معدل السرطان في لبنان الى ارتفاع... وربع اللاجئين والنازحين خارج التغطية العلاجية!
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
يعيش مرضى السرطان معاناتهم مع الأزمات الضاغطة بثقلها على مقدرات البلد، لتضاعف من آلامهم الجسدية والنفسية. ووفقًا لمعطيات منظمة الصحة العالمية لعام 2020 هناك خمسة أنواع من امراض السرطان أكثر انتشاراً في لبنان وهي سرطان الثدي، يليه سرطان الرئة، فالبروستات، ثم القولون، وأخيراً سرطان المثانة. وبالمقارنة مع تقارير سابقة للمنظمة، نجد أن هذه الأنواع من السرطانات في لبنان، ما زالت هي نفسها منذ 2016.
ويمكن اختصار معاناة مرضى السرطان، بأوجاع احدى المصابات، التي تحدثت عن وضعها بحزن عميق، وقالت: "هاجس الموت لا يفارقني، أصارع المرض كما يفعل كافة أصدقائي المصابين، ومسؤولية تأمين العلاج تقع على كتف زوجي وفي أغلب الأحيان لا يكفي راتبه لشراء الأدوية المطلوبة، أو أن المال يذهب سدًا في ظل انقطاع الدواء".
أسباب الأمراض السرطانية
عالميًا، من المتوقّع أن تزداد أعداد مرضى السرطان بنسبة 77 في المئة، وسيصل العدد الى أكثر من 35 مليون مريض في عام 2050، وفق وكالة مكافحة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية. أمّا في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن يتضاعف الرقم إلى 1.57 مليون إصابة بحلول 2045. فماذا عن وضع لبنان؟
أشار وزير الصحة فراس الأبيض في حديث خاص لـ"لبنان 24" الى أن "العوامل الوراثية تشكل تقريبًا 40% من الحالات المصابة، والعوامل المرتبطة بالبيئة وعادات المريض تقارب الـ 60% ".
وبحسب ما تفيد منظمة الصحة العالمية، فان تعاطي التبغ هو المسبب الأول للوفاة وهو أمر يمكن الحد من تأثيره على مستوى العالم، ويودي بحياة حوالي 6 ملايين شخص سنوياً، ثلثهم تقريباً يموتون مصابين بالسرطان. وإذا ترك الأمر من دون ضوابط فقد ترتفع نسبة الوفيات المرتبطة بالتبغ على مستوى العالم إلى أكثر من 8 ملايين بحلول عام 2030. ويقول الأبيض: "تتراوح نسبة المدخنين من الشعب اللبناني ما بين الـ60 و70%، وهذا العدد الضخم يرفع معدل الاصابات بالسرطان، بالاضافة الى العوامل البيئية كتلوث المياه والهواء والنظام الغذائي غير الصحي".
وفي سؤال للأبيض عمّا اذا كانت نسبة المصابين بالسرطان تختلف بين منطقة لبنانية وأخرى، أجاب: "الأماكن التي تشهد تلوثًا بيئيًا أكثر ممكن أن يرتفع فيها معدل الاصابات مقارنة مع سائر المناطق".
الخدمات الصحيّة
يُعدّ مرض السرطان من الأمراض الأكثر كلفةً في العلاج، فهو يتطلب علاجاً خاصاً وطويلاً ضمن بروتوكولات معتمدة، وكلما كان اكتشاف المرض مبكراً، كانت كلفة العلاج أقل وتراجعت نسبة الوفيات.
وقال الأبيض: "وزارة الصحّة عملت على نظام التتبع والبروتوكولات، ومن خلال بعض الاعتمادات التي توفّرت، تحسّن الوضع مقارنة بالفترة الأخيرة، ولكن بالتأكيد علينا الاستمرار بالعمل لتأمين العلاج لجميع المرضى".
وتابع: "الأهم من العلاج هو التركيز على طرق الوقاية، والوزارة أطلقت في تموز 2023 الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، وفي هذا الشهر سنبدأ بحملة التثقيف في المدارس للاطفال عن كيفية تجنب مسببات السرطان واثار التدخين السلبية".
الى ذلك، أشار الوزير الى أن: "وزارة الصحة تعمل على تأمين لقاح سرطان عنق الرحم، وعلى أمل أن تنطلق حملة "الماموغرافي" أي "صورة التشخيص الشعاعي" لسرطان الثدي، فمن خلال الوقاية والتشخيص المبكر يمكننا الحد من انتشار هذا المرض الخبيث".
مصير المرضى السوريين والفلسطينيين
في السابق، كانت الأونروا تغطّي للاجئين الفلسطينيين المرضى 50% من كلفة الدواء على ألّا يتعدى سقف التغطية 8،000 دولار أميركي لكل مريض، ويتحمل المريض 50% بالإضافة إلى كلفة العلاج في المستشفى. وبالنسبة إلى النازحين السوريين، كانت تقدّم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين العديد من الخدمات الصحية للمسجلين لديها والذين يتراوح عددهم بين 800،000 و1،200،000 نازح، باستثناء العلاج من الأمراض السرطانية. أمّا اليوم، بعد أن تخلّت المنظمات عن هؤلاء المرضى، فان ربع المقيمين الفلسطينيين والسوريين تقريباً على الأراضي اللبنانية، لا يحظون بأي تغطية صحية.
ويقول الابيض: "تأمين علاج المرضى السوريين والفلسطينيين يقع على عاتق الأمم، ولا يمكن تحميل المسؤولية للدولة المضيفة وحدها، فكيف الحال اذا كان عدد النازحين يشكل ثلث سكان لبنان؟". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: إطلاق منصة تور فور كيور للسياحة العلاجية يعزز موقعنا عالميا
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة الصحية وتفعيل المنصة الرقمية الموحدة للسياحة العلاجية "تور فور كيور" لأول مرة، يعد نقطة تحول في تعزيز موقع مصر في سوق السياحة العلاجية العالمي؛ خاصة مع تنامي الطلب العالمي على الخدمات الصحية العابرة للحدود.
وأشار الوزير - في تصريحات على هامش اليوم الرابع والأخير للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية - إلى أن حصاد مؤتمر السكان والصحة والتنمية في دورته الحالية، يعكس مجهودًا ضخمًا شارك فيه مئات العاملين على مدى ستة أشهر؛ ليظهر الحدث بهذا الزخم اللافت على المستويين المحلي والدولي، مسجّلًا حضورًا يقترب من 30 ألف مشارك خلال أربعة أيام فقط.
وأوضح وزير الصحة أن حجم التفاعل في القاعات المتعددة للمؤتمر، إلى جانب المشاركة الواسعة من خبراء محليين ودوليين ومنظمات أممية، يعكس انتقال المؤتمر من منصة إقليمية إلى حدث عالمي مؤثر تتداوله وسائل الإعلام والمؤسسات الدولية بوصفه من أكبر المؤتمرات المتخصصة في الصحة والتنمية البشرية.
وأضاف أن الاجتماعات التي عُقدت مع ممثلي المؤسسات الدولية، ومن بينها البنك الدولي وعدد من وزراء الدول الأوروبية والعربية والإفريقية والآسيوية، كشفت عن تقدير واسع للتطور السريع الذي يشهده المؤتمر عامًا بعد عام، حتى أصبح علامة على الخريطة العالمية.
وأشار إلى الإقبال الكبير على المعرض الطبي والصحي المصاحب للمؤتمر، مؤكدًا أن حجم الزيارات فاق المتوقع، وأن هذا النجاح يعكس المكانة المتنامية لمصر كمنصة إقليمية رائدة في ملف الصحة والسكان.
كما لفت وزير الصحة إلى مناقشة تقرير التنمية البشرية الصادر بالشراكة مع البنك الدولي، والذي ركّز على ثلاثة محاور رئيسية هي تمكين الإنسان وبناء القدرات، والبنية المكانية وتوزيع الخدمات وتأثيرات التغيرات المناخية على صحة الشعوب، منوها بأنه خلال المؤتمر عقدت جلسات موسّعة لمراجعة ما تحقق ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024–2030، والإعلان عن نتائج عام كامل من العمل بين أكتوبر 2024 ونوفمبر 2025، إضافة إلى جلسات تناولت ملفات التخطيط، الحماية الاجتماعية، دعم القطاع الخاص، ودور التكنولوجيا الصحية الحديثة.
وبين الدكتور خالد عبدالغفار أن نجاح المؤتمر بهذا الحجم وتنوع الموضوعات والقضايا المطروحة يعكس أهمية مثل هذه الفعاليات في رسم سياسات المستقبل، مؤكداً أن الجلسة الختامية ستشهد عرض أهم ما أُنجز وما أثمرته النقاشات التي اعتبرها من أغنى وأقوى ما شهدته المؤتمرات الصحية في المنطقة.
وتجدر الاشارة إلى أن أحدث دراسات منظمة الصحة العالمية (2024–2025) تؤكد أن المؤتمرات متعددة التخصصات مثل مؤتمر مصر للسكان والصحة والتنمية تعد من أهم أدوات تسريع تحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة، خاصة في مجالات التحول الرقمي والوقاية من الأمراض وتعزيز صحة الأسرة.
ووفق تقرير البنك الدولي 2025 حول التنمية البشرية، فإن الدول التي تربط بين الصحة والسكان والتعليم والعمل، تحقق نموًا أسرع بنسبة تصل إلى 35% مقارنة بالدول التي تتناول هذه الملفات بشكل منفصل.
كما تشير الأبحاث المنشورة حديثًا في Lancet Global Health و BMJ Public Health إلى أن الدول التي تستثمر في منصات السياحة العلاجية الرقمية تحقق نموًا سنويًا يتراوح بين 12–17% في عائداتها الصحية والسياحية، وهو ما يتسق مع إطلاق مصر لمنصة تور فور كيور.
أما محليًا، فقد أكدت دراسات المركز القومي للبحوث أن مصر تمتلك واحدة من أكبر شبكات البنية التحتية الصحية في المنطقة، وهو ما يدعم قدرتها على التوسع في خدمات السياحة العلاجية والرعاية المتخصصة.