هجمات البحر الأحمر تفاقم مأساة الملايين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قال مجلس الشرق الأوسط للشئون الدولية، إن الهجمات التي شنّتها مليشيا الحوثي -المصنفة أمريكيا منظمة ارهابية- على السفن التجارية في البحر الأحمر تحت مزاعم الرد على العُدوان الإسرائيلي على غزّة، تسببت بشلّ حركة التجارة العالمية بشكلٍ فوريٍ، ما حوّل مضيق باب المندب –الممر المائي الحيوي بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا– إلى منطقة محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى الشحن التجاري وزاد تكاليف الشحن والتأمين بشكلٍ كبير.
ويرى المجلس، في تقرير حديث له، أن أهميّة البحر الأحمر الاستراتيجية كشريانٍ للتجارة البحرية فاقمت التداعيات الاقتصادية المترتّبة على هجمات الحوثيين وأن تداعيات هجماتهم طالت التجارة البحرية الدولية، ما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي بشكلٍ أوسع حيث إنّ الارتفاع في تكاليف الشحن يُهدّد بتأجيج التضخم المرتفع أصلاً.
التقرير المعنون بـ(الصراع في البحر الأحمر يفاقم مأساة الملايين) لفت إلى أن استمرار الهجمات أرغم عددا من شركات شحن رئيسية على تعليق عمليّاتها في البحر الأحمر، أو تغيير مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، مشيرا الى زيادة كلفة الشحن بالفعل بسبب إطالة الطرق وارتفاع التكاليف الناتجة عنها - سواء في ما يتعلّق بالوقود أم بالعمالة.
وبحسب منصّة الشحن العالمية “فريتوس” (Freightos)، فقد ازدادت أسعار حاويات الشحن من آسيا إلى البحر المتوسّط بثلاثة أضعاف، وفي الوقت نفسه، انخفضت حركة المرور اليوميّة عبر قناة السويس بنسبة 45 في المئة، ما يترتّب عليه تداعيات وخيمة على خزينة مصر المتعثّرة.
وفي وقت سابق أعرب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) عن قلقه بشأن الاضطرابات في التجارة وحذّر من مغبّة ارتفاع الأسعار التي يمكن أن تولّده، لا سيما في أسواق الطاقة والأغذية، ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد العالمي لتوّه بالتعافي من الصدمات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجدّ وعن الصراع في أوكرانيا.
أزمات إنسانية كارثية متعددة
في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تشكّل الضغوط المتعلّقة بالتضخم تهديداً كبيراً للدول التي تعتمد بشكلٍ كبير على استيراد الأغذية والتي هي عرضة لصدمات الأسعار، "لا تزال دول متعدّدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تواجه نقصاً في السلع الأساسية بسبب تراجع قيمة عملتها وندرة العملات الصعبة وعدم قدرتها على تسديد المدفوعات بشكلٍ مسبق".
وترزح منطقة الشرق الأوسط تحت وطأة أزمات إنسانية كارثية متعدّدة في آنٍ واحد – في السودان وغزة وبالطبع في اليمن نفسه، وأفادت التقارير بأنّه في العام 2023 كان حوالي 21,6 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية و17 مليون شخص في حالة انعدام في الأمن الغذائي، "من باب المفارقة، يُعزى جزء من ذلك إلى الارتفاع في تكاليف الشحن الناجم عن كلفة التأمين ضد الحرب".
وتُهدّد عمليات التصعيد الأخيرة بتأجيج الأزمة الإنسانية، حيث تتعرّض عمليات الإغاثة والتمويل للخطر. وبالتالي، فإنّ قدرة البلاد على امتصاص التأثير المحتمل لارتفاع الأسعار ضئيلة.
وتوقع التقرير أن تؤدّي الاضطرابات في البحر الأحمر، إلى جانب اندلاع العنف في أماكن أخرى من المنطقة في الآونة الأخيرة، إلى تفاقم المآسي في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي ترزح تحت وطأة التضخّم، وجاء في التقرير "إذا استمرّ التصعيد على هذا المنوال، سيتردّد صدى تداعيات الأزمة في البحر الأحمر أبعد من ممراته المائية الضيّقة".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الشرق الأوسط وشمال إفریقیا فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية حمدان بن زايد.. الدورة الثانية من «جوائز أبوظبي البحرية» (نسخة المراسي) تكرّم المرافق البحريّة الرائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا
تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، وبحضور الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث، رئيس لجنة الإمارات للكايت سيرف والتجديف والتزحلق على الماء، وبالتعاون مع مركز النقل المتكامل (أبوظبي للتنقل)، أعلنت «أبوظبي البحرية» التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، عن الفائزين بجوائز أبوظبي البحرية لعام 2024 (نسخة المراسي) خلال حفلٍ أُقيم في 23 نوفمبر 2024 خلال معرض أبوظبي الدولي للقوارب.
مُنِحَت الجوائز للمراسي الفائزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا عن إنجازاتها الاستثنائية ومبادراتها النوعية ونهجها القيادي المتميِّز، وتوزَّعت الجوائز على ستِّ فئاتٍ رئيسية.
في «جائزة التميز في تجربة المتعاملين»، حاز دي-مارين جوجيك في تركيا، الجائزة الذهبية، وكانت الجائزة الفضية من نصيب مرسى خور دبي في دولة الإمارات، في حين حصل نادي جدة لليخوت في المملكة العربية السعودية على الجائزة البرونزية.
وفي «جائزة التميز في بيئة العمل»، تُوِّج مرسى نخلة جميرا في دولة الإمارات بالجائزة الذهبية، وفاز ياس مارينا ومراسي الدار في دولة الإمارات بالجائزة الفضية والجائزة البرونزية على التوالي.
وحاز دبي هاربر في دولة الإمارات على الجائزة الذهبية في فئة «جائزة التميز في الصحة والسلامة»، وحصل مرسى نخلة جميرا ومارينا قصر الإمارات في دولة الإمارات على الجائزة الفضية والجائزة البرونزية على التوالي ضمن هذه الفئة.
وحصد ياس مارينا في دولة الإمارات الجائزة الذهبية في فئة «جائزة التميز في الابتكار»، وكانت الجائزة الفضية من نصيب دبي هاربر في دولة الإمارات والجائزة البرونزية من نصيب مرسى جزيرة اللؤلؤة في قطر.
وفي «جائزة التميز في الاستدامة»، حصل دي-مارين ديديم في تركيا على الجائزة الذهبية، فيما حصل مرسى جزيرة اللؤلؤة في قطر ومرسى أيلة في الأردن على الجائزة الفضية والجائزة البرونزية على التوالي.
ضمن فئة «المرسى المتميز»، حصلت دي-مارين تورغوتريس في تركيا على الجائزة الذهبية، وهي الجائزة الأهم في الحدث، بينما فازت دي-مارين جوجيك ودي-مارين ديديم في تركيا بالجائزة الفضية والجائزة البرونزية.
وفي تقديرٍ خاص قائم على ترشيح الجمهور، مُنِحَتْ الجائزة الذهبية لفئة «المرسى الأكثر شعبية»، إلى مرسى أيلة في الأردن، وكانت الجائزة الفضية من نصيب مرسى جزيرة اللؤلؤة في قطر والجائزة البرونزية من نصيب أبوظبي مارين في دولة الإمارات.
وعكست الجوائز تميُّز المراسي الفائزة بقدراتٍ تشغيليةٍ وخدميَّةٍ رائدةٍ على مستوى القطاع، وسلَّطت الضوء على مكانتها كنماذج يُحتذى بها، ودورها في إرساء معايير جديدة للتميُّز على امتداد المنطقة.
وشهدت نسخة «جوائز أبوظبي البحرية» لهذا العام إقبالاً كبيراً على المشاركة، حيث استقبلت 120 طلب مشاركة من مراسٍ عديدة في ثمان دول، ما يعادل ثلاثة أضعاف مشاركات دورة العام 2023.
ويعكس اتساع نطاق الإقبال على المشاركة في الجائزة تزايد أهميتها على مستوى القطاع البحري إقليمياً.
وقال د. سيف الناصري، وكيل دائرة البلديات والنقل: «جوائز أبوظبي البحرية (نسخة المراسي) تمثِّل جزءاً من التزامنا الراسخ بتطوير القطاع البحري، وتعزيز معايير التميُّز في المراسي على مستوى إمارة أبوظبي والمنطقة كاملة. حيث تُعَدُّ هذه الجوائز خطوة مهمة نحو تقدير ودعم الإنجازات النوعية التي تسهم في رفع جودة الخدمات البحرية، وتطبيق أفضل الممارسات في مجالات الصحة والسلامة والاستدامة والابتكار، ما يعزِّز مكانة أبوظبي مركزاً بحرياً عالمياً رائداً».
وقال الكابتن سيف المهيري، الرئيس التنفيذي لأبوظبي البحرية، والرئيس التنفيذي للاستدامة في مجموعة موانئ أبوظبي: «نهدف من خلال (جوائز أبوظبي البحرية) إلى تحفيز التقدُّم والتطوُّر، وتمكين المراسي الإقليمية ودعمها، ووضع معايير جديدة للتميُّز في القطاع البحري على امتداد المنطقة. وتجسِّد جوائز أبوظبي البحرية الأهداف الرامية إلى إرساء دعائم قطاع بحري أكثر تقدُّماً ومرونة، ودعم الابتكار وترسيخ الممارسات المستدامة. ونتوجَّه بأطيب التهاني لجميع الفائزين، ونُعرب عن امتناننا للمشاركين الذين أسهموا في إنجاح هذه الدورة. ونتطلَّع إلى نسخةٍ جديدةٍ من (جوائز أبوظبي البحرية) العام المقبل».
وتتولى أبوظبي البحرية، تحت مظلة مجموعة موانئ أبوظبي، وبالتعاون مع دائرة البلديات والنقل ومركز النقل المتكامل (أبوظبي للتنقُّل)، مسؤولية إدارة الممرات المائية وتطوير القطاع البحري في الإمارة.
وتجسِّد هذه الجوائز التزام «أبوظبي البحرية» بأعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة، ودورها في ترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة على الخريطة البحرية العالمية.