بعد قصفها بـ60 صاروخا لحزب الله.. ما هي قاعدة نفح الاسرائيلية؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
قصف حزب الله، الإثنين الماضي، قاعدة نفح الإسرائيلية في عمق الجولان السوري المحتل بنحو 60 صاروخا من نوع "كاتيوشيا". ووفق وسائل إعلام لبنانية فإن القصف جاء ردا على ضربات إسرائيلية طالت شرق لبنان وأوقعت قتيلين من عناصر الحزب فضلا عن الاعتداءات على القرى والمنازل المدنية. والثلاثاء، قال حزب الله، إنه استهدف قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية "بدفعة صاروخية كبيرة"، ردا على الهجوم الإسرائيلي على منطقة بعلبك.
تتصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل في وقت تشهد الحدود بين الطرفين اشتباكات بين منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الاول الماضي، وسط تحذيرات إسرائيلية من تداعيات تلك الحرب وتوسعها بالجبهة الشمالية مع لبنان. ووفق بيان حزب الله ووسائل إعلام إسرائيلية فإن أبرز المعلومات عن قاعدة نفح الإسرائيلية ما يلي:
تقع في عمق الجولان السوري المحتل. تبعد 19 كيلومترا عن الحدود اللبنانية جنوب غرب مستعمرة أورتال وتبعد عنها 4 كيلومتر. تضم مقر قيادة الفرقة الإقليمية "الجولان 210 " وهي مقر قيادة "اللواء الإقليمي 474". تشمل معسكر عوز ومقر قيادة الكتيبة "المدرعة 77". بها قيادات من فوج "المدفعية 209". تضم قوات متدربة في معسكرات الجولان. تشمل قيادة أمامية لتشكيلات عسكرية تعمل بالاتجاه السوري. بها محطة اتصالات قيادية وتكتيكية "أفيك رهاف" و"إيتاكس"، ومشغل صيانة أمامي 754 لوحدة التسليح الإقليمية الشمالية لصيانة المدرعات. وتشن إسرائيل غارات بشكل مستمر ضد القرى الحدودية بالجنوب اللبناني، وتستهدف عناصر حزب الله في عمق الجنوب وصولا إلى صيدا. والأحد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن إسرائيل ستزيد من ضرباتها على حزب الله، بمعزل عن الهدنة المحتملة في غزة.
ما هي قدرات الصواريخ المستخدمة بقصف قاعدة "نفح"؟
تعد صواريخ كاتيوشا، روسية الصنع، أبرز الصواريخ التي يطلقها حزب الله ضد أهداف إسرائيلية كما تشكّل غالبية القوة الصاروخية للحزب اللبناني، وفق موقع "ميسيل ثريت" الأميركي، الذي قال إن أبرز قدراتها ما يلي: تصنف ضمن الصواريخ "أرض - أرض". تطلق بواسطة راجمات الصواريخ أو منصات إطلاق صواريخ بدائية. تضرب أهدافا على مدى يتراوح ما بين كيلومترات إلى عشرات الكيلومترات. يوجد منها عدة أنواع تختلف كل منها عن الآخر في قطر الصاروخ ونوع الرأس الحربي والمدى ووزن الإطلاق. المدى: من 4 إلى 40 كيلومترا. وزن الرأس الحربي: من 10 إلى 20 كيلوغرام. وزن الإطلاق: من 45 إلى 75 كليو غرام. القطر: يتراوح بين 82 و132 ملم. النسخة بقطر 122 ملم تحمل اسم "9 إم - 22" هي الأكثر استخداما. هل يتسع الصراع لحرب مفتوحة؟
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الأهمية العسكرية لصواريخ "كاتيوشا" السوفيتية تكمن في أنه يتم إطلاقها من مدى قصير في مسار منخفض ما يجعل عملية اعتراضها من جانب القبة الحديدية الإسرائيلية ذات تكلفة كبيرة، مشيرا إلى أنها أصبحت لاعبا أساسيا في غالبية المواجهات بين إسرائيل وحزب الله.
اعتماد إسرائيل على منظومة القبة الحديدية لواجهة هذه الصواريخ يرهق إسرائيل اقتصاديا وعسكريا. قواعد الاشتباك بينهما لا تزال منضبطة رغم دعوات اليمين المتطرف الإسرائيلي إلى شن حربا مفتوحة بالجبهة الشمالية. المشهد الدولي وبسبب حرب غزة لن يسمح بتوسع نطاق الصراع، وكذلك الإدارة الأميركية لا ترغب في ذلك. الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان لا تسمح لحزب الله بالانزلاق إلى حرب مفتوحة بسبب اعتبارات استراتيجية. حزب الله يشارك "وحدة الساحات" أو "محور المقاومة" بقيادة إيران شن هجمات ضد إسرائيل لكن لا يتطابق معها في كل الأمور. ترسانة حزب الله أكبر بكثير من حماس وفاعليتها أكبر بكثير ولديه صواريخ تغطي كافة مناطق فلسطين المحتلة وقادرة على الوصول إلى ميناء إيلات. ترسانته تخطت 150 ألف صاروخ ولديه أيضا قدرات تصنيعية والتوترات بالجبهة الشمالية تندرج ضمن نطاق الفعل ورد الفعل. (سكاي نيوز)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".
وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".
ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb
— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 قواسم مشتركةورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.
ظهور حزب الله
وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى.
السابع من أكتوبر
وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.
محاولات تطبيع سابقة
ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.
وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".
هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025 خطورة حزب اللهبحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.