محاورة الكلاب وفهم مشاعر القطط.. الذكاء الاصطناعي يفك شفرة لغة التواصل بين البشر والحيوانات
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
هل كنت تتخيل أنه يمكنك التحدث مع حيوانك المفضل؟.. نعم!! إذ يعمل فريق من العلماء على بناء برمجيات بقواعد بيانات ضخمة تسمح بفك تشفير لغة التواصل المشتركة بين الإنسان والحيوان، ما قد يتيح المجال للحديث بين الطرفين مستقبلًا.
ويبدو أن الذكاء الاصطناعي سيجعل البشر قادرين على محاورة الكلاب وفهم مشاعر القطط والتغريد مع الطيور، وتجسيد عالم "أليس في بلاد العجائب" وجعله حقيقة واقعة.
ويسعي باحثون وخبراء في "الصوتيات الحيوية" على استخدام قواعد البيانات في تدريب الذكاء الاصطناعي لفك شفرة لغة التواصل بين الحيوانات وترجمتها إلى لغة يفهمها الإنسان.
وتستخدم "الصوتيات الحيوية الرقمية" لالتقاط أصوات وحركات وسلوكيات الحيوانات التي تكون هادئة جدًا أو دقيقة للغاية بحيث لا يستطيع البشر رصدها.
ويتوقع الخبراء أن المشاريع مثل "مشروع أنواع الأرض"، ستحقق تقدمًا كبيرًا خلال السنوات الثلاثة المقبلة.، كما ستحقق تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الحديث إلى الحيوانات.
وتتضمن تجارب "مشروع أنواع الأرض" الحالية محاولات لرسم خريطة للمخزون الصوتي للغربان، وكذلك تجربة أخرى تهدف إلى توليد أصوات جديدة يمكن للطيور فهمها.
ترجمة نباح الكلاب.. وفهم تعابير القططويستخدم باحثو جامعة لينكولن الذكاء الاصطناعي أيضًا لتصنيف وفهم تعبيرات القطط. كما يهدف نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد إلى ترجمة تعابير الوجه ونباح الكلاب.
وتحدث الخبراء أيضا عن الخفافيش التي تمتلك لغة معقدة جدًا، خاصة أنها تتجادل حول الطعام مع بعضها البعض، وتستخدم الخفافيش الأم "لغة الطفل" عند التواصل مع صغارها.
فك رموز لغة الخفافيشوأوضحوا أن "التعلم العميق" قادر على فك رموز لغة الخفافيش التي تعتمد إلى حد كبير على الموجات فوق الصوتية.
ويحاول العلماء عبر الميكروفونات المثبتة على العوامات والأسماك الآلية كشف "أصوات" حيتان العنبر، التي تعد أكبر الحيوانات المفترسة في العالم.
وتحدد موقع طعام تلك الحيتان باستخدام النقرات، ولكنها تستخدم أيضًا سلسلة أقصر من النقرات تسمى "الكودا" للتواصل مع بعضها البعض.
ويرى البعض أن الأكثر إثارة في كسر الحاجز اللغوي مع الحيوانات هو ما ستقوله لنا وليس ما سنقوله لها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كتاب لم يكتبه أحد.. كيف خلق الذكاء الاصطناعي كاتبا وهميا؟
تبين أن مؤلف كتاب فلسفي نشر مؤخرا ليس موجودا في الواقع، حيث تولى الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أحد المفكرين الإيطاليين خلق "الكاتب الوهمي" ونظريته الفلسفية المطروحة في الكتاب.
وبحسب تقرير نشر موقع "بي بي سي"، فإن الكتاب الذي حمل عنوان "الهيبنوقراطية: ترامب، ماسك وهندسة الواقع"، صدر في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي في إيطاليا.
وتم تقديم الكتاب على أنه من تأليف "فيلسوف ومنظّر في وسائل الإعلام" من هونغ كونغ يدعى جيانوي شون، ويعمل على "تأثير التقنيات الرقمية على الوعي الجمعي وتشكّل الذات المعاصرة".
غير أن الصحفية الإيطالية سابينا ميناردي، وبعد محاولات متعددة للتواصل مع شون لإجراء مقابلة، اكتشفت أن "الاسم لم يكن سوى اسم مستعار لعمل خلقه وحرّره المفكر الإيطالي أندريا كولاميديشي بالتعاون مع أداتين للذكاء الاصطناعي هما ‘تلون’ و’كلود’، في إطار مشروع فلسفي يهدف إلى كشف تأثير الذكاء الاصطناعي في إنتاج خطاب متلائم ومقنع".
يقدم الكتاب، الذي جذب اهتمام الصحافة الفكرية الأوروبية، نقدا للنظام العالمي من خلال شخصيتين مركزيتين هما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك.
ويطرح الكتاب فرضية مفادها أن "نظاما جديدا يبرز اليوم لا يُمارَس فيه التحكم من خلال قمع الحقيقة، بل من خلال تكاثر السرديات إلى درجة يصبح فيها وجود أي نقطة ثابتة أمرا مستحيلا".
ويطرح العمل رؤية فلسفية مفادها أن "الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه في الكابيتول لا يُمثل مجرد حدث سياسي أو انتصار لأيديولوجيا معينة، بل يُجسّد بشكل حاسم بروز نظام جديد للواقع، حيث تمارس فيه السلطة تأثيرها من خلال التلاعب المباشر بحالات الوعي الجماعي".
كما جاء في الكتاب أن “كل حدث، كل صورة، كل كلمة هي جزء من آلية لا تكتفي بتمثيل الواقع، بل تقوم باستبداله. فالمحاكاة لم تعد تقلد الواقع، بل تسبقه. إنها من تُشكّله (…) وهي لا تُقدّم نفسها كنظام سردي واحد، بل ككون من الاحتمالات".
المفارقة، بحسب تقرير "بي بي سي"، أن العمل الذي ينتقد "أشكالا جديدة من التلاعب"، اعتمد أسلوب خداع الجمهور عبر اختلاق مؤلف وهمي، وصور شخصية للكاتب الوهمي مولدة بالذكاء الاصطناعي.
تجدر الإشارة إلى أن قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، ينص على أن "عدم وسم النصوص أو الفيديوهات أو المقاطع الصوتية المُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي يشكل انتهاكا جسيما"، وهو ما لم يتم الالتزام به في حالة هذا الكتاب. ولم يُعرف بعد ما إذا كان كولاميديشي سيخضع للمساءلة القانونية.
وبعد الكشف عن حقيقة المؤلف، أُضيفت فقرة توضيحية على الموقع الإلكتروني الخاص بالعمل، جاء فيها: "بعدما عرف الناس أن شون ليس شخصا حقيقيا بل نتيجة تعاون بين إنسان وذكاء اصطناعي، لم ينتهِ المشروع، بل دخل في مرحلة جديدة".
وأضافت الفقرة أن "هذه المرحلة تُظهر أن شون هو مثال على طريقة تفكير جديدة، لا تأتي فقط من عقل بشري واحد، بل من تعاون بين البشر والآلات. شون أصبح اليوم وسيلة لاختبار أفكار وأساليب جديدة في الفلسفة، ويساعدنا على فهم كيف يمكن أن نُنتج أفكاراً مختلفة عندما نعمل معاً - بشراً وآلاتٍ ـ بدلاً من الاعتماد فقط على كاتب واحد أو عقل فردي".