شبكة اخبار العراق:
2024-12-28@05:34:58 GMT

العراق التاريخي في مواجهة دولة المكونات

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

العراق التاريخي في مواجهة دولة المكونات

آخر تحديث: 28 فبراير 2024 - 9:40 صبقلم:فاروق يوسف بسذاجة سياسية تعامل الكثيرون مع المشروع الأميركي في العراق باعتباره دعوة إلى تقسيم البلد المنكوب بحروبه من غير أن ينتبهوا إلى أن الأميركان كانوا أكثر ذكاء في تفكيك العراق من غير الإعلان عن انهيار الدولة العراقية ورفع غطاء السيادة الوطنية عنها. عمل المحتل الأميركي على تمزيق النسيج المجتمعي وزعزعة وحدة الأراضي العراقية سياسيا من غير أن يؤدي تبنيه لاستقلال الإقليم الكردي شمال العراق إلى قيام دولة كردية، تكون عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم من أن الدولة الكردية التي يتم تمويلها من ميزانية العراق صارت أمرا واقعا، بعلمها وسفاراتها ورئيسها ووزاراتها وجيشها.

ولم ينحصر الأمر بمنطق القوة الذي فرض الأميركان من خلاله قيام تلك الدولة الطفيلية بل إن الدستور العراقي الجديد الذي كتبه الأميركان ينص على الاعتراف بها داخل حدود العراق مع وجود ما يُسمى صوريا بالحكومة الاتحادية في بغداد. لم يفت الأميركان الإعلان عن أنهم حافظوا على وحدة الأراضي العراقية، بل إنهم وقفوا ضد نتائج الاستفتاء الذي دعا إلى انفصال الإقليم الكردي عن العراق عام 2017. غير أن ذلك لا يخفي حقيقة أن الحكومة الاتحادية لا تملك ممثلا واحدا لها في الحكومة التي تفرض سيطرتها على الأراضي الكردية. ولا يزال الأكراد متمسكين بالمادة رقم 140 من الدستور والخاصة بما يسمى المناطق المتنازع عليها. وهي المناطق التي يعتقد الأكراد أنها تابعة لإقليمهم. وإذا ما نظرنا إلى خارطة العراق في ظل تلك المادة فإن الجزء الأكبر منها سيقع ضمن الدولة الكردية إذا ما تم تنفيذ تلك المادة. لذلك لم ينص الدستور على أن العراق دولة عربية بل هو دولة مكونات. العراق لم يعد قانونيا دولة عربية بالرغم من أن الجامعة العربية تصر على الاستمرار في احتضانه. وإذا ما كان الاعتراف الدستوري بالإقليم الكردي صريحا فإن الدستور قد نص صراحة في المادة 116 على أن العراق يتكون من عاصمة وأقاليم ومحافظات لا مركزية وإدارات محلية. وهو ما يعني أن العراق لم يعد ذلك العراق الذي نعرفه. في سياق ذلك التحول الخطير في تاريخ العراق فإن فكرة الأقاليم صارت جاهزة على الطاولة. في وقت سابق كانت هناك دعوة إلى إقامة إقليم في الجنوب، عاصمته البصرة، المدينة الثرية بالنفط. سيكون ذلك الإقليم حسب التصنيف الطائفي السائد شيعيا. غير أن الأحزاب الشيعية الموالية لإيران لم تستهوها تلك الفكرة فاختفت بين الأدراج. وليس سنة العراق أقل دهاء حين صاروا يطرحون فكرة الإقليم السني الذي ستكون الرمادي عاصمته. حين ألغيت فكرة الإقليم الشيعي فإن ذلك لم يكن فشلا للمشروع الطائفي الشيعي. فالشيعية السياسية التي هي تجسيد للهيمنة الإيرانية نجحت أخيرا في احتواء العراق الذي ترغب في أن يكون تحت سيطرتها. أما إقامة إقليم سني فإنها ستكون فكرة مرفوضة لا من قبل الأحزاب الشيعية التي انفردت بالحكم في بغداد فحسب، بل وأيضا من قبل إيران والولايات المتحدة، الدولتين اللتين تتحكمان بالقرار السياسي في العراق. ليست السنية السياسية أفضل حالا من الشيعية السياسية ولا هي أكثر وطنية. لقد انتهى زمن المقاومة وانزوى دعاة الوطنية في بيوتهم. هناك شيء أشبه بالتجارة وليس ممثلو “السنة العرب” كما يسميهم الدستور سوى رجال أعمال، صنع الأمريكان الجزء الأكبر منهم واجهة لمشروعهم في المناطق ذات الأغلبية السنية. وقد يعتقد البعض أن هناك خطأ في التوقيت. وهو ما يتناقض مع حقيقة الواقع العراقي. لقد طرد الدستور العراقي “سنة العراق” من العراق التاريخي حين اعتبرهم عربا فيما صار العراق غير عربي. فكرة العزل والإقصاء انطلقت من الدستور. غير أن إدارة الظهر لبغداد ليست فكرة حكيمة تماما. فبغداد التي تمكنت منها الشيعية السياسية تظل عاصمة للعراق الموحد. ذلك العراق الذي صنع السنة دولته، يوم كان مجرد ولايات عثمانية. وبغض النظر عن فشل مشاريع الأقاليم هنا وهناك يظل مشروع الإقليم الكردي قائما، يتحدى وجوده قيام دولة عراقية موحدة ذات سيادة. ما تم تفكيكه لن يُعاد إلى ما كان عليه. والعراق بلد مفكك، لا تملك حكومته الاتحادية سوى أن تمول الجهات التي تبقيه حاضرا على الخرائط السياسية غير أنه واقعيا لا يملك حضورا مؤثرا. لقد صار العراق دولة مكونات. لن يتمكن تاريخه في الوقت الحالي من ضبط سباق مكوناته.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الإقلیم الکردی غیر أن

إقرأ أيضاً:

تفوق تاريخي.. قلق سعودي من مواجهة العراق المصيرية

بغداد اليوم- متابعة

يستعد المنتخب السعودي لمباراة نارية تجمعه مع المنتخب العراقي، مساء السبت المقبل، على ملعب جابر الأحمد الدولي في الكويت، في الجولة الثالثة من دور المجموعات ببطولة كأس الخليج (خليجي 26).

وقبل الكلاسيكو الخليجي المُرتقب، يتصدر المنتخب البحريني المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، وقد ضمن التأهل إلى الدور المقبل في البطولة، فيما يأتي "الصقور الخضر" بالمرتبة الثانية، بفارق الأهداف عن المنتخب العراقي، ويتذيل اليمن جدول الترتيب من دون نقاط.

ويحتاج المنتخب السعودي للتعادل فقط خلال مباراته المقبلة أمام العراق؛ من أجل حجز بطاقة التأهل لنصف نهائي خليجي 26، بينما يبحث منتخب "أسود الرافدين" عن الفوز فقط حتى لا يودع العُرس الخليجي من الدور الأول.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات السابقة بين المنتخبين الكبيرين، نجد أن المنتخب العراقي يملك أفضلية واضحة على السعودية، سواء في بطولات كأس الخليج، أو في كل المسابقات بشكل عام.

انتصارات عراقية كاسحة في كأس الخليج

التقى المنتخبان 9 مرات من قبل في بطولات كأس الخليج، وكان الفوز من نصيب العراقيين في 6 مواجهات، فيما اكتفت السعودية بانتصارين فقط، وحضر التعادل مرة واحدة.

وسجل المنتخب العراقي 21 هدفًا في شباك السعودية واستقبل 5 أهداف، وحقق العراقيون نتائج كبيرة أمام "الأخضر"، أبرزها الفوز بنتيجة 7-1 في نسخة عام 1976 بقطر، والانتصار برباعية نظيفة في كأس الخليج 1984 الذي أُقيم في عمان.

العراق يتفوق تاريخيًا على السعودية

بشكل عام، تفوق المنتخب العراقي على شقيقه السعودي 17 مرة، مقابل 10 انتصارات للأخضر، فيما انتهت 9 مواجهات بالتعادل بين الكبيرين، وسجل العراقيون 55 هدفًا واهتزت شباكهم 31 مرة.

المنتخب السعودي يواجه شبح الخروج المبكر من كأس الخليج

ووفقًا لبيانات الموقع الرسمي للمنتخب السعودي، يُعد تيسير الجاسم أكثر لاعب سعودي واجه العراقي (10 مرات)، يليه الثنائي محمد عبد الجواد وأسامة هوساوي برصيد 9 مباريات لكل منهما.

ويُعتبر عبد الله الشيحان هداف منتخب السعودية خلال مواجهاته السابقة أمام العراق، برصيد هدفين، بالتساوي مع ناصر الشمراني، نواف العابد، ومحمد عبد الجواد.

مقالات مشابهة

  • أستاذ اقتصاد: ليبيا لديها كل المكونات لتكون قوة اقتصادية كبرى
  • الشبعاني: خطاب وتصرفات “خوري” و”غوتيرتش” تثبت بأن ليبيا دولة منقوصة السيادة
  • مصدر عراقي: المباحثات التي أجريت مع الإدارة السورية الجديدة أمنية
  • العراق يطالب سوريا بحماية السجون التي تضم عصابات داعش
  • تفوق تاريخي.. قلق سعودي من مواجهة العراق المصيرية
  • بخبخي: ليبيا اليوم مجرد فكرة دولة متنازع عليها
  • أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ما الحديث الذي دار بينهما؟
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • حزب بارزاني لغريمه الطالباني:لن نمنحكم رئاستي الإقليم والوزراء
  • السوداني: العراق تمكن من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة