بدية - خليفة الحجري

احتضنت ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية اليوم المحطة الثالثة من الحملة التوعوية بعنوان (طفولتهم أولويتنا)، التي تنظمها وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة التنمية الاجتماعية ببدية والتي تأتي ضمن مخرجات البرنامج التدريبي (إعداد مدربين وموجّهين في حماية الطفل من العنف والإساءة) بدعم من الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وأقيمت الفعالية في مقر جمعية المرأة العمانية ببدية وشارك فيها متحدثون من الادعاء العام، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

رعى الفعالية فاضل بن عبدالله الشيزاوي المدير العام للمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظتي جنوب وشمال الشرقية، وبحضور أعضاء المجلس البلدي، والاختصاصيين بالإرشاد في المدارس.

وأكد محمد بن علي الحجري مدير دائرة التنمية الاجتماعية ببدية أن هذه الحملة تهدف إلى تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى الأطفال نحو المسؤولية والمشاركة الاجتماعية وتعزيز قيم المواطنة، وتنظيم مجموعة من الأنشطة والبرامج والفعاليات المتعلقة بالطفولة، وإدارة وتنمية ميول الأطفال واستثمار طاقاتهم وتوظيفها إيجابيًا، وكذلك تفعيل الشراكة المجتمعية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وإكسابهم مهارات التعامل للوقاية من الإساءة، إلى جانب تنمية وغرس القيم والآداب السلوكية. مشيرًا إلى أن مضامين أهداف هذه الحملة تركز على ترسيخ مفاهيم الحماية بشكل أوسع لدى كل من الطفل والبيئة المجتمعية المحيطة كالأسرة، والمدرسة، وإبراز أهمية المشاركة الفاعلة في حماية الأطفال من العنف والاستغلال والإساءة، إضافة إلى إكساب الأطفال المهارات.

وفي الجلسة الأولى تحدثت فاطمة بنت سالم الراشدية أخصائية وعظ وإرشاد بدائرة الأوقاف والشؤون الدينية في محافظة شمال الشرقية عن دور الأسرة في التنشئة الصالحة من خلال ترسيخ مبادئ الدين الإسلامي، والأخلاق والسلوكيات.

وتحدثت حمدة العامرية أخصائية نفسية بوزارة التربية والتعليم عن أنواع الإساءات التي يتعرض لها الأطفال وخاصة طلبة المدارس، وكيفية التعامل معها من خلال المدارس والأسرة والمجتمع، وبينت عددا من الاستراتيجيات لنشر الوعي بالتربية الإيجابية الصحيحة لمساعدة الطلبة في الحد من حالات تعنيف الأطفال وحماية الذات.

أما الدكتورة ريا الحجرية من وزارة الصحة فقد أشارت خلال مداخلتها بالندوة إلى قانون التربية وحماية الطفل في الجوانب الصحية وفق حقوقهم التي كفلها القانون منبهة إلى ضرورة توفير الرعاية الصحية والنفسية من قبل ولي الأمر وحمايتهم من الأمراض.

وخصصت الجلسة الثانية لمناقشة ثلاثة محاور تحدثت في المحور الأول كوثر العامرية مرشدة تربوية عن تأثير الأسرة في الجوانب التربوية مشيرة إلى الأدوار التقليدية لكل من الأسرة والمدرسة والمجتمع، ودورها في تكوين شخصية الطفل. فيما جاء في المحور الثاني عدد من حالات الإساءة للطفل، ونماذج من التعامل قدمها حمد بن محمد الحجري مندوب لجنة حماية الطفل بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية. وقدم الورقة الأخيرة وليد السيابي من الادعاء العام والتي ركزت على الإجراءات المتبعة للتبليغ ومسارات الحماية ودور الآباء والأمهات في توفير سبل الأمان للأطفال وأسرهم، داعيا إلى تكامل الأدوار المجتمعيّة لتحقيق الهدف.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فيلم قطار الطفل.. صوت الموسيقى في مواجهة ضجيج الحرب

على الرغم من عقود طويلة مرت على اشتعال نيران الحرب العالمية الثانية - 1944 وما خلفته من كوارث ومآسٍ، إلا أن القصص الإنسانية والاجتماعية ناهيك عن قصص المعارك الحربية ظلت حاضرة أيضا في المرويات المرتبطة بتلك الحقبة العصيبة.

وخلال ذلك بقيت السينما تنهل من قصص تلك الحرب، فلا يكاد يمر عام من دون أن تظهر أفلام جديدة تحاكي تلك الحرب أو تروي قصصها، وهو ما يمكن النظر إليه من زاوية وجود جمهور لا يزال يجد في قصص تلك الحرب ما يجذبه إليها.

من هنا يمكننا النظر إلى الفيلم الإيطالي "قطار الأطفال" للمخرجة كرستينا كومنتشيني والمأخوذ عن رواية حملت الاسم نفسه للكاتبة الروائية فيونا اردوني، وقد كتب سيناريو الفيلم اثنان من كتاب السيناريو بالإضافة إلى المخرجة وهما جوليا سيليندا وكاميل دوغواي.

ها نحن في عام 1943 وفي مدينة نابولي الإيطالية وحيث حصاد الحرب وتشظيّاتها تضرب بشدة وتلتهم تلك الحرب أبناء الطبقات الفقيرة ومنهم أبناء ذلك الحي الفقير في تلك المدينة، وبسبب خشية العائلات -التي روعتها الحرب- على أطفالها وحفاظا على حياتهم وبمبادرة من الحزب الشيوعي الإيطالي آنذاك يتقرر إرسال الأطفال بواسطة قطار صاعد إلى الشمال لكي تحتضنهم بعض العائلات هناك، فما فحوى تلك الرحلة الغريبة وما أبعادها؟

في البدء لابد من التركيز على أصل الفكرة الواقعية التي انطلق منها الفيلم وهي جزء من حقائق التاريخ ومخلفات تلك الحرب المدمرة وتداعياتها وفي نطاق الصراع من أجل البقاء ولنا أن نتخيل صورة ذلك المجتمع الذي قدمه الفيلم وهو محاصر بالفقر والحرب من جميع الاتجاهات.

على أن انتقال الفتى أميريجو (كريستيان سيرفوني)، إلى تلك البيئة الجديدة البعيدة نوعا ما عن الحرب قد شكل تحولا دراميا ملحوظا خاصة من اندماجه في أجواء تعلم وتطوير مهاراته في عزف الكمان في أحضان معلمته التي احتضنته بكل ود وحنو ليعبر عن مكنونات نفسه ببساطة شديدة من خلال ذلك العزف، ومن جهة أخرى فإنه يجد في كنف ديرنا -الممثلة باربرا رونشي، ما لم يجده في أجواء عائلة أميريجو المزدحمة بالأطفال وبالتالي سوف يشعر أميريجو بالصراع بين الأم الحقيقية التي يفتقدها والأسرة البديلة التي تعتني به في غيابها.

يغطي الفيلم فترة من عدم اليقين الهائل في العالم، وباختصار فإنه يركز على تجربة الطفل في زمن الحرب وهي تجربة لطالما شكلت محورا مهما من محاور وموضوعات سينما الحرب العالمية الثانية من خلال إظهار انعكاسات تلك الحرب على مختلف الفئات الاجتماعية وخاصة فئة الأطفال الذين دفعوا ثمنا باهظا من نتائج تلك الحرب.

على الجهة الأخرى تنجح المخرجة في بناء قصة سينمائية وخطوط سردية تتعلق بمجتمع من مجتمعات الحرب وبذلك أسست لما هو مختلف عما هو سائد ونمطي في ذلك النوع من الأفلام التي شكلت الذاكرة التاريخية الجمعية التي اعتدنا على مشاهدتها في العديد من الأفلام من هذا النوع وكذلك في تأسيس نوع ونمط فيلمي مختلف يواكب أشد الأزمات الإنسانية قتامة وهو ما يمكن النظر إليه من زوايا متعددة، أولها، زاوية المعاناة الإنسانية في ظل الحرب والتي تشمل أشد الفئات هشاشة وهي تلك العائلات التي تضررت من جراء الحرب بشكل مباشر.

من جهة أخرى تم نسج العلاقة بين الطفل ومعلمته التي عاش في كنفها، على أنها علاقة مختلفة، حملت للصبي صورة حياة أخرى أكثر تسامحا وعدلا وأقل وطأة على الذات، فالطفل وقد تحمل ما هو فوق طاقته وقدرته في وسط أسرة فقيرة نجده يتمسك بمعلمته وبالموسيقى ويجد فيهما ملاذا ولهذا حرصت المخرجة على ذلك المسار السردي في تعميق شخصية الطفل لجهة انشداده لحياته الجديدة وذلك النوع من الصراع مع الذات في العودة للأسرة الأصلية التي لم يجد فيها ما وجده مع معلمته وحياته الجديدة.

ولعل الحبكات الثانوية التي رافقت رحلة الطفل هي التي قادتنا إلى محور مهم وهو اكتشاف الطفل لحياة جديدة مختلفة دفعته للتشبث بها، والإمعان في التفاعل مع الحياة الجديدة ولكن من زاوية قد يبدو فيها نوع من الإسراف في استخدام الاستذكار ( فلاش باك)، فالفيلم منذ افتتاحه وهو يمضي مع شخص موسيقار ناجح يقيم حفلته في أحد المسارح الكبرى ثم العودة معه إلى البدايات التي أسهمت في تأسيس موهبته وتطويرها وخاصة تلك الذكرى البعيدة المدى الممتدة ببواكير البدايات وظهور الموهبة.

في النظرة العامة، وبدون المزيد من التفاصيل حول الشخصية الرئيسية، فإن الفيلم، يشبه مزيجًا مختلفا بين حكاية مثيرة للاهتمام ورحلة معاناة طويلة، أكثر من كونه فيلمًا تاريخيا لإمتاع المشاهدين أو لتذكيرهم بحقبة استثنائية شهدت أحداث تلك الحرب.

فعلى صعيد العرض الاجتماعي للأحداث، بدا من الصعب على الأسر التي تعيش في الجنوب الإيطالي أن تتقبل فكرة إرسال الأبناء إلى المجهول، لأنها عملية تبدو وكأنها خدعة وأنها امتداد للعديد من خدع الحرب، لكن العائلات الفقيرة بدت أكثر قناعة بأن أطفالهم سوف يكونون أفضل حالًا في مكان آخر مع أن هنالك من يجذر من أن اقتراب أولئك الأطفال وانغماسهم في بيئة ذات أيديولوجيا شيوعية، سوف يجعل أولئك الأطفال لقمة سائغة للروس.

من جانب آخر، هنالك شخصية موازية لهذه المعادلة وهي تلك الأم العزباء التي ترعى ذلك الطفل المهووس بالأحذية والتي تدرك جيدا أن خياراتها قليلة بينما هي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، إلا أن الأمر بالنسبة للطفل أميريجو يختصر على الفور في الوعد بالحصول على أحذية بدون ثقوب، وهي قفزة من حالته الحالية حافي القدمين.

وما بين الجانب الخيري والإنساني وبين الخطاب السياسي المرتبط بأحداث الحرب، تراوحت أحداث الفيلم التي بقي فيها الطفل محورا مهما وفاعلا يعكس كل تلك التفاعلات والتي تمثلت في سرد متوازن عكس الواقع كما هو بلا مبالغات أو إسراف، في مقابل رحلة زمنية في حقبة مليئة بفواجع الحرب التي عمدت المخرجة على عدم التركيز عليها وجعل انعكاساتها على حياة الشخصيات أكثر من التفاعل معها بشكل مباشر وهي ميزة أخرى إضافية رسخت أحداث الفيلم وشجعت على المزيد من التحولات المهمة فيه.

..

إخراج/ كرستينا كومنتشيني

عن رواية فيونا اردوني - سيناريو جوليا سيليندا، كرستينا كومنتشيني، كاميل دوغواي

تمثيل/ الام أنطونييتا - الممثلة سيرينا روسي، الطفل أميريجو الممثل كريستيان سيرفوني. ديرنا - معلمة الموسيقى - الممثلة باربرا رونشي

مدير التصوير/ ايتالو بورتيشيوني

موسيقى/ نيكولا بيوفاني

التقييمات/ موقع أي ام بي دي 7.5 من 10، كومين سينس 4.5 من 5

مقالات مشابهة

  • وزير التربية يهنئ الأسرة التربوية بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة
  • حقن التخسيس للأطفال.. حل طبى أم خطر صحى؟
  • محافظ الشرقية: التعامل مع 910 بلاغات لنجدة الأطفال خلال 2024
  • محافظ الشرقية يُشيد بجهود الوحدة العامة لحماية الطفل خلال عام 2024
  • محافظ الشرقية يشيد بجهود وحدة "حماية الطفل" ويستعرض أنشطة وإنجازات 2024
  • فوائد قراءة قصص الأطفال قبل النوم
  • “قبيصي” يشهد اللقاء المهني السنوي للأخصائيين الاجتماعيين وموجهي التربية الاجتماعية بالفيوم
  • فيلم قطار الطفل.. صوت الموسيقى في مواجهة ضجيج الحرب
  • صحة مطروح: خدمة 1759 سيدة خلال المرحلة الأولى والثانية من حملة تنظيم الأسرة
  • الفيوم تعقد اللقاء المهني السنوي للأخصائيين الاجتماعيين وموجهي التربية الاجتماعية