يمن مونيتور/تقرير خاص

تختلف طقوس استقبال شهر رمضان المبارك من محافظة لأخرى في اليمن، وفي تعز تتميز بطابع خاص تلك الاستعدادات، التي يشعر معها المواطنون بخصوصية تلك المناسبة الروحانية.

تبدأ التجهيزات لهذا الشهر الفضيل منذ رجب، لكنها تتركز بشكل أكبر خلال شعبان، حيث يقوم المواطنون بتجهيزات معينة في المنازل والأحياء السكنية، وكذلك شراء بعض الحاجيات اللازمة لرمضان.

يقاوم المدنيون في تعز ظروف الحرب، وبرغم أنهم لم يحرصوا منذ مطلع العام 2015 على طقوس رمضان بشكل كبير بكل تفاصيلها كالسابق، إلا أنهم عقب اندلاع المعارك واستمرارها عاما بعد آخر، عاد لها البعض، في محاولة لأن يعيشوا ذات الأجواء التي كانت قبل سقوط الدولة.

الشعبانية ويا نفس ما تشتهي

من أكثر الطقوس ارتباطا برمضان، هي الاحتفال خلال شعبان بمناسبتين هما “الشعبانية و “يا نفس ما تشتهي”، ولكنها اليوم لم تعد مرتبطة بشكل دقيق بيوم محدد كالسابق، فالأولى كانت تتم في منتصف شعبان، أما الثانية فقبل بدء الصيام بيوم أو يومين.

يتم بالوقت الراهن خلال تلك المناسبتين تقديم الأطعمة المختلفة وخاصة تلك المرتبطة برمضان، كالسمبوسة والطعمية والباجية والشفوت، ويتم تزيين السفرة بالفوانيس والأضواء، وترسم الفتيات على أيديهن بالحناء رسوم تعبر عن رمضان كالهلال والنجوم، ويرتدين مع الأطفال ملابس عليها نقوش مرتبطة بالمناسبة، وفي بعض الأحياء السكنية يقوم الأطفال بزيارة المنازل وهم يرددون “يا مسا يا مسا الخير يا مسا.. يا مسا وأسعد الله المسا..” للحصول على الحلوى أو النقود.

شراء الزينة وحاجيات المطبخ

محلات الزينة من أكثر الأماكن التي يرتادها المدنيون والتي انتشرت مؤخرا بشكل أكبر، وفيها يتم بيع أدوات الزينة المختلفة الخاصة برمضان.

أما أكثر الزحام فيكون على محلات الأواني المنزلية، التي عليها إقبال كبير من قِبل النساء، وذلك لأنه يكثر خلال هذا الشهر تبادل الأطعمة بين الجيران، والإفطار الجماعي الذي يتم فيه دعوة بعض الأصدقاء والأهل.

وتحرص كثير من النساء على شراء الأواني المزينة بالهلال والنجوم والنقوش الإسلامية، وسفرة مصنوعة من البلاستيك مرتبطة بذلك الشهر أيضا.

أناشيد وتزيين

تصدح أصوات الأناشيد والابتهالات الخاصة برمضان من بعض الدراجات النارية ووسائل النقل العامة، وكذلك بعض المحلات التي تبيع حاجيات رمضان، فضلا عن بعض العربات المتجولة والأكشاك.

ويتم تزيين بعض الشوارع والمنازل والمحلات التجارية بالفوانيس، والأضواء التي لها شكل الهلال والنجوم، والأوراق التي تحمل ذات الرموز.

الملابس والمسابح

تنتشر في شعبان الأثواب الطويلة ذات النقوش المميزة وتسمي (قرقيعان)، وتكون ذات أقمشة مريحة، بخاصة حين يصادف رمضان في فصل الصيف ترتديها النساء والفتيات، أما الرجال فيفضلون ارتداء الأثواب الطويلة، أو المعاوز التقليدية أو الفوطة كونها مريحة أثناء ارتداؤها.

إضافة إلى الاستعداد لرمضان بتلك الثياب والأخرى الخاصة بالصلاة، يقوم البعض باستغلال فرصة عدم وجود طلب كبير على ملابس العيد وشرائها قبل ارتفاع أسعارها.

ويتم كذلك في العربات الصغيرة بيع المسابح العادية والأخرى الإلكترونية، والمصاحف وحواملها، كون ذلك الشهر يستغله الكثيرون بالعبادة والتقرب إلى الله.

خصوصية المدينة القديمة

اعتاد المدنيون كذلك قُبيل رمضان على شراء المواد الغذائية الأساسية، إلى جانب تلك المرتبطة برمضان، كالتمور، والباجية، والطعمية، والقمح المجروش، والمهلبية، والكريم كراميل، والجيلي، والقهوة.

عادة ما يتم شراء تلك المواد من مختلف محلات البهارات والسوبر ماركت، لكن البعض وبخاصة سكان المدينة القديمة بتعز، يحصرون على شرائها من الأسواق الشعبية في الباب الكبير وباب موسى.

فالأواني الفخارية يتم شراءها لشرب القهوة القِشر “قشور البُن” بها في رمضان عقب الإفطار بالتمر، وكذلك يتم اقتناء الحجر المخصص لطحن حبوب الباجية، التي تعد من أبرز المقبلات على السفرة في ذلك الشهر.

ويتمسك البعض حتى اليوم في المدينة القديمة بطلاء جدران منازلهم كل عام مع قدوم رمضان. كما تقوم بعض الأمهات بشراء الأقمشة من “سوق البَز” لخياطة ملابس رمضان وبخاصة للفتيات الصغار، وكذلك النقشات الجاهزة للحناء.

أناشيد رمضان، هي الأخرى حاضرة بأزقة الحارات القديمة، كما هي الزينة بالأضواء. ولا تنام تلك الأسواق مع دخول رمضان فعليا، فهي تصبح مقصدا لمئات المدنيين الذين يشترون منها أنواع الحلويات التقليدية المختلفة واللحوح وغيره.

موروث غني

يشجع كثير من اليمنيين استمرار مثل تلك العادات والتقاليد، ومنهم رانيا صادق التي تشعر بسعادة كلما اقترب شهر رمضان، لتتمكن من أن تعيش تلك اللحظات الجميلة.

وهي تحرص كما تؤكد لـ”يمن مونيتور” على الذهاب إلى المدينة القديمة لقضاء بعض الوقت مع أسرتها التي تسكن هناك، لتشعر بأجواء رمضان.

وتقول رانيا إن ذلك الموروث وتمسك المواطنين بها، يؤكد رغبتهم بالفرحة بقدوم رمضان، والابتهاج به، والخروج من أجواء الحرب بكل يعيش آثارها كل مواطن في اليمن.

وهي لا ترفض التجديد الذي يقوم به الشباب في الوقت الراهن بطريقة احتفالهم بقدوم رمضان، طالما أنه لا يخرج عن إطار ما كان يقوم به الأجداد وإن اختلفت الوسائل.

ولرمضان خصوصية لدى اليمنيين عموما ومختلف المسلمين، وهو ما يجعله مختلفا عن باقي أشهر العام، سواء بطرق العبادة فيه، أو قربهم الاجتماعي، أو طقوس إحيائه، ولكن استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية يؤدي بشكل أو بآخر إلى عدم توسع مثل تلك الاحتفالات، والتي أصبحت تقام وبشكل أبسط.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الاستقبال تعز رمضان المدینة القدیمة

إقرأ أيضاً:

موعد وقفة عرفات 2025 وعيد الأضحى المبارك.. التفاصيل والتواريخ

بدأت مشاعر الشوق والفرح تسري في قلوب المسلمين حول العالم مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، أحد أعظم المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون بشغف كل عام. 

ومع العد التنازلي الذي بدأ فعلياً، لم يتبقَ سوى نحو 60 يوماً تفصلنا عن هذا العيد، وفقاً للحسابات الفلكية التي أصدرها معمل أبحاث الشمس التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر.

الحسابات الفلكية تحدد الموعد

بحسب ما أعلنه المعهد، فإن هلال شهر ذو الحجة لعام 1446 هـ سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران، في تمام الساعة الخامسة وثلاث دقائق فجرًا بتوقيت القاهرة، يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو 2025، وهو يوم الرؤية الشرعية.

ومن المتوقع أن يبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 38 دقيقة بعد غروب الشمس، بينما سيظهر في سماء القاهرة لمدة 47 دقيقة. أما باقي المحافظات، فتتراوح مدة بقائه بين 40 إلى 49 دقيقة.
وفي العواصم والمدن العربية والإسلامية الأخرى، يظهر الهلال في السماء لفترات تتراوح بين 9 و59 دقيقة، ما يدعم التقديرات الفلكية بأن غرة شهر ذو الحجة ستكون يوم الأربعاء 28 مايو 2025.

وقفة عرفات والعيد

وفقاً للتقويم الفلكي، ستكون وقفة عرفات لهذا العام يوم الخميس 5 يونيو 2025، أما عيد الأضحى المبارك فسيحلّ يوم الجمعة 6 يونيو 2025، بإذن الله. ويعني هذا أننا نعيش الآن آخر أيام شهر شعبان، ومع نهاية رمضان القادم، ستكون الأجواء مهيأة لاستقبال موسم الحج وعيد الأضحى.

التقويم الهجري.. ارتباط بالقمر وحدث تاريخي خالد

يعتمد المسلمون في تحديد الأعياد والمناسبات الدينية على التقويم الهجري، الذي يستند إلى حركة القمر ودورته حول الأرض. ويتكون هذا التقويم من 12 شهراً قمرياً، تبدأ بالمحرّم وتنتهي بذي الحجة، حيث يحتل عيد الأضحى مكانته في ختام العام الهجري.

وتم إنشاء هذا التقويم على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجعل من هجرة الرسول محمد ﷺ من مكة إلى المدينة في عام 622م نقطة الانطلاق لأول سنة هجرية، ما أكسب التقويم اسمه "الهجري".

 أيام مباركة تقترب... والقلوب عامرة بالدعاء

مع كل يوم يمر، تزداد القلوب تعلقاً بأجواء عيد الأضحى، حيث الروحانية، الأضحية، والتقرب إلى الله. ستشهد الأيام المقبلة استعدادات مكثفة في العالم الإسلامي، سواء من الحجاج في طريقهم إلى المشاعر المقدسة، أو من العائلات التي تستعد للاحتفال والمشاركة في طقوس العيد.

ستون يوماً فقط تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك 2025، فلتكن فرصة لنا جميعاً للتقرب من الله، واستحضار قيم التضحية، الرحمة، والوحدة التي يجسدها هذا العيد العظيم.

مقالات مشابهة

  • سليمان شفيق يكتب: أربعاء أيوب.. طقوس الشفاء وميراث المحبة
  • رسميا.. الأهلي يعلن انتهاء أزمة سفر الفريق بطائرة خاصة
  • لميس الحديدي: عيد القيامة وشم النسيم طقوس توحد المصريين منذ آلاف السنين
  • الأهلي يغادر لجنوب أفريقيا اليوم استعداداً لمواجهة صن داونز بدوري الأبطال
  • نشرة المنوعات: محمد رمضان يثير الجدل ببدلة رقص.. وجلسة تصوير جديدة لبشرى.. ورق العنب إزاي تحتفظي بنكهة خاصة له برغم التخزين.. علامات تدل على نقص فيتامين د
  • طيار يوضح أسباب تعرض الطائرات الصغيرة للحوادث بشكل أكبر مقارنةً بالكبيرة.. فيديو
  • موعد وقفة عرفات 2025 وعيد الأضحى المبارك.. التفاصيل والتواريخ
  • مستوطنا صهيونيا يقتحمون الأقصى المبارك 
  • وزيرة التضامن تكرم فرق عمل الوزارة وقطاعاتها المختلفة القائمة على حملات ومراكز الإطعام خلال شهر رمضان المبارك
  • عيد الشعانين 2025.. أبرز طقوس الاحتفال بـ أحد السعف وسر تسميته بهذا الاسم