حذر المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من ارتفاع أسعار الحبوب العالمية، ومن تبعات كارثية لخطر اتساع دائرة النزاع التي قد تشمل احتمال حدوث مجاعة، بينما أكدت واشنطن عزمها البحث عن بدائل لتصدير الحبوب الأوكرانية.

وقال غريفيث -أمام مجلس الأمن- إن صادرات الأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا تكتسي أهمية قصوى لضمان الأمن الغذائي العالمي.

كما أوضح أنه "يمكن لتدمير البنية التحتية الحيوية للموانئ الأوكرانية أن يرقى إلى مستوى انتهاك للحقوق الانسانية الدولية، وخلاصة القول فإن صادرات الأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا لا تزال تكتسي أهمية قصوى لضمان الأمن الغذائي العالمي".

وقال غريفيث "سيشعر البعض بالجوع وسيتضور البعض جوعا وقد يموت كثيرون نتيجة هذه القرارات" مضيفا أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية.

وتابع "لذا ستستمر الأمم المتحدة في تعاونها مع جميع الجهات المعنية لنضمن وصول الأغذية والأسمدة الأوكرانية والروسية إلى الأسواق العالمية، وعلينا أيضا أن نضمن انخفاض الأسعار وتعزيز الأمن الغذائي في العالم.. نحن بحاجة إلى دعم دولي متحد".

وكان مجلس الأمن الدولي قد بحث تداعيات انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، وقد حذرت أطراف -خلال الجلسة- من خطر حدوث نزاع نتيجة أي حادث عسكري في البحر الأسود.

وفي السياق ذاته، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا بالتلاعب بالغذاء من أجل تحقيق أهدافها في أوكرانيا.

وأشار بلينكن -في جلسة حوارية بمنتدى "أسبن" للأمن بولاية كولورادو- إلى أن بلاده تنظر مع حلفائها في خيارات لتصدير الحبوب من أوكرانيا.

لكنه حذر من أن الوسائل البديلة لتصدير الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية "من المحتمل ألا تكون كافية" دون مزيد من التفاصيل.


ارتفاع أسعار الحبوب

من جانبه، جدد ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا الأممي التحذير لجميع السفن المتوجهة إلى البحر الأسود والموانئ الأوكرانية، وكذلك للدول التي يُرفع عَلمها على هذه السفن.

كما ذكر بوليانسكي أن الممر الإنساني البحري في البحر الأسود قد انتهى أجله في العشرين من الشهر الجاري.

وقد أعلنت روسيا انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود يوم الاثنين الماضي، قائلة إن مطالبها المتعلقة بدعم صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة لم تُلب، كما انتقدت عدم وصول كميات كافية من الحبوب الأوكرانية إلى الدول الفقيرة.

وارتفعت العقود الآجلة للقمح الأميركي في شيكاغو بأكثر من 6% هذا الأسبوع، وحققت أكبر مكاسب يومية لها -الأربعاء- منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، لكن بعض هذه المكاسب تقلصت (أمس الجمعة) بسبب الآمال المعقودة على استئناف روسيا محادثاتها المتعلقة بالاتفاق.

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في الاتفاق العام الماضي، في مسعى لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت لكون روسيا وأوكرانيا من أكبر البلاد المصدرة للحبوب.

وقالت الأمم المتحدة إن اتفاق البحر الأسود كان عملية تجارية، وعاد بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% حول العالم منذ مارس/آذار 2022.

وقد نقل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 725 ألف طن من الحبوب الأوكرانية إلى أفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن.

لكن ميخائيل خان، خبير الاقتصاد الكلي الذي طلبت روسيا منه التحدث أمام مجلس الأمن، قال إن الدول الأشد فقرا لم تحصل سوى على 3% من الحبوب عبر أوكرانيا وفقا لبيانات أممية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحبوب الأوکرانیة الأمم المتحدة البحر الأسود من أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ما هي مخاطر السلام في أوكرانيا بـ "شروط روسيا"؟

تشير التطورات الأخيرة في مؤتمر ميونيخ للأمن إلى تحول في العلاقات عبر الأطلسي، مع تراجع الولايات المتحدة عن دورها القيادي السياسي والعسكري في أوروبا.

نهج الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية يتبع منطق سياسات القوى العظمى



وسلط تقرير لموقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الضوء على التعاون بين واشنطن وروسيا بشأن مستقبل أوكرانيا دون التشاور مع أوروبا أو كييف، الأمر الذي يثير مخاوف أمنية للقارة بأكملها.
ودعت الولايات المتحدة الأوروبيين إلى تحمل قدر أعظم من المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم، مع إعادة التوازن إلى تركيزها الاستراتيجي تجاه آسيا. ويزيد هذا التغيير في الموقف من خطر اندلاع حرب كبرى أخرى في أوروبا. التحولات الجيوسياسية وعواقبها

ولفت التقرير النظر إلى أن نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية يتبع منطق سياسات القوى العظمى، والذي أسفر عن مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع تجاوز أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين.
وتشمل الآثار المترتبة على ذلك: تضاؤل سيادة أوكرانيا (بالتفاوض مع روسيا دون إشراك أوكرانيا)، وتقديم تنازلات لروسيا (بالتخلي عن مطلب أوكرانيا بعضوية حلف الناتو، والاعتراف بالضم الإقليمي الروسي، وقبول روسيا كقوة عظمى) وضعف النفوذ الأوروبي (بتهميش أوروبا في هذه المفاوضات).

How to prevent the next war in Europe: A five-point solid plan developed by @jana_puglierin @ClaudMajor @Ce_Moll and @CarloMasala1 Time to act quickly and decisively instead of debating the nature of the wake-up call https://t.co/cLXK21FFXt via @ecfr

— Camille Grand (@camille_grand) February 26, 2025

ووفق التقرير، يشكّل هذا النهج سابقة خطيرة، إذ يرسخ لدى روسيا فكرة أن العدوان استراتيجية قابلة للتطبيق، ويوحي للحلفاء الأوروبيين بأن دورهم في تشكيل أمن القارة لا يكاد يذكر.

مخاطر السلام الهش وقال التقرير إن "السلام بشروط روسيا" سيصحبه أثار خطيرة على أوكرانيا وأوروبا، منها:
• المخاطرة بانهيار أوكرانيا كاملةً: دون خطط أمنية وإعادة إعمار واضحة، قد تشهد أوكرانيا ركوداً اقتصادياً وهجرة جماعية واضطرابات سياسية، مما يجعلها هدفاً سهلاً للعدوان الروسي في المستقبل.
• استغلال روسيا للمفاوضات: فقد تستخدم موسكو المحادثات كتكتيك للمماطلة، وإطالة أمد الحرب في حين تخلق انقساماً داخل أوروبا وتآكل الدعم لأوكرانيا.
• تقويض الأمن الأوروبي: فطالما أن روسيا تحتفظ بقدراتها العسكرية وطموحاتها الإقليمية، ستظل أوكرانيا وبقية أوروبا عُرضة للخطر.
خطة من 5 نقاط لمنع الحرب ولتجنب هذا السيناريو، اقترح التقرير خطة شاملة من خمس نقاط تعمل على تعزيز قوة أوكرانيا، ودعم الدفاع الأوروبي، وتعزيز الردع ضد روسيا. 1. تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية

يجب على أوروبا أن تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها مع رفض مقترحات السلام غير المقبولة. وتشمل الإجراءات الرئيسة:

How to prevent the next war in Europe: A five-point plan: https://t.co/D0rUbwOIV9 @ecfr aracılığıyla

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) February 26, 2025

الدعم المالي: يجب على الأوروبيين تقديم 40 مليار يورو كمساعدات هذا العام والالتزام بنسبة 0.25% من ناتجهم المحلي الإجمالي سنوياً لدعم أوكرانيا. والعقوبات ومصادرة الأصول: يجب فرض عقوبات إضافية، ويجب استخدام الأصول الروسية المجمدة بالكامل لتمويل أوكرانيا.
الدعم السياسي الواضح: يجب على أوروبا أن تؤكد علناً استقلال أوكرانيا وحقها في تحديد كيفية انتهاء الحرب.

2. تحديد شروط وقف إطلاق النار يجب هيكلة وقف إطلاق النار الدائم بعناية لتقليل المخاطر المستقبلية. وتشمل المكونات الأساسية ما يلي: خط وقف إطلاق نار محدد بوضوح، ومنطقة منزوعة السلاح للحد من الأعمال العدائية في المستقبل، وآليات أمنية بقيادة أوروبية لفرض السلام، ومقاومة حازمة للمطالب الروسية التي تعرض الأمن الأوروبي للخطر، مثل القيود المفروضة على الموقف العسكري لحلف الناتو. 3. زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي يجب على أوروبا أن تعزز ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير لضمان قدرتها على ردع العدوان بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، وذلك بالالتزام بإنفاق 3% أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وضمان تمويل دفاعي مستقر، وخاصة في دول مثل ألمانيا، وتطوير آليات تمويل بديلة، ربما تشمل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وتركيا. 4. وضع خطة تحول دفاعي أوروبية وتحتاج أوروبا إلى تحمل المسؤولية عن دفاعها من خلال إنشاء انتقال منظم وطويل الأمد يسمح بالانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية دون خلق ثغرات أمنية. وهذا يتطلب استراتيجية عسكرية أوروبية منسقة، وتقسيم واضح للمسؤوليات الدفاعية بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وخارطة طريق للردع النووي الأوروبي، والتي تظل تعتمد بشكل كبير على قدرات الولايات المتحدة. 5. تحديد القيادة الأوروبية في المسائل الأمنية لكي تتولى أوروبا زمام المبادرة في مجال الأمن، يجب عليها إنشاء هيكل قيادي مستقر يضمن المساءلة واتخاذ القرار السريع. ويتطلب هذا إطاراً مؤسسياً قوياً لتحديد من يقود السياسة الأمنية داخل أوروبا، واتفاقيات ملزمة بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لضمان التماسك، والالتزام بالقوة العسكرية عند الضرورة، بدعم من تفويضات سياسية واضحة. الوقت ينفد وقال التقرير إن أوروبا تمر بمنعطف حرج، إذ لم يعد بإمكان القارة الاعتماد على الإيماءات الرمزية لضمان أمنها، وإنما يجب عليها تنفيذ إجراءات فورية وحاسمة لحماية سيادة أوكرانيا ومنع حرب أخرى في أوروبا. ودون هذا، قد تنهار أوكرانيا تحت الضغط الروسي، وسيضعف الإطار الأمني الأوروبي بشكل لا يمكن إصلاحه.
وتقدم الخطة المقترحة المكونة من خمس نقاط مخططاً لأوروبا لتأكيد نفسها كجهة فاعلة في مجال الأمن، والدفاع عن أوكرانيا، ومنع العدوان الروسي في المستقبل، لكن الوقت ينفد.
ووفق التقرير، فإن الاختيارات التي يتم اتخاذها في الأشهر المقبلة ستشكل مستقبل الأمن الأوروبي لسنوات قادمة.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تحذر: سماعات الأذن تهدد مليار شاب بمرض خطير
  • الأرصاد التركية تحذر: أمطار غزيرة وثلوج في عدة مناطق
  • فرنسا تبحث مع أوكرانيا استخدام معادنها لأغراض عسكرية
  • بوتين: يجب إحباط "معرقلي" الحوار بين روسيا وأميركا
  • روسيا في حالة تأهب.. بوتين يطالب بتشديد الإجراءات ضد تهديدات الاستخبارات الأوكرانية
  • موسكو تبحث مع مبعوث الأمم المتحدة تطورات الوضع في سوريا
  • ما هي مخاطر السلام في أوكرانيا بـ "شروط روسيا"؟
  • الأمم المتحدة تعلن تعليق مساعداتها الغذائية في مخيم زمزم للنازحين في السودان يواجه مجاعة
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من موجة عنف في هايتي
  • «تيتيه» تبحث مع سفير غانا آخر المستجدات وتحديات العملية السياسية