وفاة ‘‘قارون’’ القرن العشرين
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
وفاة ‘‘قارون’’ القرن العشرين.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
كيف دخلت الدولة العثمانية سباق الغواصات قبل القوى العظمى؟
تُعرف الغواصات اليوم بأنها واحدة من أهم الأسلحة البحرية في العالم، لكنها لم تكن دائمًا بهذا الشكل المتطور.
ومن بين أولى المحاولات التاريخية لاستخدام الغواصات في الحروب، تأتي تجربة الدولة العثمانية في القرن السابع عشر، والتي تعد واحدة من أقدم محاولات الغوص العسكري المسجلة.
تعود القصة إلى عهد السلطان أحمد الأول (1603-1617)، حين وردت بعض الروايات التي تشير إلى قيام العثمانيين بتجربة غواصة بدائية في مياه إسطنبول. ووفقًا لبعض المؤرخين العثمانيين، فقد ابتكر المخترع “إبراهيم أفندي” نموذجًا بسيطًا لسفينة قادرة على الغوص تحت الماء، في استعراض أقيم أمام السلطان نفسه.
أُجريت التجربة في مضيق البوسفور، حيث نزلت الغواصة تحت سطح الماء وأعادت الظهور بعد مسافة قصيرة. لم تكن الغواصة تعمل بمحركات بالطبع، لكنها اعتمدت على تقنيات بسيطة تجعلها تغوص لفترة قصيرة قبل أن تطفو مجددًا.
رغم عدم وجود أدلة قاطعة على نجاح التجربة عمليًا في القتال، فإن الفكرة بحد ذاتها كانت ثورية في ذلك الوقت، ما يعكس مدى تطور الفكر الهندسي العثماني في المجال البحري.
الغواصة العثمانية في القرن التاسع عشرعلى الرغم من أن تجربة القرن السابع عشر لم تؤدِ إلى تطوير غواصات قتالية، فإن الدولة العثمانية واصلت سعيها لامتلاك هذه التقنية. وفي عام 1887، أصبحت البحرية العثمانية واحدة من أوائل البحريات في العالم التي امتلكت غواصات حربية حديثة.
تم بناء الغواصتين “عبد الحميد” و”عبد المجيد” في بريطانيا لصالح الدولة العثمانية، حيث كانت هاتان الغواصتان تعملان بمحركات تعمل بالهواء المضغوط. تُعد “عبد الحميد” أول غواصة في العالم تطلق طوربيدًا تحت الماء، مما جعلها نقطة تحول في تاريخ الحروب البحرية.
رغم أن الغواصة الأولى في القرن السابع عشر لم تتطور إلى نموذج قتالي فعال، فإنها كانت دليلًا على الطموح العثماني في استكشاف التكنولوجيا العسكرية الجديدة. أما في القرن التاسع عشر، فقد أثبتت الغواصات العثمانية قدرتها على المنافسة عالميًا، لتصبح الدولة العثمانية واحدة من رواد هذا المجال قبل حتى العديد من الدول الأوروبية الكبرى.