علي جمعة: من رضى بقضاء الله أرضاه بجميل قدره
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه كان يقول: «ما أبالي على ما أصبحت، وما أمسيت أحبَّ إليَّ؛ لأني لا أدري أيهما خير لي» تسليم ورضا على كل حال ، كل ما يأتي منك يا ربي جميل.
ولكن الرضا يحتاج إلى تدريب ومراقبة ؛ لأن طبيعة الإنسان أنه يجزع عند المصيبة ، ويسعد بالفرح ، والإمام الغزالي في «الإحياء» يأتي لنا بقصة لطيفة حدثت بين سيدنا علي بن أبي طالب-و سيدنا علي بن أبي طالب كان عالمًا، وكان مربيًّا- وبين عدي بن حاتم الطائي، فسيدنا علي، رأى عدي مكتئب، فقال: «يا عدي، ما لي أراك كئيبًا حزينًا؟».
يعني: يا عدي، القضاء نافذ نافذ، إما أن ترضى، وإما أن تسخط، الرضا لن يصد قضاء، والسخط لن يصد قضاء، القضاء نافذ نافذ. فما رأيك: أن ترضى وتؤجر، أو أن تسخط ويحبط عملك.
هذه القصة تبين الفرق ما بين الرضا والصبر ، وهى معاني متولدة بعضها من بعض، يعني الرضا هذا سيساعد الإنسان على الصبر{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ} متى يكون الصبر جميل؟ عندما لا يكون فيه تبرم، ولا اعتراض على مراد الله، ولا كذا إلى آخره، الرضا سيذهب الحزن، الرضا يساعد على الزهد، الرضا يساعد على التوكل والتسليم، الرضا سيجعلك تفهم الأشياء على حقيقتها، أنه لا يكون في كونه سبحانه وتعالى إلا ما أراد. فلا يتم شيء إلا بخلق الله وبمراده سبحانه وتعالى.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: إذا فاتتك ليلة النصف من شعبان فعليك بهذ الوقت كل يوم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ليلة النصف من شعبان مرت سريعًا بما فيه من نفحات جليلة وفيوضات غزيرة، فيا سعد من اغتنمها.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه لا يظن المسلم أنه ما دامت ليلة النصف من شعبان قد انقضت ، فقد أُغلِق باب الرحمات والمغفرة ، بل إن بابهما مفتوح إلى يوم الدين، ومن أراد أن ينهل منها ، فعليه بجزء الليل الأخير ، فإنه وقت تنزل الرحمات من الله، وذلك في كل ليلة ، لا تختص به ليلة دون ليلة أخرى. قال رسول الله ﷺ: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (صحيح البخاري).
من أجل ذلك ، كان على المسلم أن يحرص في هذه الأيام على إصلاح ذات بينه، وعلى جمع كلمته مع أخيه قبل دخول شهر رمضان، حتى إذا جاء رمضان ، وجد نفسه قد صفت وخلت من البغضاء والتحاسد والشحناء ، فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه.
والمسلم مأمور دائمًا وأبدًا بإصلاح ذات بينه مع الناس عامةً ، قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا. كما هو مأمور أيضًا بإصلاح ذات بينه مع المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
وقد بيَّن النبي ﷺ الفضل العظيم والنفع العميم المترتب على إصلاح ذات البين، فقال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة»، قالوا : بلي، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة».
وبعد أن ذكر الإمام الترمذي هذا الحديث قال: ويُروى عن النبي ﷺ أنه قال: «هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» (سنن الترمذي). فجعل النبي ﷺ أجر الإصلاح بين الناس أعلى وأفضل من عبادات تعد ركنًا أصيلًا في الإسلام; ليستنفر همة المسلم ، فيحرص على الإصلاح في المجتمع، مما يجعله مجتمعًا صالحًا ، تتحقق فيه وحدة الصف وسلامة الهدف.
ولا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية ، وروح عالية ، وأعمال متقبلة. فلا تفوتنك هذه النفحات ، أيها المسلم الحريص على رضا ربه، وأصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى.
فاللهم أصلح ذات بيننا ، ووفقنا إلى ما تحب وترضى.