اتفاق الحبوب.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وأميركا تبحث عن طرق بديلة للتصدير من أوكرانيا
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
حذر المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من ارتفاع أسعار الحبوب العالمية، ومن تبعات كارثية لخطر اتساع دائرة النزاع التي قد تشمل احتمال حدوث مجاعة، بينما أكدت واشنطن عزمها البحث عن بدائل لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وقال غريفيث -أمام مجلس الأمن- إن صادرات الأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا تكتسي أهمية قصوى لضمان الأمن الغذائي العالمي.
كما أوضح أنه "يمكن لتدمير البنية التحتية الحيوية للموانئ الأوكرانية أن يرقى إلى مستوى انتهاك للحقوق الانسانية الدولية، وخلاصة القول فإن صادرات الأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا لا تزال تكتسي أهمية قصوى لضمان الأمن الغذائي العالمي".
وقال غريفيث "سيشعر البعض بالجوع وسيتضور البعض جوعا وقد يموت كثيرون نتيجة هذه القرارات" مضيفا أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية.
وتابع "لذا ستستمر الأمم المتحدة في تعاونها مع جميع الجهات المعنية لنضمن وصول الأغذية والأسمدة الأوكرانية والروسية إلى الأسواق العالمية، وعلينا أيضا أن نضمن انخفاض الأسعار وتعزيز الأمن الغذائي في العالم.. نحن بحاجة إلى دعم دولي متحد".
وكان مجلس الأمن الدولي قد بحث تداعيات انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، وقد حذرت أطراف -خلال الجلسة- من خطر حدوث نزاع نتيجة أي حادث عسكري في البحر الأسود.
وفي السياق ذاته، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا بالتلاعب بالغذاء من أجل تحقيق أهدافها في أوكرانيا.
وأشار بلينكن -في جلسة حوارية بمنتدى "أسبن" للأمن بولاية كولورادو- إلى أن بلاده تنظر مع حلفائها في خيارات لتصدير الحبوب من أوكرانيا.
لكنه حذر من أن الوسائل البديلة لتصدير الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية "من المحتمل ألا تكون كافية" دون مزيد من التفاصيل.
ارتفاع أسعار الحبوب
من جانبه، جدد ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا الأممي التحذير لجميع السفن المتوجهة إلى البحر الأسود والموانئ الأوكرانية، وكذلك للدول التي يُرفع عَلمها على هذه السفن.
كما ذكر بوليانسكي أن الممر الإنساني البحري في البحر الأسود قد انتهى أجله في العشرين من الشهر الجاري.
وقد أعلنت روسيا انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود يوم الاثنين الماضي، قائلة إن مطالبها المتعلقة بدعم صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة لم تُلب، كما انتقدت عدم وصول كميات كافية من الحبوب الأوكرانية إلى الدول الفقيرة.
وارتفعت العقود الآجلة للقمح الأميركي في شيكاغو بأكثر من 6% هذا الأسبوع، وحققت أكبر مكاسب يومية لها -الأربعاء- منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، لكن بعض هذه المكاسب تقلصت (أمس الجمعة) بسبب الآمال المعقودة على استئناف روسيا محادثاتها المتعلقة بالاتفاق.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في الاتفاق العام الماضي، في مسعى لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت لكون روسيا وأوكرانيا من أكبر البلاد المصدرة للحبوب.
وقالت الأمم المتحدة إن اتفاق البحر الأسود كان عملية تجارية، وعاد بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% حول العالم منذ مارس/آذار 2022.
وقد نقل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 725 ألف طن من الحبوب الأوكرانية إلى أفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن.
لكن ميخائيل خان، خبير الاقتصاد الكلي الذي طلبت روسيا منه التحدث أمام مجلس الأمن، قال إن الدول الأشد فقرا لم تحصل سوى على 3% من الحبوب عبر أوكرانيا وفقا لبيانات أممية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحبوب الأوکرانیة الأمم المتحدة البحر الأسود من أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ما هي مخاطر السلام في أوكرانيا بـ "شروط روسيا"؟
تشير التطورات الأخيرة في مؤتمر ميونيخ للأمن إلى تحول في العلاقات عبر الأطلسي، مع تراجع الولايات المتحدة عن دورها القيادي السياسي والعسكري في أوروبا.
نهج الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية يتبع منطق سياسات القوى العظمى
وسلط تقرير لموقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الضوء على التعاون بين واشنطن وروسيا بشأن مستقبل أوكرانيا دون التشاور مع أوروبا أو كييف، الأمر الذي يثير مخاوف أمنية للقارة بأكملها.
ودعت الولايات المتحدة الأوروبيين إلى تحمل قدر أعظم من المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم، مع إعادة التوازن إلى تركيزها الاستراتيجي تجاه آسيا. ويزيد هذا التغيير في الموقف من خطر اندلاع حرب كبرى أخرى في أوروبا. التحولات الجيوسياسية وعواقبها
ولفت التقرير النظر إلى أن نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية يتبع منطق سياسات القوى العظمى، والذي أسفر عن مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع تجاوز أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين.
وتشمل الآثار المترتبة على ذلك: تضاؤل سيادة أوكرانيا (بالتفاوض مع روسيا دون إشراك أوكرانيا)، وتقديم تنازلات لروسيا (بالتخلي عن مطلب أوكرانيا بعضوية حلف الناتو، والاعتراف بالضم الإقليمي الروسي، وقبول روسيا كقوة عظمى) وضعف النفوذ الأوروبي (بتهميش أوروبا في هذه المفاوضات).
How to prevent the next war in Europe: A five-point solid plan developed by @jana_puglierin @ClaudMajor @Ce_Moll and @CarloMasala1 Time to act quickly and decisively instead of debating the nature of the wake-up call https://t.co/cLXK21FFXt via @ecfr
— Camille Grand (@camille_grand) February 26, 2025ووفق التقرير، يشكّل هذا النهج سابقة خطيرة، إذ يرسخ لدى روسيا فكرة أن العدوان استراتيجية قابلة للتطبيق، ويوحي للحلفاء الأوروبيين بأن دورهم في تشكيل أمن القارة لا يكاد يذكر.
مخاطر السلام الهش وقال التقرير إن "السلام بشروط روسيا" سيصحبه أثار خطيرة على أوكرانيا وأوروبا، منها:• المخاطرة بانهيار أوكرانيا كاملةً: دون خطط أمنية وإعادة إعمار واضحة، قد تشهد أوكرانيا ركوداً اقتصادياً وهجرة جماعية واضطرابات سياسية، مما يجعلها هدفاً سهلاً للعدوان الروسي في المستقبل.
• استغلال روسيا للمفاوضات: فقد تستخدم موسكو المحادثات كتكتيك للمماطلة، وإطالة أمد الحرب في حين تخلق انقساماً داخل أوروبا وتآكل الدعم لأوكرانيا.
• تقويض الأمن الأوروبي: فطالما أن روسيا تحتفظ بقدراتها العسكرية وطموحاتها الإقليمية، ستظل أوكرانيا وبقية أوروبا عُرضة للخطر.
خطة من 5 نقاط لمنع الحرب ولتجنب هذا السيناريو، اقترح التقرير خطة شاملة من خمس نقاط تعمل على تعزيز قوة أوكرانيا، ودعم الدفاع الأوروبي، وتعزيز الردع ضد روسيا. 1. تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية
يجب على أوروبا أن تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها مع رفض مقترحات السلام غير المقبولة. وتشمل الإجراءات الرئيسة:
How to prevent the next war in Europe: A five-point plan: https://t.co/D0rUbwOIV9 @ecfr aracılığıyla
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) February 26, 2025الدعم المالي: يجب على الأوروبيين تقديم 40 مليار يورو كمساعدات هذا العام والالتزام بنسبة 0.25% من ناتجهم المحلي الإجمالي سنوياً لدعم أوكرانيا. والعقوبات ومصادرة الأصول: يجب فرض عقوبات إضافية، ويجب استخدام الأصول الروسية المجمدة بالكامل لتمويل أوكرانيا.
الدعم السياسي الواضح: يجب على أوروبا أن تؤكد علناً استقلال أوكرانيا وحقها في تحديد كيفية انتهاء الحرب.
وتقدم الخطة المقترحة المكونة من خمس نقاط مخططاً لأوروبا لتأكيد نفسها كجهة فاعلة في مجال الأمن، والدفاع عن أوكرانيا، ومنع العدوان الروسي في المستقبل، لكن الوقت ينفد.
ووفق التقرير، فإن الاختيارات التي يتم اتخاذها في الأشهر المقبلة ستشكل مستقبل الأمن الأوروبي لسنوات قادمة.