عبّر عن مأساة الحرب في غزة.. المصور سالم صواخرون يقدم أعمالا مليئة بالوجع وروح الأمل
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
تشترك العديد من الفنون البصرية في أن لها رسالة ينقلها الفنان إلى المتلقي، قد تختلف تلك الرسائل في مباشرتها أو رمزيتها الكامنة في التفاصيل، لكنها في جميع الأحوال تحمل الكثير من أحاسيس ومشاعر الفنان وما يضطرم في داخله من صراعات تخلقها حساسيته النفسية تجاه ما حوله من أحداث أو مواقف.
هذه الحساسية المفرطة التي يتمتع بها الفنان تجاه ما حوله نستطيع أن نقرأها بشكل واضح في إبداع المصور العماني سالم بن محمد صواخرون حول القضية الفلسطينية.
مزج المصور سالم في مجموعة أعماله فنون الرسم المعروفة بـ«فن الخربشة»، ليقدم نتاج اتحاد أكثر من فن، ولسان حاله يقول إن في الاتحاد قوة، فقد شاركت معه في الرسم كل من الفنّانتين إيمان الجابرية وسمية الشقصية بالرسم على الثوب، منتهجتان فن الخربشة الذي يميل إلى رسم خطوط مختلفة ومتقاربة تحمل دلالات عديدة رمزيات كثيرة.
أبدع سالم في مجالات عديدة بالتصوير، ولكنه كان يميل إلى فن «البورتريه»، أي تصوير الوجوه وملامحها وإبراز تعابيرها إلى أن تشعب ودخل في مجال التصوير الفني وغيرها من المجالات، إلى أن تمكن من حياكة فن «التصوير المفاهيمي» ليقدم من خلالها حكايات الوجع والألم والشعور.
يقول سالم عن أعمال فلسطين:«العمل مكون من جزأين، ولكل جزء أكثر من صورة، الجزء الأول يمثل السلام لفلسطين، هذه الجملة تحمل الكثير من المعاني والأماني، حاولت التعبير عن هذا الأمل والرغبة في السلام من خلال عدستي ومعداتي، لأنني أؤمن بقوة الصورة في نقل الرسالة وإيصال المشاعر، أما الجزء الثاني، فقد استخدمت فيه الإضاءة والألوان والهوية المرئية، لأنقل مشاهد الحرب والمأساة في هذا الجزء من العمل، حيث حاولت أن أجسد القسوة والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني الأبي».
يرى المصور سالم صواخرون –كما قال- أن الصورة لها رسالة قوية، ويحمل المصور رسالته بعمق الأمل والشوق، وقد صوَّرَ ما يتمناه في جانب، وما يراه في جانب آخر، ويقول: «أتمنى أن يمد الله في عمري لألتقط المزيد من الصور لفلسطين وهي متحررة، تنبض بالحياة والحرية في كل زاوية».
سألنا سالم عن اختيار «فن الخربشة» تحديدا في أعماله الفوتوغرافية، فأوضح: «اعتمدت الفنانتان سمية الشقصية وإيمان الجابرية في هذا العمل على فن الخربشة، وهو فن يذكرني بلعبة البازل التي تتكون من أجزاء صغيرة، وعندما تجتمع هذه الأجزاء يكتمل المشهد بألوانه وتفاصيله».
في كافة الأعمال الفنية الفوتوغرافية كان المصور سالم صواخرون هو ذاته الظاهر في العمل، فقد صور نفسه بعد إعداد تكوينات الصورة لينقل للمتلقي أحاسيسه بنفسه ومشاعره وآماله وحرقة قلبه كذلك، وعن ذلك يقول: «كانت تجربة مختلفة بكل المقاييس، بدءًا من فكرة الرسم على الدشداشة ونقل الهدف والرسالة من خلالها، وانتهاءً بظهوري في العمل بعد تجارب عدة، وصلت إلى قناعة أن الأفكار الخارجة عن نطاق المألوف وغير المكررة تثير توتر الكثيرين، ولكن حبي للفن والإبداع دفعني للظهور في الصورة، متحديًا أي اعتراض قد يواجهني من متابعين أو أشخاص آخرين».
وعن توزيع الإضاءة في العمل أوضح المصور سالم قائلا: «في العمل الأول، استخدمنا ضوء الشمس الساطع محاكيا للسلام والنقاء، بينما في العمل الآخر، تجسد الإضاءة الحمراء بطريقة (السيلويت) الأوضاع المأساوية من دماء وتفجيرات ونيران مشتعلة».
يثبت المصور سالم صواخرون أن الفن رسالة نبيلة سامية، وقد تكون عكس ذلك تماما، وهذا ما ينطلق من روح الفنان وإيمانه بما يقدم وما يصنعه الفن من تأثير، يرى سالم أن كل فنان مهما اختلف فنه هو مسؤول دينيا واجتماعيا وأخلاقيا، وعليه أن يحمل هذه الراية والرسالة بكل إخلاص وإيمان ويقين حتى يصل إلى أرواح الناس قبل أبصارهم، حتى يشارك الكثير همومهم وطموحهم وآمالهم، بينما هو صامت يترك العمل يتحدث بلغة الإيماء والبصر والجمال نيابة عن اللسان، ومن الأكيد أن ما في القلب أكبر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی العمل
إقرأ أيضاً:
الأسد يقول في بيان من موسكو إنه لم يغادر سوريا "بشكل مخطط له"
للمرة الأولى منذ إسقاطه من الحكم في 8 ديسمبر، خرج بشار الأسد عن صمته في بيان من موسكو مؤكدا أنه لم يغادر دمشق إلا « في اليوم التالي » لسقوطها، منددا كذلك « بسقوط الدولة بيد الإرهاب ».
وبعد هجوم خاطف استمر 11 يوما، تمك نت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام من دخول دمشق في 8 ديسمبر، وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من نصف قرن وعرف بالقمع الوحشي.
وقال الأسد في بيان نشرته صفحات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين « لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق ».
وأضاف أنه « مع تمدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها، وعند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحا تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش ».
وتابع الأسد أنه « مع ازدياد التدهور الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر ».
وأفاد موظفون ومسؤولون سوريون وكالة فرانس برس في وقت سابق بأنه قبل ساعات قليلة من سقوط دمشق، في 8 ديسمبر، فر الأسد من دون إبلاغ أفراد عائلته ولا حتى أقرب مساعديه.
حتى أنه اتصل بمستشارته الإعلامية مساء السبت وطلب منها إعداد كلمة يلقيها، قبل أن يستقل طائرة من مطار دمشق إلى قاعدة حميميم الروسية. وقال مستشار للرئيس طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية « لقد غادر مع ابنه حافظ من دون إبلاغ عائلته أو معاونيه المقربين، ومن القاعدة الروسية نقلته طائرة إلى موسكو ».
وقال الأسد في بيانه « من لم يتخل عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان ولم يغدر بحلفائه الذين وقفوا معه، لا يمكن ان يكون هو نفس الذي يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه، أو يغدر به وبجيشه ».
وأكد أنه « مع سقوط الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء، يصبح المنصب فارغا لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه ».
كلمات دلالية الأسد بيان سوريا