، وغرس البرتقال وحده على مساحة 0.335 كيلومتر مربع من الأراضي، وكانت جميعها للعرب الفلسطينيين، وكان عمق آبارها نحو 40 مترا، أما مساحة القرية المسكونة فكانت 37 دونما.

قرية قسطينة تبعد 38 كيلومتراً شمال شرقي مدينة غزة و3 كيلومترات من قرية المسمية الكبيرة (مواقع التواصل الاجتماعي) احتلال قسطينة وتهجير سكانها

ورد ذكر قرية قسطينة في الخطة "دالت" (حرف الدال باللغة العبرية)، والتي هدفت إلى احتلال قرى عديدة، من ضمنها هذه القرية.

احتلت قوات إسرائيلية من لواء غفعاتي قرية قسطينة يوم 9 يوليو/تموز 1948، أي بعد يوم واحد فقط من انتهاء الهدنة الأولى بين الجيوش العربية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ تقدم اللواء جنوبا نحو الأراضي التي كانت تحت سيطرة السلطات المصرية.

وخلال الأيام العشرة بين الهدنتين (من 8 إلى 18 يوليو/تموز 1948) نجح اللواء في تهجير واحتلال 16 قرية، من بينها قرية القسطينة.

يُرجح أن سكان قسطينة هُجّروا جنوبا نحو غزة، بحيث اشتملت أوامر العمليات التي أصدرها قائد اللواء شمعون أفيدان على طرد المدنيين إلى الجنوب حيث المناطق الواقعة تحت السيطرة المصرية.

قرية قسطينة بعد التهجير

لم تبقَ من القرية سوى آثار المنازل وحطامها المبعثر في أنحاء موقعها، إضافة إلى الطريق المعبدة التي كانت تمر من وسط القرية قبل احتلالها.

وتغطي الطريق أشجار الكينا التي دأب الاحتلال على زراعتها في القرى المهجرة، تبعا لسياسية تشجير المواقع المحتلة من أجل محو آثارها وتغيير صورتها.

ويذكر كتاب "كي لا ننسى" لمؤلفه وليد الخالدي أن مجموعة من الباحثين زاروا القرية بعد احتلالها مباشرة، ووصفوا أرضها المتبقية بأنها ممتلئة بنبات "الخُبّيزة" الذي دأب الفلسطينيون على طبخه، ثم إن مصورا فوتوغرافيا عاد لاحقا إلى القرية ليجد نبات الخبيزة محروقا بالكامل.

مستوطنات على أراضي قرية قسطينة

في عام 1939 أنشأ المستوطنون الإسرائيليون القادمون من ألمانيا وأوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية بدعم وتشجيع من سلطات الانتداب البريطاني مستعمرة "كفار فاربورغ" على أراضي القرية، وعلى بُعد 3 كيلومترات إلى جنوب غرب موقعها المركزي، وكذلك كريات شموئيل التي أصبحت جزءا من مستعمرة "كريات ملاخي".

وفي عام 1949 وبعد احتلالها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أنشأ المستوطنون مستعمرتي "عروغوت" و"كفار أحيم".

وفي العامين 1950 و1951 تأسست مستعمرتا "أفيغدور" و"كريات ملاخي"، وهذه الأخيرة التي سميت تيمنا بصاحب أحد أسفار العهد القديم، وهو سِفر ملاخي، وتكريما لجالية اليهود في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك لدعمها المتواصل إنشاء المستوطنات على الأراضي المحتلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کریات ملاخی

إقرأ أيضاً:

بمساعدة فلسطينية.. إسرائيل تسعى وراء "هدف ثمين" في سوريا

تسعى إسرائيل من خلال وسطاء تحديد مكان رفات جندي اسرائيلي اعتبر في عداد المفقودين بعد اختفائه في عام 1982 في سوريا، إلى جانب الجاسوس إيلي كوهين. كما أفاد مسؤول فلسطيني.

وقال المسؤول الفلسطيني: "تم التواصل معنا عبر وسطاء من أجل المساعدة في العثور على رفات جندي إسرائيلي ثالث فقد عام 1982".

وأضاف المسؤول المقيم حاليا في دمشق: "هناك اتصالات أخرى لمعرفة مكان رفات العميل الإسرائيلي المعروف إيلي كوهين".

وأكد مسؤول فلسطيني آخر، أن الوساطة تتم عبر روسيا ومع مسؤولين فلسطينيين خارج سوريا.

وتحاول إسرائيل منذ سنوات طويلة معرفة مكان رفات الجاسوس إيلي كوهين الذي أعدم شنقا في دمشق عام 1965 بعد أن نجح في اختراق مجتمع سوريا النخبوي أوائل الستينيات.

وفي عام 2019، أفرجت إسرائيل عن سجينين سوريين بعد أن استعادت عبر روسيا رفات الجندي الإسرائيلي زخاري باومل الذي فقد منذ عام 1982 في لبنان.

وفقد باومل في معركة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا في يونيو 1982، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان.

وكان الجيش السوري ينتشر آنذاك أيضا في أجزاء كبيرة من لبنان.

ومازال جنديان إسرائيليان هما يهودا كاتز وزفي فلدمان مفقودين منذ ذلك الوقت.

مقالات مشابهة

  • #هذه_أبوظبي.. القرية التراثية بعدسة بيتر جاي
  • بمساعدة فلسطينية.. إسرائيل تسعى وراء "هدف ثمين" في سوريا
  • الاحتلال يهدم 17 منشأة فلسطينية بالقدس
  • بمساعدة فلسطينية.. إسرائيل تسعى وراء "هدف ثمين" في سوريا
  • ماهر الأسد.. إمبراطور الكبتاغون وصانع الموت في سوريا
  • سلطات العدو تهدم 6 منشآت سكنية وتجارية فلسطينية في القدس المحتلة
  • السفير أبو علي: حذف 1410 عائلة فلسطينية بالكامل من السجل المدني
  • استشهاد فلسطينية وإصابة آخرين في قصف الاحتلال الإسرائيلي غزة وجباليا
  • ماذا يحصل في جنين والعملية التي تقوم بها قوات أمن فلسطينية؟
  • ذاكرة أمّ فلسطينية.. أدب يكسر قيود الأيديولوجيا