شدد مسؤولون في الأمم المتحدة على تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة على ضوء تواصل العدوان الإسرائيلي وعرقلة المساعدة، موضحين أم "ربع سكان القطاع على حافة المجاعة".

وتتصاعد حدة الكارثة الإنسانية بقطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في الشمال الذي سجل فيه حالات وفاة بين أطفال ومسنين بسبب قلة الغذاء جراء الحصار الإسرائيلي.



ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية.

وقال نائب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ماوريتسيو مارتينا، إن "سكان غزة يواجهون اليوم انعداما خطيرا للأمن الغذائي ومخاطر كبيرة للمجاعة بسبب الصراع".


وأضاف خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي تحت عنوان "حماية المدنيين في الصراعات المسلحة"، أن "الأسباب الرئيسية لذلك هي زيادة حدة الصراعات، وانخفاض إمكانية الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية والمساعدات المنقذة للحياة، وعزل الناس في مرافق غير ملائمة بدون خدمات أساسية، وذلك وفقًا لمرحلة الأمن الغذائي المتكامل. وبحسب مقياس التصنيف (IPC)، فإن 378 ألف نسمة في غزة في وضع كارثي"، حسب وكالة الأناضول.

وحول الدمار الكبير الذي تسبب به عدوان الاحتلال، أوضح مارتينا أن واحدا من كل خمسة منازل تعرضت للتدمير، مشيرا إلى أن بعض البنى التحتية المدنية ومرافق إنتاج وتوزيع الغذاء ومرافق الري في غزة قد دمرت، في حين تعرض بعضها الآخر لأضرار جسيمة.

ولفت إلى أن حصار الاحتلال المتواصل، تسبب في قطع أو تقييد المنتجات الغذائية والكهرباء والوقود بشكل كامل، وأن القيود على إمدادات المياه مستمرة، موضحا أن أن إمدادات المياه في غزة انخفضت إلى 7 بالمائة مقارنة بما كانت عليه قبل 7 تشرين الأول /أكتوبر. 

بدوره، قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إن "جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريبًا، يحتاجون إلى المساعدات الغذائية".

وشدد على أن أن برنامج الأغذية العالمي مستعد لتوسيع عملياته في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفا أن "خطر المجاعة يزداد مع عدم كفاية إمدادات المنتجات الغذائية الأساسية لغزة"، وفقا للأناضول.

من جانبه، قال ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) في جنيف ومدير وحدة التنسيق راميش راجاسينغام، إن "ربع سكان غزة على حافة المجاعة".

وأوضح راجاسينغام أن واحدا من كل ستة أطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة وفاة رضيعين نتيجة الجفاف وسوء التغذية في شمال القطاع، الذي يشهد عملية تجويع وحشية من قبل الاحتلال، بمنع دخول الأغذية والمساعدات.

ووفقا لراجاسينغام، فإن سوء التغذية يتزايد بسرعة بين الأطفال والنساء والأمهات المرضعات في غزة، مشيرا إلى أن الاكتظاظ في الملاجئ والطقس البارد وسوء التغذية يخلق بيئة مواتية للأمراض الوبائية.

يأتي ذلك فيما تتصاعد التحذيرات من الموت جوعا في شمال قطاع غزة، في ما أصبح يعرف بحرب التجويع التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية.


والأسبوع الماضي، كشفت وثائق أممية وتحليل لصور الأقمار الصناعية عن إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في غزة بتاريخ 5 شباط/ فبراير الجاري، وذلك في أثناء توجهها إلى شمال القطاع، حيث يقف الفلسطينيون على حافة المجاعة، وفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، قالت في تقرير لها، إن واحدا من بين كل 6 أطفال في شمال غزة يواجه سوء التغذية الحاد، مشددة على أن "الوضع خطير جدا، لا سيما شمال قطاع غزة".
لليوم الـ145 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 29 ألف شهيد، وعدد الجرحى إلى أكثر من 70 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال الفلسطيني فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على حافة المجاعة الأمم المتحدة قطاع غزة فی شمال فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يفرج اليوم عن 90 أسيراً فلسطينياً

 

الثورة / متابعة
كشف مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين أمس الجمعة، عن قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم السبت من سجون العدو الصهيوني، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وكيان العدو الصهيوني.
وقال المكتب في بيان له: «بعد تسليم المقاومة الفلسطينية أسماء الأسرى الصهاينة سيتم الإفراج غدًا السبت عن تسعة من أسرى المؤبدات، و81 أسيرًا من ذوي المحكوميات العالية، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة طوفان الأحرار».
أما عن قائمة الأسرى الصهاينة المقرر الإفراج عنهم، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، «أبو عبيدة» في وقت سابق من أمس الجمعة، عن أسماء المحتجزين الصهاينة لدى المقاومة في غزة، المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل مع الكيان الصهيوني اليوم السبت.
وقال أبو عبيدة في تغريدة له: «في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج يوم غد السبت عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم: 1- عوفر كالدرون، 2- كيث شمونسل سيغال، 3- ياردن بيباس».
من جانب آخر، كشف استطلاع لصحيفة معاريف الصهيونية، الجمعة، أن 4 % من المستوطنين فقط يرون أن إسرائيل حققت أهداف الحرب بشكل كامل.
ويعكس الاستطلاع تراجعا في شعبية نتنياهو وضعفا في الكتلة الحاكمة، مع تزايد الدعم للمعارضة، كما يشير إلى شكوك عميقة حول تحقيق أهداف الحرب واستمرار الانقسامات حول القضايا السياسية الكبرى مثل قانون التجنيد.
وبين الاستطلاع انه مع عودة مئات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع، يعتقد 57 % من المستطلعين أن أهداف الحرب لم تتحقق بشكل كامل.. و32 % يرون أنها لم تتحقق على الإطلاق وفقط 4 % يعتقدون أن الأهداف قد تحققت بالكامل.
وقال الاستطلاع إن هناك تفاؤلا متزايدا بشأن إتمام صفقة الأسرى، حيث قال 36% إنهم يتوقعون إتمام الصفقة بالكامل (مقارنة بـ28% في الاستطلاع السابق).
وبين الاستطلاع أن الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو فقدت المزيد من الدعم، حيث حصل على 44 مقعدًا فقط (مقارنة بـ43 مقعدًا في الاستطلاع السابق)، بينما تحصل كتلة المعارضة على 61 مقعدا بدون النواب العرب.
وبين الاستطلاع انه إذا انضم نفتالي بينيت كمنافس، فإن المعارضة ستزيد قوتها إلى 66 مقعدًا.
وعندما طُلب من المستطلعين الاختيار بين تمرير قانون التجنيد أو الذهاب إلى انتخابات جديدة، اختار 57% الانتخابات مقابل 30 % فقط دعموا قانون التجنيد.
وحول الأوضاع داخل القطاع، فقد استشهد صياد فلسطيني، صباح أمس الجمعة، برصاص زوارق حربية صهيونية أثناء عمله قبالة ساحل بحر مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ونقلت وكالات أنباء فلسطينية، عن شهود عيان، قولهم: إن الزوارق الصهيونية أطلقت نيرانها بشكل مكثف تجاه قوارب الصيد في المنطقة، ما أسفر عن استشهاد أحد الصيادين.
وتواصل قوات العدو الصهيوني منع الصيادين الفلسطينيين من دخول البحر، مستهدفًا كل من يحاول الصيد رغم سريان وقف إطلاق النار.
وخلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، دمّر العدو معظم مراكب الصيد الكبيرة والصغيرة، مما دفع الصيادين للمطالبة باستئناف أنشطتهم ودخول المواد الضرورية لإصلاح المراكب وصناعتها من جديد.
من جانب آخر، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس ، بإجلاء 2500 طفل من قطاع غزة على الفور لتلقي العلاج الطبي.
وكتب غوتيريش في منشور له على منصة «إكس».. قائلاً: «يجب إجلاء 2500 طفل على الفور من قطاع غزة للعلاج، مع ضمان قدرتهم على العودة إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم».
وذكر أنه تأثر بشهادات أطباء عملوا في قطاع غزة.. مُشيداً بجهودهم وتضحياتهم الكبيرة.
من جهتها، طالبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أمس (الجمعة)، حكومة الاحتلال الإسرائيلية بالوفاء بالتزاماتها الدولية في ضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية عبر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك: «نحث حكومة «إسرائيل» على العمل مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، لضمان استمرارية العمليات. ليس لدى أي كيان أو وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة حالياً القدرة أو البنية الأساسية اللازمة لتحل محل وكالة الأونروا وخبرتها».
وأضاف الوزراء: «نؤكد مجدداً دعمنا لتفويض الأمم المتحدة (للأونروا) بتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. (الأونروا)… جزء لا يتجزأ من الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة».
وجددت الدول الثلاث تأييدها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين «إسرائيل» وحركة حماس، ورحبت الدول الثلاث بالزيادة «الملحوظة في المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة منذ بداية وقف إطلاق النار». وفي 19 يناير الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد حرب إبادة إسرائيلية استمرت 15 شهراً وخلفت 47,460 شهيداً و111580 مصاباً وآلاف المفقودين ودمار واسع وكارثة إنسانية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
  • محافظ شمال سيناء: مصر أخلت المنطقة العازلة في رفح من السكان لحماية الأمن القومي
  • منظمات أممية : الاحتياجات الإنسانية في غزة هائلة جدا
  • تحذيرات أممية ودولية من تداعيات حظر “الأونروا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • الاحتلال يفرج اليوم عن 90 أسيراً فلسطينياً
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في شرق الكونغو
  • في مقدمتهم أبناء غزة.. الأطفال يواجهون أزمات صحية مزمنة بسبب سوء التغذية
  • لجنة أممية تدعو لتعليق تنفيذ التشريع الإسرائيلي بشأن الأونروا
  • «الأغذية العالمي» يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان فيما يحاول توسيع عملياته