تشترك العديد من الفنون البصرية في أن لها رسالة ينقلها الفنان إلى المتلقي، قد تختلف تلك الرسائل في مباشرتها أو رمزيتها الكامنة في التفاصيل، لكنها في جميع الأحوال تحمل الكثير من أحاسيس ومشاعر الفنان وما يضطرم في داخله من صراعات تخلقها حساسيته النفسية تجاه ما حوله من أحداث أو مواقف.

هذه الحساسية المفرطة التي يتمتع بها الفنان تجاه ما حوله نستطيع أن نقرأها بشكل واضح في إبداع المصور العماني سالم بن محمد صواخرون حول القضية الفلسطينية.

. وبِلُغَة صامتة يقول من خلال أعماله الفوتوغرافية الأخيرة إن المصاب واحد مهما اختلفت المسافات وبعدت، تبقى القضية الفلسطينية في وجدان الشعب العماني لا يتخلى عنها، فهي جزء منه ومن ثقافته وهُويته العربية الإسلامية.

مزج المصور سالم في مجموعة أعماله فنون الرسم المعروفة بـ«فن الخربشة»، ليقدم نتاج اتحاد أكثر من فن، ولسان حاله يقول إن في الاتحاد قوة، فقد شاركت معه في الرسم كل من الفنّانتين إيمان الجابرية وسمية الشقصية بالرسم على الثوب، منتهجتان فن الخربشة الذي يميل إلى رسم خطوط مختلفة ومتقاربة تحمل دلالات عديدة رمزيات كثيرة.

أبدع سالم في مجالات عديدة بالتصوير، ولكنه كان يميل إلى فن «البورتريه»، أي تصوير الوجوه وملامحها وإبراز تعابيرها إلى أن تشعب ودخل في مجال التصوير الفني وغيرها من المجالات، إلى أن تمكن من حياكة فن «التصوير المفاهيمي» ليقدم من خلالها حكايات الوجع والألم والشعور.

يقول سالم عن أعمال فلسطين:«العمل مكون من جزأين، ولكل جزء أكثر من صورة، الجزء الأول يمثل السلام لفلسطين، هذه الجملة تحمل الكثير من المعاني والأماني، حاولت التعبير عن هذا الأمل والرغبة في السلام من خلال عدستي ومعداتي، لأنني أؤمن بقوة الصورة في نقل الرسالة وإيصال المشاعر، أما الجزء الثاني، فقد استخدمت فيه الإضاءة والألوان والهوية المرئية، لأنقل مشاهد الحرب والمأساة في هذا الجزء من العمل، حيث حاولت أن أجسد القسوة والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني الأبي».

يرى المصور سالم صواخرون –كما قال- أن الصورة لها رسالة قوية، ويحمل المصور رسالته بعمق الأمل والشوق، وقد صوَّرَ ما يتمناه في جانب، وما يراه في جانب آخر، ويقول: «أتمنى أن يمد الله في عمري لألتقط المزيد من الصور لفلسطين وهي متحررة، تنبض بالحياة والحرية في كل زاوية».

سألنا سالم عن اختيار «فن الخربشة» تحديدا في أعماله الفوتوغرافية، فأوضح: «اعتمدت الفنانتان سمية الشقصية وإيمان الجابرية في هذا العمل على فن الخربشة، وهو فن يذكرني بلعبة البازل التي تتكون من أجزاء صغيرة، وعندما تجتمع هذه الأجزاء يكتمل المشهد بألوانه وتفاصيله».

في كافة الأعمال الفنية الفوتوغرافية كان المصور سالم صواخرون هو ذاته الظاهر في العمل، فقد صور نفسه بعد إعداد تكوينات الصورة لينقل للمتلقي أحاسيسه بنفسه ومشاعره وآماله وحرقة قلبه كذلك، وعن ذلك يقول: «كانت تجربة مختلفة بكل المقاييس، بدءًا من فكرة الرسم على الدشداشة ونقل الهدف والرسالة من خلالها، وانتهاءً بظهوري في العمل بعد تجارب عدة، وصلت إلى قناعة أن الأفكار الخارجة عن نطاق المألوف وغير المكررة تثير توتر الكثيرين، ولكن حبي للفن والإبداع دفعني للظهور في الصورة، متحديًا أي اعتراض قد يواجهني من متابعين أو أشخاص آخرين».

وعن توزيع الإضاءة في العمل أوضح المصور سالم قائلا: «في العمل الأول، استخدمنا ضوء الشمس الساطع محاكيا للسلام والنقاء، بينما في العمل الآخر، تجسد الإضاءة الحمراء بطريقة (السيلويت) الأوضاع المأساوية من دماء وتفجيرات ونيران مشتعلة».

يثبت المصور سالم صواخرون أن الفن رسالة نبيلة سامية، وقد تكون عكس ذلك تماما، وهذا ما ينطلق من روح الفنان وإيمانه بما يقدم وما يصنعه الفن من تأثير، يرى سالم أن كل فنان مهما اختلف فنه هو مسؤول دينيا واجتماعيا وأخلاقيا، وعليه أن يحمل هذه الراية والرسالة بكل إخلاص وإيمان ويقين حتى يصل إلى أرواح الناس قبل أبصارهم، حتى يشارك الكثير همومهم وطموحهم وآمالهم، بينما هو صامت يترك العمل يتحدث بلغة الإيماء والبصر والجمال نيابة عن اللسان، ومن الأكيد أن ما في القلب أكبر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی العمل

إقرأ أيضاً:

تعرف على موعد طرح فيلم لأول مرة في السينمات

تستعد دور العرض السينمائي فى مصر ، لاستقبال فيلم “ لأول مرة ” من بطولة تارا عماد ، يوم 29 من الشهر الجاري .

العمل من بطولة كل من  تارا عماد، وعمر الشناوي، ونبيل عيسى، ورانيا منصور، ومن إخراج  جون إكرام، وتأليف  محمد عبد القادر .

تدور أحداث العمل في إطار درامي ممزوج باﻹثارة والتشويق يدور الفيلم حول خالد وغادة، زوجان يعيشان قصة حب سعيدة تتحول فجأة إلى جحيم عندما يكتشف خالد سراً خطيراً ويقرر مواجهة زوجته به، مما يشعل ليلة مليئة بالشك والعنف والاتهامات المتبادلة بالخيانة. تكشف تلك الليلة المثيرة توترات عميقة في علاقتهما.

سلاف فواخرجي: مشتاقة للجمهور المصري.. والعروض لا تتوقف.. والأفلام السورية لا تلقي رواجًا في مصرl حواربالتزكية.. أيمن سلامة رئيسا لجمعية مؤلفي الدراما خلفا لبشير الديك

وقالت تارا عماد ، بالتزامن مع عرض الفيلم بمهرجان الأقصر السينمائي : “سعيدة بعرض الفيلم فى مهرجان الأقصر السينمائى وبشكر فريق العمل على مجهودهم وتحمست جدا عند عرض السيناريو و الدور و بحب العلاقات الشائكة بين الراجل والمرأة، والفن يسلط الضوء على القضايا والعلاقات وإذا لم يقدم  حلول فهذا يعد شئ جيد واذا لم يقدم الحلول لتلك القضايا فهذا لا يعد عيب على الفيلم”.

وفي السياق ذاته، قال الفنان عمر الشناوى، أهم ما يميز الفيلم  هو تناوله الإنساني والواقعي، مشيرا إلى أن الهدف من الفيلم هو  الإنسانية والعلاقات بين الأبطال؟.

وقال  الفنان نبيل عيسى :"دوري فى الفيلم  صغير لكن مؤثر في الفيلم، لكن كان نفسي أقدم عمل مع المخرج جون إكرام لذلك وافقت على العمل".

مقالات مشابهة

  • بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ما مستقبل المسيحيّين بالقطاع؟
  • الفكاهي رشيد رفيق يشارك صورة مع عبد اللطيف الحموشي ويعلق “الأمن والأمان”
  • صور سريالية تجسد تناقضات صارخة بين الطبيعة والتقدم بدول الخليج
  • تعرف على موعد طرح فيلم لأول مرة في السينمات
  • تنصيب ترامب يكشف مأساة اتفاق غزة
  • الاتحاد السعودي لكرة القدم يقدم ورشة عمل إعلامية بعنوان “التقنية والابتكار ونظام MySAFF”
  • معتصم النهار وعابد فهد دانييلا رحمة.. “شويّة نَفَس”
  • وزيرهم يقول وكتائبهم تفعل
  • شاهد.. فنان ينحت حجارة غزة ويوثق مآسي الحرب ويحافظ على الذاكرة الوطنية
  • الحفيان: رفضت أعمالا عالمية بصور تسيء للعرب