من مرتبات شهرية إلى حوافز ضئيلة.. إمعان حوثي لإذلال المعلمين ونهب حقوقهم
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
"يذلوننا بحافز لا يساوي شيئا"، عبارة قالها أحد المعلمين بعد خروجه من أحد فروع بنك الأمل في صنعاء عقب استلامه مبلغا ماليا ضئيلا لا يتجاوز 30 ألف ريال يمني (50 دولارا) تحت مسمى "حافز للمعلمين والمعلمات من صندوق دعم المعلم" التابع للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وقال المعلم "أبو حسن العزعزي" مدرس اللغة العربية في إحدى المدارس الحكومية مديرية معين بصنعاء لـ"نيوزيمن": "تسلمنا حافزاً ماليا من بنك الأمل بقيمة 30 ألف ريال يمني، وهذا الحافز لا يسمن ولا يغني من جوع، بل جاء لإسكات المعلمين والمعلمات عن المطالب بصرف مرتباتهم المنهوبة من قبل الحوثيين منذ العام 2016".
وأشار: نحن على أبواب رمضان، وهذا الحافز يتم صرفه بشكل غير منتظم ومتباعد، فبعد أشهر يتم صرف مبلغ ضئيل لا يكفي الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء ودفع إيجارات المنازل وغيرها من الأساسيات التي يعانيها المعلمون في ظل استمرار عدم صرف مرتباتهم من الإيرادات الضخمة التي تجمعها الميليشيات الحوثية من موانئ الحديدة والضرائب والجمارك وغيرها من المؤسسات الإيرادية الكبرى التي تضخ للخزينة في صنعاء المليارات شهرياً.
وأوضح المعلم العزعزي، أن تسليم هذا الحافز غير منتظم، ويأتي مرة أو مرتين في العام، ويظل المعلم يعيش بقية الأشهر في جوع وحرمان وضيقة. مؤكدا أن ما يريده المعلمون فقط هو صرف مرتباتهم شهرياً بشكل منتظم، وكذا باقي مستحقاتهم المتأخرة وليس تسليمهم هبات وحوافز. مشيرا إلى أن شماعة الحصار والعدوان سقطت منذ إعادة فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة وسريان الهدنة الأممية في أبريل 2022.
مصادر تربوية في صنعاء أكدت أن القيادات الحوثية المعينة لإدارة "صندوق دعم المعلم والتعليم" تقوم بصرف الحوافز المالية من استقطاعات إجبارية يتم فرضها على المواطنين عبر فواتير الاتصالات والمياه والكهرباء. وأن هناك انتقائية في عملية الصرف للمعلمين والمعلمات العاملين في المدارس الحكومية، حيث يتم تسليم الموالين لهم وكذا المستمرين في عملية التدريس وغير المنضمين لنادي المعلمين اليمنيين الذي يقود احتجاجات غاضبة للمطالبة بصرف المرتبات.
وبحسب تصريح للقيادي حسين عامر جبل، المعين كمدير لصندوق دعم المعلم، فإن إجمالي ما سيتم صرفه من حوافز بلغ 8 مليارات و872 مليونا و110 آلاف ريال لعدد 148 ألفا و219 من العاملين في مدارس أمانة العاصمة ومحافظات: صنعاء، عمران، حجة، الحديدة، ذمار، صعدة، المحويت، البيضاء، إب، ريمة، تعز، مأرب، أبين، الجوف، والضالع.
وعملت الميليشيات الحوثية على استحداث ما يسمونه "صندوق دعم المعلم والتعليم" في العام 2019، وجرى تعيين قيادات حوثية لإدارة هذا الصندوق الذي يقوم باستقطاع رسوم ومبالغ مالية من خدمات الاتصالات والضرائب والجمارك والكهرباء والمياه وبعض المؤسسات والمرافق الإيرادية. ورغم الأموال الضخمة التي يجمعها الصندوق شهرياً منذ إنشائه إلا أن عملية صرف هذه الحوافز بدأت فعلياً في العام 2021 دون معرفة مصير المليارات التي تم جمعها خلال الفترة الماضية.
ويقود نادي المعلمين اليمنيين، منذ منتصف العام الماضي 2023، احتجاجات غاضبة للمطالبة بصرف المرتبات من إيرادات الدولة، وإيقاف تعذيب العاملين بالقطاع التعليمي الذين يؤدون واجبهم رغم الحرب وظروفهم الاقتصادية الصعبة. وأشار النادي إلى أن المعلمين يموتون جوعاً بسبب حرمانهم من حقوقهم المشروعة والمكفولة قانوناً ودستورياً.
في حين تستمر الميليشيات الحوثية في عمليات الاختطافات والاعتقالات التسعفية ضد المطالبين بصرف مرتباتهم المنقطعة منذ سنوات، على رأسهم رئيس نادي المعلمين أبو زيد الكميم وآخرين من زملائه المعلمين والمعلمات المختطفين منذ أكثر من 4 أشهر داخل السجون الحوثية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: صرف مرتباتهم دعم المعلم
إقرأ أيضاً:
الصفعة التي هزت الوسط الفني: محاكمة عمرو دياب وتفاصيل جلسة أثارت الرأي العام
شهدت محكمة جنح التجمع الخامس، اليوم، جلسة ساخنة في قضية الفنان عمرو دياب، الذي يواجه اتهامًا بصفع الشاب سعد أسامة خلال حفل زفاف أقيم بأحد فنادق القاهرة الجديدة. القضية التي أثارت جدلًا واسعًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، استقطبت اهتمامًا كبيرًا من الجمهور والمحللين القانونيين.
بداية الواقعة
تعود تفاصيل القضية إلى حفل زفاف أقيم الشهر الماضي، حين حاول الشاب سعد أسامة، الذي يعمل في الفندق الذي استضاف الحفل، التقاط صورة "سيلفي" مع الفنان عمرو دياب. وبحسب أقوال الشاب في التحقيقات، فإن الفنان نهره وصفعه على وجهه أمام الحضور، ما تسبب له في إحراج نفسي كبير وأضرار اجتماعية.
على الجانب الآخر، نفى عمرو دياب هذه الرواية، مؤكدًا أن الشاب حاول مضايقته واقتحم مساحته الشخصية بطريقة غير لائقة، مما دفعه للتصرف بحزم لاحتواء الموقف.
جلسة المحاكمة: تصريحات وأجواء مشحونة
في قاعة المحكمة، توافد الصحفيون والمتابعون منذ الصباح الباكر، حيث شهدت الجلسة حضورًا مكثفًا من وسائل الإعلام. بدأت الجلسة بسماع أقوال دفاع الشاب سعد أسامة، الذي قدم روايته أمام القاضي.
مرافعة دفاع الشاب
بدأ محامي الشاب، أحمد سعيد، مرافعته بالإشارة إلى خطورة الاعتداء على الوجه، مستشهدًا بأهميته من الناحية الدينية والاجتماعية.
وقال المحامي: ضرب الوجه إهانة كبيرة لا يمكن التغاضي عنها. القرآن الكريم يشير إلى الوجه باعتباره رمزًا للشرف والكرامة.
وأضاف المحامي أن موكله تعرض لصدمة نفسية كبيرة نتيجة هذه الواقعة، دفعته إلى ترك عمله بسبب الإحراج الذي لحق به.
وطالب المحامي بتعويض مدني قيمته 5 ملايين جنيه، لتعويض الأضرار النفسية والاجتماعية التي أصابت موكله.
وفي خطوة لافتة، استشهد المحامي بمقولة شعبية:
ما حدث هو مثال على 'ضربني وبكى وسبقني واشتكى'. الفنان اعتدى على موكلي ثم حاول تشويه سمعته بتحرير محضر زائف.
كما أشار المحامي إلى أن موكله لم يرد الصفعة احترامًا لسن الفنان ومكانته،
مضيفًا: سعد اختار التحلي بالهدوء وقال لي: 'ما قدرتش أرد على عمرو دياب لأنه في عمر أبي.
تصريحات والد الشاب
خلال الجلسة، أكد والد الشاب أن الواقعة كانت صدمة كبيرة للعائلة.
وقال:لو أطلق أحد النار على ابني لكان أهون من أن يتم صفعه بهذه الطريقة أمام الجميع.
وأضاف أن الأسرة شعرت بالمهانة، معتبرًا أن هذه القضية تتعلق بمبدأ رفض الإهانة بغض النظر عن الطرف الآخر.
رد دفاع عمرو دياب
من جانبه، قدم محامي الفنان عمرو دياب، أشرف عبد العزيز، دفاعه بطريقة وصفها البعض بالحاسمة، حيث نفى بشدة اتهامات الشاب وأوضح أن موكله تعرض لاستفزاز متعمد.
وقال المحامي: موكلي شخص معروف بتواضعه وحبه لجمهوره. خلال الحفل، سمح للشاب بالتقاط الصور معه أكثر من مرة، لكن الأخير تجاوز الحدود بمحاولته الاقتراب من عمرو دياب بشكل غير لائق.
وأضاف: القضية ليست عن غني وفقير، بل عن تجاوز قواعد الاحترام. الشاب حاول إثارة فوضى أثناء الحفل من خلال تصرفاته غير المسؤولة.
وقدم المحامي أدلة تدعم موقف موكله، منها شهادات شهود عيان وبعض مقاطع الفيديو التي تظهر تصرفات الشاب خلال الحفل، واعتبر أن القضية محاولة استغلال لشهرة الفنان من أجل تحقيق مكاسب شخصية.
طلب تعويض من الفنان
لم يكتفِ دفاع عمرو دياب بنفي التهمة، بل طالب بتعويض مدني نتيجة الضرر المعنوي والإعلامي الذي لحق بموكله جراء انتشار الأخبار غير الدقيقة حول الواقعة.
قرارات النيابة
وفقًا للنيابة العامة، تم توجيه تهم متبادلة للطرفين، حيث أحيل الشاب سعد أسامة إلى المحكمة بتهمة التعدي على الفنان عمرو دياب خلال الحفل، بينما يواجه الفنان تهمة صفع الشاب أمام الحضور.
ردود الفعل والجدل الإعلامي
أثارت القضية جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية، خاصة بعد تداول مقاطع فيديو وصور للواقعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. انقسمت الآراء بين من يعتقد أن الشاب حاول استغلال شهرة الفنان لتحقيق مكاسب شخصية، ومن يرى أن عمرو دياب كان بإمكانه التعامل مع الموقف بطريقة أقل حدة.
قرارات المحكمة
قررت المحكمة حجز القضية إلى جلسة 7 ديسمبر المقبل، للنطق بالحكم
الخاتمة
بين الادعاء بالدفاع عن الكرامة الشخصية ومحاولة حماية الصورة العامة، تستمر القضية في إثارة الاهتمام الجماهيري والإعلامي.
وبينما يترقب الجميع الحكم النهائي، تبقى الواقعة مثالًا على التعقيدات التي تنشأ عندما تتقاطع الشهرة مع التفاعلات اليومية.
القضية لم تنتهِ بعد، والجلسة المقبلة قد تحمل تطورات مفاجئة، مع انتظار العدالة للفصل في الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.